أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - بين نانسي عجرم والذباح في أيام الخير















المزيد.....

بين نانسي عجرم والذباح في أيام الخير


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 05:23
المحور: كتابات ساخرة
    


لعلك صديقي تسخر هذه الأيام إذا رأيت رجلا يرفع عقب قنينة زجاجية مكسورة من طريق المارة ،قد لا يتخيل البعض وجود هكذا أجسام في طريق المارة وخاصة إذا كان هذا البعض يعيش في إحدى دول العالم الأول أو حتى الثاني وقد تكون هذه المظاهر قد اختفت في كثير من دول العالم الثالث أيضا فيعجب من يعيشون فيها أنها ما زالت موجودة في عالم رابع يضم دولة واحدة بعد ما قيل عن سكانها بأنهم جزء من امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وكان الذين اخترعوا صناعة الزجاج هم أهل مدينة الصدر ذات الأغلبية المنسية أو سكان مدينة الشنافية ذات الأغلبية الشيعية أو مدينة كفري التي أصبح سكانها تكريتيون بقرار من مجلس قيادة الثورة الذي كان موقرا في عهد دولة الخروف الأسود المسمى اق قوينلو أو في زمن يقول الكثيرون انه زمن الخير!وهذا ما سأعود إليه لاحقا.المهم انك إن سالت الرجل سيقول لك أنها يا بني إماطة الأذى عن طريق المسلمين، سيتلفظ لفظ (بني) حتى وان كنت تكبره سنا فذلك من عادات أهل الدين.نعم ستسخر من هذا الفعل بعد أن اتضح للجميع بأن من يخافون على احد المارة من أن يجرح قدمه صدفة هم ذاتهم من يتولى نحر الضحايا الآدميين بالسكاكين من الوريد إلى الوريد أو قطع الرؤوس بضربة واحدة يسمونها الوتر بأحد سيوفهم العربية الأصيلة الحادة والتي تتشرف بكونها يفوح منها عبق الإسلام وشرف العروبة ورسالتها الخالدة في الوحدة والحرية والاشتراكية ليس من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر كما كانوا يقولون أيام زمن الخير..الزمن الجميل وإنما من الأندلس إلى اندونيسيا والفليبين.فمهوم العروبة في آخر تحديث له يبتنى على أساس المشاعر الوهابية في إماطة الأذى عن طريق المسلمين فقط وبدلالة الآية الكريمة (ذلك .ومن يعظم شعائر الله ...).
قلت إن الكثيرين يطلقون على فترة السبعينات أنها أيام الخير وهذا أمر مجانب للوقائع في بلاد الرافدين .يقدم السيد خالد القشطيني برنامجا يحمل الاسم ذاته(أيام الخير)في إحدى الإذاعات التي تبث برامجها من خارج العراق أيام عمل المعارضة لنظام الحكم الشمولي البعثي وقبل احتلال العراق و مازالت مستمرة في بثها لكن القصص التي يرويها السيد القشطيني تعود إلى العهد الملكي وأظن إن معظم العراقيين في تلك الفترة أيضا لم يكونوا ميسوري الحال في ظل نظام إقطاعي ظالم يتربع على جهود الفلاحين الذين كانوا يشكلون ما يقرب من 90% من شرائح الشعب العراقي وإلا لما نشأت الحركات اليسارية ولما ترعرعت في تلك الفترة ،لقد كان معظم العراقيين يعانون من الفاقة الشديدة والفقر المدقع وكان الكثير منهم يهرب إلى المدن طمعا بوظيفة متواضعة تؤمن له ولعائلته لقمة العيش بالكفاف مما أدى إلى ظهور مدن الطين المسماة بالصرائف والتي تمتلئ أزقتها ودرابينها بكعوب القناني الزجاجية المتكسرة دون إن ينبري شيخ أو ملا نحوهما لها فيميط الأذى عن طريق المسلمين.لقد كانت تلك أيام خير بالفعل بالنسبة للقلة من أصحاب الوجاهة والشيوخ الإقطاعيين وبعض الضباط وكبار التجار والقوادين و بعض المومسات الشهيرات اللاتي دخلن منظومة علية القوم بما أوتين مما يخلب الباب الرجال الذين يملكون العقارات والبساتين والسيارات ولا أقول شيئا آخر سوى قول رزق الله عالعربيات ...وع...أيام العربيات.
