أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (2-2)














المزيد.....

المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (2-2)


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضعفنا كمعارضة تقليدية قدمت من التضحيات الكثير الكثير, ليس خاضعاً فقط لأننا لم نقم بالمرجعات المطلوبة على أنساقنا الأيديولوجية فقط, وإن كان هذا سببا, ولكن أيضا هناك مسائل عدة منها هو موضوعي, ومنها ما هو ذاتي علينا حسمها مع أنفسنا, ومنها ما يتعلق بمدى تقبلنا نحن لما هو قائم في هذا العالم عموما وفي هذه المنطقة من العالم خصوصا, تقبلنا لايعني ألا نناضل ضد كل مانراه مجحفا في حق شعوبنا, ولكن ضمن منظار نؤسس له براغماتياً, حيث مطلوب منا أن نؤسس للحد القيمي لهذه البراغماتية السياسية. لدينا حدان نتهم بهما بعضا العمالة للنظام والعمالة لأميركا, أي باختصار شديد: التمحور حول العامل الداخلي في التغيير أو التمحور حول العامل الخارجي في التغيير, والجميع يدرك أن لا تغيير في سورية أو في أية دولة من دول المنطقة من دون تداخل خاص بين الخارج والداخل, يأخذ خصوصيته من خصوصية كل دولة من دول المنطقة على حدا, أو ضمن شبكة العلاقات الاقليمية- الدولية, في منطقة متلبدة دوما بتنازع فعلي الهيمنة والسيطرة لأن النظام الدولي هذا الذي مازال لم يتوضع بشكله الأكثر استقرارا لم يقدم بعد مشروعاً حقيقيا لتنمية المنطقة هذا من جهة, وبانفجارات مجتمعية تصل حتى حدود الحروب الأهلية من جهة أخرى, لأن الاستبداد المزمن هنا لم يترك مجالا سوى للعنف طريقا للذات, في التعبير عن نفسها على المستويين الجامعي والفردي في كتلها الاقرب الى ذاتيتها المنهكة وعصبياتها التي لم تدخل حيز العصرنة بعد, وفي كل مرة نبدأ حيث ينتهي الآخرون, الجميع مجمع على ان من يحكم سورية هو استبداد من نوع خاص, والجميع يعاني يوميا من هذا الاستبداد كمعارضة وكشعب, لكن ليس الجميع يرى بأن الاستبداد قد شرش في عقولنا أولا وقبل أي شيء آخر, شرش في عقولنا لأننا لم نعد قادرين على تصور بديل سوري له! تارة تؤسس للتجربة العراقية سورية, وتارة تؤسس أن العالم الغربي لم يرفع الغطاء عن النظام, وتارة أخرى لأن اعاقات التغيير هي اجتماعية, وتارة نعبر بشكل موارب عن مخاوفنا على طوائفنا وأنفسنا وأهلنا, ونؤسس لهذا الخوف المشروع كأنه حكم قدري لا فكاك منه! كيف يمكن على هذه اللوحة المعقدة تأسيس فعل معارض, فعل مبني على تعارض مع العلاقات السائدة وليس مع شخوص, وهذا يفترض مؤسسات معارضة تحتوي الشخوص وليس العكس, التخلص من الشخصانية في السلطة يتطلب التخلص منها في المعارضة, والتأسيس المعارض هنا هو فعل جدوى عارض أيضا وليس أبدياً, بمعنى اننا يجب ان ننحي الخطاب الذي يستمد جذوره من شبكة الملفوظات التي لها بعد ترميزي شخصاني وهذه الشبكة هي التي نجدها في بحران الأيديولوجيات المعارضة والمتعارضة أصلا, وإلا كيف يمكن ان نفسر هذا التوالد الفطري للأحزاب والمجموعات التي تتطلى أحياناً خلف تسميات حقوقية أو مدنية? انها في جزء منها حفلة ترميزية مشخصنة, ولنتحدث بصراحة أكبر أن العامل الخارجي لم يعد يبني رهاناته على شخوص في القطب المعارض, بل يريد مؤسسات تحملها بنى مؤسسية حقيقية وبرامج ليست قرآنية المحتوى وشعرية المفردة, بل هي برامج متحركة بتحرك الفعل السياسي بتشابكاته المعقدة داخليا واقليميا ودوليا, ونحن لا نؤسس لفعل عمالة للغرب أو للعالم لأن الغرب الآن هو العالم ولم يعد مجديا إبقاء الشحنة الدلالية المرذولية نفسها لمصطلح الغرب, كما كان عليه الحال أيام الحرب الباردة, فالغرب أصبح في الشرق أيضا وفي افريقيا واميركا اللاتينية وبين ظهر انينا والغرب أصبح فينا, والغرب لم يعد أميركا وحدها أو الحلف الأطلسي, عندما ترسل كوريا واليابان والاكوادور جنودها الى العراق أو افغانستان مثلا لأنهم جزء من هذا العالم وليس لأنهم جزء من الحلف الاطلسي, لأن الغرب أصبح الآن كل العالم, كل الجهات, هذه النقطة هي ما تحتاج الى مواجهة مع الذات! وهنا يتداخل الأمر بطريقة مريبة: ان هذه الحالة لاتجد ما تستند عليه سوى - تحالف وتبادل المصالح والكراهية بين الاستبداد المزمن والاسلام السياسي المزمن أيضا, هنا يجد هذا الخطاب أجواءه وطقوسه وشعرياته المفضلة, ويتفرع عنه تأطيرات اقلاوية تتلطى تارة بالخوف من الأكثرية وتارة تتلطى خلف همروجة العلمانية كل هذا في ظل بقاء الشحنة الدلالية نفسها لمفهوم الغرب عند الجميع, هنا يأتي بالنسبة لنا عنصر اضافي ومهم في تحديد هويتنا كمعارضة: نحن من هذا العالم وليس لدينا نموذج تاريخي لعالم آخر, هذا من جهة ومن جهة أخرى:
معارضتنا هي في هذا العالم ووفق موازين قواه وحركيته وتاريخيته.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (1)
- استقلالية الثقافة!هل هي علاقة قوة أم طيه سلطة؟
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-3-القضية الكوردية
- المؤتمر العام لجبهة الخلاص-2
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-برلين
- العلمانية ضد العلمانية-مساهمة في الحوار السوري
- سويسرا في القلب-3-
- سويسرا في القلب-2-
- سويسرا في القلب-1-
- آخر مشاكل الحكم العراقي- رغد صدام حسين
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص والمطلب الديمقراطي السوري.
- اليزيديون والمسيحيون يدفعون الثمن وسنة السلطات وشيعتها يتحار ...
- ضد ودفاعا عن الاخوان المسلمين في سورية
- مؤتمر السلام المرتقب...مصداقية السياسة الأميركية
- منى واصف سوريانا سيدة الحب والانتقام والتاريخ
- الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة تنويعات 2
- الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة
- الإرهاب الإسلامي في العالم آخر معاقل السلطات الهجينة 3
- الإرهاب الإسلامي في العالم غزوات لندن الجزء الثاني
- الإسلام السياسي في العالم آخر معاقل السلطة الهجينة غزوات لند ...


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (2-2)