أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - في ( بذور سحرية ): نايبول يكمل مسار ( نصف حياة )















المزيد.....

في ( بذور سحرية ): نايبول يكمل مسار ( نصف حياة )


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2009 - 2007 / 8 / 16 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


في برلين يبدأ ويلي شاندران نصف حياته الآخر، من غير أن يعرف حقاً ماذا عليه أن يفعل.. يعيش متبطلاً لفترة ستة أشهر مع أخته ( ساروجيني ) بعد أن طلّق زوجته ( آنا ) تاركاً إياها في تلك المستعمرة البرتغالية المضطربة.. ستة أشهر هي أقصى ما تسمح به السلطات للبقاء في ألمانيا إذ يفترض به أن يقرر الرحيل إلى مكان آخر.. هكذا يستأنف ف. س. نايبول الشطر التالي من تفاصيل حياة بطل روايته ( نصف حياة ) وهذه المرة في رواية تحمل عنوان ( بذور سحرية )*.. وكما يخبر أخته فقد عاش شاندران على الدوام في الخارج، وما زال هو نفسه. كان إلى جانب الأفارقة ولم تكن ثمة حرب خاصة به يمضي إليها. إن نموذج شاندران المقتلع والمنفي بإرادته في المرحلة ما بعد الكولونيالية، يحيلنا إلى فكرة الهجنة: تعدد قنوات الانتماء وربما اضطرابها وضبابية الهوية وغياب الهدف وعدم الاستقرار مكانياً ونفسياً.. سيحاول إحصاء الأسرِّة التي نام عليها منذ البدء، وفي لحظة تألق في الوعي سيدرك أنه لم ينم في سرير هو له، فدوماً كان ينام في بيوت ليست ملكه، وعلى أسرّة ليست خاصته، ولم يحظ بغرفة خاصة به قط. وخاض تجاربه في عالم يبدو آمناً للوهلة الأولى لكنه في الحقيقة منذور بحروب ستختفي على إثرها هذه الدروب كلها.. كان ينظر دائماً إلى الوسط. تقول له أخته إنها تنتمي معه نصفياً لسلالات العبودية، بالاستناد إلى أطروحة نظام التعليم الإمبريالي البريطاني، ونمط توجيه كتابة التاريخ الذي يكرّس لرؤيةٍ إلى السكان الأصلانيين، على وفق الاصطلاح الاستشراقي، ساهمت في طبع رؤية أولئك الأصلانيين إلى أنفسهم.
تقنعه أخته بالرجوع إلى الهند، مسقط رأسه، والانخراط في حرب عصابات مع منظمات يسارية، متمردة، مناوئة للحكومة. والانطلاق من الريف لتحريره تمهيداً لتحرير البلاد برمتها، من منظور الرومانسيات الثورية التي سادت في حقبة الحرب الباردة، والتي غالباً ما استخدمت العنف المفرط وانتهت إلى خيبات وكوارث وإلحاق الأذى بالطبقات الشعبية التي قاتلت تلك المنظمات من أجلها في الأساس. أو هكذا يود المؤلف تصوير الأمر.
تنتاب شاندران مشاعر جديدة وهو على أعتاب تغيير مسار قدره. ثمة شخص قيادي جديد تحدثه عنه أخته اسمه ( كاندابالي ) وتهيئ له فرصة الاتصال بأحد رجاله في الهند "أتمنى أن أبدأ من دون أية حكايات. أرغب أن أكون أنا نفسي. وأن أبدأ بداية ناصعة" ص 34. يغادر برلين إلى الهند، ويرى بأم عينه البؤس والفاقة والمجاعة.. يخبره جوزيف، الرجل الذي يفترض أن يقوده إلى جماعة كاندابالي وهو يقارن بين حال الهند وحال أفريقيا في عصر ما بعد الكولونيالية؛ "إننا نعيش هنا في واحد من أكثر الأماكن بؤساً في العالم. أشد بؤساً وحزناً بعشرين مرة مما رأيته في أفريقيا. في أفريقيا كان الماضي الاستعماري مرمياً أمامك بحيث يمكنك رؤيته. هنا أنت عاجز عن الشروع في فهم الماضي، وإذا حدث وتعرّفت إليه تتمنى لو أنك لم تفعل" ص46. والمفارقة التي ستحصل هي أن شاندران سيكتشف حالما يصل إلى معسكر الثوار أنه التحق بالجماعة الخطأ، وأن هؤلاء ليسوا من جماعة كاندابالي وإنما منشقين عنها، لكنه يستسلم "لم أعد اعلم أين أنا. لا أظن أنني سأتمكن من اقتفاء أثر درب عودتي. إنني الآن بين أيديهم" ص 56. لن يكون هناك صوت أو ضوء في الليل، وسيقضي الوقت بين التدريب الشاق وتناول الطعام الشحيح وهو مملوء بالسأم. وسيبقى، إلى زمن طويل، يتذكر ليلته الأولى، يؤدي واجب الحراسة في الأحراج وهو على وشك البكاء. يستمع إلى النداء الذي يصدره الطاووس المذهل بعد شرب جرعة مائه الأولى من مستنقع إحدى الغابات.
