أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - إننا خونة!وطن بلا مواطنين- تداعيات في ضوء إعلان دمشق-1-















المزيد.....

إننا خونة!وطن بلا مواطنين- تداعيات في ضوء إعلان دمشق-1-


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2145 - 2007 / 12 / 30 - 12:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


_1_

قبل خبر اعتقال فداء حوراني، كرئيسة منتخبة لمجلس إعلان دمشق، قلت أن سورية لازال فيها خيرا بانتخابها لفداء، وبعده تواردت الأنباء عن توالي الاعتقالات، هذا لم يفاجئني أبدا، سلطة بلادي منذ زمن بعيد، وبعيد جدا اتخذت قرارها بتصفية ونهب الشعب السوري رمزيا وماديا، وتحويل سورية إلى بقايا، ليجيب أحدا منا على سؤال، من هو العدو رقم واحد بالنسبة لنظام بلادي السياسي؟ اعتلت عذاباتنا، قمم خاوية، سرعان ما انهارت، عند أو ل منعطف، وأسفرت عن وجه، كان يحلم به نظام بلادي! أن يخرج لديه أصوات تخون المعارضة السورية، تلك المعارضة الحقيقية التي دفعت من حياتها وحياة أبناءها سجونا وتشرد وفقر، مرة سألني مثقف أمريكي مهتم بالشأن السوري سؤالا: لا أصدق أنك كنت معتقلا 12 عاما وتقبل أن تتحالف مع عبد الحليم خدام، كيف هذه لم تخطر ببالي؟ والآن سأجيب على السؤال الذي أجبت فيه الرجل لكنني لم أكتبه في السابق، قلت له: ببساطة متناهية، خدام يشكل ضمانة أقله لبعض رموز الطائفة العلوية في سورية. ولهذا لم يكن لدي مانع من التحدث مع رفعت أسد ساعات عبر الهاتف، متيقنا أن هذا ما تحتاجه سورية، رموز سياسة تشكل ضمانة لأبناء الطائفة الذين لهم مصلحة في التغيير ويخافونه. كنت مخطئا أو مصيبا، ليس هذا هو المهم، ولكنني اكتشفت، أن جملة المصالح المعقدة التي راكمها نظام بني على أساس أقلوي، ولن يسمح مهما كان الثمن بأن يتحول إلى نظام طبيعي. ويستخدم كل الأساليب الممكنة، من أجل هذا الهدف، جملة المصالح المعقدة هذه صار فيها تشكيل ما فوق طائفي ناطق باسم نظام طائفي- تشكيل يتشدق بكل القيم القومية و العروبية، والطبقات الشعبية، التي هزمها هو نفسه، مع نظامه، كما هزم المجتمع السوري- والتوصيف هنا إجرائي أولا ولا يتناول أبناء الطائفة ولا عقيدتهم، لكنه يتناول آليات إنبناء النظام منذ ولادته عام 1970. حاورت وأنا كنت ومازلت أزعم بأنني علماني، وربما أكثر، الأخوان المسلمين ولازلت أدافع عن هذا الحوار من أجل لغة تبث الطمأنينة لدى أبناء الأقليات السورية عموما، والأقلية العلوية بشكل خاص، ولم أكن أخفي هذه النقطة أو أتعامل معها بتكتيك، أو أجعلها مجالا للمساومة مع أي طرف كان، رغم أنني كسبت من عداوات مع الأصدقاء في جماعة الأخوان المسلمين، ورغم قناعتي أنهم الفصيل الأكثر مؤسسية في الحياة السياسية السورية، ولا يمكن للمعارضة تجاوزهم- بشوية- شعارات! ومع ذلك هنالك قضايا لا يمكن للمرء أن يساوم عليها، خصوصا أنه في جو من الحرية. لا أعرف في الحقيقة هنالك مسألة تثير الريبة، كيف لمعارض يكون لديه استعداد للتعاطي مع الرموز الأمنية القائمة في البلد الآن، ويشتم خدام في كل مناسبة! ليس دفاعا عن خدام، وهو أقدر بالدفاع عن نفسه. ولا أبيض صفحة أحدا كائن من كان، حتى لو كان والدي رحمه الله الذي كان يعتبر من رموز البعث القلائل الذين كانوا نظيفي اليد واللسان، في محافظة درعا في فترة من الفترات! ولكن أمرا يدعو للريبة حقيقة، من المعروف في سورية مثلا! أن العماد المتقاعد حكمت الشهابي، كان أقوى شخصية سنية في الحكم، بحكم المناصب التي تقلدها منذ تولي الأسد الأب السلطة، بدءا من رئيس لاستخبارات النظام وانتهاء برئيس أركان النظام على مدى أكثر من عشرين عاما- مع ذلك بقي منفذا لا أكثر ولا أقل- لا أحد يأتي على ذكره! ربما كما قال لي أحد الأصدقاء، لو بقي خدام خارج المعارضة لما اقترب منه أحد من علمانيي وديمقراطيي سورية المساندين للطبقات الشعبية السورية، في آخر بدعهم والتي تقول أن خدام هو من صاغ القانون 49 القاضي بإعدام كل منتسب لجماعة الأخوان المسلمين! لا أعتقد أن من كتب هذه الجملة مقتنع بها! لأنهم أكثر من يعرفون، أن في زمن الرئيس الراحل، لم يكن لديه مراكز قوى تصيغ قرارات إستراتيجية! كان لديه منفذين، لهذا وغيره من الأسباب التي سأتناولها تباعا قلت منذ البداية نحن خونة! وقال لي هذا الصديق نفسه، ألا تشعر بخيانة لذاتك المنتهكة عندما كان خدام نائبا لرئيس النظام السوري، وتجلس معه الآن؟ وأقول لبعض الأصدقاء التالي: إذا كنت تجد من مصلحتك بقاء النظام، لسبب أو لآخر فهذا من حقك، ولكن لماذا تشعر بعقدة الذنب، وتحاول أن ترمي بما يثقل ضميرك على الآخرين. أليست هذه خيانة للذات قبل الوطن. بأي معتقد يمكن أن تبرر لهذا النظام اعتقال رموز، هم النظافة بعينها، ولا أتحدث هنا عن أناس لا أعرفهم بل أتحدث عن أناس أعرفهم، جيدا كما أزعم. كلنا خونة كمثقفين وأشباه مثقفين ، ولكل خياناته وعلى طريقته! عندما تعتقل فداء حوراني، وتجد من يبرر اعتقالها من جهة، ويتهمها بالخيانة. ليس خيانة أن أحاول توظيف ما أراه مناسبا من أجل هدف واحد وهو التغيير السلمي الديمقراطي في سورية. وبنفس الوقت هي خيانة لتاريخ، كان فيه السيد خدام والسيد رفعت الأسد نائبي رئيس نظام فتك بالأخضر واليابس في سورية قبل لبنان، وفي فلسطين قبل سورية. نعم هي خيانة لذات فردية، لكن لو كان الأمر كذلك، أقصد لو كانت المسألة فردية، وتتعلق بأقنومات رمزية لحالة فردية لشبه مثقف مثلي، لما كنت ربما أتحاور مع خدام أو مع غيره. المسألة ببساطة لها وجهين:
أحدهما شخصي وهذا لا علاقة له بأحد! في أنني رأيت في خطوة الرجل حالة تستحق التوقف عندها ومعرفة كنهها، وجوهرها، وتفاصيلها. والوجه الثاني: تجذر الإشكالية الطائفية في سورية، والخوف من تفجرها تقتضي منا إضافة إلى عوامل أخرى أن نحاول تهيئة كل المناخات الضرورية لتغيير سلمي ديمقراطي، حتى لو قاده الرئيس بشار الأسد نفسه وفي حال عبر عن أدنى رغبة بذلك- ياريت- ليته يفعل ذلك لكي أصفق له وأنا غير ملوث! والذي أمر باعتقال رفاق وأصدقاء لي، كل ما قاموا به أنهم سوريون. أما لجهة الأمريكيين: القول واضح يا سادة كلما أطلقت على الأمريكيين تجد حاضنا على كافة الصعد لدى الاستبداد العربي، والسوري الإيراني بشكل خاص. لأنني مقتنع كالكثير غيري أن الأمريكيين أصبحوا في مسامنا. ومع ذلك سنعود مرارا وتكرارا لنقاش الأصدقاء حول هذا الأمر، ولكن قبل أن نختم هذا الجزء: للأسف نقول التالي: أن الاستبداد من التجذر والقوة والشراسة، في أنه لن يؤثر عليه( شوية حكواتية مثلي وجر) بل يؤثر عليه عاملان فقط: الأول أمريكا بما تمثله في العالم وفي المجتمع الدولي، والثاني تفكك هذا الاستبداد من داخله، فإذا كان في سورية هنالك إمكانية لتوفر الأول، فإن الإمكانية الثانية شبه معدومة لأن النظام متماسك طائفيا. الجو في سورية أوصله الاستبداد إلى حالة من الشبهة العميقة. لدرجة أنك عند كل اجتهاد، تجد نفسك ملوثا. ولكن لسورية، ولدمشق مكانا يجعلها أكبر مما يصيبنا من تلوث فردي. الطرقات كلها زحلقة، والمعايير ضاعت في أروقة الاستخبارات، وهذا ما يجعلنا نشكر السيد جورج بوش، علانية وبصراحة، فلقد استطاع الاستبداد أن يلوثنا جميعا، حتى الصامتين منا ربما يكونوا أكثر تلوثا من- العلاكين، أمثالي. سورية ملف يجب فتحه، حتى آخر ما يفرزه من روائح...يتبع



