أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - ويستمر الاعتقال والحكاية: ليست ليبرالية، وإنما سلطة














المزيد.....

ويستمر الاعتقال والحكاية: ليست ليبرالية، وإنما سلطة


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والدي الغالي: منذ لحظة اعتقالك يؤرقني سؤال: كيف ستتسع زنزانتك الصغيرة لأحلام كبيرة بالحرية كالتي تحمل في صدرك؟.. كيف ستتعود أجنحتها على التحليق في بضعة أمتار دون أن ترتطم بالجدران؟.. ولكن،هذا هو قدر الأحرار في بلاد الاستبداد والاستعباد يا أبتي...تضيق بحريتهم بلادهم فتتسع لها زنزاناتهم... أتشرف بكوني ابنك و يشرفني اعتقالك و لنلتق ثانية في بلاد تحترم إنسانيتنا و حريتنا.. ولدكم برهان جبر الشوفي. وجبر الشوفي عضو الأمانة العامة المنتخبة لإعلان دمشق في انعقاد مجلسه الوطني الأخير1.12.2007، والذي اعتقل بعد انتخابه بأيام قليلة، واستمرت بعده الحملة لتطال تقريبا كل رموز إعلان دمشق، وكان آخرهم الدكتور ياسر العيتي. منهم من يدخل ويخرج ومنهم من دخل ولم يعد حتى اللحظة السيدة فداء حوراني، لا يعفيك أنك كاتب معروف، كعلي العبد الله وأكرم البني الذي تعودت عائلته على وجود أكثر من أخ في السجن، فأخيه أنور البني الناشط الحقوقي المعروف موجود في السجن منذ أكثر من سنة، ولا طبيب معروف ومدرس سابق في جامعة دمشق ومعتقل سابقا في ربيع دمشق لمدة خمس سنوات، كوليد البني، كل هذا لا يهم، المهم أن لعبة السلطة مستمرة، ولن تتوقف، لن تتوقف إلا في حالة واحدة فقط، وهي أن يتبنى إعلان دمشق خيار التصدي للمشروع الأمريكي، كأولوية سياسية. ويرجأ موضوعة الوضع الداخلي السوري إلى ما بعد التصدي للمخططات الأمريكية في المنطقة، ومتابعة دعم المعارضة اللبنانية، من أجل تكريس المشروع الإيراني، بشكل كامل في لبنان وسورية معا.
لم أكن أنوي في الحقيقة الكتابة عن حملة الاعتقالات هذه، لأن الكتابة أعجز من أن تكون طرفا الآن في صراع عار ومكشوف، يخوضه أناس لا يوجد لديهم سوى الكلمة، هنالك في أرض سورية، التي أصبحت مستباحة لكتلتين من الساسة: ساسة السلطة، ومثقفي مناهضة المشروع الأمريكي يسرحون ويمرحون، يذهبون إلى سورية ويعودون، معززين مكرمين، ثم يكتبون عن أن هذا الاتجاه في إعلان دمشق، أخطأ لأنه يراهن على العامل الخارجي! وهم على ما يبدو يراهنون على العامل الداخلي المدعوم إيرانيا، ولمواجهة المشروع الأصولي، المتخيل، في أذهان مثقفين كبار، وصغار. لم أكن أنوي في الحقيقة الكتابة على حدث بات أقل من عادي!
ماذا يعني أن يعتقل بشر ويحرمون من أبناءهم ومن حياتهم العادية؟ يجب أن يلتحقوا بشكل نهائي، إما في السلطة أو في مشروع مناهضة العولمة، ومستتبعاته الصهيونية العالمية، عندها لن يقترب منهم أحدا. لدينا في سورية أسماء كبيرة في الحقيقة، أدونيس الشاعر العالمي غني عن التعريف، وقامة لا نستطيع مطلقا التطاول عليها، ولكن نوجه لها ملاحظة صغيرة، بعد مقاله الأخير في الحياة الذي يتحدث فيه عن زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي إلى فرنسا، ويعيب على الزعيم الليبي، أنه ديكتاتور، ولا ينصب خيمته في مدن ليبيا، وهذا العيب ينسحب أيضا على فرنسا التي استقبلته،مع الفارق بالطبع بين لغة شاعر كبير وبين لغة كاتب مغمور، ربما نسي أدونيس بعد أن أصبح في مصاف العالمية سوريته، ربما في زمن لاحق يكون لحديثنا هذا تتمة! ثم جاءت مقالة الصديق المفكر برهان غليون، حول انتصار التيار الليبرالي داخل إعلان دمشق المتعشق مع العامل الخارجي ومع الرأسمالية المتوحشة والطفيلية، والحملة مستمرة..ليؤكد أن إعلان دمشق قد خسر حزب الاتحاد الاشتراكي الناصري، وتراجع عن توضيحاته المهمة، حول أن الأولويات هي لمواجهة المشروع الأمريكي. إذن الرأسمالية القادمة هي رأسمالية متوحشة، بينما السلطة رأسمالية إنسانية؟ ليتحمل صديقي برهان نزقي في هذه العجالة التي أردت منها القول: الموضوع يا صديقي ليس ليبرالية أبدا الموضوع هو ببساطة سلطة وحرية. وسيكون لنا وقفة مطولة مع مقال الدكتور برهان الأخير حول إعلان دمشق وما جرى.
المعارضة السورية الآن أصبحت كلها ليبرالية، ومن المعروف فقد استطاعت كوكبة من مثقفينا الكبار والصغار: أن تجعل من التيار الليبرالي كما يسمونه: عميلا لأمريكا! فالبساطة تقتضي أن تعتقل السلطة كل العملاء لأية جهة كانت ماعدا الجهة الإيرانية. التي تدافع الآن عن شرف مدينة القدس. انطلاقا من الفراغ الرئاسي اللبناني. لأن الدفاع عن القدس يقتضي بقاء لبنان دوما على حافة الانفجار، والمنطقة مشتعلة، ومهددة دوما، لكي تستمر الاعتقالات في دمشق..هل من جدوى لكثرة الكلمات؟




