أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - -البيت الصامت- رواية أجيال وآمال ضائعة















المزيد.....

-البيت الصامت- رواية أجيال وآمال ضائعة


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 04:40
المحور: الادب والفن
    


قال اورهان باموق ( الحائز على جائزة نوبل للآداب لسنة 2006 ) في مقابلة مع مجلة لكسبريس الفرنسية أنه لا ينوي توجيه الضمائر بل يريد الاستمرار في الاستيقاظ كل صباح ليكتب القصص. فقد كان يشعر بعبء أن تُستغل مكانته الأدبية وشهرته على الصعيد العالمي من قبل أجهزة الإعلام وغيرها لإبداء الرأي السياسي ليس إلاّ. والكتابة كما يرى لعبة، وإذا كانت هذه اللعبة ستغير العالم فيما بعد فلا بأس. فهو لا يدّعي أنه بصدد تغيير العالم من خلال الأدب، ولا ينطلق من أرضية عقائدية صلبة. يقول في مناسبة أخرى؛ "بالنسبة لي ينبغي للأدب أن يكون من أجل الجمال وحده، لا لتوجيه رسائل سياسية، فأنا أكتب لأؤثر في القارئ بكتابتي الجيدة". وهنا يقترب مما قاله ماركيز "الالتزام الوحيد للكاتب هو أن يكتب بطريقة جيدة". لكنه في آخر المطاف لا يمانع فيما لو تركت كتاباته أثراً طيباً في مسار البشر.
يعود ليصرّح لمجلة لكسبريس قائلاً؛ "فلنكن جديين، إن غاية الأدب ليست هي خدمة الإنسانية. على الكاتب أن يرصد أعماق وجدانه ومخيلته. التغيير يقع عندما يذهب بعيدا إلى حدود هذه المغامرة، و بنفاذه إلى عمق الروح الإنسانية قد يكتب روايات يمكنها، بطريقة ما، أن تكون مفيدة للبشرية. و لكن لا يجب أن تصير هذه النقطة هاجساً، فخدمة الإنسانية هي نتيجة و ليست هدفاً". وعلى الرغم من مثل هذا الكلام يبقى باموق واحداً من دعاة الحرية وصيانة حقوق الإنسان في العالم. وتصريحاته حول مسؤولية تركيا عن مجازر الأرمن والأكراد أثارت حفيظة المتعصبين القوميين في بلاده. وكان على وشك دخول السجن لولا أن شهرته حالت دون ذلك. إذ أن السلطات التركية وهي تسعى لضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لا ترغب بإعطاء صورة سيئة عن نفسها، ولا سيما أن باموق يمثل من خلال توجهاته وكتاباته جسراً يصل الشرق بالغرب، أو تركيا بأوروبا والعالم.
ولد باموق في مدينة استانبول، في العام 1952، التي تعد كوزموبوليتية بمعايير عديدة؛ جغرافية وتاريخية وحضارية. وعائلته تنتمي إلى الطبقة البرجوازية المتوسطة، ولم يكمل دراسته في الهندسة المعمارية. ولفت الانتباه مذ أصدر وهو في الثلاثين روايته ( جودت بك وأبناؤه ). وصار في ما بعد الكاتب الأكثر مبيعاً في بلاده. واكتسب شهرة عالمية حين ترجمت رواياته إلى لغات العالم الحية. وأعماله عموماً تحاول رصد تحولات المجتمع التركي منذ العهد العثماني، لا من وجهة نظر مؤرخ بل برؤية فنان ينفذ عبر ثغرات التأريخ الرسمي والأكاديمي ليستنطق المسكوت عنه، ويضيء الزوايا المعتمة من التاريخ. ومن أشهر تلك الأعمال ( اسمي أحمر ) و ( الكتاب الأسود ) و ( القصر الأبيض ) و ( الحياة الجديدة ) و ( البيت الصامت ).
