أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - ثلاثة مطابخ لأكلة ليست شهية















المزيد.....

ثلاثة مطابخ لأكلة ليست شهية


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 09:42
المحور: كتابات ساخرة
    



المعهود عندنا أهل العراق أن نعدد مائدتنا بأكلات متنوعة بحيث انك إذا دعوت ضيفا ليس من أهل البلد فانه يحار فيما يأكل ويترك، كل هذه الأكلات الشهية تعد في ذات المطبخ وربما يعدها ذات الشخص واغلب الظن أن الذين يستحقون مذاقها الشهي هم ذات الأشخاص.لكن موضوعنا هو على النقيض تماما، وهو أن تعد الوجبة ذاتها في ثلاثة مطابخ فتعد في مطبخ وتسلق في آخر ثم تحشى وتقلى في ثالث لتقدم في النهاية غريبة المذاق، غير شهية وربما سامة لكن عليك أكلها لأنك لا تملك غيرها، الغريب في هذا الموضوع إن العراقيين اعتادوا أكل هذه الوجبات منذ زمن السجون والتعذيب، كما أنهم أدمنوا كل ألوان السموم فلم يعد لها تأثير كبير على أجهزتهم الجسمية والعقلية وطريقة تفكيرهم وأغانيهم وحتى كلاواتهم.
المطبخ الشيعي المتهم بان ما يقدمه صفوي في مذاقه ومادته وطريقته الفسنجونية.يقول طباخيه أن لا علاقة لهم بالشاه إسماعيل ولا نادر شاه ولا حتى محمد رضا بهلوي ويقسمون جهد أيمانهم بالزهراء عليها السلام والعباس أبو راس الحار والحر الرياحي بأنهم ضحايا العنف والإقصاء الطائفي منذ زمن كلكامش الأموي الذي صرع انكيدو الشيعي، لا بل منذ زمن هابيل الوهابي الذي قتل قابيل المؤمن بالولاية، فتركه دون أن يواري سوءته الثرى حتى بعث الله غرابا ليعلمه، فاعترف بجهله بالدفن ولكنه لم يعترف بخطاه في القتل.والحق إن الشيعة ليسوا مستاءين من مظلوميتهم، لكنهم مستاءون من منعهم من الشكوى والتعبير عن مظلوميتهم، كما أنهم مغرمون بجلد الذات والنحيب والعويل على ماساتهم دون أن يجدوا وسيلة للخلاص أو التخفيف من معاناتهم فراحوا يبحثون ويجتهدون في حركات العدل والظلم والحكم والموت والناقة المباركة والجواد الميمون، كما راحوا يبحثون في عورات خصومهم السلوكية فقالوا عن أبي بكر بأنه سرق الأمارة وقالوا عن عمر بأنه كسر ضلع السيدة الزهراء وأجهض حملها الذي أوجدوا له اسم ثم أنهم كثيرا ما تركوا مظلوميتهم ليتباكوا على مظلومية أئمتهم الذين لا ريب أنهم سيدخلون الجنة.حدثني احد أقربائي المقيم حاليا في ألمانيا عن هذا الموضوع مرة فقال:انه زار صديقا بائسا له في الأربعينات من عمره متمسك بأهداب الشريعة زاره حيث يقيم في هامبورك(وما أدراك ما هامبورك)فوجده ما زال عازبا مع تمسكه الشديد بالأحكام الإسلامية..هذا جيد لكن الرجل والقول لقريبي ماانفك يتكلم عن مظلومية الإمام علي!فقلت له:إن الإمام عليا كان يمسك بأربع نساء في ذمته في آن واحد أما أنت فما اعلم غير العادة السرية من منجي لك وهي الاخري منهي عنها كما تقول فمن أكثر مظلومية أنت امن الإمام...لقد تراكم ارث المظلومية على الشيعة جيلا بعد جيل و مازالوا عاجزين عن إيجاد مخرج معقول للخروج من أزماتهم الحياتية والفكرية والسياسية. لقد تطرقت إلى هذا الموضوع في مقالة بجزأين وسمتها بتوريث السلطة وتوريث المظلومية، نشرت في العديد من المواقع الالكترونية..
