أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبو الكيا البغدادي - بعثيون وان لم ينتموا(5)














المزيد.....

بعثيون وان لم ينتموا(5)


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2058 - 2007 / 10 / 4 - 06:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يفترض في المستقلين أن لا تكون لهم أية خلفية فكرية أو انتماء عقائدي، بل على العكس إن هذه الخلفيات هي التي جعلت منهم مستقلون بمعنى رافضين للانتماء إلى البعث فكرا وممارسة، فالمنطلقات الفكرية للبعث لا تتمثل في نظرية أو رؤية للوجود أو عقيدة كونية أو بشرية، ولم تكن الأولى من نوعها فقد سبق الكثير ممن كتب عن الحركات القومية ميشيل عفلق وأكرم الحوراني وشبلي العيسمي وأمين الحافظ وعبد الخالق السامرائي وصدام حسين، كما أن الحركات القومية في العالم بدأت منذ زمن بعيد وهي في عمومها نتاج عزلة فكرية وتاريخ مليء بالتناقضات القيمية.
ففكرة القومية بسيطة في تشكيلها الفلسفي والفكري تقوم على أساس الاعتزاز بالعرق ورفعة ليعلو على غيره من الأجناس البشرية ومحاولة البحث عن مسوغات طبيعية لهذا الاستعلاء في التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والحضارة لإقناع معتنقي العقيدة، ولا تملك الحركات القومية عادة تفسيرا لحركة الاقتصاد أو التاريخ أو الدين أو تحديد موقف من مسائل الوجود والعدم، بالتالي لا تمتلك من الناحية النظرية مفهوما للحكم والياته.
ومهما كانت الفكرة البعثية بسيطة وساذجة فان السلطة البعثية في واد والفكرة البعثية في واد آخر، لقد كانت الممارسات تتم من منطلقات شخصانية وعائلية ومناطقية وربما طائفية، بعيدة كل البعد عن البعد الأيديولوجي الذي اطر به منظرو البعث فكر حزبهم.الذي هو في أفضل الأحوال فكرا شوفينيا رجعيا متخلفا.
كان المستقلون كغيرهم من المثقفين الماركسيين والإسلاميين المتنورين أو التنويريين يسخرون من البعث الفكرة والتطبيق وتجلت هذه السخرية في كثير من اللقاءات الخاصة وعلى نطاق محدود جدا اللقاءات العامة قبل مجيء الرفيق صدام حسين أمين سر القيادة القطرية والقومية لاحقا بعد نفوق صنيعته محمد ميشيل عفلق.ولقد شهدت بنفسي سخرية الماركسيين من البعثيين في مقهى الشابندر في شارع المتنبي والتي كانت في وقت من الأوقات تعج بالمثقفين ورجال الأمن السري والبعثيين وغيرهم.وعندما انتبه صدام إلى الخواء الفكري للبعث قرر القيام بهذه المهمة بنفسه.لقد كانت عقدة الدونية inferiority complex تطارده في نواحيه الشخصية منذ بداياته الأولى، فكيف وقد وجدها تطارده في كيانه الثقافي والفكري.، وهذا ما دفع به إلى تجربة حظه في هذا المضمار الذي كان لابد هو الآخر أن يفشل به فشلا ذريعا.لقد بدا بإطلاق شعارات من قبيل من لا ينتج لا يأكل، وأضاعت دقيقة من العمل إضاعة فرصة من التقدم، ونضمن الشباب لنكسب المستقبل وغيرها الكثير، وبدون الحاجة إلى الكثير من التفاصيل، فان هذه الشعارات أثبتت فراغ الرجل الثقافي، بما فيها الشعار الأخير الذي يبدو منطقيا، لكن الشباب هم الذين كانوا في واجهة الأحداث أثناء حكم صدام الذي كان شابا هو الآخر عندما كان نائبا ورئيسا وأمينا عاما للحزب.كان الأجدر به أن يقول نهتم بالطفل لنكسب المستقبل على سبيل المثال، ولكن حتى الطفولة وبراءتها لم تنج منه ومن ممارسات حزبه ورجاله فقد يتم الأطفال أو هجروا أو قتلوا ولا يملك من تبقى منهم ممن ما يزال على مقاعد الدراسة في حينها إلا أن يردد بابا صدام، نعم نعم للقائد صدام، بالروح بالدم...الخ.
