أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي هادي - في انتظار بكائية العام الجديد














المزيد.....

في انتظار بكائية العام الجديد


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 10:08
المحور: الادب والفن
    



انتهى العيد، حبيبي، انتهى
هنأ الخلُّ خليله و دعا.
ينشد الله لعامٍ قادمٍ
كي يزور الحجر الأسود و البيت القديما
كل عام من جديد:
يُملأ البيت بأعداد غفيرهْ
و بحصو ناعمٍ
تَرمي شيطانا رجيما.
انتهى العيد ، حبيبي، انتهى.
عصر القوم القلوب،
و انتهى التخزين للحج في تلك السنين،
و انتهى التوفير في العيد العظيم.
كيف لا؟! كيف لا؟!
من يزيد الملك السارق للبيت غنى؟
من يقدسْ حجرا أسودَ في البيت العتيق،
حجرا أسود ما فيه غنى؟
من سيتخم ملكا لصا بتخمهْ،
غير آلاف و الآف الضحايا،
تحمل الرايات حملا،
غير قومٍ بيننا؟
في خلال الحج ننحر بالضحايا،
و يضيع المال من أجل قريشٍ!!
أو من أجل سعود!.
ثم تثقيب الجيوب.
قد يُعيد اللهُ ما ضاع من أنواع النقود.
إنما الحج زيارهْ،
و هوأيضا كلما شاءوا تجاره.
و تزيح المرأة الحاجة للبيت المقدسْ،
كل أنواع الوشاحِ
**
اقترب لي يا حبيبي، و ابتسم،
و ارمِِ عنك الحزنَ مما قد مضى.
إنني أحيا بقُربك خالدا.
إنه الحب، في الشأنِ، قضى
و هو دوماً آمرا.
لا و لن ألقَ، كمثلك أو أرى،
في تراب الأرضِ أو عمقِ السماء.
وجهُك الزاهي يهز القلب هزّا، مثلما
هز بالأشجارِ إعصارُ الرياحِ.
***
ها هُمُ أهلي يخافونَ من البسمةِ تُطبعْ
فوقَ أطرافِ الشفاهِ
"كُن عبوساً" قال لي القومُ و هم في غُمَّةٍ
يجبرون الناس، في قهرٍ،
على تركِ المزاحِ.
عامنا الهجري لن يُولدَ إلاّ بالبكاءِ
نلعن القاتلَ للسبطِ
بأنواعِ الصياحِ
***
عامنا الهجري لن يبدأَ إلا بيدٍ،
تسرق الخبز من أفواهِ الجياع،
تضرب الصدرَ المفرقع.
ثمَّ يجرحْ،
رأسَ دجالِ و أقرعْ،
خنجرٌ حادٌ مُلمَّعْ.
هكذا، إني أرى الأمةََ لا زالت
في النفسِ ثُعذّبْ،
و يُغيض الروح فيها كلُّ طِيبٍ أو عذِب،
و يعيشُ خالدا في قلبها
ما في الكروب و الغضبْ.
هذه الامةُ لا يُمكنُ أن تَحيى
بدون اللطمِ و التطبيرِ و العيشِ بنحسِ.
إنها أمةُ بُؤسِ.
عقلها قد جمّدته، جلمدا،
يختنقْ في سجنِ طقسِ.
إنها قد اُغرقت في ظلمةِ الحزنِ
و في بحرِ النُواحِ.
***
جوقة التطبير و الـ"زنجيل" لا زالت تُرينا
مُثُلِيّا
يسأل الله تعالى
كلَّ أنواع الشفاعهْ.
و نرى المسكين و التابع للقديس مفجوعا
بألوان الوداعهْ،
داعياً لله أن يعطيهِ حُورَ الجنةِ الكبرى
بأنواعِ الخلاعهْ.
عامنا الهجري لا زال يُرينا
بلطجيا و شقيا،
صار في عامِ اللصوصِ،
مَهدوياً،
فاتح الصدر بألوان الـ "شجاعة"
ثم يذهبْ كي يُصلي ساجدا في القوم
في جو الجماعهْ.
إنه في الليل قد ساهم في الإرهاب ِ دوما ً
و هو ذِئب الغدرِ للإجرامِ يدعو
بالنباحِ
***
هل هو الدينُ الذي قد حرَّم العيشَ
في سُعد و دفءِ؟
أم هي الحُلكةُ قد حرمَّت الدق
على عودٍ و دفِ؟
فحرامُ: الرقص في جمعٍ يدورُ
حول طبلِ.
وحرامٌ: نحت تِمثالا بديعا شاهقا
و حرامٌ: رسم صورهْ.
و حرامٌ: نظر المرءِ لزوجه
و هي تستلقي في عورَه.