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوف على النظام لا خوف من أمريكا-إعلان دمشق في مرمى النيران.
- لا احتلال بريء ولا استبداد قاض! ديمقراطيون بعباءة بن لادن، ع ...
- يتيمة على طاولة اللئام- المعارضة السورية أين تذهب؟
- إعلان دمشق بين التخوين وبين القمع- ستبقى دفعة في السجن.
- ويستمر الاعتقال والحكاية: ليست ليبرالية، وإنما سلطة
- في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأ ...
- في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأ ...
- مرة أخرى الديمقراطية للآن الاجتماعي- سورية أصابها الاهتلاك
- المعارضة السورية و الآن الاجتماعي-بعض أسئلة.
- تفكك الليبرالية السورية- عودة القومي إلى أحضان الأصولي
- الحوار المتمدن نحو التمدن.
- حوار مع موقع الإخوان المسلمين في سورية
- إعلان دمشق الآن خطوة بالاتجاه الصحيح
- الديمقراطية... السيادة للدولة... والحرية للمجتمع الآن!
- السلطة السورية و الستراتيجية التركية-المحنة الكردية(2 - 2)
- السلطة السورية والإستراتيجية التركية- المحنة الكردية-1من2
- أختلف عنك لا معك!نحو أكثرية اجتماعية جديدة.
- الطائفية والمواطنة-وعي سوري شقي2-2
- الطائفية والمواطنة.. وعي سوري شقي 1-2
- دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - إننا خونة!وطن بلا مواطنين- تداعيات في ضوء إعلان دمشق-1-