أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - جبريل الرجوب وتوافق التناقض..إلى أين؟؟؟















المزيد.....


جبريل الرجوب وتوافق التناقض..إلى أين؟؟؟


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 05:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


لكل قاعدة شواذ , لكننا نعلم أن للنظريات ثوابت, ومتغيرات,والمتعارف عليه في عرف معادلات برهنة النظريات,انه كلما اشتدت وتيرة التنافر, كلما اتجهت رؤوس الخطوط المتوازية, إلى الابتعاد يمينا ويسارا, ولم نعهد قطبي المغناطيس المتنافرين يتلاصقان,إلا إذا أصبحا بالفعل متجانسان, أو ربما يتم تقديم قطب على انه تنافري وفي حقيقته تجانسي وذلك لملاطفة الخصم, وإظهار مايناقض الباطن,فكيف لطرفي نقيض , ودون أن تطرأ تغيرات حقيقية على جذور أُس المتناقضة السياسية الحركية التاريخية, أن يصبحا في عشية وضحاها, متوالية ايجابية توافقية لاسلبية وعكسية ,أليس المثل يقول عند الخروج عن المألوف: أن في الأمر أمر؟؟؟

كل يوم تطل علينا وسائل الإعلام والصحافة, وعن مصادر متعددة, منها المعلوم, ومنها من يتبع برتوكول (طلب المصدر عدم ذكر اسمه) , بان باب الحوار الذي تركه الرئيس عباس مواربا لحركة حماس, بعد استيفاء شروط واستحقاقات الانقلاب, فتنقل تلك المصادر, شروع الأخ- جبريل الرجوب في فتح قنوات حوار , ومنها أخبار تحدثت عن حوار بالداخل وحوار بالخارج, وإذا صدقت الأخبار فان الشيء ونقيضه يحدث في نفس الوقت, مما يثير ألف سؤال وسؤال, رغم أن الحوار مطلب وطني للخروج من مستنقع الأزمة, والانزلاق الوطني, والذي حدث اثر قيام حركة حماس بالانقلاب العسكري والاستيلاء بالقوة على قطاع غزة,لكن المتتبع للخطوط العريضة لأصل اللعبة الشرعية والتشريعية, يجب أن يتوقف عند, الخروج على المألوف, عندما يراد له بتكتيك يجعل الأسئلة تتوارد للأذهان, لقراءة مابين سطور التشبه بالمألوف.

جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي

على أنقاض إخفاق مستشار الأمن القومي المستقيل الأخ - محمد دحلان , وبمرسوم رئاسي تم تعيين وتكليف الأخ - جبريل الرجوب مستشارا للأمن القومي , حدث ذلك تحت عنوان غير مألوف, وهو رفض جبريل الرجوب, إدانة انقلاب حركة حماس في غزة, وهذا بحد ذاته يتناقض مع الموقع والمهام المسندة إليه, لان الانقلاب على الأجهزة الأمنية, وعلى المؤسسة الرئاسية, تعني ببساطة ضربة في خاصرة الأمن القومي, الذي يعتبر الحاضنة الأساسية لتلك الأجهزة,وقد تم تبرير الانقلاب على أساس انه, ضد تيار الفساد والتيار الانقلابي, لكن الانقلاب ناقض الادعاء,حينما طال مؤسسات الرئاسة وحرماتها السيادية, فهل كان الرئيس تيارا انقلابيا, ورمز فساد كذلك؟؟؟ والسؤال الذي يطرح نفسه بناء على هذا المشهد: لماذا عين الرئيس جبريل الرجوب مستشارا للأمن القومي, دون قبوله إدانة الانقلاب,وفي العرف الوطني والسياسي, لابد لكل كيان سياسي من موقف محدد حيال عملية كالتمرد والانقلاب, فالتحفظ يعني الحياد, ويمكن في حالة الضبابية التي تضرب أقطاب حركة فتح,أن يعتبر الإصرار على عدم الإدانة تأييد, لأسباب لايخفيها البعض,لان الانقلاب طال قاعدة ورأس الخصوم السياسيين والمتنافسين داخل حركة فتح, وبالتأكيد فان السيد الرئيس الذي يعي جيدا مايفعل, وما يريده أن يكون, وقد كلف جبريل الرجوب, دون انتزاع الإدانة بما يضمن الانسجام مع الخطاب الرئاسي والحكومي, والثوري والمركزي,,, فما الذي يقف خلف كواليس الاستثناء؟؟؟؟
وعليه دعمت حركة حماس بموقف معلن , تعيين جبريل الرجوب مستشارا للأمن القومي, واختيار أعضاء المجلس, وفي ذلك تغييرا استراتيجيا, هذا إن لم يكن تكتيكيا, في رأي حركة حماس بجبريل الرجوب, الذي اتهم سابقا بالخيانة, والعمالة, والتهديد والوعيد, والجلبة الخطابية الإعلامية على الفضائيات, أو ربما هو زواج عرفي وموسمي, وتوافق مصالح في مواجهة تيار ما داخل حركة فتح, ولكن السؤال الملح,أين الإستراتيجية الثابتة, والتكتيك المتغير, في اللعبة الأمنية القومية؟؟؟فما مصلحة الرجوب في عدم إدانة الانقلاب؟ وكيف سمح الرئيس الذي يدين الانقلاب ويهاجمه كل دقيقة, أن يسند مسئولية الأمن القومي, لمن يرفض وبشدة وعناد إدانة الانقلاب, مما يعني بالمقابل تبريره!!! أم أن هناك من وراء القصد, قصد آخر, ومهمة سياسية وأمنية نجهلها؟؟؟ فماهي؟؟؟؟

