أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - محيي هادي - حكم الاعدام بين المبادئ و النفاق















المزيد.....

حكم الاعدام بين المبادئ و النفاق


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 09:53
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


لست مطلعا بما فيه الكفاية على قوانين تلك الدول التي لا تقبل بتطبيق عقوبة الاعدام على المجرمين الذين يستحقونها، إلا أنني، و حسب معلوماتي البسيطة جدا، أعرف أن هذه الدول لم تنسخ حكم الاعدام من قوانينها، بل تعود فتطبقه في ظروف معينة تدعو إلى تطبيقه، و الحرب هي ظرف من تلك الظروف.
و لست أعني بأن هذه الدول لا تطبق حكم الاعدام بشكل مطلق في زمن السلم، بل أن هذه الدول تطبق حكم الاعدام، بشكل غير مباشر في زمن السلم أيضا. فإذا كانت هذه الدول لا تطبق الإعدام على مواطنيها، و على الذين يعيشون تحت قوانينها، في زمن السلام، فإن هذه الدول بعينها هي ماكنة مستمرة في صنع الاعدام، تصدره إلى دول أخرى، دول العالم الثالث، أو العاشر، التعيس. أوَ ليس تلك الدول الإنسانية ،كلش، هي التي تصنع أسلحة الدمار التي تعدم المئات من الالاف من أبناء الشعوب الأخرى؟
و قد يقول قائل أن هذه الدول تصنع الاسلحة للدفاع عن أنفسها ضد الأخطار الخارجية، و إذا كان هذا صحيحا، فما معنى أن هذه الدول تبيع أسلحتها إلى دول خارجية، بضمنها دول تصنفها بين الدول العدوة؟ فهكذا نرى أسبانيا تبيع أسلحة إلى المغرب في الوقت التي تعتبر المغرب إحدى مناطق التهديد لها: لأن المغرب تطالب باسترجاع سبتة و مليلة و غيرها من الأراضي الواقعة تحت السيطرة الأسبانية، الآن، و التي يعتبرهاالمغارية أراضيهم. و لا أعتقد أن الأسبان شكّوا يوما بأن هذه الأسلحة ستستخدم ضدها، بل على العكس إن المراد من هذه الاسلحة هي أن تستخدم ضد الشعب المغربي، و قد استخدمت فعلا، و ضد جيرانه الآخرين من غير الأسبان.
و هنا أتذكر ما كانت تقدمه وسائط الاعلام الاسبانية، يوميا، كفطور و غداء و عشاء، عن الحرب الأهلية الرواندية و عن وحشيتها و وحشية المشاركين فيها. و على الرغم من وحشية تلك الحرب وضراوتها وجدنا أسبانيا و دول أوربية أخرى، و أخرى، كانت تبيع السلاح إلى أطراف الحرب. و في حينها نشرت جريدة الباييس الأسبانية مقابلة مع سكرتير وزير الدفاع الأسباني آنئذ، اقر فيها أن أسبانيا تبيع السلاح، لا بل أنه دافع عن بيعها إلى الأطراف المتنازعة لأن مصلحة أسبانيا تدعو إلى ذلك، وهو يدافع عن تلك المصلحة. و نفس القول يمكننا أن نقوله عندما نذكر أن الدول التي ساعدت في إطالة الحرب بين العراق و إيران، و التي ذهب ضحيتها ثلاثة ملايين عراقي حسب ما قاله الناطق البعثي الأخير على شاشة العربية، كانت تدافع عن اقتصادها و مصلحتها و حتى على حساب اغتيال الملايين من العراقيين و الإيرانيين.
و عندما نتكلم عن العراق فهل يمكننا أن ننسى أن نفس تلك الدول التي لا تطبق حكم الاعدام هي التي موّنت حكم جرذ العوجة بالأسلحة الكيمياوية و غيرها من الاسلحة الفتاكة، و بضمن هذه الدول، إضافة إلى الولايات المتحدة التي تطبق حكم الاعدام، نرى ألمانيا و فرنسا و هولندا و أسبانيا..و و و....كل هذه الدول التي لا تطبق حكم الاعدام، بل تصدره إلى الغير، و ما دامت الشعوب التي تُعدم هي شعوبا غير أوروبية، فهذا الأمر لا يهمها حتى و لو ذهبت هذه الشعوب إلى الجحيم... و لا فرق في أن يكون تصدير سلاح الموت في زمن يكون الحاكم فيه من اليسار أو من اليمين.
قد يقول أمرؤٌ ما أن شعوب هذه الدول الأوربية تعيش في جو جيد في ظل قوانين دولها، وهذه الحقيقة لا يمكن نكرانها أبدا، بل أن هذه الدول هي مثال لطريق يجب أن تسير عليه حكومات العالم الثالث في معاملة شعوبها..
إن تلك الدول سارت وتسير في تقدم مطرد مستمر عظيم و تطورت بشكل هائل عندما استطاعت شعوبها أن تفرض احترامها على حكامها و عندما استطاع كل فرد فيها أن يعبر بشكل لائق و سليم عن أفكاره، دون تهديد بالسجن و الملاحقات. و استطاعت هذه الشعوب أن تفصل الدين عن الدولة، فأصبح ما لقيصرلقيصر، و ما لله لله و ما للشعب للشعب. وآمل أن يصل اليوم الذي تصل فيه شعوب منطقتنا إلى نفس التفكير و الإقتناع، و آمل كذلك أن تستطيع شعوبنا إلى التغلب على الظلام الذي يسيطر عليها منذ خمسة عشر قرنا لا تستطيع فيها رؤية الضوء بل أنها تعيش في ظلام الأفكار المتحجرة و مربوطة بحبال لا تقدمها إلى الأمام، بل أن هذه الحبال تجرها دائما إلى الوراء، إلى ما قبل القرون الوسطى الظلماء، و نرى الآن الأفكار الارهابية التي لا تقدم لشعوبنا إلا الهمجية و جهل الجاهلية و لصوصيتها باسم الاسلام.
و لكن الأمر هو أنه لا يمكن أن ننظر إلى الدول الأوروبية بمنظار صدق مطلق لكل شيء فيها، و بدون نقد أو وضع علامة استفهام، إذ أن نظرة هذه الدول و معاملتها تختلف تماما عندما يكون الأمر خارج أراضيها.

