أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - غسان المفلح - سويسرا في القلب-2-














المزيد.....

سويسرا في القلب-2-


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2023 - 2007 / 8 / 30 - 11:20
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تعيش سويسرا هذه الايام حملة انتخابية كما هي الحال في سورية الان حيث تجري انتخابات الادارة المحلية او الانتخابات البلدية كما تعرف عادة. يتنافس في الانتخابات الاولى احزاب معروفة في سويسرا كحزب الشعب والاشتراكي والخضر والديمقراطي المسيحي..والقائمة تطول, بينما لدينا في سورية انتخابات لتعيين عدد من المخبرين في المجالس البلدية! بالطبع ليس كل المرشحين هم كذلك وليس كل الذين ينجحون هم مخبرون ايضا, ولكن عجلة دوران السلطة تقتضي من القائمين فيها وعليها ان تجدد دماء وكلاء الامن في اصغر خلايا المجتمع وهي الفرد! فمن باب اولى ان تجدده في الخلايا الاكبر حجما وهي هنا القرية والحي ثم البلدة والمدينة والمحافظة! انها دوران العجلة, وربما في سويسرا لا يعرفون ان الانتخابات في سورية هي في احدى وظائفها: لتحديد المعارضة الكامنة لدى الشعب السوري! من يصوت ولمن يصوت في اليات تجديد البيعة لسلطة الامن والمخابرات. فالناس لم تعد تجدد البيعة للرئيس الشاب كما كانت تفعل ايام الراحل حافظ الاسد بل اصبحت تجددها لجملة العلاقات السلطوية التي باتت الان اكبر من اي منصب من جهة , واكبر من اي شخص من جهة اخرى. هنالك كتاب لتعليم اللغة الالمانية مصنوع في سويسرا ليس كغالبية كتب تعلم الالمانية المصنوعة في المانيا هذا الكتاب يعلمك الالمانية الفصحى من جهة ويعلمك شفهيا كيف تتكلم الالمانية بالطريقة السويسرية التي غالبا حتى الالمان انفسهم يحتاجون الى ترجمتها لفهمها. ما يلفت النظر انك في الدرس الاول تجد بساطة القول في تعريف القارئ المبتدئ بسويسرا حيث يقول ليس لدينا في سويسرا الا البنوك والجبال! سويسرا هي البنوك والجبال! ونحن عندما نريد تعليم احد ما اللغة العربية فاننا نتحدث عن تاريخ غابر او عن اشخاص يحكمون الان! البنوك والجبال تختصر المعنى السويسري ولكن هل كان حافظ الاسد يختصر المعنى السوري?
حزب الشعب كما نوهنا عنوان حملته الانتخابية هو تنظيف سويسرا من الاجانب- الخراف السود-* الذين يرتكبون جرما ما! حتى ان اي مراهق يرتكب اي جرم هنالك مشروع يريد حزب الشعب اليميني تثبيته في الدستور من اجل طرد الشاب مع ابويه من سويسرا بحجة تحميلهما مسؤولية ابنهما, ولكن لا اعتقد ان هذا المشروع قابل للنجاح في اي تصويت, وانا بالفعل منذ فترة وانا احاول معرفة اسباب هذا اللغط حول ازدياد العداء للاجانب ليس في سويسرا فحسب بل في كل دول العالم الغربي! ولكن لكل دولة تراتبية في هذا العداء وبالطبع دوما العرب لديهم درجة متقدمة في هذه التراتبية! قبل احداث سبتمبر لم يكن ترتيب العرب متقدما في هذا الجدول المعادي للاجانب! كما ان الذين يذكرون تلك الايام ايام السوفييت لم يكن هنالك اي جو عدائي ضد العرب بل العكس هو الصحيح في الشرق وفي الغرب! فكان الطلبة العرب في الغرب والشرق لهم احقية في الدراسة هناك اما الان فالطالب يحتاج ان يكون ابن ملياردير حتى يتسنى له الذهاب الى الغرب ليتعلم! او ان توفده دولته! وسويسرا بالذات لم تكن في يوما فاتحة لسوق التعليم هذا, فقلة هم الذين تعلموا في سويسرا, فحتى اللاجئون السياسيون والذين لديهم شهادات جامعية من دول اخرى لا تعترف لهم سويسرا بهذه الشهادات! رغم انه عموما يقال في هذا الشان ان الكانتونات