ويبقى الحديث في إطار ما تتناقله وسائل الإعلام المسموعة, والمقروءة, والمرئية, وبتالي النفي والتأكيد, بشكل يجعل العنوان هو التناقض, ولنا في وقفتنا عند تلك المنقولات والمتوافقات, والمتناقضات, استفسارات سياسية وطنية ,تبحث عن ضالتها للترجمة الحركية والحزبية, فمثلا عندما تتناقل وسائل الإعلام تصريحا لجبريل الرجوب, يحذر فيه في هذه المرحلة ا ناي انسحاب إسرائيلي مفاجئ من الضفة الغربية, سيكون مصيرها شبيه بغزة, فهل نستطيع الاستنباط من هذا التصريح فيما لو تم تأكيده!! انه تحذير من خطر حماس في الضفة الغربية, أم هي دعوة لتخفيف وتيرة الصدام, وعدم انتهاج أسلوب فتح في قطاع غزة؟؟؟ ويقول السيد- محمود الزهار, على القيادة في الضفة الغربية وخاصة المؤسسة الأمنية وحركة فتح, أن تتعظ وتعتبر مما حدث بغزة, ويضيف بصراحة, أن المستفيد الأكبر مما حدث في غزة هي فتح, وهذه نقطة التقاء بين حركة حماس وبعض قيادات فتح لايستطيع احد أن ينكر هذه الحقيقة, وفي نفس السياق والتسخين, يصرح الصهيوني الجنرال(يوسي بايدتس) رئيس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية, أن المواجهة بين(فتح) وحماس) متواصلة, ويمكن أن تنزلق إلى الضفة الغربية, وتصل ذروة الوتيرة الإعلامية,إلى أعلى درجاتها بالتهديد بنقل المعركة إلى الضفة, والوعيد بقمع أي شبهة تدفع بهذا الاتجاه من قبل المؤسسة الأمنية في الضفة الغربية.

تلك المؤسسة الأمنية التي تقع في صلب مسئولية, مجلس الأمن القومي, وقد فشل دحلان سابقا في توجيهها للجم قوة حركة حماس, وقد ارتكز بحساباته الخاطئة على قيادات ميدانية هشة, خذلته وولت الأدبار, فتنحى, وجاء ليملئ الشاغر, جبريل الرجوب, فهل تكون مهمته في الضفة الغربية, التي يدور فيها السجال الآن, نفس المهمة المنبعثة من صلب صلاحيات ومهامه, كمستشار للأمن القومي, وهل هذا التوافق الذي نشهده, سيصمد, أم سيكون مصير الرجوب, هو نفس مصير دحلان, ويسمى بعد رحلة التقلبات,من مغضوب عليه سابقا عندما كان رئيسا لجهاز الأمن الوقائي بالضفة, والتغير بالمغازلة والتوافق والمباركة والقبول في مرحلتنا الحالية, نتيجة التقاء عند قبول بعض المتغيرات كما يقول-د. الزهار,, أم أن المتوقع أن يصبح كذلك بعد ذلك تيارا انقلابيا على الشرعية, ويتم فتح واستعادة كل الشعارات القديمة.

وما يهمنا هنا هو,ما مصلحة حركة حماس في دعم جبريل الرجوب, وهو قطب قوي داخل حركة فتح, التي تنتهج خطاب واضحا في استنكار والتنديد بانقلاب 14 آذار؟؟؟ فله الكثير من المواقف الحركية والإعلامية, تتجاوز الوسطية إلى النقد اللاذع والهجوم الحركي, في مواجهة حماس وذلك قبل الانقلاب, تلك المواقف التي لاتعتبر أرضية خصبة, لهذا التغير رأسا على عقب!! فهل عدم إدانته بصراحة ووضوح لايحمل اللبس, هل يعتبر رضاء ومكافأة لحركة حماس عن الإطاحة بدحلان وتياره,امنيا ومن ثم سياسيا, مما أفضى إلى هذا التغير البياني الصاخب؟؟؟أم أن هناك في دهاليز الخفاء أمور اكبر من استيعابنا؟؟؟

فعندما تتوافق المتناقضات, نعلم أن لذلك التوافق نطاق زمني, محدد ومحدود, وله حدوده الأمنية والسياسية المرسومة كإحداثيات تكتيكية, على الخارطة السياسية الوطنية الإستراتيجية, لذلك ففي ظل المتغيرات والمتناقضات, التي استوجبت التوقف والتأمل والفحص والتمحيص,وذلك بإجازة تفعيل أدوات المنطق والتحليل, والتي تقبل أحيانا الواقع بعجره وبجره, بغرائبه وتناقضاته, بما هو شاذ ومألوف, وتبحث في مسبباته, ونستنتج تداعياته, والى أي مدى يمكن أن تصمد تلك المتناقضات, لان الخاسر فيها هو من اعتبر أن التغير استراتيجيا, والظافر هو الذي يعتبر التوافق تكتيكيا, وعلى هذا يتم وضع أجندة المغازلة والحوار, ومابين الغباء والذكاء السياسي, ثوابت ومتغيرات منطقية ولا منطقية, والغلبة في النهاية للاعب الأمهر.
فرغم أن المشهد في الركن العربي والإقليمي والدولي , ينم عن إصرار المستشار الرجوب على الدفع بالخروج من الأزمة من خلال بوابة الحوار, حتى في حال عدم تراجع حماس عن الانقلاب والاعتذار, أو الامتثال لشروط الرئيس أبو مازن, كي يسمح ببدء جولات حوار, فتبقى تلك التحركات وما تناقلته وتسربه وسائل الإعلام, في شكل استثمار القبول لشخص جبريل الرجوب, بسبب وحدة الخصم كما توضحه حركة حماس, وتبقى المقابلات أو اللقاءات المباشرة وغير المباشرة , العلنية والخفية, في حضرة بعض الأطراف العربية, هي مدار جدال, وتأكيد ونفي, وهكذا هي السياسة.

فكيف يكون إذن العنوان لاحوار وحوار في نفس السطر,أم أن المحاور يعتبر بموجب القبول, وسيط ومحايد, فإذا كان مستشار الرئيس لشئون الأمن القومي محايدا, فمن الذي يمثل السلوك والخطاب الرسمي, علما انه في عرف برتوكول المواقع الرسمية, فان الرؤيا الشخصية والقناعات الخاصة, لاقيمة لها بعيدا عن النطق بما ينسجم بالكمال والتمام مع الخطاب الرئاسي والحكومي والحركي الرسمي,وإذا كان الانقلاب لم يمس بالأمن القومي, فهل يصب الانقلاب في مصلحة الأمن القومي, تقول حماس انم احدث من تطهير للتيار الانقلابي وللفساد يصب في الأمن القومي الفلسطيني, ويقول الرئيس انم احدث من انقلاب على الشرعية يمس بل يدمر الأمن القومي والنسيج الوطني الفلسطيني, فماذا يقول المستشار جبريل الرجوب؟؟؟ هل يقف في المنتصف ويمسك العصا من المنتصف؟؟؟ أم فعلا أُنيط له هذا الدور بدليل موافقة التكليف, رغم التناقض بين خطاب الرئاسة, وخطاب جبريل الرجوب المتحفظ, وقبل أن يحظى بشرف تكليفه, كمستشار للأمن القومي؟؟؟!!!