يصور اورهان باموق في روايته ( البيت الصامت )* خفايا وتداعيات مرحلة سياسية قلقة من تاريخ تركيا المعاصر. فثمة صراع سياسي محتدم ودام يجري في خلفية حدث عائلي يبدأ بشكل اعتيادي وهادئ ليصل إلى نهاية مأساوية فاجعة. والرواية من جانب آخر تجسّد مثل الروايات العائلية الكبيرة كلها موضوعة صراع الأجيال والتحولات التي تطرأ على القناعات والأفكار والعواطف والقيم والتقاليد من جيل إلى آخر. فضلاً عن المشاحنات والاختلافات والتناقضات التي تقف وراء الصراعات الحاصلة في حياة كل جيل. وإذا كانت الرواية تتأطر بحد زمني لا يتعدى الأسبوع الواحد، فإن زمن الحكاية يمتد إلى عشرات السنين من خلال الاستذكارات والتداعيات وتيار الوعي الذي يستحضر ما جرى، وينبش باحثاً عن جذور المشكلات الحالية، مع كل راوِ من رواة الرواية الخمسة.
يتداخل في نسيج محكم ما يحصل داخل البيت العائلي ( عائلة صلاح الدين الجد حتى الجيل الثالث ) مع ما يحصل في البيت القومي التركي منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية وحتى نهاية العقد السبعيني الذي يسبق الانقلاب الذي قاده العسكر في مطلع الثمانينيات. وكأن أحد الحدثين هو اللحمة والثاني السداة. ودوماً تقول الرواية شيئاً آخر مضافاً أو مختلفاً، شيئاً لا يستطيع المؤرخون أن يقولوه، شيئاً هو امتياز لفن الرواية وحده.
يتتابع الحدث الحالي في امتداد خيطي تقليدي، يهتز ويرتد باستخدام آلية الفلاش باك مع كل راو، ولاسيما الجدة ( فاطمة ) وهي في العقد التاسع من عمرها بعدما عاصرت الأجيال الثلاثة ورأت وسمعت وعلّقت وساهمت بهذه الدرجة أو تلك في صناعة الحدث. إنها الشاهدة التي رأت البدء والنهاية كما ستقول ديلسي في خاتمة رواية ( الصخب والعنف ) لفوكنر. مع اختلاف طبيعة ودور الشخصيتين في كل من الروايتين. وفاطمة تسرد الأحداث بمرارة وبترفع أرستقراطي لا يستند إلى أساس طبقي حقيقي، أو هو ينطلق من إحساس بمجد ضائع. فمنذ الأسطر الأولى نتعرف على طريقتها المملوءة بالاشمئزاز والاحتقار في النظر إلى الآخرين.. تقول عن القزم ( رجب ) خادمها وابن زوجها من علاقة غير شرعية؛ "سيتمدد على فراشه فوراً وسينام طوال الليل وهو يشخر لإثبات أنه من نسب الخدم. نم يا قزم نومة الخادم دون همّ أو انشغال بال. نم، وليبق الليل لي" ص21.
وفاطمة امرأة مستوحدة متشائمة، تقتطع من الصحف أخبار الموتى من معارفها القدماء: "كنت أعتقد بأن العالم شيء جميل. كنت طفلة وغبية. أغلقتُ أباجور النافذة، وسمعت المزلاج. ليبق العالم هناك" ص23. تستعيد ذكرياتها مع زوجها الطبيب ( صلاح الدين ) الذي غادر استانبول إلى مدينة مجاورة ( جنة حصار ) في أثناء حكم الاتحاديين مع انهيار الإمبراطورية العثمانية على أمل أن يعود إلى مدينته بعد سقوط ذلك الحكم، لكنه سيمكث ثمة حتى عام وفاته ( 1942 ). كذلك لن تترك فاطمة البيت، ولن ترجع إلى مرتع طفولتها في المدينة الكبيرة (استانبول ) أبداً.
يحلم صلاح الدين بتغيير تركيا وإلحاقها بالحضارة الأوربية العلمية مؤمِّلاً إخراج الشرق من ظلمات القرون الوسطى العميقة والمقرفة كما يسميها.. ينكب على كتابة موسوعة عن كل شيء بثمانية وأربعين جزءاً معتقداً أنها ستهز العقول والنفوس وتوقظ النيام وتبدل الأقدار: "سيبيع الأولاد بائعو الجرائد موسوعتي على جسر ( غلاطة )، وستدب الفوضى في شارع المصارف. وسيكون هناك منتحرون بين القراء، والأمر المهم أن الشعب سيفهمني" ص 138. وإذ ذاك يحاول نشر أفكاره الإلحادية بين مرضاه الأميين فيمتنعون عن زيارة عيادته ليجد نفسه مفلساً فيقنع زوجه ببيع مجوهراتها على دفعات لتاجر يهودي يأتي من استانبول كلما احتاجوا إليه.