ثم انتقل سيادته إلى مرحلة التنظير بالكراسات التي لا تحوي إلا سفسطات وعبارات غير متماسكة تعوزها الفكرة وتخونها الصياغة اللغوية ومن أهمها كراس الدين والتراث، وخندق واحد أم خندقان.وفيما بعد فقد صار كل كلامه، وما أكثره، منهاج عمل لأتباعه من أفراد حزبه ومناضلي أجهزته الأمنية ولطالما تكلم سيادته مع الناس البسطاء عن النظافة ودورة المياه وشواء البصل ولبس الكيوة أو التحفي، وكيفية الإنجاب.فيما كان الرفاق من حوله بأقلامهم وقراطيسهم منهمكين في التقاط الحكم التي تجود بها قريحته النقية والنظيفة نظافة فكره ويده ونفسه!.لقد استمرت هذه المرحلة طويلة حتى وجد ضالته فيما اسماه بالوصايا..نعم وصايا السيد الرئيس البضع والخمسون وصية والتي أضيف لها لاحقا عددا آخر لا أتذكر بالضبط كم.واغرب ما بهذا الموضوع أن هذه الهرطقات التافهة كانت (تدرس)في الجامعات والمدارس العراقية وكان يجري الترويج لها على أنها خلاصة الحكمة وروح التجربة البشرية الحضارية.....اجعل عدوك أمامك واسبقه ولا تجعله وراء ظهرك...قال احدهم وهو يسخر من هذا الكلام فهموني أين أضعه ؟وكيف؟.
كان المستقلون يرقبون كل النشاط (الثقافي )للحزب عبر وسائل إعلام الدولة التي استولى عليها بالكامل وكان معظمهم يجيد إطلاق النكتة والطرفة وكانوا يروجون لهذه النكات بطريقة أو أخرى ويجعلون من الاحجيات الصدامية البعثية مادة للتندر والضحك ما إن يطمئن احدهم إلى البيئة التي يتحرك فيها وكما أسلفت في الأجزاء السابقة فلقد كان لهؤلاء حسا أمنيا عاليا ولباقة ومكرا ودهاءا مكنهم من الاستمرار طيلة مدة حكم البعث.وكان الكثير منهم يحمل صحف الثورة والجمهورية وغيرها (كان اليساريون ي يحملون جريدة طريق الشعب دون خوف أو وجل)من الصحف ذرا للرماد في عيون البعثيين من ناحية والبحث عن سقطات وشطحات خصومهم من ناحية أخرى، الأمر الذي ولد عندهم مناعة من الأمراض البعثية التي خبروا التعامل معها وربما ضلل بعضهم بعض الحزبيين البعثيين وذلك للفوارق الثقافية الجلية الموجودة بينهما.
كل ذلك كان يجري في قرية على سطح كوكب بعيد عن المجموعة الشمسية..سكانها بشر أسوياء يشبهون كل بني البشر ويختلفون عنهم في بنائهم النفسي والاجتماعي والحضاري..قرية اسمها العراق وسكانها من العراقيين وفيهم بعثيون لم ولن ينتموا.



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعثيون وان لم ينتموا (3)
- بعثيون وان لم ينتموا(2)
- بعثيون وان لم ينتموا
- حلاق المنفلوطي وثرثرة فوق الثرثار
- انفجار الضفادع وتصاغر البقر
- دور البغاء في بغداد
- توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)
- توريث السلطة وتوريث المظلومية
- دوشيش الليبراليين وطيران العمائم الثيوقراطية
- الذباب الوهابي..من تنجيمات أبي معشر الفلكي إلى هلوسات أبي ال ...
- السيد مهدي قاسم... ما دام القاضي راضي
- طويل جدا يا أبي
- عذرا... للأغبياء فقط
- أخطاء كهربائية في وقائع تاريخية
- شيوخ مرفوعون وإمام منصوب وشيعة مجرورون
- السيد احمد العراقي :أصعب جنسية لأفقر مواطن
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا(2)
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا
- خلص...الحل مع حسنة ملص !


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبو الكيا البغدادي - بعثيون وان لم ينتموا(5)