ومن خلال وقفة المتأمل والمحلل والمتبصر, بعمق الدوامة, لابسطحيتها يجد,أن الكل يلقي بشباك الغزل بقوة وحذر, ويبقى السؤال: أين المنطقي وأين اللامنطقي؟؟؟ وماهي أهداف هذا وذاك جراء قبول لعبة الحوار من لدرجة الثانية؟؟ وجرها إلى ميادين بعيدة عن مناخات الإعداد لتوفير أجواء سليمة لمرحلة التسوية السياسية المقبلة؟؟؟ أين المنطقي واللا منطقي في هذا التوافق والتقارب, الذي يخال للبعض انه فترة الحضانة الحميمة, طالما التقى طرف بالكامل, مع جزء من الطرف الآخر, على رأي واحد بخصوص بعض المسائل الوطنية والتنظيمية, وحتى لو كان الالتقاء على ضرر لأطراف أخرى؟؟؟

المهم ورغم انغلاق أو إغلاق كافة منطلقات الحوارات الوطنية والإقليمية والدولية, وقطع الطريق من قبل شرعية السلطة لدى العالم, والذي يمثلها الرئيس أبو مازن وحكومته, بان لاحوار إلا بشروط اكبر من المعلنة, فالمعلن هو إزالة آثار الانقلاب والعدوان, وبالتالي العودة إلى ماقبل 14 آذار, وبذلك يكون المطلوب إعادة بعض مباني حجرية, وأسلحة الأجهزة الأمنية, والحقيقة النصف معلنة, هي شروط المربع السياسي الأول, والذي تحدث بها مستشار السيد الرئيس- نبيل عمر قائلا, لسنا مهتمين بالاستيلاء على بيت الرئيس أو المباني فالياخذوها , وهذا يترجم القصد, وأضاف إن المطلوب والمقصود هو شروط تنهي الحصار, وهذا ما أسميته شروط العودة للمربع الأول السياسي,وتنفيذ ماتم القفز عنه عندما تم تجاوز الرد على كتاب تكليف الرئيس بمحض إرادته دون أن تتحقق نتيجة التجاوز,انه برنامج الرئيس أبو مازن, والذي انتخب بموجبه, تلك الشروط في ملخصها القديم الحديث, والتي تسبب التنكر لها من قبل حماس, إلى الحصار, هي (( شروط الرباعية باختصار)) والاعتراف بالشريك الإسرائيلي, والاتفاقيات الموقعة, ونبذ الإرهاب, وإظهار الرغبة في السلام,,, هذا بيت قصيد الشروط لمن أراد أن يعي أرضية الحوار, وما دون ذلك التشريعي نافع, والحكومة وحدة وطنية مُجدية, ولا لقاءات حوارية ذات أهمية, إلا أنها المحاولات, مابين الفينة والأخرى لجس النبض, بعد محاولة لرفع شعار الشرعية, وتقليم أظافر القنوات العربية والإقليمية, وترك نافذة الشروط الواحدة الوحيدة للعبور, مع المراهنة على قصر النفس والتجريد من مقومات الصمود, بل استثمار سلوكيات الخطيئة الميدانية, من اجل بروز أي راية سياسية بيضاء , ستكون نتيجة لمخطط موضوع بحنكة ومهارة ودعم منقطع النظير, وربما يكون الصمود المطلق ضربا من المستحيل.

