أبو الكيا البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 08:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفوضى التي اعنيها هنا هي ليست الفوضى الخلاقة التي هي من بنات أفكار الاميركان المجندات لخدمة المحافظين الجدد ،فالأمر يبدو لي معكوسا تماما فهي من أبناء وليس من بنات أفكار المكلفين شرعا، مقابل المجندات طوعا وهم طبعا ليسوا محافظين بل هم متصرفون بالحق الاجتماعي والشرعي والاقتصادي والسياسي أي بالحق الولائي بموجب ولايتيه العامة والخاصة والبعيدة والقريبة والمتواصلة المتصلة والهادية المهدية القاضية المقضية، بكل أسانيدها التاريخية والعقلية العقلائية والنصية النقلية وحتى التاويلية الالهيه والسنية النبوية والواردة عند أساطين الوهابية من ابن جبرين وحتى بن تيمية وصولا لابن القيم الجوزية وما صح من الطرف الآخر عند المحدثين من ابن أبي عبد الله الأنصاري والقاضي النساج البغدادي إلى أبي الكية الصفوي البغدادي(الذي سيقضي كمدا) قدس سرهم جميعا.
ولا أريد أن أطيل عليكم فأربك حالكم..القضية وما فيها تتناول تجاوزات (رجال الدين) ونساؤهم و(نساء الدين) وبعولتهن ممن تولوا مفاصل الخدمة العامة في العراق الجديد الذي حولوه إلى العراق الوئيد بعد أن ذكوه شرعا فذبحوه من الوريد إلى الوريد، واتفق تماما مع القائلين بان ما حصل ويحصل جذوره تمتد في عمق التاريخ العراقي العريق بالظلم ،منذ عصر فجر السلالات وعصر ما قبل نشوء الدولة وربما ما قبل عصر البشر فما الذي يمنع اسلافنا او قل اجدادنا القرود (على راي المغفور له داروين)من ان يظلم بعضهم بعضا في حين ان القرود في بقية بقاع الارض التي لم تكن آنذاك معمورة كانوا مسارعين للخيرات متعاونين مع أبو بريص وأبو شلمبو وام سليمان وام السبعة وسبعين وام الخنازير قبل بناء جامع ام الطبول الذي خربه ابو الهول الكناني بنصيحة من رجال الدين الفراعنة المتفرعنين الحاقدين على اجدادنا الاشوريين ليس لسبب شرعي قط بل لكونهم لا يحبون الفول والطعمية والارانب المحشية والمسقعة والملوخية.
سمعت إن احد المراجع الكرام العظام في الزمن الحاضر وفي عهد صدام قد أفتى للأنام بجواز الرشوة إذا لم يكن ذلك مترتب عليه ضرر أو فساد في الأرض وذلك لان الدين يسر وليس عسرا بعد ما سكت دهرا ونطق (كفرا)، لا اعلم كيف تتعايش الرشوة إلى جانب تسهيل المصالح فيوضع الامرين إلى جنبهما في الفتوى، فلعله دام ظله قد نظر إلى القاعدة الفقهية الذهبية الشائعة التطبيق لسوء الحظ بموجب الظروف غير الاعتيادية الاستثنائية التي يمر بها قطرنا المناضل منذ حادثة الطوفان الأول والطاعون الأول والاحتلال الأول والثاني وما بين الاحتلالين والقادسية الأولى والثانية وما بينهما والعدوان الثلاثيني الغادر والحصار الجائر على شعبنا الصابر وقيادته الفذة الملهمة التاريخية الضروطة والغزو الحلفائي الذي أدى إلى اختزال البلاد في حفرة تكريت بعد أن كان في نقرة السلمان...هذه هي حيثيات السند الذي تبتني عليه فتوى السيد دام ظله على رؤوس المسلمين..يقول السند القاعدة :درء مفسدة مقدم على جلب مصلحة.لا بد أن مرجعنا العظيم وجد في الرشوة درء لمفسدة....أو انه قلب القاعدة وهو المجتهد المفترض الطاعة ، ومشى على هدي قلبها فأراد الحق فأصابه بعدما استنقذه الجمهور فأنقذه وأجابه، فالفوضى مقننة ومشرعنة وليست خلاقة لبيئة الكفر والارتداد فتكون بعيدة عن مصالح الناس والعباد.