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأ ...
- في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأ ...
- مرة أخرى الديمقراطية للآن الاجتماعي- سورية أصابها الاهتلاك
- المعارضة السورية و الآن الاجتماعي-بعض أسئلة.
- تفكك الليبرالية السورية- عودة القومي إلى أحضان الأصولي
- الحوار المتمدن نحو التمدن.
- حوار مع موقع الإخوان المسلمين في سورية
- إعلان دمشق الآن خطوة بالاتجاه الصحيح
- الديمقراطية... السيادة للدولة... والحرية للمجتمع الآن!
- السلطة السورية و الستراتيجية التركية-المحنة الكردية(2 - 2)
- السلطة السورية والإستراتيجية التركية- المحنة الكردية-1من2
- أختلف عنك لا معك!نحو أكثرية اجتماعية جديدة.
- الطائفية والمواطنة-وعي سوري شقي2-2
- الطائفية والمواطنة.. وعي سوري شقي 1-2
- دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.
- سويسرا في القلب-4-
- أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد
- غياب السياسي تأصيل لغياب العقلانية
- رد صريح على السيد زهير سالم نائب المراقب العام للإخوان المسل ...
- عامان والسياسة غائبة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي.


المزيد.....




- مقتل أمريكي وإصابة 16 في غارات روسية ليلية على كييف
- ورقةُ ضغط أم أزفت الآزفة؟ ترامب يدعو سكان طهران لمغادرة العا ...
- آخر تطورات المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية لحظة بلحظة
- وكالات: تقرير عن حادث بحري قرب مضيق هرمز
- الحرب بين اسرائيل وايران : قصف يطال التلفزيون الإيراني وطهرا ...
- شهداء بقصف على نازحين والقسام والسرايا تستهدفان قوات الاحتلا ...
- مصادر لـCNN: ترامب يوجه أعضاء إدارته لمحاولة لقاء مسؤولين إي ...
- عاجل.. إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صار ...
- هآرتس: إسرائيليون وأجانب يدفعون آلاف الدولارات للخروج بحرا إ ...
- رئيسة الصليب الأحمر: المدنيون يدفعون ثمن تراجع الالتزام العا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - ويستمر الاعتقال والحكاية: ليست ليبرالية، وإنما سلطة