نعود لمجلس الأمن القومي, وتعيين اللواء جبريل الرجوب من قبل الرئيس, رغم عدم إدانته للانقلاب, وتقصد تفادي الهجوم السياسي والحركي المعهود على حركة حماس, وهذه معادلة غير منطقية تم منطقتها, وعليه فلايمكن أن يقبل الرئيس دون أسباب وأهداف كبيرة هذه الصياغة!!! فماهي تلك الأهداف؟؟؟ وفي أي المسارات تصب؟؟؟ وما هو نطاقها الزماني والمكاني؟؟؟؟

وطالما رفضت حركة حماس بقوة تلك الشروط وأرضية الالتقاء, فقد أوصدت جميع أبواب الحوار كما أسلفنا,وأي محاولات للوساطة دون إعلان مبادئ تضمن قبول شروط ماخلف تسليم المباني, فهي محاولات اقل مايقال فيها, هي مضيعة للوقت!!!! وهذا ثاني بيت قصيد, فمن المستفيد من المطمطة, والتعنت , والمماطلة, من هذا التكتيك(مضيعة الوقت)؟؟؟ إذا كانت حماس؟؟ فعلى ماذا تراهن لكسب الوقت؟؟ وما المنتظر في أجندتها يجعلها تراهن على الوقت؟؟؟ رغم أن الظروف كلها تتجه في غير مصلحتها, على الأقل على المستوى الرسمي العربي والدولي, ونستطيع القول ضمنا على مستوى الواقع الميداني الوطني, من حيث سحب بساط الشرعية من تحت أقدامها!!! وإذا كانت الرئاسة والحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية هي من يناور ويراهن على الوقت, وتجاوز الحسم بالقوة الغير متوفر معطياتها ومقوماتها في المدى القريب المنظور؟؟ فماذا ينتظر جراء الاستفادة من إضاعة الوقت؟؟ ولأي مسار أو لأي سقف سيكون إضاعة الوقت صالحا ومناسبا لأهداف سياسية اكبر من قضية غزة ,على الأقل في المنظور والمدى القريب, وسط زحام الشرعية واللاشرعية, والتسوية, وعزل غزة؟؟؟!!!

فهل المقصود من تعيين جبريل الرجوب بمواقفه الوسطية الحالية, وبتناقض كبير مابين أصول المهمة القومية المسندة إليه, وبين سلوكه السياسي الوطني, والذي يعتبر مجازا مؤيدا للانقلاب, طالما لم يعارضه بقوة ويهاجمه ويستنكره بوضوح؟؟؟ وقبول الرئيس بهذا التناقض؟؟؟

فهل يعني ذلك ترك الباب الوحيد الموارب(جبريل الرجوب) كي تتجه إليه حركة حماس والوسطاء على المستوى الوطني الداخلي, وعلى المستويين الإقليمي والدولي الخارجي, من منطلق سيناريو القبول لمواقفه, ومن منطلق طُعم وحدة الخصم السياسي الوطني, وهل هذه التوليفة المتناقضة, مابين متطلبات الموقع الرسمي( مجلس الأمن القومي) ومابين استقلالية توجهات مستشار المجلس, والتي تسمح له بالتناغم مع الخصم الانقلابي( حماس) ولقاء القبول من الدول التي تسعى لتحقيق تقدم, وحلول وسطية, كي تعيد التوافق والحوار, وبذلك يتم إجازة الحوار في السر والعلن؟؟؟ فهل هذا يعبر عن حقيقة توجه الحكومة والرئاسة وحركة فتح بالضفة الغربية؟؟؟ أم هي مشاغلة ولعبة شد الحبال, و ماخفي أعظم؟؟؟