ظلت فاطمة مع زوجها على الرغم من أنها لم تكن على وفاق معه بأي شكل. وفي النهاية أضحت أسيرة بيتها وغرفتها لا تخرج إلا مرة واحدة في السنة لزيارة قبور زوجها وابنها ( ضوغان ) وزوجة ابنها ( غول ) برفقة أحفادها الذين يجيؤون لزيارتها في أثناء العطلة الصيفية. تقرأ على قبر زوجها عبارة "الفاتحة لروحه" فتقول في دخيلتها "قرأتها للتو يا صلاح الدين. لم تكن مؤمناً، لهذا فإن روحك تتلوى هناك في جهنم. لا أريد التفكير ولكن هل هذا ذنبي؟ كم مرة قلت لك يا صلاح الدين: قل التوبة! ولكنك رحت تسخر مني، وتصفني بامرأة غبية ومخبولة، غسلوا مخّها كالجميع" ص95. ومن خلال صوت فاطمة نقع على مسار انحلال العائلة ومأساتها. فالجدة ترصد بعيون شقية ومحبطة ما يجري في الداخل، وتحاول أن تؤشر أين هي الجرثومة على وجه التحديد، وكيف هي فعلها. فيما الآخرون يروون ما يحدث في الخارج. ومن خلال المرويات العديدة تكتمل الصورة وتتوضح ملامحها.
لا تبغي فاطمة النسيان، كما لو أن ذاكرتها هي كل ما تبقى لها، على الرغم من أنها ذاكرة مثقلة بالمعاناة والألم. وكناية عن هذه الذاكرة هناك خزانتها التي تعود إليها في كل ساعة تفتحها لتتلمس أشياءها ومنها صندوقها الفارغ الذي كان ذات يوم مملوءاً بالمجوهرات. تعيش هاجس أن تكون غفلت عن إقفال الخزانة الخالية من أي شيء ثمين. كأن في فراغ الصندوق تقبع المرآة التي تعكس ضياع أيامها وأحلامها، أو كأنه فراغ القبر. "نهضت عن الطاولة وذهبت إلى خزانتي. أخرجت مفتاحها وفتحتها. شممت رائحة الخزانة. كنت قد وضعته في الدرج الثاني. فتحت الدرج الثاني: ها هو هنا. شممته دون أن افتحه. وبعد أن فتحته، شممت الصندوق الفارغ، وتذكرت طفولتي" ص200. فليست ثمة ذكريات جميلة سوى في طفولتها يوم كانت تذهب مع والدتها إلى بيت ( شكرو باشا ) لتلعب مع بناته ( توركان وشكران ونيفان ) اللواتي يتقن تقليد حركات وسلوك الآخرين ويعزفن على البيانو ويقرأن الشعر والروايات المترجمة.
حين يموت زوجها صلاح الدين تذهب إلى غرفة مكتبه التي لم تدخلها قط قبل اليوم، فماذا تجد وماذا تصنع؟.
"..... أوراق، أوراق ، أوراق مكتوب ومرسوم عليها، كومات من الورق. فتحت غطاء المدفأة الضخمة، وبدأت أدسها فيها. رميت عود الثقاب بعد قليل، فابتلعت المدفأة الأوراق والكتابات والجرائد.. وذنوبك يا صلاح الدين" ص 290.
يحيل هذا المقطع إلى فكرة الصراع بين الحداثة والتقليد، أو إلى وهم الحداثة في مقابل ضراوة التقليد. حيث يُحرق إرث الطبيب العلماني الذي حلم أن يكون نبياً جديداً رسالته العلم.