لا أريد الكتابة عن المجرمين البعثيين و غيرهم من الناعقين بالقومجية، إذ ان هؤلاء و أولئك قد قتلوا كل الاحساس الانساني، وهم من أعداء الانسانية و من أحجار الطبقة السابعة من بالوعات فضلاتنا.. و كذلك لا أريد الكلام عن أولئك المنافقين و المرتزقة و الذين يصفقون للإرهاب في العراق و الذين لم يوافقوا على إعدام الجرذ قبل، أو في، أو بعد عيد الأضحى، لكنني أريد أن اكتب كلمة بسيطة في أولئك الذين يعارضون تطبيق احكام الإعدام بشكل مطلق وهم ذوو نوايا طيبة وحسنة.
إن الذي أعرفه أن المبالغة في شيء تعطي نتيجة مضادة لذلك الشيء، و معارضة تنفيذ حكم الإعدام، الذي تمّ، في جرذ العوجة، لا يقدم، عمليا، إلا دعما للاجرام، و دعما للتطبيق السابق لحكم الإعدام من جانب الجرذ ضد الشعب العراقي.
لا ننسى بأن الشعب العراقي، ما عدا أولاد آل صبحة و أيتام الجرذ، قد أعلنوا عن فرحتهم الكبرى في إعدام الطاغية، و أصبح هذا الحدث حدثا عظيما في تاريخ العراق و نهاية لأسوء مجرم عرفه وطننا العراقي و أمتنا العراقية في الداخل و المشردة و المنتشرة في الخارج، و الحديث في موضوع "يعكر" صفوة هذه الفرحة هو اصطفاف، بوعي أو بدونه، مع أيتام الجرذ.
و لا يمكن كتابة نظرية لتطبيقها على مجتمع ما دون دراسة واقع هذا المجتمع ، و لا يمكن أن نبني مستقبلا بدون معرفة الماضي، و الماضي القريب عندنا أثبت أن تطبيق شعار "الرحمة فوق القانون" على البعثيين، و كذلك تطبيق شعار "عفا الله عنا سلف" لم يفعل إلا عكس ما أريد بهذين الشعارين: فديس القانون تحت بساطيل المجرمين و ضربت الرحمة، و رجع السلفيون إلى ما سلف...و قد ارتكب العراقيون خطأ آخرا فظيعا عندما تركوا الجرذان البعثية المنهزمة بسراويلها الصفراء و لم يلاحقوها ليقضوا على كل فكرة يريد بها عودتهم..إن تجارب الشعوب المختلفة قد أثبتتت أن الرحمة مع أعداء الرحمة لا يمكن تطبيقها أبدا. فلا يمكن أن يكون رجل القانون هو الذي يطلق سراح الإرهابي الذي يعترف بعظم لسانه أنه قد فصل رؤوس عراقيين عن أجسادها.
لنكن عمليين و واقعيين، نخدم بكلمتنا شعبنا، قبل أن نكون منظرين، وإن أية نظرية "مسالمة" الآن، مهما كان صدق قائلها، لن تعيد إلا أحزان العراق و طغاته، و هي نظرية لن يكون مصيرها إلا الفشل، بل أنها إجرامية. و هنا لا بد أن أذكر أن بريمر كان قد ألغى عقوبة الإعدام لكنه جوبه برفض عراقي مهم، فألغي قرار بريمر.
إنني أيضا من مؤيدي عدم تطبيق حكم الإعدام، و لكن في حالات فردية و ليس في حق مجرمين مصاصين لدماء شعوبهم، كجرذان العوجة و أخواتها. و فكرة عدم تطبيق الإعدام لا يمكن طرحها الآن، أبدا، إلا بعد تحقيق السلام في ربوع العراق، و القضاء على كل إرهابي صدروه لنا أعراب النذالة و النفاق.



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل و الدين
- التقديس و الخرافة
- جنة البله و المجانين... و الإرهابيين
- شهر رمضان بين الحروب و نوم الموظف الكسلان
- بين أشرار المسلمين و أخيارهم
- الحجر الأسود 05/05
- الحجر الأسود 04/05
- العشائر
- الحجر الأسود في كتب التراث 03 /05
- الحجر الأسود في كتب التراث 02/05
- قانا و مدننا العراقية
- الحجر الأسود في كتب التراث 01/05
- تجار الحروب و وعاظها
- وعدُ الشيخ الرفيق
- تعليم الحقد ضد الآخرين في مدارس الوهابيين
- إلى أمّي
- مجتمع الشرف
- حكومة إنقاذ أم انقلاب و ارهاب؟
- وطني
- أوغاد من منبع الارهاب الوهابي


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - محيي هادي - حكم الاعدام بين المبادئ و النفاق