والى أي مدى مطلوب أن يذهب جبريل الرجوب في ذلك الحوار الذي يطل علينا يوميا في العديد من وسائل الإعلام والأخبار؟؟؟ أم فعلا مطلوب مضيعة الوقت؟؟؟ فمضيعة الوقت قد تصبح لأحد الأطراف هدفا تكتيكيا هام جدا, إذا كان المقصود من القبول بهذه التوليفة الأمنية القومية, الشخصية الرسمية, هو تحقيق هذا الهدف؟؟؟ فما الهدف الأكبر على المستوى السياسي والأمني, جراء الاتصالات واللقاءات على الساحات الخارجية, ولا نستبعد في سبيل رأب الصدع كما يُدعى بأسلوب التورية( الأهداف القريبة والبعيدة) أن تتم زيارات مقبولة ومؤمنة ومضمونة, في قطاع غزة أو في الضفة الغربية كذلك, فطالما كان الانطلاق من أرضية التناقضات فكل الأدوات جائزة, والضرورات تبيح المحظورات, وأخر حديث إعلامي لم يتم تأكيده أو نفيه بالمطلق مؤخرا, حول اجتماع بين د.غازي حمد والقيادي في حركة فتح - جبريل الرجوب, وبسام الصالحي عن حزب الشعب, وعبد الرحيم ملوح عن الجبهة الشعبية, ومصطفى البرغوثي عن المبادرة الوطنية, وناصر الشاعر, والحديث يدور عن إجراء نقاشات واتصالات مكثفة, وضعوا خلالها أسس لحل الأزمة, تقوم على تشكيل حكومة وطنية من المستقلين, تستمر لمدة 9 أشهر حتى عام ونصف العام, وان يتم إعادة صياغة الأجهزة الأمنية, وإعادة جميع المقار الأمنية والممتلكات, وتسليمها للرئيس محمود عباس, باعتباره رأس الشرعية,,, ولا نعلم كيف تم الاتصال والحوار, وأين, في غزة أم في الضفة الغربية, أم عن طريق((الفيديو كونفرانس)),, وسواء تمت تلك اللقاءات أو لم تتم, فإنها تتناقض بالمطلق مع الخطاب الرئاسي والحكومي ارسمي, مع ترك هامش للتأكيد بعد النفي,, لإمكانية الحدوث, طالما تم إجازة ذلك لمستشار الأمن القومي اللواء جبريل الرجوب!!!

الخلاصة

في حال تأكيد اللقاء مثلما تم تأكيد التحفظ, فهل يتزامن ذلك التقارب والتناغم اللا منطقي, والذي لن يفضي إلى شيء غير مضيعة الوقت, طالما كل طرف متمسك بشروطه ومواقفه, وفي نفس الوقت لايمكن اعتبار مستشار الأمن القومي طرفا محايدا, بل هو سقف وأرضية طرف واحد وحيد هو طرف الشرعية المعلنة في رام الله, بعيدا عن سيناريوهات لعبة الحبال, فهل يتزامن ذلك الشد والرخي العبثي, مع المشروع السياسي للتسوية, والذي أصبح قاب قوسين أو أدنى, وضمانة إحداث انطلاقة به تتمثل في بقاء غزة على حالها بل أسوأ مما يتوقع البعض, وضمان عدم التسبب في أي إزعاج ما من شانه, قلب طاولة الإعدادات المحمومة, سواء للمؤتمر الدولي القريب, أو إعلانات المبادئ المترتبة عليه, أو حتى تعكير صفو المفاوضات الدائرة والتي تستبق الدخول إلى المعمل الحقيقي المكثف للحلول بالتوافق أحيانا وبالضغط على الأطراف حسب موازين القوى أحيانا أخرى.

فهذا ذكاء سياسي خارق فيما لو استطاع طرف أن ينتزع من الآخر, ثقة شبه مطلقة بان المقصود من الحوار, على الساحات العربية والدولية الخارجية, إنهاء سريع للازمة والانقلاب, ولكن الأمور قد تتعقد إذا ماتوقف طرف ما ليفكر بمحاذير سياسية وأمنية, ويسال نفسه, ماذا يقصد الآخر, من الرحابة وسعة الصدر, تحت عنوان الضيق والتضييق, وغضب النفوس, للهث خلف الحوار؟؟؟!!!

فعلى الساحة الداخلية

بالأمس إعلان عن تعديل قانون الانتخابات , والإعداد السريع لإجرائها بشكل مبكر, واليوم تأجيل للانتخابات المبكرة!!!!!
بالمس احتمالية حل المجلس التشريعي, واليوم صمت وعدم مناقشة أي إعدادات وبدائل وتشريعات , لهذا الاحتمال !!!!!!!
وأمور كثيرة أخرى تجعلنا نتوقف ونتساءل, هل حسن النوايا الذي نلمسه بين الفينة والأخرى, رغم استمرار وتكثيف إدانة سلوك حماس في قطاع غزة, ووصفه بالإجرامي وغير الشرعي,, هل يعني ذلك إفساح المجال بهامش محدد وسقف مشروط, لإفساح المجال أمام حوارية اللواء جبريل الرجوب, ونصب الشراك من جديد؟؟؟ ومن ينصب ويشرك الطريق للآخر ويتربص به؟؟؟ وهل الآخر يعدم مخزون التربص؟؟؟فالهرولة خلف حوار من اجل الحوار, طالما كان بدون شروط مسبقة, فما الداعي إذن لموافقة ومباركة الرئاسة لذلك, هل من اجل تفريج الأزمة؟؟؟ أم من اجل تفريخها وضعها وصياغتها فيقريبا,لاحتواء الزماني والمكاني؟؟؟ بعيدا عن الملعب السياسي الذي سيشهد قريبا, محاولات بائسة للسلام, في ظل هرولة صهيونية لاستثمار العزل والانقسام؟؟؟!!!