لم يشعر بالتآلف مع المجموعة التي صار برفقتها. وتوخى الحذر كي لا يستشف هؤلاء الغرباء حقيقة مشاعره وأفكاره. لقد سلّم نفسه لأيدي الآخرين مثلما فعل حين غادر إلى أفريقيا قبل عشرين سنة. وسرعان ما يتم اختياره، كونه مثقفاً، لإرساله من أجل أن يكون حلقة اتصال خارج المعسكر وأن يقوم بأداء بعض المهام مع رجل آخر يدعى بهوجي نارايان، الذي سيُقتل من قبل الشرطة في إحدى البلدات، وينجو هو. هو القادر على التكيف مع أي ظرف وأي مكان "إنه الأمر الوحيد الذي عملت عليه طوال حياتي، ليس لأن أكون في دياري حيثما وُجدت، بل لأبدو وكأنني في دياري ص83.. وغالباً ما كان أعضاء المنظمة من القياديين يتقربون منه لأن له تجربته الواسعة في الحياة، تنقلاته وعيشه بين الهند وإنكلترا وأفريقيا وبرلين، وثقافته التي تجعله موضع احترام.. فهو قد خبِرَ وعبَرَ ذلك الفالق، بتعبير إدوارد سعيد، بين هنا وهناك، بين الشرق والغرب.. يلتقي بشخصيات متنوعة ومنهم هذا المدعو آينشتاين الذي يصر على استخدام الحزم والقليل من القسوة مع الفلاحين المفتقرين إلى الانضباط قبل أن يكونوا جنود الثورة: "ليس هناك من ثورة يمكنها أن تكون حركة للمحبة. إذا سألتني وجهة نظري أجيبك أنه يجب الإبقاء على الفلاحين في الزرائب". تعاني الحركة من التخبط والأخطاء وتتسبب في الفتك بالفلاحين ( غاية الثورة ) أنفسهم، لا لشيء إلاّ لأن ما يراه قادة الثورة في الواقع يعاكس ما تقوله الكتب التي قرأوها أو لا يستقيم مع الكليشهات النظرية التي يحفظونها عن ظهر قلب. ها هو قيادي آخر من الحركة اسمه راماشاندرا يقول بعد فشل إقناع الفلاحين بحرث واستغلال الأرض المصادرة من ملاّكيها الكبار والصغار: "بدأت أرى السبب في وجوب أن تكون الثورات دموية. هؤلاء البشر لن يبدؤوا بفهم الثورة إلاّ عندما نشرع في القتل" ص 126.
يلتحق بالثورة في كل حين أعداد من الطلبة والفلاحين. وفي كل مرة هناك قصة مختلفة، لكن سأم الحياة في الريف يظل واحداً من الأسباب كما يقول شاندران. فضلاً عن إخفاق دولة عهد الاستقلال من إنجاز ما يُحسِّن وضع الطبقات الفقيرة والمضطهدة، ولاسيما في الريف. وبمرور الأشهر والسنين لا تحقق الحركة أي تقدم حقيقي في الميدان على الرغم من التضحيات الكبيرة، فتضطر قيادتها إلى تغيير تكتيكاتها بين فترة وأخرى فيما يتحول نمط حياة الثوار إلى ما يشبه العادة "وفعلياً هم لا يرغبون بحدوث أي تغيير. باتت الثورة والتخفي وقرع أبواب القرويين وطلب الطعام والمأوى في الليالي أسلوباً لعيشهم" ص 129. وبمرور السنين سيعاني بعضهم من الاعتلال العقلي، غير مؤهلين لأي شيء في الحياة، على حد تعبير القائد آينشتاين. وأخيراً يجري عزل المناطق الريفية المحررة، والسيطرة عليها بالقوة "يجب أن لا يعرف سكان هذه المناطق إلاّ ما تريد لهم الحركة أن يعرفوه. كما يجب نسف جميع الجسور والطرق في محيط المناطق. منع التلفون والجرائد الآتية من الخارج إضافة إلى حظر الأفلام السينمائية وإلغاء الكهرباء. يجب التأكيد على المفهوم القديم حول تذويب العدو الطبقي" ص151. فالقراءات الدوغمائية لنظريات ماركس ولينين وماو تفضي بالحركة إلى مأزقها المتمثل في انفضاض أداتها ( الفلاحون ) من حولها وحصول خيانات وانشقاقات في صفوفها وهزائم أمام قوة الدولة البوليسية.