لا يحدثنا المؤلف كثيراً عن الجيل الثاني المتمثل بضوغان ابن صلاح الدين وفاطمة، القائممقام الذي سيحمل أفكار أبيه العلمانية ويبقى سلبياً مثله ليموت باكراً مخلّفاً ولدين وبنتاً. فيما ستكون شخصيتا رجب وإسماعيل، ولدا صلاح الدين من علاقة غير شرعية غير مؤثرتين كثيراً في سياق تطور الأحداث.. رجب الذي يختاره المؤلف راوياً وشاهداً، يظل خادماً في البيت نفسه، تكرهه فاطمة ولا تستطيع الاستغناء عنه، فيما يتزوج إسماعيل ويمتهن بيع أوراق اليانصيب ويخلّف ولداً واحداً هو ( حسن ) الذي سيؤدي دوراً حاسماً في الرواية. ولكن قبل ذلك هناك متين وفاروق.
متين شاب يعطي للطلبة دروساً خصوصية، لذا يتمتع ببعض من الاستقرار المالي يحلم بالهجرة إلى أميركا. وفي أسبوع الزيارة يمضي وقته مع شبان برجوازيين من جيله، في نمط من الحياة العبثية واللامبالية. ويتقرب من فتاة تدعى جيلان: "فكرت فيما إذا كنت أحب جيلان أم لا، وآمنت بأنني أحبها: إنها أفكار فارغة وحمقاء ناجمة عن الحر المدوخ" ص121. أما فاروق فهو أكبر الأخوة، سكير، وكسول إلى حد ما، يعيش حياة العزوبية. يذهب إلى مكتبة البلدية ليطالع في وثائق قديمة تعود لقرنين أو ثلاثة أو أربعة، ويكتب ملاحظات في دفتر صغير يستولي عليه ( حسن ) فيما بعد ويحرقه. ولفاروق فلسفة خاصة في التاريخ حيث يجد أنه سلسلة من الأحداث غير المترابطة. يود لو يكتب أخبار الجرائم والسرقات والحروب والفلاحين والباشوات والأحابيل والأحداث على أوراق بحجم أوراق اللعب ويخلطها ويدسها في يد القارئ ليقول: "ها هي، ليس لإحداها علاقة بالأخرى، كما ليس لها قبل أو بعد، خلف أو أمام، سبب ونتيجة: تفضّل أيها القارئ الشاب، هذا هو التاريخ، وهذه هي الحياة، اقرأها كما تشاء" ص311.
غير أن الشخصية الإشكالية في الرواية هو حسن؛ طالب غير مجِّد في الثانوية، ينتمي إلى جماعة المثاليين القوميين، وهو متطرف وشرس، علاقته بأبيه سيئة. يخرج مع شبان آخرين من حزبه ليجبروا أصحاب المحال التجارية على شراء بطاقات دخول احتفال انتهى موعده من شهرين. ويكتبون على الحيطان، مع هبوط الليل، شعارات مناوئة للحزب الشيوعي.
يحس حسن بميل عاطفي تجاه نيلفون ( حفيدة صلاح الدين ) في أثناء زيارتها، مع أخويها ( فاروق ومتين ) الأخيرة إلى جنة حصار. وهو ابن عمها غير المعترف به. بيد أنه يتصرف معها بشكل أخرق يفضي في النهاية إلى مقتلها. فنيلفون مثقفة متعصبة للإيديولوجية الماركسية، تمضي معظم وقتها في القراءة، وتناقش أخاها الأستاذ المساعد في التاريخ ( فاروق ) في موضوعات شتى، وترفض مشاركة أصدقائها وصديقاتها الذين هم من عمرها كأخيها ( متين ) في قصفهم ولهوهم. وتصد حسن وهو يحاول التقرب منها، حتى أن الأخير يسرق مشط شعرها في نوع من السلوك الفيتشي، وحين يكتشف أنها تشتري جريدة ( جمهوريت ) ينتابه الشك فيما إذا كانت شيوعية. وهنا يمسكها من ذراعها ويحاول أن يعترف لها بحبه غير أنها تخاف وتتملص منه: "وبينما كنت أنتظر انتهاء الخوف غير المعقول، صرخت فجأة: فاشي مجنون. اتركني.. وهكذا اعترفت أنها منهم. أنا دهشت كثيراً بداية، ولكنني بعد ذلك، قررت أن أعاقبها هنا فوراً، وعاقبتها بالضرب، وبمزيد من الضرب" ص 369. هذا الضرب سيؤدي إلى إصابتها بنزيف داخلي في الدماغ وموتها بعد ساعات..المفارقة التي يمكن تأشيرها بهذا الصدد هو الميل الماركسي لنيلفون البرجوازية، والميل القومي الشوفيني لحسن المتحدر من عائلة كادحة فقيرة. ولا بد أن المؤلف قصد أن يبث دلالة حرق دفتر المؤرخ الباحث عن حقائق التاريخ وقتل الشيوعية المثقفة على يد مهووس فاشي.