إن مظلومية الشيعة التاريخية دفعتهم إلى اختراع أكلتهم المفضلة المحروك(محروق) إصبعه فضلا عن التمن (الرز)والقيمة (الحمص المطبوخ باللحمة)التي توزع لهم مجانا بالمناسبات الدينية وما أكثرها لديهم ولذا ورد بالأمثال إن فلانا لا يبكي الحسين وإنما يبكي على الهريسة والهريسة هي الأخرى من أكلات المناسبات عندهم والتي شانها شان معظم أكلات المناسبات والمواكب تقدم بالمجان للناس، وكذلك الزرده (الصفراء)وجميع هذه الأكلات لها نكهات طيبة وتقدم مع الماء أو سواه من المبردات أو الشاي مجانا ولك أن تطلب الكمية التي تريد...
أما السنة فمظلوميتهم من نوع آخر فهم غيورون جدا على بعض صحابة الرسول (ص)الذين يواظب الكثير من القوم على شتمهم متناسين جليل قدرهم وعظيم عملهم في إيصال الإسلام الحنيف بشكله الوهابي وغير الوهابي أليهم أو إلينا، فمن غير اللائق أو قل المحرم شرعا قذف معاوية ومروان وعمرو بن العاص وبنيهم من الخلفاء غير الراشدين وهم من فتح بلاد الشرق والغرب والشمال والجنوب وادخلوا أهلها في الإسلام، ثم إن مظلوميتهم تتجلى بأوضح صورها في منعهم من حكم الآخرين وربما ظلمهم !فهل يعقل أن لا يحكموا وهم خير امة للناس أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهل من العدل أن يشاركهم غيرهم في حكم العباد، وهم أول من نقل وتعلم صناعة الدولمة التركية الإسلامية.
إن أهم ما يميز مطبخهم هي أدواته التقليدية الحادة كالسيوف والسكاكين والسواطير وغيرها من الأدوات القاطعة فهم يفضلون الشواء جريا على عادة خلفائهم من بني أمية وبني العباس إلى صدام حسين الذي كان شغوفا بشواء لحم الضان الذي يذبح أمامه وعلى شاشات التلفزة.لقد تطورت هذه الممارسة إلى استخدام هذه الأدوات المطبخية في ذبح الرقاب البشرية بعد ما يكبر باسمه تعالى على الذبيحة الشيعية أو المرتدة عن الإسلام أو غير الإسلامية أو غير الوهابية..أهل السنة والجماعة لا يدينون هذه الأعمال صراحة بل هم متحرجون شديد الحرج عندما يدفعوا لإدانتها حتى وان طالهم القتل ذلك لان هذه الأعمال موجهه أصلا ضد غرمائهم الشيعة الذين لا يمثلون أدنى تهديد لسلطانهم، لكن هؤلاء الرافضة(الشيعة)خبثاء ويجب شرعا النيل منهم لأنهم كذا وكذا ولأنهم أبناء زنى المتعة.
المطبخ الكردي ليس مستقلا بذاته عن المطبخ الشيعي الصفوي والسني الإرهابي فالأكراد في معظمهم إما شيعة أو سنة لكنهم مشهورون بصناعة الكباب واللبن..كباب اربيل ولبن اربيل وبعض أنواع الحلويات كمن السما..أما مظلوميتهم فواضحة، فلم يشفع لهم صلاح الدين الأيوبي الكردي والذي قضى على شيعة مصر الفاطمية، في الحصول على دولة حتى وان كانت هزيلة فقيرة لقد بدا الأكراد من حيث انتهى الآخرون ففي الوقت الذي يسير العالم فيه نحو الكيانات الكبرى والتوحد في ظل العولمة بالدهن الحر على رأي وجيه عباس أو بسكر وكولسترول الفقراء الذين لا يطالون اللحوم ولا الحلويات علي رأي أبي الكيا البغدادي..تفوح من المطبخ الكردي رائحة الخردل، لكنهم على خلاف أقرانهم الشيعة قلما يتكلموا عن الماضي بل إن لهم رؤية مستقبلية لكيانهم المأمول الهزيل.وربما كانوا ممن سيستفيد من الصراع الأهلي أو حتى الحرب الأهلية الشاملة في تحقيق أهدافهم التي ستجلب لهم جمهورية الفقر والفاقة وفقدان الهوية...كما أرى.
هذه هي خلفيات مشروع بايدن لتقسيم العراق، لقد تاه الرجل بين روائح مطابخ العراقيين واطعمتها فراح يرسم خارطة توزيع هذه الروائح الطائفية والعرقية ليعلن للعراقيين والعالم ان المحروك إصبعه والزردة لا يمكن لها أن تجتمع على مائدة واحدة مع اللبن والكباب والدولمة وهذا عين الخطأ إن نحن تمكنا من إعادة صياغة اهتماماتنا وأدواتنا وان اعتذر بعضنا إلى البعض، فليأكل كل منا ما تشتهي نفسه و تلذ عينه ويطيب مذاقه.سيضيع السنة العراق إن هم أصروا على تفردهم (بالحق التاريخي )بالسلطة وأصروا هم على عدم السماح للآخرين بمشاركتهم وتخلوا عن أدوات مطبخهم، وسيرتكب الشيعة خطا جسيما إن هم ظنوا أن فيدرالية الجنوب الموعودة ستضمن لهم الخلاص من مظلوميتهم التاريخية المتعمقة في أعماق أنفسهم وليس خارجها، وسيخسر الكرد كرديتهم التي ضمنها لهم العراق الموحد، سيخسرونها بعولمة لا تبقي ولا تذر وستضعهم على مقربة من مواطني البولونيز أو بوركينوفاسو وسيحنون لكلمة عربية رفضوا أن يتعلموها ورائحة شعواط مطابخ شركائهم في الوطن الذي ذلهم كما ذل غيرهم، وأخشى أن يكون حنينهم جميعا كحنين البعثيين لشارة الحزب أو نوط الشجاعة أو الحصول على هوية أصدقاء السيد الرئيس حفظه الله ورعاه بعد أن شعوط كل أكلاتنا فداخ بها بايدن ودوخنا معه فدخنا معا في أكلة مسخ أعدتها مطابخنا الثلاثة بأدواتها العتيقة الصدأة.اغلب الظن إن طبخة بايدن لن يستظرف مذاقها عراقي.عذرا فعندما اصف التكوينات العراقية لا اقصد عامة الناس وإنما من يؤمن بطائفية وعرقية هذه التكوينات وغيرها..



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعثيون وان لم ينتموا(4)
- بعثيون وان لم ينتموا(5)
- بعثيون وان لم ينتموا (3)
- بعثيون وان لم ينتموا(2)
- بعثيون وان لم ينتموا
- حلاق المنفلوطي وثرثرة فوق الثرثار
- انفجار الضفادع وتصاغر البقر
- دور البغاء في بغداد
- توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)
- توريث السلطة وتوريث المظلومية
- دوشيش الليبراليين وطيران العمائم الثيوقراطية
- الذباب الوهابي..من تنجيمات أبي معشر الفلكي إلى هلوسات أبي ال ...
- السيد مهدي قاسم... ما دام القاضي راضي
- طويل جدا يا أبي
- عذرا... للأغبياء فقط
- أخطاء كهربائية في وقائع تاريخية
- شيوخ مرفوعون وإمام منصوب وشيعة مجرورون
- السيد احمد العراقي :أصعب جنسية لأفقر مواطن
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا(2)
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - ثلاثة مطابخ لأكلة ليست شهية