أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - تفكك الليبرالية السورية- عودة القومي إلى أحضان الأصولي















المزيد.....

تفكك الليبرالية السورية- عودة القومي إلى أحضان الأصولي


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 05:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية هل يمكننا الحديث عن تيار ليبرالي سوري؟
دون الدخول في سجالات النص الذي يطلق ملفوظاته نحو اليسار ورسالته نحو اليمين، ودون الدخول في تبريكات النص القومي المختزل إلى شكل سوري من القومية والعروبة والخلافة الإسلامية، وإحياء الموتى دون إحياء الدولة. في سورية لا يمكن فصل الالتواء العميق الذي أحدثته السلطة في المجتمع وعلى كافة الصعد عما نشاهده من نصوص يومية تعبر عن هذا الالتواء خير تعبير. سواء كانت هذه النصوص للمعارضة أو للموالاة. فلدينا مغالاة في كل شيئ، والرسالة الأكثر حضورا هي التي تريد إلغاء المختلف، والمختلف هنا لا يحدده نصه ولكن تحدده إقامة كل منا في موقعه وزاويته التي ينظر بها إلى الآخرين. وقبل المضي لا بد لنا من التلميح سريعا إلى أننا أمام حالة خاصة من السلطة والمجتمع في سورية، وخصوصيتها فرضتها مسيرة السلطة في ظل فضاء دولي خاص وهو فضاء الحرب الباردة. فوصلنا إلى مجتمع بلاهوية ودولة هزيلة تتبع مباشرة لسلطة أمنية قوية بلا وسيط، لدينا قطاع خاص هزيل وتابع وسمسار للسلطة ورجالاتها من جهة، ولدينا قطاع دولة تحول مع الزمن إلى قطاع سلطة ثم إلى جيوب قطاع الطرق. فلم نعد نعرف هل سورية إشتراكية أم رأسمالية علمانية أم أصولية تنخرها طائفيا ودينيا وقوميا/ عربيا وكرديا/ وهذا هو جزء بسيط مما يمكننا الآن الإشارة به إلى هذا الالتواء في البنية السورية. ولهذا تجد من الغريب جدا أن يتحدث بعضنا عن انهيار التيار الليبرالي وتفككه وهو لم ينشأ بعد ولم يجد صيغته السياسية حتى! وإذا كان الحديث عن حزب الشعب الديمقراطي وعن الخلافات التي تحيط به وفي داخله وهذا برأيي دليل صحة وليس العكس وإن كان له نتائج سلبية على المدى القريب. فلدى ابن العم- المناضل رياض الترك- من الخصومات الكثير وابن العم ليس شخصا بل هو رؤية وممارسة سياسية نختلف معها أو نتفق لكنها تبقى محصلة إيجابية قياسا بالوضع السوري المعارض. منذ متى أصبح ابن العم ليبراليا ويمثل تيارا ليبراليا مع رياض سيف الذي هو أقرب لهذه التسمية ؟ ابن العم رجل سياسة يمكن تكثيف توجهه بأنه يساري ديمقراطي يسعى نحو دولة برجوازية عادية وفق مفاهيم قديمة تجذرت بتجربة البشرية. يخطأ ويصيب وهذا طبيعي لديه نزعات ديكتاتورية نسبيا، أيضا هذا ليس بجديد علينا فكلنا تقريبا من هذه الزاوية (بالهوى سوى) والنسبي لا يكاد يذكر هنا فلغتنا هي لغة ديكتاتورية حتى في حواراتنا الصداقية وحواراتنا العدائية، وهل عشنا في ظل أجواء ديمقراطية نتعلم فيها ومنها حتى نصبح ديمقراطيين؟
ولكي تكون اللوحة واضحة بالنسبة للقارئ : رياض الترك- عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي في سورية، يمثل أكثر اتجاها جذريا ديمقراطيا في معارضته للسلطة يخطأ ويصيب هذا بحث آخر! ولا أتحدث هنا عن الجذرية إلا من زاوية عموم الموقف وتأسيساته السياسية رغم أنه يشكل بالنسبة للكثيرين حالة من الفقر النظري الذي لا يمكن أن يتم التأسيس عليه! لهذا وجد الكثير من المعارضين أن ابن العم يمثل ذروة الاتجاه الليبرالي في المعارضة السورية. وإن ضعف هذا الاتجاه نتيجة لعدة عوامل جعل نفس أصحاب هذا الرأي يركضون ليصفقوا لتفكك التيار الليبرالي السوري. وبغمزة لا تخلو من اللؤم نجد أن هؤلاء يربطون بين كل ليبرالي وبين عمالته لأمريكا، أو رهانه على الوضع الدولي. مع ذلك وهذا من حقهم أن يروا الأمور كما يروها ولكن عليهم الإجابة عن سؤال: ماهو البديل الذي يقدمونه لتيار ابن العم؟ جبهة الخلاص بالنسبة لهم مرفوضة لأسباب يتحدثون عنها ليل نهار، وهذا إعلان دمشق قد بدأ يتأسس حقيقة في الوضعية السورية، كما جاء في مؤتمره الأخير1.12.2007 وهو مرفوض أيضا، حسنا ما هو البديل الذي يتم تقديمه للشارع السوري؟ هل هو تجمع اليسار الماركسي( تيم) أم هو البديل الذي تقدمه التيارات الناصرية؟ أم التيارات الشيوعية التي لم يعد بينها وبين الشارع السوري سوى غصة الساحر الذي انقلب سحره عليه. إن المتتبع لهذه التيارات يجدها تتشدق بالعلمانية من جهة وهي تقف على أرضية المشروع الإيراني في عموم المنطقة وتجد في خطابات حسن نصرالله موئلها الأيديولوجي الناجح! سنكون أوضح في التعبير عن هذه النقطة:
