أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محيي هادي - الرئيس و الوزير والقاضي














المزيد.....

الرئيس و الوزير والقاضي


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 11:56
المحور: كتابات ساخرة
    


الرئيس:
شاهدته قبل بضعة على قناة العربية، و كنت أظنه يمثل العراق، و كل العراقيين. لكن ظني قد خاب إذ وجدته يتكلم باسم شريحة من شعب العراق، لا كله.
و قرأت عنه أنه قد طالب، مبرزنا، باطلاق سراح أخ الجرذي المقبور، الذي ولى إلى جهنم و بئس المصير. و كان الرئيس يتذرع مرة بأن ذلك المجرم كان مريضا بمرض السرطان، و مرة أخرى کان يتذرع بأنه كان صديقا لعائلته الكريمة، و أن لكلا العائلتين علاقات قديمة و وطيدة. و على الرغم من علاقات الرئيس العائلية الحميمة بأخ الجرذ فإنها لم تـنفع سابقا بإيقاف قتل العراقيين و نحرهم. فهل أن الرئيس لم يستطع استخدام علاقاته لتخليص الضحايا؟ أم أنه بسبب عدم وجود علاقات عائلية مع تلك العائلات الأخرى جعله يفكر بنفسه: " لتذهب إلى الجحيم"؟
و إذ أنا أكتب هذه الكلمات أنظر أمامي صورة الرئيس و هو يرقص دبكة مع الدوري و الكيمياوي فوق الارض التي تشبعت بكميات من غاز الخردل القاتل.
و أسمعه اليوم أيضا و هو يتدخل في أمر القضاء العراقي ويطالبه بعدم إعدام وزير دفاع الجرذ، سلطان هاشم، الذي كان سرطان العراق و مهشم رؤوس شعبه و مطلق الغازات عليهم، و خاصة رؤوس الأكراد الذين و حسب ما أعرف هم القومية التي ينتمي إليها الرئيس.
و يعتذر الرئيس على التوقيع على إعدام المجرمين الذين حوكموا بموجب القانون و الدستور الذي صوت عليه أبناء العراق، بما فيهم الرئيس نفسه. يعتذر لأنه حسب ما يقول هو من المعارضين لحكم الاعدام، أي كان.
لكن الرئيس هو قائدا، أو كان!، لاحد أقسام ميليشيات البيشمرگة، و قد قامت إحدى فصائلها باغتيال 200 عراقي من المعارضين من الذين كانوا يقاتلون النظام البعثي المهزوم.
فهل أن الرئيس أصبح الآن فعلا من معارضي أحكام الإعدام أم أنه، و هو أحد المنتمين إلى الاشتراكية الديمقراطية، قد سار على هذا الطريق رفيقا للأحزاب المنضوية تحت راية الاشتراكية الديمقراطية؟ و لنتذكر كلنا أن ميلوسفيتش اليوغوسلافي، ذباح الكوسوفيين و البوسنيين، و كارلوس أندريس بيريث، جزار فنزويلا كانا أيضا من المنضوين تحت الراية المذكورة.
الواقع يقول أن الذي تخطى عمرا معينا صعب تبديله و أن "الباكورة لا تنعدل".

الوزير:
كان أحد منظمي المجازر ضد الشعب العراقي، و قد اعترف بعظمة لسانه في المحكمة العليا بأنه قد أمر بالأنفال الأولى و بالثانية، و ليس هذا فحسب بل أنه استلم رسالة من صاحبه علي الكيمياوي يعاتبه هذا فيها لأن الوزير قد أخطأ بقتل المعتقلين دون أن يجبرهم مسبقا على الاعتراف لكي يمكن الاستفادة من الاعترافات، و من بعدها يصفيهم بدون أية رحمة. لقد أعدم الوزير الضحايا مياشرة دون أن يقدموا حتى و لا إلى محاكم صورية.
و كذلك لم يقدم الوزير أي اعتذار أو ندم بل على العكس أنه أصر على فعل جريمته.
و لكن الرئيس، و على لسان نائبه البعثي الهوى و السلوك، لا يريد اطلاق سراح الوزير بل و تكريمه أيضا و تقليده وسامات كبطل و تكريمه.
فانهضوا يا أكراد الأنفال و ارجعوا للحياة و انظروا، و اصحوا يا ضحايا المقابر الجماعية!

القاضي:
و رأيت القاضي على شاشة قناة الفيحاء و كأنه قطة قُـلبت على ظهرها، تحاول بجهد منع الرئيس من التدخل في ما يحكم به القضاء، و لكي تكون في العراق مؤسسات قضائية مستقلة، تطبق القانون على المجرمين و تأخذ الحق العام و تنير للمظلوم ضوء عدل يشعر به و بأن هناك أحدا يدافع عنه.

فهل سنرى ذلك؟ أم أن حبال الإجرام ستبقى تقيدنا؟



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى كربلاء
- تثاؤب الأعرابي
- ماذا أستطيع أن أقول للإيزيديين؟
- العقلية العربية- قراءة في كتاب د. جواد علي
- حيرة عراقي
- عليك مني السلام يا أرض أجدادي
- زعران و جرذان؟
- أسئلة من جاري
- الأساطير العبرية و علاقتها بأساطير أخرى
- أسئلة عن الله
- أساطيرٌ عبرية: وعد الله لابراهام
- البدون و الانسانية على الطريقة العربية
- سؤال إلى المرحوم نزار عن مصير الأشرار
- ما يريده أعراب النفاق
- حكم الاعدام بين المبادئ و النفاق
- العقل و الدين
- التقديس و الخرافة
- جنة البله و المجانين... و الإرهابيين
- شهر رمضان بين الحروب و نوم الموظف الكسلان
- بين أشرار المسلمين و أخيارهم


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محيي هادي - الرئيس و الوزير والقاضي