الساحة الخارجية

وبالمقابل والارتباط بشراكة الأزمة, والانفراج , وعلاقات الامتدادات العربية والإقليمية للحالة الفلسطينية, والمطلوب عربيا وإقليميا, تسكين الجبهات ولجم المشاغبات, ليس على مستوى التناقض الفلسطيني فحسب, وإنما على مستوى الجبهات المؤثرة سلبا وإيجابا, على إنجاح أو إفشال المشروع السياسي الذي بات يلوح في السماء السياسية الأولى, فنجد بوضوح انه يتم من قبل الغرب مغازلة ومهادنة طهران, وبالفعل حدثت لقاءات واتصالات فيما يتعلق بمصير الوضع الأمني في العراق,, فمن جهة نرى يوميا الأساطيل تتوافد بكثافة صوب الخليج, ليس من اجل حرب مع إيران باتت بعيدة المنال الصهيوني, وإنما من اجل تنفيذ خطة الاندحار الضخمة, عن بلاد الرافدين, وبالمقابل محاولة الزج وتوريط إيران في ذلك المستنقع العراقي, وإيجاد بديل للعدو الأمريكي, بإثارة النعرة والطائفية السنية الشيعية المقيتة.
وكذلك على الجبهة السورية الأقرب, فيتم التلويح بالعصا والجزرة السياسية, وحث النظام السوري بصراحة على توفير أجواء مناسبة لتنشيط آفاق السلام الذي يقرع الأبواب, وربما يتم العمل بكثافة من اجل جلب دمشق إلى مؤتمر السلام الدولي المرتقب, وبالمقابل فان العمل يجري على قدم وساق, في حال المشاغبة وتعكير أجواء السلام, لتوجيه ضربة قاسمة , قوية ومفاجئة, لدمشق, ومحاولة تنفيذ مخطط الإطاحة بالنظام السوري, ذلك المخطط الذي أصبح شبه جاهز, ويتم تأهيل نظام خدام الهزيل البديل في لندن وواشنطن.

وفي النهاية فان المطلوب من المشاغلة, والتقارب, والحوارات, على المستوى الوطني والعربي والإقليمي, هو عدم التشويش على أجواء السلام الموهوم والمزعوم والذي حطت رحلته على عتبات موانئ منطقة الشرق الأوسط عامة , وفي بؤرة إعصار السلام في فلسطين خاصة.

والله من وراء القصد



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين في رحاب المدرسة الساداتية
- الدولة الفلسطينية الموقوتة والمناخات السياسية المحيطة
- عاشت الثورة,,عاشت م.ت.ف ,,عاشت الذكرى
- الانقلاب الشامل والهروب الجماعي
- كفاكم عبثا وتسييس لمعاناة العالقين
- ضربة وشيكة لإيران على ثلاث جبهات
- السلام المحموم في الزمن المأزوم
- غزة في مهب رياح صناعية ؟؟!!
- قصتي مع الضيف آلن جونستون
- الخيار الدولي ذر للرماد في العيون
- هاني الحسن في ذمة الجزيرة
- لا أهلا ولا سهلا بالمجرم توني بلير
- قمة شرم الشيخ بين التقليدية والاختراق
- ** سؤال حماس لدعوى اغتيال عباس **
- متى ياغزة الإجابة ؟؟؟
- المقاومة,, ماضي,,, حاضر ,,, مستقبل ؟؟؟
- الدوامة والمخرج
- الرهان الخاسر والفاتورة الباهظة
- بيوت الرحمن حِصن أمان لا وكر إجرام
- زمام المبادرة الإستراتيجية


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - جبريل الرجوب وتوافق التناقض..إلى أين؟؟؟