أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - فقراء الأرض














المزيد.....

فقراء الأرض


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 09:05
المحور: المجتمع المدني
    


منذ أكثر من قرن أخبر كارل ماركس البشرية، وهو يدرس طبيعة النظام الرأسمالي؛ إن الفقراء سيزدادون فقراً فيما الأغنياء سيزدادون غنى.. لم يطلق تلك الجملة عَرَضاً، بل من خلال تحليل معمق وعلمي لآليات وقوانين تطور ذلك النظام.. ثم مضت السنون واستطاعت الرأسمالية التكيف مع أزماتها فرفعت معدلات الإنتاج وقللت البطالة وحسّنت الأجور في بلدانها، وتحدّث القوم عن مجتمع الوفرة والتقدم. وأخيراً بعد انهيار المعسكر الاشتراكي في تسعينيات القرن الماضي أعلن المدعو فوكوياما الانتصار النهائي لليبرالية الرأسمالية ليدخل العالم عصراً جديداً معولماً بشّر له إعلاميو الغرب ومفكروه وساسته واقتصاديوه، وقالوا؛ سيشهد القرن الجديد موت الديكتاتوريات وستتحقق الديمقراطية في كل مكان وسيعم الرخاء والرفاهية. وفي ذلك الوقت لم تجد تحذيرات بعض المهتمين بالشأن الإنساني عن الهوّة الآخذة بالاتساع بين فقراء الأرض وأغنيائه صدى كافياً حيث كان بضع مئات من المحظوظين الشرهين يستحوذون على ثروة تعادل دخل مليارين ونصف المليار من أبناء عالم الجنوب. إذ لم يحرك رقم من هذا القبيل ساكناً.
لكن ما جرى بعد ذلك بأقل من عشر سنوات أدهى وأمر، فناهيك عن تدمير البيئة وهدر الموارد وإشعال الحروب بالجملة هنا وهناك، ولاسيما في بلدان الجنوب الفقير، وموت الملايين بسبب الأمراض الفتاكة والجوع والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية تطالعنا اليوم أرقام جديدة أقل ما يقال عنها أنها تحكي عن كارثة حاصلة وتنذر بكارثة وشيكة. فدعونا نقرأ ما نقله ( جاك نتالي ) في كتابه ( الطريق الإنساني من أجل مستقبل أفضل ) والذي عرضه هاشم صالح في صحيفة الشرق الأوسط قبل أيام:
ــ هناك 200 شركة تتحكم بالجزء الأكبر والأهم من اقتصاد العالم.
ــ إن خمسين بالمائة من الثروات الضخمة التي جنتها أمريكا طيلة الخمسة عشر عاما الفائتة كانت من نصيب 1 % من الأمريكيين!.
ــ هناك 22 بلدا غنيا يمثلون 14% فقط من سكان العالم يسيطرون على نصف التبادلات التجارية للعالم ويستفيدون من أكثر من نصف الاستثمارات الأجنبية.
ــ أن التسع وأربعين دولة الأكثر فقرا في العالم والتي تمثل 11% من سكان العالم لا تحصل على أكثر من 0.5 % من الثروات العالمية.
ــ إن 88 عائلة غنية في العالم تملك الآن ثروة معادلة لكل ثروات الشعب الصيني مجتمعة.
ــ في عام 1950 كان نصف سكان العالم يعيشون تحت مستوى عتبة الفقر المطلق. والفقر المطلق هو دولار واحد في اليوم للشخص. والآن نصف سكان البشرية ( أي ثلاثة مليارات شخص ) يعيشون على أقل من دولارين في اليوم للشخص الواحد. وهناك 820 مليونا ممن يعانون من سوء التغذية. ونصف سكان العالم لا يتمتعون بأي ضمان صحي أو اجتماعي.

هذا غيض من فيض.. أمثلة قليلة من بين أخرى كثيرة لا يتسع هذا المقال لإيرادها.. ألا يكفي هذا لجعلنا نتأمل مرة أخرى ذلك القانون البغيض الذي اكتشفه ماركس عن الإفقار النسبي والإفقار المطلق في ظل الرأسمالية التي راحت تتوحش أكثر مع العولمة. وأيضاً لنفكر بطريق آخر غير ذاك الذي أراد فوكوياما إيهامنا لسلوكه مهما كان الثمن الأخلاقي والإنساني؟!!.
ألا يحق لفقراء الأرض أن يحلموا ويعملوا من أجل عالم يسوده الحد الأدنى من السلم والعدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي.. وكذلك الديمقراطية الحقيقية، لا الزائفة؟.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقية الاعتراض
- شيطنات الطفلة الخبيثة: رواية الحب والخيانة والغفران
- ما حاجتنا لمستبد آخر؟
- قصة قصيرة: بنت في مساء المحطة
- سعة العالم
- -قل لي كم مضى على رحيل القطار- فضح لخطايا التمييز العنصري
- في التعبير عن الحب
- -البيت الصامت- رواية أجيال وآمال ضائعة
- -صورة عتيقة-: رواية شخصيات استثنائية
- حكم الضمير
- مأزق المثقفين: رؤية في الحالة العراقية
- في ( بذور سحرية ): نايبول يكمل مسار ( نصف حياة )
- منتخبنا الوطني، لا الطائفي
- العدالة أولاً
- سحر السرد
- حدود العراقي
- في مديح الشعراء الموتى: أديب أبو نوار.. وداعاً
- المثقف الآن
- أبيض وأسود
- البانتوميم نصاً أدبياً: محاولات صباح الأنباري


المزيد.....




- لابيد: ما اقترحه نتنياهو يعني موت الأسرى وجنود الجيش
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: هدف -إسرائيل- هو قتل الفلسطي ...
- عملية إعدام ميداني داخل مشفى السويداء.. وتوثيق 401 حالة انته ...
- غزة: استمرار إسقاط المساعدات جوًا مع تفاقم المجاعة
- لابيد يقول إن احتلال غزة يعني موت الأسرى وانهيار اقتصاد إسرا ...
- مندوب فلسطين: إسرائيل لا تبالي بميثاق الأمم المتحدة
- مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: أكثر من مليوني شخص بغزة يواجهون ...
- هل تحولت فنادق المهاجرين في بريطانيا إلى ساحة تحريض اليمين ع ...
- 1700 مليونير إسرائيلي غادروا و 53% من المهاجرين لو يعودوا + ...
- تحرك غير مسبوق: عائلات الأسرى تهدد بخنق اقتصاد الاحتلال.. وا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - فقراء الأرض