و حرامٌ: رفع كأسا مفعما
بعصير العنبِ الصافي الذكي،
عالياً.
و حرامٌ في غدٍ أكلة تمره
و حرامٌ...
و حرامُ..
و حرامٌ شمّ عطر رائع،
فاض من زهرِ فيّاحِ
**
قيل لي:
"إنهم قد حرموا الشرب على الغير،
و لكن !!
حللوا الخمر على أنفسهم،
في كلِّ سرِّ".
إنني في الأمسِ،
قد كنتُ رأيت: عِمةً قاتمةً سوداءَ،
تخفي تحتها "رُبعيةً"،
من خمرة قانية حمراء،
أو من خمرِ تمرِ.
قبل أمسِ،
كانت العِمة قد زارت ضفاف النهرِ،
في مجموعةٍ،
حَملت في حِملها "رَقيةً"،
ملأتها فرحاً بـ "حليبِ سبعِ".
فرّغتها طربا في جوفها،
بلعاً فـبلْعِ.
بعدها صلت صلاة العصرِ،
في موعدها،
كبَّرت تكبيرة الحمد، و نادت
في خشوعٍ:
فلنحيِّ للفلاحِ.
**
عامنا الهجري اثنا عشرا
من شهور الحزن و اللطم البكائي.
قيل لي:
إنهم قد حرموا الجنس على الغير،
و لكن!!
ها هُمُ اختاروا،
من نسوة خلق الله مثنى،
و ثلاثا و رباعا.
لا يهم!!
لا يهم أن تملك الأيدي آلاف الجواري!
فنساءٌ لابن شُعبه،
ذلك الوالي الحجازي القديم،
فِقن في العدِّ أعداداً كثيرهْ.
ثم فوق أمِّ جميلِ ضاع رأس الوالي فيها
بعدما ضاع في الجنس لباسهْْ.
و سعود فوق نجدِ
ضاع في النسوةِ عَدّه.
كسر العشق الرّبابهْ،
فوق رمل الجنس قد ضاع في الجو عتابه.
سبطنا الأول قد سُرقت ثيابه،
ضاع في الحب حسابه،
إن جعده باعت العرش و راسه.
و ترى الدينَ،
دين لحيةِ الأصحابِ،
قد صار خَلاعه،
دقّ في عزفٍ على الوتر الإباحي.
**
ها أنا أسكن في أحضان شعب،
يحتفل في كل عام من جديد،
في سلام و مودّه،
بين أشواقٍ و حبّ.
عامه يسبقه الميلاد اسبوعا بأفراحٍ وود
و يضيء البيتَ إشعاعٌ بسعد.
في جديدِ كلِّ عامٍ:
تجمع الافراح ابنا طال في الغيبة عنه
بالأب و الأم و الأخوة منه.
و حفيد شاءت الأقدار أن يبعد في الغربة أيضاً،
فيعود...
لـيُـقبِّل جده
و يعانق خاله أو عمه.
و أرى تجتمع الأفراح في أعوامها.
تُرفع الأقداح في زهو و فخر
و يتمنى الفرد للآخر من أفرادِ شعبِه:
كل أشكال النجاح
***
محيي هادي – أسبانيا
2007



#محيي_هادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ثقافة التخلف: المرأة و حساب الأرقام
- بأي لغة يتكلم الله؟
- الرئيس و الوزير والقاضي
- إلى كربلاء
- تثاؤب الأعرابي
- ماذا أستطيع أن أقول للإيزيديين؟
- العقلية العربية- قراءة في كتاب د. جواد علي
- حيرة عراقي
- عليك مني السلام يا أرض أجدادي
- زعران و جرذان؟
- أسئلة من جاري
- الأساطير العبرية و علاقتها بأساطير أخرى
- أسئلة عن الله
- أساطيرٌ عبرية: وعد الله لابراهام
- البدون و الانسانية على الطريقة العربية
- سؤال إلى المرحوم نزار عن مصير الأشرار
- ما يريده أعراب النفاق
- حكم الاعدام بين المبادئ و النفاق
- العقل و الدين
- التقديس و الخرافة


المزيد.....




- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه
- في مثل هذا اليوم بدأت بي بي سي بثّها الإذاعي من غرفة صغيرة ف ...
- معالم الكويت.. صروح تمزج روح الحداثة وعبق التاريخ
- أبرز إطلالات المشاهير في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي هادي - في انتظار بكائية العام الجديد