يهرب حسن من المدينة بعد أن يسرق محفظة أحد العمال وبطاقته، مهيئاً نفسه لحياة غير مستقرة "يجب أن تخافوا مني بعد الآن" ص443. ويشيع الاضطراب داخل البيت ( الصامت ) وتبقى الجدة تنادي من غرفتها في الطابق العلوي من غير أن يجيبها أحد: "وأنا بقيت وحيدة تماماً في البيت! خفت قليلاً، وناديت مرة أخرى نحو الأسفل... كأن أحداً لم يبق في العالم، لا إنسان ولا طير ولا كلب يستحي... كأن الزمن قد توقف، وبقيت وحدي أطلق صوتي اليائس المسيطر عليه الرعب نحو الأسفل دون جدوى" ص450.
يؤدي رجب القزم دور شاهد آخر يمنحه المؤلف فرصة التعليق على ما يجري. لكن الغريب أنه لا يمنح مثل هذه الفرصة ذاتها لنيلفون، أكثر شخصيات الرواية جدّية وثقافة. وربما يكون مسوّغ المؤلف في هذا هو أن رجب هو من الجيل الثاني الذي ينبغي أن يكون له صوته أيضاً في سياق الرواية في مقابل قلة تجربة هذه الشابة ( نيلفون ) واستغراقها في عالم الكتب أكثر من تحرّيها في تفاصيل الواقع. لكننا لن نعرف عنها سوى ما سترويه الشخصيات الأخرى عنها، أو بعض مما تقوله هي في أحاديثها ودردشاتها معها.
تنتهي الرواية وفاطمة تستعيد ذكرياتها البعيدة والجميلة وهي لا تعرف ما حلّ بنيلفون.. يبدو صوتها كما لو أنه صوت الزمن المحايد الحاد، القاسي والمؤسي: "لا يمكنك أن تبدئي حياة جديدة.. ولكن، إذا كان بيدك كتاب، مهما كان هذا الكتاب معقّداً وشائكاً، يمكن أن تعودي إلى بداية الكتاب المنتهي، وتقرئيه من جديد، لفهم الغامض والحياة، أليس كذلك يا فاطمة؟" ص455.
هكذا تتبدد الآمال وتضيع كأنها قبض ريح، ولن يمسك أحد إلاّ بما يُحكى.
* ( البيت الصامت ) اورهان باموق.. ترجمة؛ عبد القادر عبد اللي ـ دار المدى للثقافة والنشر ـ دمشق.. ط1/ 2007.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -صورة عتيقة-: رواية شخصيات استثنائية
- حكم الضمير
- مأزق المثقفين: رؤية في الحالة العراقية
- في ( بذور سحرية ): نايبول يكمل مسار ( نصف حياة )
- منتخبنا الوطني، لا الطائفي
- العدالة أولاً
- سحر السرد
- حدود العراقي
- في مديح الشعراء الموتى: أديب أبو نوار.. وداعاً
- المثقف الآن
- أبيض وأسود
- البانتوميم نصاً أدبياً: محاولات صباح الأنباري
- ابنة الحظ لإيزابيل الليندي؛ رواية حب ونهوض مدينة
- تحوّل الاهتمامات
- أنا وحماري لخوان رامون خيمينث: بلاتيرو في العالم
- من لا يتغير؟
- مصالح
- الاستشراق والإسلام قراءة أخرى لشؤون الشرق
- -تقنية شهرزاد في -حكايات إيفا لونا
- مروية عنوانها؛ طه حسين


المزيد.....




- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - -البيت الصامت- رواية أجيال وآمال ضائعة