أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - لا احتلال بريء ولا استبداد قاض! ديمقراطيون بعباءة بن لادن، علمانيون بعمامة نصرالله.















المزيد.....

لا احتلال بريء ولا استبداد قاض! ديمقراطيون بعباءة بن لادن، علمانيون بعمامة نصرالله.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 10:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما يلفت الانتباه في السنة الأخيرة هذه، تطور الحوارات والنقاشات بين صفوف النخب السياسية والثقافية السورية، حول مشاكل تخص مصير بلدنا، كموضوعة الطائفية وحقوق الأقليات، انعكاس الوضع العراقي على الوضع السوري، إشكاليات الديمقراطية والعلمانية، العامل الخارجي والداخلي في التغيير السلمي الديمقراطي. من النتائج التي أنتجها هذا الحوار، أن النضال يجب أن يتم ضد المشروع الأمريكي من جهة، وضد الاستبداد الداخلي من جهة أخرى. الاستناد المباشر في هذه النتيجة المقدمة، الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية من جهة، والموقف مما يدور في العراق من جهة أخرى. الملاحظ في هذا الأمر أن الحديث عن العامل الأمريكي، بوصفه عامل خارجي يتسم بكثير من الشعاراتية وقليل من العمق. في ضجيج هذا الفضاء الشعاراتي، يمكن للمرء بقليل من الفرز تحت هذه الضوضاء، سيجد نتيجة مرعبة في الحقيقة: التيارات القومية اليسارية العلمانية في سورية والمنطقة عموما، تناضل ضد المشروع الأمريكي بجسد إسلامي، سلطوي متداخل! نظام الملالي في طهران، نظم الممانعة، حركة حماس، حزب الله، المحاكم الشرعية الصومالية والمقاومة العراقية. ولا تقاتل بجسدها! وهذه نقطة تقاطع أولى مهمة وخطيرة مع السياسة الرسمية للاستبداد وفضاءها. هذه نقطة تتطلب أدوات نقدية مختلفة، والنظر للأمر من خارج قرقعة السيوف السلطوية والإسلاموية. لهذا تجد أن هنالك لازمة باتت ترافق كل الطيف المعارض، بكل ألوانه، وهي: أن هذا الطيف المعارض ضد الاستقواء بالأجنبي، بنخبه السياسية والثقافية، لازمة تحولت إلى ما يشبه النص المقدس، لو أردت أن تناقش هذه المقدسات، يجب أن تحترس من الاتهام بالخيانة. والسؤال الذي أسأله: عن أي استقواء يتحدثون؟ وعن أي أجنبي؟ وهل نحن مقتنعون أنه لمجرد أن المعارضة العراقية، كما نزعم استقوت بالأجنبي! كان هذا الأجنبي جاهزا؟ لأنه قبل هذا التاريخ الملعون 1991 كانت المعارضة العراقية لا تستقوي لا بالنظام السوري ولا بالنظام الإيراني؟! لم نر الاستقواء بالأجنبي إلا بعد أن قررت أمريكا اجتياح العراق! لماذا لم نكن نرفض الدعم الذي يقدمه نظام الملالي، والنظام السوري للمعارضة العراقية بوصفه استقواء بالخارج!؟ كنا على العكس تماما، نرحب بوجود المعارضة العراقية في سورية، ونهتم بها وبمحاولة حوارها.
هذه للذكرى التي تبدو أنها لن تنفع المؤمنين! يحضرني أيضا سؤال هنا، ناتج عن عمق مأساتنا: أيهما أفضل للبنان وللمنطقة بالمعنى النسبي للكلمة، أن يأتي رئيس موال لإيران في لبنان، أم يأتي رئيس موال للغرب؟ طالما أننا بين فكي كماشة القوة هذه! وفقا لمنطق هذه التيارات؟ ونحن هنا لا نتحدث عن مواقف ذات بعد نظر استراتيجي- وهذا كثير منه لدينا- بل نتحدث عن موقف سياسي عملي راهن! في كل الأحوال إننا إذ نحاول أن نؤسس حقيقة لفهم مختلف للعالم بنا وفينا ومن حولنا، فإننا بذلك نحاول أن نرتب الأولويات وفق رؤية منفتحة، على تفاصيل واقعنا، وليس وفق معايير أيديولوجية مسبقة، باتت الآن الخندق الأخير للاستبداد في هذه المنطقة من العالم. ووفقا لهذه الرؤية نجد أنه لا يوجد في العالم احتلال بريء مهما كانت شعاراته، ومهما كانت أجندته. لأن بساطة القول أنه أي احتلال مهما كان هو استيلاء مباشر على: إن لم يكن كل سيادة الدولة المحتلة ومصالحها، أقله على جزء ليس قليل من هذه السيادة. من هنا فإن أي قرار يتخذه أي احتلال، بالضرورة سيراعي مصالحه، سيراعي سيادته، في العراق: كيف يمكننا أن نتحدث عن توافق مصالح بين المصالح القومية العليا للولايات المتحدة الأمريكية، وبين المصالح القومية العليا للعراق؟
