أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - أختلف عنك لا معك!نحو أكثرية اجتماعية جديدة.















المزيد.....

أختلف عنك لا معك!نحو أكثرية اجتماعية جديدة.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يهبنا العالم أفقا ونهب أنفسنا نفقا، لا بل أنفاقا، في كل مرة ندخل فيها و بها! ولا نخرج منها إلا على ظهر دبابة أو زنزانة أو تابوت. يهبنا العالم أفقا، كي نحرر أصابعنا مما تلوث منها بنا، قبل أن يتلوث بأحد آخر. إن تشقق وتشظي البنى الاجتماعية التي عانت عقود طويلة ومريرة من التعسف والاستبداد وثقافة القائد الرمز، والثوري الأكثر رمزية! أمر أكثر من طبيعي. حضور كلي لنفي الآخر، وللاعقلانية، تتسم بالعداء لكل مختلف عني حتى لو لم اختلف معه، أو لا يوجد ما اختلف معه عليه، فقط لأنني اختلف عنه، هو مسلم وأنا مسيحي، أنا كردي وهو عربي، أنا علوي وهو سني. أمر كرسه الاستبداد، لبنة.. لبنة. هذا العداء له بؤرته المركزية: التي تكفلت بتذرير البنى الاجتماعية، لتعيد إنتاجها موحدة متماسكة بفعل القوة العارية التي تمارسها أية سلطة، لم تأت من عمق الخيار الاجتماعي- وهل كان البعث وعسكره خيارا اجتماعيا في سورية؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى بفعل أدوات أيديولوجية أكثر عريا ، لتعيد تماسكها حول السلطة/ الرمز. إنه تكريس لكل ما من شأنه إحاطة العقل بخوف السلطة والخوف منها، والدخول إلى تلافيفه، من أجل تكريس مبدأ الأنا الأوحد، كخيار سياسي لا ثان له. هذا نحن، والعالم لا يقف متفرجا علينا فقط! بل يحاول استئصال مصالحه من بين أيدينا مهما كان لوننا ومهما كانت شبكاتنا الرمزية، دينيا، مذهبيا، طائفيا، أيديولوجيا. العالم موحد في فتح نفسه واكتشافها، لا مجال لبقاء آخر غير مكتشف بعد! خلفنا جدار من الوهم، وأمامنا سلطات من القمع، فأين المفر؟ يقول بعض الأصدقاء في سورية: إننا بين فكي كماشة: الأمريكي والسلطوي الاستبدادي. مكرسين بذلك ثنائية عملت السلطة بحكم غريزتها الأساس، والتي هي التحسس من أي خطر يهدد وحدانيتها، ومن أين يأتي الخطر عليها سوى من هذه الأمريكا الآن؟ فماذا نفعل نحن، سنقف مع السلطة ضد أمريكا أليس هذا بسيط الاختيار ؟ و من نحن؟ إنه سؤال البداية. قبل أن نسأل من نمثل في ألغازنا النظرية، والأيديولوجية، والتاريخية، و القيمية؟ وهل يمكن فصل مساري السؤالين؟ هويتنا المتحركة والمنفتحة على أفاق نظرية متعددة الرؤوس، تميز بين الاختلاف مع/ والاختلاف عن، والإجابات عن نفس الأسئلة المرة، هي التي تكون بدايتنا نحو أكثرية (وطنية) جديدة. وتعدد الرؤوس، لا يعني تعدد الشخصنة، مطلقا، وإن كان هذا يحابي الرمزية الشخصية في بدايات أية عملية تغيير نحو الديمقراطية: الحاجة لرموز تغيير! الحاجة لشخوص بأعينهم، ليست شرطا لازما أبدا للتغيير. هل نحتاج في أية تركيبة سياسية تتنطع للتغيير إلى علوي وسني ومسيحي ودرزي وكردي وآشوري أو إلى بعثي وشيوعي وليبرالي وأخواني وكردي – الكردي بقيت في الترسيمتين!؟ جبهة الخلاص وإعلان دمشق، كل نموذجا على طريقته. هل نحن بحاجة إلى أن نكون متفقين في كل شيء وعلى كل شيء؟ إنني مختلف عنك ليس لأنني عميل للسلطة، أو عميل لأمريكا. لأن الحياة بتاريخيتها، ومعاشها التناسلي والحياتي فيما بعد! هي كذلك. ولكن عندما أختلف معك، يكون هنالك مادة ما نختلف عليها أو من أجلها؟ في سورية، ما هي هذه المادة؟ هل لأننا أبناء طوائف أو عشائر؟ أم لأننا أبناء أديان أو أحزاب؟ هل لأننا مع الممانعة أم مع أمريكا؟ هل يوجد الآن دولة في العالم أجمع، لا يوجد فيها قوى وأحزاب وتيارات مع العولمة ومناهضة لها؟ أعطونا نموذجا واحدا ماعدا كوبا وكوريا الشمالية وسورية؟ لدى شافيزنا أحزاب تمثل قوى وشرائح اجتماعية تساند القوى الليبرالية الفنزويلية، وكادت أن تسقطه في الانتخابات الأخيرة. إنها الأكثرية الفنزويلية! بشقيها الشافيزي والضد شافيزي. لأنها قبلت بعضها أولا وقبلت بالديمقراطية حكما بينها، وأصبحت بذلك الدولة الفنزويلية دولتها! حتى لو أتى إلى سلطة هذه الدولة شافيز أو أي اسم آخر. ليست الأكثرية الاجتماعية- التي تكون حاملة للمشروع الديمقراطي وحامية له- التي نطرحها، هي تصنيف ممانع أو مستسلم!أو تصنيف بين من هو مع المشروع الأمريكي أو ضده* بل هي أكثرية تقبل بالتعايش بين كل هؤلاء، ومن الذي يحكم بينها في سورية؟ هل يمكن للسلطة التي تبتلع كامل المجتمع سياسيا وماديا، يمكن أن تكون الحكم؟ السلطة لا تقبل المختلف عنها، فكيف تقبل المختلف معها- تجربتها في لبنان ناصعة في هذا المجال! الأكثرية الاجتماعية هي بديل مفاهيمي، لمفهوم الأكثرية (الوطنية) لما لهذا المفهوم من شحنات ملتبسة في الذهن السوري، وفي الواقع السوري. والأكثرية الاجتماعية هي أكثر ديمومة، وتنوعا!الأكثرية الاجتماعية التي تتشكل من هذا المجتمع بالذات،هذه الأكثرية التي تتشكل أساسا في مجتمع متنوع، على قاعدة( إنني اختلف عنك) التي غيبها النقاش السوري، ولتحل محلها، قواعد أخرى: كأن نقول أكثرية وطنية، أو أكثرية دينية، أو قومية، أو طائفية، أو أكثرية تقدمية، والتي تحدد الحواجز سلفا، وبناء على معايير مسبقة. هل بالضرورة إذا كنت اختلف عنك، يجب دوما أن يكون هنالك ما اختلف به معك! أليس المسيحي مثل المسلم يحب أن يكون لديه حرية القول! في هذه الأكثرية الاجتماعية، التي تقبل الديمقراطية حكما وحكما. يمكن أن يكون فيها، قومي عربي وقومي كردي، يمكن أن يكون فيها علماني متشدد! وإسلامي متشدد! لأن الإسلاميين المتشددين في سورية، يرى أكثريتهم أنهم يستندون إلى الأكثرية العددية الساحقة للمسلمين! بينما العلمانيين المتشددين! لا يرون ما يستندون إليه سوى، تنويعات علمانوية على سلطة لا علمانية! لهذا هم الآن يحملون راية رفض الديمقراطية التوافقية، بحجة أنها أمريكية في العراق، و لبنانية أثبتت عقمها ومأساويتها! من هو الذي يطرح مفهوم الديمقراطية التوافقية؟ ومن الذي أجبر السادة في المعارضة العراقية سابقا على إنتاج مفهوم الديمقراطية التوافقية؟ هل هم الأمريكيون؟ ألم يكن للتدخلات الإقليمية المعادية للديمقراطية في العراق! دورا مركزيا في تكريس نموذجا ليس توافقيا بل نموذجا قابلا للانفجار السياسي في كل لحظة؟ هل من مصلحة إيران مثلا قيام ديمقراطية مبنية على أكثرية اجتماعية؟ أما أن نرمي كل الحمل على أمريكا فإن الأمر هو مدعاة للريبة في الحقيقة؟ هل الأمريكان هم الذين يقسمون إقليم كردستان العراق حزبيا وعشائريا؟ أم أنه مقسوم من أيام الدعم الإيراني- السوري للمعارضة العراقية! وهل الأمريكان هم من طرحوا في البداية: الفدرالية لإقليم الجنوب العراقي؟ إذن إن الحديث عن خطر الديمقراطية التوافقية الأمريكية! هو حديث ليس له ركائز في الواقع السياسي! خاصة السوري منه، لأن الصراحة تقتضي من أصحاب وجهات النظر هذه السؤال: هل تقبل الأكثرية السنية أو العربية في سورية بديمقراطية توافقية؟ ومن يمثل هذا القبول وهذا الرفض؟ أما إذا كان التلميح عن مطالب بعضا من الحركة الكردية في سورية، فإن الأمر يحل ببساطة! أعطي هؤلاء الكورد حقوق مواطنة كاملة، وبعدها نرى إن كانوا سيبقون مصرين على الديمقراطية التوافقية- التي يريد الأمريكان فرضها حسب الإدعاء- ، أم لا؟ حبذا لو أننا نتخلص من هذا التأرجح، في الأحاديث عن ديمقراطية وطنية بلا ليبرالية وديمقراطية أمريكية غير وطنية!بالتأكيد إن ما نطرحه هنا حول مفهوم الأكثرية الاجتماعية الجديدة، يحتاج إلى تنمية حوارية و مفاهيمية، ربما يسمح لنا الزمن بالعودة إليها.
* أعطونا دولة واحدة ديمقراطية في هذا العالم لا يوجد فيها حوامل للتوافق مع أمريكا؟ حتى في أجنحة الحزب الشيوعي الصيني هنالك تيارات متباينة حول الموقف من أمريكا! وتتعايش داخل هذا الحزب! الذي يعد النموذج الأخير للشمولية في هذا العالم!



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية والمواطنة-وعي سوري شقي2-2
- الطائفية والمواطنة.. وعي سوري شقي 1-2
- دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.
- سويسرا في القلب-4-
- أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد
- غياب السياسي تأصيل لغياب العقلانية
- رد صريح على السيد زهير سالم نائب المراقب العام للإخوان المسل ...
- عامان والسياسة غائبة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي.
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (2-2)
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (1)
- استقلالية الثقافة!هل هي علاقة قوة أم طيه سلطة؟
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-3-القضية الكوردية
- المؤتمر العام لجبهة الخلاص-2
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-برلين
- العلمانية ضد العلمانية-مساهمة في الحوار السوري
- سويسرا في القلب-3-
- سويسرا في القلب-2-
- سويسرا في القلب-1-
- آخر مشاكل الحكم العراقي- رغد صدام حسين
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص والمطلب الديمقراطي السوري.


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - أختلف عنك لا معك!نحو أكثرية اجتماعية جديدة.