ظل شاندران على اتصال مع أخته ساروجيني بوساطة البريد المضمون، يعلمها بتطور الأحداث وبتورطه في هذا العمل الذي لا يؤمن به، وبعبثية ما يقوم به والسأم الذي يكابده على نحو مرعب إلى الحد الذي يفكر بتسليم نفسه للسلطات. ويتفق مع أحد رفاقه في الحركة على ذلك، وينفذان ما عزما عليه، لكنه يتفاجأ بزجه في السجن. وهناك يقضي وقته مع المسجونين من اليساريين والثوار الذين يقرأون ويدرسون نصوص ماو ولينين "كانت هذه الدراسة، نصف المرائية ونصف الكاذبة، برفقة أناس يتفوهوون بما يشعرون أن عليهم قوله حول الحركة الفلاحية والبروليتاريا والثورة، بالنسبة لويلي عقيمة وهي على الدوام إزهاق للعقل والثقافة" ص 171. هذا التحامل على الفكر اليساري يبدو مبيّتاً ومقصوداً، طالما كان المؤلف ينطلق من موقع الفكر الليبرالي والغربي، في مواجهة الشيوعية أولاً، ومن ثم الإسلام. وثمة مقطع غير مسوّغ عن رجل مسلم من باكستان، ينبئنا عنه الراوي من غير أن يكون ذلك المسلم قد قال شيئاً.. إنه يُقوّل ويُعطى عنه صورة مسبقة، كما هو شأن تخريجات كثر من المستشرقين "وذلك القادم من شبه القارة الهندية بحذائه الأبيض المبتذل، الذي ارتد ليصبح من الباكستان ومتشدداً في تدينه، مستعداً لنشر الإيمان العربي في هذا المركز التدريبي ومكرِّساً إياه لنموذج آخر من التعلم والمجد وأنبياء الآخرين" ص240. هنا يؤكد نايبول وفي تصريحات ومقاطع من رواياته غير هذه، للأسف، صحة الانتقادات الموجهة إليه من تحيزه المسبق ضد المسلمين.
تسعى ساروجيني التي وصلت الهند إلى إطلاق سراح أخيها فتتصل بأصدقائه القدماء في بريطانيا الذين يعودون إلى مجموعته القصصية اليتيمة التي ألّفها قبل ربع قرن ونشرها في لندن، عادّين إياه رائداً للقصة الهندية الحديثة، فيجد شاندران بعد ستة أشهر من السجن نفسه حراً مرة أخرى، ومقيداً بحتمية السفر إلى لندن. ففكر أن يدع جزءاً منه يموت طالما لم يعد قادراً على العودة، وأن يكون هو نفسه إن كان مثل هذا الأمر متاحاً. من غير أن يفكر بالانضمام إلى أي كان بعد تجربة حرب العصابات. وواعياً أن كل شيء حدث في الماضي كان خارج سيطرته.. إنه الآن مع صديقه القديم روجر، وعليه أن يجد عملاً لكسب رزقه هو الذي لم يمارس أي عمل. يتعرف على أصدقاء روجر، ولاسيما رجل الأعمال بيتر الذي سيوظفه. ويرتبط بعلاقة جنسية مع بيرديتا زوجة روجر. ويدخل دورة تدريب في حقل الهندسة المعمارية وإذا به يغرم بهذا الحقل بعد أن تعاوده مشاعر السأم قبل انقضاء أسبوعين من وصوله إلى لندن. ويكتب لأخته ساروجيني "في اليوم الذي فهمت الحياة والعالم تسرب مني الأمل. لقد ولدت في الزمن الخاطئ. لو كنت ولدت الآن، في المكان ذاته، لكان للحياة شكل مختلف" ص 295.
يحدثه روجر، في الفصل الأخير من الرواية، عن حياته ومغامراته النسائية وإشكالية علاقته مع زوجه، ثم يحضران معاً حفل زفاف بين بريطاني من أصل أفريقي وامرأة بيضاء، حيث يقدّم المشهد بشكل هزلي. وتنتهي الرواية وشاندران يفكر "من الخطأ امتلاك نظرة مثالية عن الحياة. هنا تكمن النقطة التي يبدأ عندها الأذى. والحل لكل شيء يبدأ في هذه النقطة بالذات. غير أنني عاجز عن الكتابة لساروجيني عن هذا" ص 304.
يصور نايبول في ( بذور سحرية ) جانباً من تلك العلاقة الملتبسة بين أمكنة وتواريخ وثقافات وشخصيات متنوعة تعكس الصورة المعقدة لعالم ما بعد الكولونيالية.
* ( بذور سحرية ) ف. س. نايبول.. ترجمة: وائل بحري.. دار الكلمة للنشر والتوزيع ـ دمشق ـ ط1/ 2005.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتخبنا الوطني، لا الطائفي
- العدالة أولاً
- سحر السرد
- حدود العراقي
- في مديح الشعراء الموتى: أديب أبو نوار.. وداعاً
- المثقف الآن
- أبيض وأسود
- البانتوميم نصاً أدبياً: محاولات صباح الأنباري
- ابنة الحظ لإيزابيل الليندي؛ رواية حب ونهوض مدينة
- تحوّل الاهتمامات
- أنا وحماري لخوان رامون خيمينث: بلاتيرو في العالم
- من لا يتغير؟
- مصالح
- الاستشراق والإسلام قراءة أخرى لشؤون الشرق
- -تقنية شهرزاد في -حكايات إيفا لونا
- مروية عنوانها؛ طه حسين
- -حياة ساكنة- لقتيبة الجنابي
- في الروح الوطنية العراقية
- إمبراطورية العقل الأميركي: قراءة أولى
- في الاستثمار الثقافي


المزيد.....




- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - في ( بذور سحرية ): نايبول يكمل مسار ( نصف حياة )