من الواضح للعيان أن السياسات الأمريكية، لم تعد تمثل وجها قوميا فقط، بل هي تمثل وجها عالميا، ولا مانع من تسميته عولميا، أي أنها تمثل هذه السياسة جملة من المصالح الدولية، وهي مصالح معقدة ولا تستقر في مكان. الأجنبي في هذا العصر بالذات لم يعد إرادة سلطة قومية واحدة، مهما كانت قوة الدولة التي تستند إليها هذه السلطة أو هذه الإدارة السياسية أو تلك، كحال الدولة الأمريكية، إنها إرادة سلطة عابرة للقارات، أو ما فوق قومية. لهذا يمكن لنا الحديث عن تنازع سيادات في العراق، أكثر مما يمكننا الحديث عن سيادة أمريكية صرفة. تنازع سيادات متعدد المصالح والرؤوس والأطراف حتى، يمكننا القول أنه لازلت الغلبة المهيمنة للسيادة الأمريكية، رغم تعثرها ومأزقها. بدء من مصالح وتعبيرات أصغر الأقليات العراقية التي كانت حتى آخر أيام صدام حسين مضطهدة الحقوق، وانتهاء بسيادة أكبر قوة في العالم، مرورا بسيادات إقليمية متعددة الوجوه، ومتنافرة الحضور حتى آخر نقطة من دم آخر عراقي. المحتل مهما كان قويا فهو لا يستطيع القبض في هذا الزمن على كامل السيادة، هو بحاجة لشريك داخلي، بحاجة لتآلف مصالح، معقد ومن الصعب حله في عام أو عامين. على هذا الأساس البسيط لا يمكن قراءة أي احتلال ببراءة! رغم أن هنالك من يقرأه فقط من زاوية مدى تقدمه العلمي والتكنولوجي والقيمي ومدى انعكاس ذلك على مجتمعاتنا! قراءة لوجه حتمي لكنها أبدا غير كافية، كمن يقرأه انطلاقا من فضل إدخال المطبعة على مصر في حملة نابليون الشهيرة، كما أنه لا يمكننا قراءة أية ظاهرة احتلال دون اشتراطها، بالوضعية التاريخية للبلد المحتل، كحال العراق الآن. باختصار شديد لا احتلال بريء. أمريكا حررت الشعب العراقي من صدام حسين، لكنها تركت الدولة العراقية الهشة أصلا تنهار وتنهب، ماعدا وزارة النفط، العزيزة على قلب الثنائي ديك تشيني ودونالد رامسفيلد.إذن من أين تأتي البراءة؟
أما الاستبداد المزمن، والذي أوصل المنطقة إلى ما وصلت إليه، أقله هذا الاستبداد يعتمد الفساد والإفساد والتسطيح، ولا يقبل بأي شريك معه في الوطن، قهر حقوق المواطن لعدم اعترافه أصلا بوجود مواطن لديه، وإنما وجود أفواه تريد خبزا فقط. استبداد مارس ويمارس كل أنواع التنكيل والنهب لثروة البلاد والعباد، ولا يترك أية قيمة إلا ويتلاعب بها، سواء بدعم و تأسيس مجتمعات طوائف متناحرة، أو تأسيس مجموعات إرهابية، أو العيش على استمرار حالة التوتر الدائم والأمن الدائم لسلطاته في المجتمعات والحدود. الآن الاستبداد في مأزقه الذي فتحه عليه الغرب، وليس معارضي المشروع الغربي، هم من أدخلوا الاستبداد في مأزق! بل الغرب هو من أدخل هذا الاستبداد المزمن في مأزق! وجل هم هذا الاستبداد الآن هو عقد صفقة ديمومته من جديد فوق رقاب الشعوب، مع هذا الغرب بالذات. فهل هذا الاستبداد- ومن هو في دائرته- يمكن أن يكون قاضيا، يحكم على من هو مع الاستقواء بالأجنبي أم يحكم على هذا الشخص أو ذاك بأنه وطني أو خائن؟ أو أن يقاضي كائن من كان بأنه يضعف الشعور القومي، ويوهن عزيمة الأمة؟ أو أن يحكم على آخر بأنه يثير النزعات الطائفية؟ كما أنه لا يمكن لأي علماني وديمقراطي أن يضع التطرف الإسلامي متراسا ويطلق من خلفه على الأمريكان وعلى المعارضة الليبرالية، أن يحكم على الآخرين بأنهم مع المشروع الأمريكي! فإذا كان إي احتلال ليس بريئا مطلقا، وأي استبداد لا يمكن أن يكون قاضيا في هذه المحكمة، فمن الذي يحكم في هذا الموضوع إذن؟
ملاحظة: تجدد هذا النقاش الآن بعد انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق، وبدأت سيل التهم تتوارد على الإعلان من فضاء الاستبداد الأيديولوجي، وأجهزته القمعية.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتيمة على طاولة اللئام- المعارضة السورية أين تذهب؟
- إعلان دمشق بين التخوين وبين القمع- ستبقى دفعة في السجن.
- ويستمر الاعتقال والحكاية: ليست ليبرالية، وإنما سلطة
- في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأ ...
- في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأ ...
- مرة أخرى الديمقراطية للآن الاجتماعي- سورية أصابها الاهتلاك
- المعارضة السورية و الآن الاجتماعي-بعض أسئلة.
- تفكك الليبرالية السورية- عودة القومي إلى أحضان الأصولي
- الحوار المتمدن نحو التمدن.
- حوار مع موقع الإخوان المسلمين في سورية
- إعلان دمشق الآن خطوة بالاتجاه الصحيح
- الديمقراطية... السيادة للدولة... والحرية للمجتمع الآن!
- السلطة السورية و الستراتيجية التركية-المحنة الكردية(2 - 2)
- السلطة السورية والإستراتيجية التركية- المحنة الكردية-1من2
- أختلف عنك لا معك!نحو أكثرية اجتماعية جديدة.
- الطائفية والمواطنة-وعي سوري شقي2-2
- الطائفية والمواطنة.. وعي سوري شقي 1-2
- دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.
- سويسرا في القلب-4-
- أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - لا احتلال بريء ولا استبداد قاض! ديمقراطيون بعباءة بن لادن، علمانيون بعمامة نصرالله.