هنالك في المنطقة مشروعين: الأول إيراني والثاني أمريكي أو عولمي إن صحت التسمية لأن أمريكا ليست بمشروعها دولة قومية ولهذا الأمر بحثه الآخر فهي بمشروعها تعبر عن اتجاه عالمي كاسح اقتصادي وسياسي وثقافي. يبقى هنالك سؤال أين هو المشروع الثالث؟ هل هو المشروع الذي تجسده المقاومة العراقية كما يسمونها؟ أم الذي تجسده حركة حماس؟ أيديولوجيا نستطيع التحدث ليل نهار عن أسباب الخراب الذي لحق بنا ويأوطاننا ولكن ما الذي لدينا سياسيا لنقدمه للشارع الذي بات في وضع الجميع يعرفه؟ ماهي خيارات المعارضة السياسية؟
ونحن إذ نرى أن المشروع الإيراني مدعوم تكتيكيا روسيا وصينيا إلا أنه مشروع أفقه مسدود وأكثر ما يستطيعه هو الاستمرار في تفجير المنطقة! وسرعان ما سيتخلى عنه حلفاءه الآنيين. ثم هنالك من يخلط بين التناقضات التنافسية داخل المشروع العولمي وبين محاولته إضفاء رغبته على هذه التناقضات ورفعها وتصعيدها إلى درجة التناقض المستحيل بين هويتين قوميتين! كالتناقضات الروسية الأمريكية! وهل روسيا ليست دولة ليبرالية مثلا؟ لهذا يتطلب الحوار والنقاش مزيدا من مواجهة الذات أولا وقبل أي شيئ آخر! وأول هذه المواجهات هي أنه بات لدينا أصولية متعددة الأبعاد والهويات، هي التي تأخذ ما يعرف الآن تسميات متعددة ممانعة، مقاومة، دولة وطنية، خصوصية قومية، ولكن قواها الحقيقية على الأرض هي تحالف الأعداء بين سلطات المنطقة والتيار الإسلامي بفروعه المتعددة! خصوصا أنه اتضح للتيارات القومية بالممارسة العنيدة: أن المشروع القومي بلا ليبرالية لا حامل له سوى الثقافة الإسلامية! بعد أن أزاحت السلطات التيار اليساري!
رغم تكرار المقولات الليبرالية الخاصة في قالب هو أقرب للتلفيق الأيديولوجي بالربط بين مناهضة اللبرلة في منطقتنا والبحث عن دولة الحماية! وفي جزء ليس قليل من هذا الحديث نجد أن الخلط قائم على قدم وساق بين دولة الحماية التي هي نتاج للتجربة الليبرالية نفسها وبين سلطات النهب المحمي بسلطة قطاع الدولة! لهذا شكل صدام حسين لكثير من النخب الفارس المتعثر! كما يمثل الآن النظام السوري الممانع الذي لم يترجل بعد!لهذا أيضا نعود إلى نغمة قديمة جديدة: نحن ضد السلطات ولكننا مع السلطات ضد أمريكا! هذه نغمة تتجدد وتأخذ قوالب متباينة الشكل في كل مرة على مضمون أصلا هو من ساهم في إيصال سورية إلى هذا الحد من الخراب. ربما تعودنا كمعارضة أن نتلمس دوما الخلل في الآخر، سواء كان هذا الآخر دينيا أو سياسيا أو قوميا أو أيديولوجيا، مرة أخرى نؤكد على أصحاب الفصل بين الديمقراطية والليبرالية أن يقدموا لنا نموذجا واحدا على الأرض لكي نستطيع أن نفهم ويفهم معنا المواطن العادي، عن ماذا يتحدثون بإلغازهم هذه؟




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن نحو التمدن.
- حوار مع موقع الإخوان المسلمين في سورية
- إعلان دمشق الآن خطوة بالاتجاه الصحيح
- الديمقراطية... السيادة للدولة... والحرية للمجتمع الآن!
- السلطة السورية و الستراتيجية التركية-المحنة الكردية(2 - 2)
- السلطة السورية والإستراتيجية التركية- المحنة الكردية-1من2
- أختلف عنك لا معك!نحو أكثرية اجتماعية جديدة.
- الطائفية والمواطنة-وعي سوري شقي2-2
- الطائفية والمواطنة.. وعي سوري شقي 1-2
- دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.
- سويسرا في القلب-4-
- أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد
- غياب السياسي تأصيل لغياب العقلانية
- رد صريح على السيد زهير سالم نائب المراقب العام للإخوان المسل ...
- عامان والسياسة غائبة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي.
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (2-2)
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (1)
- استقلالية الثقافة!هل هي علاقة قوة أم طيه سلطة؟
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-3-القضية الكوردية
- المؤتمر العام لجبهة الخلاص-2


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - تفكك الليبرالية السورية- عودة القومي إلى أحضان الأصولي