التي تتحدث الفرنسية هي اكثر انفتاحا مع الاجانب من الكانتونات التي تتحدث الالمانية والتي هي الاكبر مساحة وسكانا, ويحاول هؤلاء الالتحاق بالجامعات السويسرية لكنهم يجدون حائطا مسدودا امامهم. وتعقيدات من طبيعة بيروقراطية يضاف اليها في هذا الزمن القاعدي- نسبة لتنظيم القاعدة- فضاء العداء للاجانب! فيصبح الامر اكثر استحالة! من جهة اخرى عندما ترى بعضا منا نحن الاجانب يقومون باخذ مساعدات اجتماعية ويعملون بالاسود تقول في نفسك! اليس معهم حق حزب الشعب في حملتهم? ثم تتراجع كيف تحكم على الصالح والطالح بالمعيار نفسه وهذه القضية التي ربما لاينتبه لها حزب الشعب او هو منتبه لها ولكنه يتجاهلها فالموظف والشرطي والناخب السويسري في ظل هذه الاجواء لا يميز بين الصالح وبين الطالح فيتعامل في سلوكه: ان كل الاجانب هم اما خراف سود او فاكهة فاسدة! تماما كما يحدث الان عندنا منذ زمن بعيد.
اما ان تكون مع القائد او السلطة او ضده لا حل وسط ولا يوجد صالح وطالح في هذه المعادلة التي تبثها قدرة السلطة في اي مكان في العالم, فهي وحدها تمتلك تعميم القيم وهذا اخطر ما في السلطة المعاصرة, وللحديث صلة مع الاعتذار للقارئ على انني فضلت ان اكتب عن سويسرا بلا ضوابط, سويسرا كما تخطر في البال وكما تتحرك في القلب. ولكن نتمنى الا نخلط الصالح بالطالح.والا نخلط بين تصور الحزب الاشتراكي لمستقبل سويسرا مع تصور حزب الشعب لهذا المستقبل ولكن مع علمنا ان القاسم المشترك والملاط بينهما هو الاساس وهو سويسرا.
* هذا الاعلان الذي تحدثت عنه في الجزء الاول يثير الان احتجاجات منظمات حقوق الانسان ومنظمات مناهضة العنصرية في سويسرا نفسها, وهم يقومون بحملة تصد لهذا الشعار وفضائه السياسي. وكان لدى احدهم اقتراح بدلا من ان يضعوا خروفا اسود اجنبيا! بين خراف بيض سويسرية! ليضعوا سلة فواكه ويشيروا الى فاكهة فاسدة! ومازال حزب الشعب مستمرا في حملته.
تصور نفسك اما خروفا اسود او قطعة فاسدة في سلة فواكه نضرة! وتتساءل هل فعلا نحن الاجانب كذلك? عندها تضحك وتقول في نفسك ايضا المثل العربي(من ترك داره قل مقداره). وهذا سيكون مادة للقسم القادم.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سويسرا في القلب-1-
- آخر مشاكل الحكم العراقي- رغد صدام حسين
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص والمطلب الديمقراطي السوري.
- اليزيديون والمسيحيون يدفعون الثمن وسنة السلطات وشيعتها يتحار ...
- ضد ودفاعا عن الاخوان المسلمين في سورية
- مؤتمر السلام المرتقب...مصداقية السياسة الأميركية
- منى واصف سوريانا سيدة الحب والانتقام والتاريخ
- الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة تنويعات 2
- الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة
- الإرهاب الإسلامي في العالم آخر معاقل السلطات الهجينة 3
- الإرهاب الإسلامي في العالم غزوات لندن الجزء الثاني
- الإسلام السياسي في العالم آخر معاقل السلطة الهجينة غزوات لند ...
- المعارضة السورية بين مشروع السلطة ومشروع الدولة
- زيارة كوسران إلى دمشق نصر إسرائيلي وأزمة 14آذار
- مشكلتنا مع مافيا النظام وليس مع الديمقراطية
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 5
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 4
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 3
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 2
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - غسان المفلح - سويسرا في القلب-2-