أما في فترة السبعينات فهي فترة نشوء الأزمات الخانقة للمواطن البسيط كابي الكيا ومن سواه ممن كان خارج منظومة البعث والجيش والحلقات المتنفذة ،كانت زمن الخير هذا يتصف بإمكانية فقدان أي شيء وكل شيء من الأسواق من المواد الغذائية كالطماطم والبصل والبطاطا والبيض ...الخ فضلا عن اختفاء معظم السلع من الأسواق كما مرت بالبلاد تلك الفترة أزمة نقل عجيبة بحيث إن هذه الأزمات امتصت بضعة الدنانير التي هي مكرمة السيد الرئيس نعم كانت القيادة السياسية إبان الحكم البعثي تفيض بمكارمها على الشعب من أمواله وحلاله حتى إن احد الجنود المجازين عندما سؤل عما سيفعله في إجازته قال سأتمتع بمكرمة السيد الرئيس هذه الليلة مع زوجتي!هذه هي أيام الخير بالنسبة لعامة الناس أما من كان ضمن صفوف الجيش من كبار الضباط وحتى صغارهم من الحزبيين فهم في بحبوحة من إقطاعيات وبيوت وايفادات خارجية وسهرا ت صاخبة وفلل وسيارات ونساء ومرة أخرى أقول رزق الله عالعربيات .
دعوني الآن اترك أيام الزمن الجيل أيام الخير فأحافظ على وحدة الموضوع..إماطة الأذى عن طريق المسلمين فأقول سال احد المحققين في مدينة الموصل احد الإرهابيين في احد برامج الفضائية العراقية الذي كان يبث قبل قرابة سنتين ( الإرهاب في قبضة العدالة )ماهي طبيعة عملك ضمن المجموعة التي تعمل معها ؟أجاب:أنا ذباح المجموعة.ثم أضاف :ذباح سيدي.تأملت في وجه هذا الذباح عبر شاشة جهاز تلفازي الملون من الجيل الأول القديم الذي تمكنت من شراءه في أيام الخير فلم أجده إلا ممن يميطون الأذى عن طريق المسلمين تمهيدا لذبحهم والتقرب إلى السماء بعشاء رباني أو غذاء رسولي في اضعف تقدير .لا تسألني يا صاحبي ما الذي حملني على هذا الظن.نعم إن بعض الظن إثم ولكن ليس كله وما أظن إن ظني آثم وإلا لأصبحت آثما كإثم ذباح المجموعة وربما دخلنا النار سوية هو لأنه نسي ذات مرة إن يميط الأذى عن طريق المسلمين وأنا لأني ظننت به سوءا
وما دمنا في الحديث عن الحديث عن النار سألتني إحداهن من يستحق النار نانسي عجرم أم ذباح المجموعة تذكرت حينها إن الآنسة أو السيدة عجرم (لا اعرف) وسواها من المغنيات الجميلات في الزمن غير الجميل يشاركن في العمل الاجتماعي والخيري وفي مشاريع تخص الأمومة والطفولة والصحة وغيرها من الفعاليات الحميدة ذات النفع العام ، ثم إنهن لم يؤذين بشرا،ولا اتفق مع المتشددين القائلين إن الفن الذي يمارسنه هو من قبيل تدمير القيم الاجتماعية ،فهن لا يجبرن أحدا على مشاهدتهن أو حضور فعالياتهن الفنية ومن أراد إن يحافظ على قيمه الأخلاقية أو الدينية ويظن إن مشاهدة نانسي أو سواها ستدخله النار وبتركها ربما سيدخل الجنة فلا باس ولكن عليه لا يميط الأذى عن طريق المسلمين ثم يحتز رأس بريء من دين آخر أو مذهب آخر وربما من نفس دينه ومذهبه .فهل نصيب البقة ونخطيء البعير!!



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية العراق الاتحادية و دولة الحمر الطرشانية
- فوضى مشروعة لقلوب مشلوعة!
- ثلاثة مطابخ لأكلة ليست شهية
- بعثيون وان لم ينتموا(4)
- بعثيون وان لم ينتموا(5)
- بعثيون وان لم ينتموا (3)
- بعثيون وان لم ينتموا(2)
- بعثيون وان لم ينتموا
- حلاق المنفلوطي وثرثرة فوق الثرثار
- انفجار الضفادع وتصاغر البقر
- دور البغاء في بغداد
- توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)
- توريث السلطة وتوريث المظلومية
- دوشيش الليبراليين وطيران العمائم الثيوقراطية
- الذباب الوهابي..من تنجيمات أبي معشر الفلكي إلى هلوسات أبي ال ...
- السيد مهدي قاسم... ما دام القاضي راضي
- طويل جدا يا أبي
- عذرا... للأغبياء فقط
- أخطاء كهربائية في وقائع تاريخية
- شيوخ مرفوعون وإمام منصوب وشيعة مجرورون


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - بين نانسي عجرم والذباح في أيام الخير