أصيب ابن زميل لي بالفشل الكلوي وبسبب الظروف المشار إليها فقد اقتضى الأمر أجراء جراحة زرع الكلية التي لم يكن بمقدور والدته التبرع بها لما تعاني منه هي الأخرى من اعتلالات صحية ،المهم أن الأمر اقتضى سفره إلى الخارج فبدأت مشكلة الحصول على جوازات سفر للمريض والمتبرع ومن سيرافقهما ولان حالته تدهورت بسرعة أمام عجز مستشفياتنا الوطنية بطواقمها الشبابية بعد أن تركها السينيورية بسبب الأعمال الإرهابية المبنية على فتاوى دينية من علمائنا العاملين في دولة العراق الإسلامية والتي تجاهد في الدورة والسيدية وحي الجهاد والعامرية وراغبة خاتون والاعظمية وحي العدل والغزالية..هنا أتى احد المعممين فدخل مكتب زميلي هذا طالبا حاجة معينة وبعد المجاملات التقليدية تبرع سماحة الشيخ بالمساعدة في إصدار الجوازات وبعد فترة اخبر زميلي أن الأمر يتطلب مبلغ 150000دينارعراقي عن كل جواز ناصحا إياه بدفع المبلغ فهو مبلغ زهيد على رأي سماحة الشيخ أما حديث الراشي والدبس والمرتشي النجس فلا وجود له في الفقه الحديث والمعاصر عند فقهاء جهاد النفس من القفاصة وجهاد السيف من الامراء وتابعيهم من الشباب الذين هداهم الله ففتح عليهم نوافذ الايمان فأنار بصائرهم وسن سيوفهم وسدد رميهم!.
كنت إلى جانب مسجل الكلية مساء أمس عندما دخل سيد يعتمر عمامته السوداء ومعه رجل أفندي وآخر يرتدي العقال كان الأفندي يحمل ورقة يقول أنها وثيقة تخرج لابنه من الدراسة الثانوية قبل ثلاث سنوات وان ابنه هذا هو احد طلبة الكلية الذي صدر أمر وزاري بترقين قيده من الكلية بسبب تزويره لتلك الوثيقة والتي تم قبوله بموجبها.الرجل لا يحاول دفع تهمة التزوير عن ولده لكنه تارة يتكلم عن النواحي الإنسانية وأخرى يصعد نبرة خطابه مهددا المسجل الذي كان شجاعا بما يناسب مقامه في الخدمة الوظيفية العامة حيث يتم تهديده باستمرار من قبل من له مصلحة في هدم القليل مما تبقى من دعائم النظام الإداري للدولة العراقية الجديدة الموؤدة الوئيدة المفجوعة بسيوف (المجاهدين) وعمائم (أهل الدين) والحق يقال إن السيد لم يقر التزوير لكنه دعا المسجل لحل المشكلة حلا سلميا!والواقع الذي كان سائدا على العموم أن الأخيار والوجهاء ورجال الدين ومن في مقامهم جميعا من شيوخ العشائر وذوي الحكمة والدراية من كبار السن وسواهم من الشخصيات الاجتماعية, هؤلاء جميعا يتحرجون بل يرفضون التوسط لمصلحة المفسد إن هم دعوا لهذا العمل بحكم تأثيرهم الاجتماعي فكلهم يعدون أنفسهم من دعاة الإصلاح فكيف يتماشى هذا مع ذاك.
ما يجري الآن هو شرعنة للفوضى الإدارية والاجتماعية.فلماذا إذن يرفض مثقفونا مبدأ الفوضى الخلاقة وفوضانا مشروعة ومقننة وربما مباركة ألا يمكن أن تخلق الفوضى الإمبريالية الخلاقة الصلاح كما تخلق الفساد...هذه ليست دعوة للقبول بالفوضى الخلاقة بقدر ما هي إنكار للفوضى المشرعنة التي شلعت قلوب العراقيين.وعلى كل فالعراقيون هم ضحايا كلا النوعين من الفوضى الفوضى المشرعنة المشروعة لقلوبهم المشلوعة والفوضى الخلاقة التي صممت لنفوسهم الملتاعة ، ولات حين مناص[email protected]
#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