أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - ألبناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق














المزيد.....

ألبناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الغريب ان تستمر القيادات السياسية العراقية تتصور نفسها انها صاحبة القول الفصل في تحديد توجهات العراق , ولعل تذكر ما قاله الامريكان للمعارضة قبل اسقاط النظام الصدامي , بأنكم سوف لن تتدخلوا في عملية ازاحة النظام , وما عليكم الا ترتيب اوضاعكم فقط عندما نضعكم في مركب السلطة . وهذه وحدها تكفي للرجوع الى الحجم الحقيقي الذي يريده الامريكان من القيادات العراقية , الا ان ممارسة السلطة والاستحواذ على المال والنفوذ اسكر هذه القيادات , والذي زاد في تهويماتها هو ان الامريكان – لحساباتهم الخاصة - تركوا لها حرية الحركة , فظنت نفسها صاحبة القرار .
عندما يقرر الامريكان شئ , ينفذونه حتى لو اعترضت عليهم كل شرعية العملية السياسية , وهذا ما فهمته الحكومة العراقية عندما تراجعت عن رفضها تشكيل مجالس الصحوة التي اشرفت على تشكيلها القوات الامريكية , بعد ان وجدت ان الامريكان سيجعلون منها مليشيات توازي سلطة الدولة , او القبول بها واستيعابها . ولعل الدرس الاهم الذي يجب ان يفهم من القرارات الامريكية – للتحوط من عسفها - هو رفضهم تسليم القتلة من البعثيين ( علي كيماوي وجماعته ) بعد ان صدر عليهم الحكم بالأعدام من قبل القضاء العراقي , وكان بأمكان الامريكان ان ينقذوا سلطان هاشم قبل صدور الحكم , وبشتى الوسائل , الا انهم ارادوا ان يقولوا : حتى عدالتكم مرهونة بأرادتنا .
وعندما تتوجه وزيرة الخارجية الامريكية الى كركوك - التي اصبحت مشكلة مستعصية للعراقيين - وتجتمع بالقيادات المحلية للمدينة قبل ان تتوجه الى بغداد وتلتقي بالحكومة المركزية , يكون لهذا الاهتمام التأثير الاهم في تحديد توجه المدينة , وسبق ان عبر بعض المسؤولين الامريكان عن رغبتهم بأن تكون المدينة وحدها اقليم , ويتوقع البعض ان يكون التوجه الامريكي ليس مع الطموح الكردي الذي اندفع بالشحن العاطفي وجعل من كركوك قدس الاقداس الكردية . وما من شك ان مثل هذا الموقف الامريكي ليس نابعاً من الحرص على وحدة العراق , واستجابة لتنسيق رغبات مكوناته , بل استجابة لمتطلبات الحليف التركي من جهة , ومن جهة اخرى عدم السماح بمنح تجربة اقليم كردستان امكانية الاندفاع نحو افق التشبث بالاستقلال الذي يولد الارباك للمنظومة الاقليمية , التي تسعى اميركا لأن تكون هذه المنظومة عربات في قاطرتها العولمية . وتجدر الاشارة في هذا الاتجاه لما نشرته صحيفة " الحياة " يوم 20071220 تحت عنوان : لقد حضت رايس على تجاوز توقيت المادة ( 140) , في اشارة لما نقله السيد ايدن أقصوا عضو الجبهة التركمانية في لجنة تطبيع الاوضاع في كركوك عن الوزيرة قولها " لاتتقيدوا بالتواريخ وركزوا على تقديم الخدمات وبدء حملة الاصلاحات في المدينة " .
ان مشكلة القيادات الطائفية والقومية العراقية هو في جعل الوحدة الوطنية الجدار الذي يسندون ظهورهم اليه عندما يحتاجونه , وليس السياج الذي يستترون خلفه في عملهم . وبدون قيام المشروع الوطني لن نتمكن من ان نكون انداد لمرجعية سلطات الاحتلال , وما دامت الاولوية للمشروع الطائفي اوالقومي ستبقى اميركا تلعب بنا ما تشاء مع كل واحد على حده , وليس بعيداً ان تفقد هذه الاطراف منجزاتها الحالية اذ استمرت الوضعية بهذا الاتجاه .
ان النجاح الذي حققه الامريكان مع تشكيلات مجالس الصحوة في المناطق " السنية " دفعهم لتكرار التجربة مع العشائر في المناطق " الشيعية " , في خطوة جديدة يتسابق عليها مع الامريكان " المجلس الاعلى " , بعد ان ادرك " المجلس " ان الامريكان جادون في تجهيز بدائل توازي الحكومة الشيعية " المنتخبة " , وبديل عنها اذ استمرت في فشلها . وفي هذا الاطار يقول مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى لورنس باتلر المنشور في " صوت العراق " يوم 20071220 " ان العراقيين الشيعة بدأو يقاومون النفوذ الايراني في العراق , تماماً مثلما تصدى السنة لتنظيم القاعدة " موضحاً " ان هذا التوجه يعني مقاومة النفوذ الايراني وتحدي الاحزاب السياسية التي استأثرت بالسلطة ". وحذر باتلر من ان " سنة 2008 ستكون سنة الاختبار الحاسم الذي سيسقط المالكي او يعزز موقعه " وتساءل " هل سيمرر هو والبرلمان القوانين الضرورية لتسيير امور البلد ؟ " . ومن يستطيع ان يقف بوجه الرغبة الامريكية , ويحمي حقوق البلد , والكل يبحث عن ليلاه ؟!



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوالي المر للضياع
- ألاندفاع في مشاريع الفشل
- ماذا ستكون النتيجة ؟
- نغروبونتي وغياب المرجعية العراقية
- الأمريكان وإعادة تدجين الخراف المتوحشة
- لاتوجد دواعي للقلق
- لا توجد دواعي للقلق
- كركوك والتحالفات المظللة
- التوجهات المبدئية للأمريكان وبعض الأحزاب العراقية
- مجرد سؤال ؟
- مؤتمر أسطنبول والتوافق الهش
- لكي لايكون الخطأ جريمة ومع سبق الأصرار
- لا أحد يسلم بغير النهوض بالمشروع الوطني
- بين ضياع المرجعية الوطنية والتوجهات الأمريكية
- التبادل المر
- ما لم يكن في الحسبان
- تداعيات القيود الطائفية للقائمة الموحدة
- البحث عن الحلول في زيادة المأزق العراقي
- الشربة حمودي
- الفواتير الطائفية وضرورة تجنب دفعها


المزيد.....




- -أود أن يختبر ما شعرت به-: شاهد مايكل كوهين يتحدث عن احتمال ...
- فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم ...
- -حذفت علم فلسطين من صورته-.. ممثل أسترالي يرد على مجلة Vanit ...
- أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب ...
- استطلاع: غالبية الألمان مع منتخب وطني متنوع الأصول والمنابت ...
- ارتفاع حرارة الجو في الهند يقتل ما لا يقل عن 85 شخصا في يوم ...
- فلكي مصري يكشف تفاصيل الظاهرة الجديدة التي ستحدث في سماء الب ...
- -ترامب ليس الأول-.. من هو المرشح الرئاسي الذي كاد أن يحكم ال ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين -بشدة- تصريحات الرئيس الأرجنتيني ...
- بالفيديو: صاروخ ثقيل لحزب الله يدمر مقرا عسكريا إسرائيليا في ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - ألبناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق