أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين خليفة - في إعادة انتاج العراضة الشامية. . . باب الحارة أو «كاسندرا» في طبعته السورية نموذجاً














المزيد.....

في إعادة انتاج العراضة الشامية. . . باب الحارة أو «كاسندرا» في طبعته السورية نموذجاً


حسين خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2071 - 2007 / 10 / 17 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


لم ينس السوريون بعد والجماهير العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر مسلسل كاسندرا بعد، كيف ينسونه وقد نجح بفرض حالة طوارىء حقيقية بلا بوليس ولا سجون، فكانت الشوارع تخلو من المارة والمقاهي تستنفر بطاقتها القصوى لاستقبال من يريد مشاهدة كاسندرا خارج المنزل لأسباب منها عدم وجود تلفزيون أو وجود من يفسد عليه متعة المشاهدة والتعليق على كاساندرا، حالة طوارىء عدتها فقط طلة كاسندرا البهية وصوتها المحايد (صوت ممثلة الدوبلاج طبعا) وهي تنتقم من لويس دافيد واغناسيو وتتحطم على صخرة جمالها كل مؤامرات زوجة الأب الحاقدة وحاشيتها، ثم سميت محلات ومطاعم وتنانير (جمع تنورة) باسمها وكتبها سائقو التكسي والمكروباصات على سياراتهم كعادة السوريين في كتابة العبارات النافرة على سياراتهم المدللة. . . .
ما استعاد سيرة كاسندرا هو ما يفعله مسلسل باب الحارة بالسوريين أيضا، فهو يكاد ينافس مسلسل كاسندرا في شد المشاهدين السوريين والعرب عموما، إضافة إلى انه يشبه أخاه في كونه صالحا لكل زمان ومكان ولكل الأجيال والمستويات، ومعروف ان المسلسلات المكسيكية تتوجه بالدرجة الأولى إلى ربات البيوت اللاتي يقضين جل وقتهن في المطبخ ثم يلجان إلى مسلسلات لا نهائية تعيد إنتاج رتابة حياتهن . .. .. وقد نشرت صحيفة الرياض السعودية مقالا تقول فيه إن عبارات مثل «أمرك ابن عمي» ، «تقبرني»، «على عيني» . . . . تنطقها بطلات المسلسل لأزواجهن فتنت السعوديين، وجعلتهم يقارنون بين دلال المرأة الشامية لزوجها وجلافة المرأة السعودية في نكات كثيرة انتشرت عبر الموبايل والانترنت، إذاً المسلسل عابر للحدود ويفتن حتى إخوتنا العرب العاربة. . . .
وفي مقصف المدينة الجامعية بدمشق لفت نظري امتلاء المقصف تماما في موعدي عرض المسلسل ولا تسمع نأمة من احد ولا تلاحظ التفاتة، العيون مشدودة والتفاعل على أشده مع «القبضايات والزكرتية»، ومع الحلاق أبو عصام وهو يطلق زوجته لأنها قالت له «فشرت»!! والجميع ينظر بإعجاب إلى رجولة هذا الـ«أبو عصام». . . .
ولا يتكرر هذا «المهرجان الطلابي» إلا مع مباريات لكرة القدم (كأس العالم، الأمم الاوربية، منتخب سورية. . . .).
الإقبال على هذا النمط من المسلسلات الذي يكاد يختص به المخرج بسام الملا منذ «أيام شامية» إلى باب الحارة بجزئه الثاني الذي عرض هذا الموسم مرورا بـ«ليالي الصالحية» و«الخوالي» ثم «باب الحارة» يعكس وعيا ارتكاسياً يقدس الماضي بكل مكوناته، ويعيش على ثنائيات الخير المطلق والشر المطلق في مواجهة زمن معولم تتهدد فيه الهوية على اختلاف مستوياتها، فالحارة الشامية بالنسبة لهذا النمط من الوعي هي الفردوس المفقود بتآلفها وتعاضدها الوهمي طبعاً، فالحارة بالنهاية صورة عن مجتمع طبقي فيه تفاوت وظلم واستغلال كما أن فيه تعاون ومحبة وخير. . ..
وتكرس هذه المسلسلات قيماً بائدة فلكلورية تعطيها طابعا سياحيا مثل طلاق زوجة الحلاق التي ذكرناها أو مشكلة شوارب محمود الفوال في «أيام شامية» التي رهنها بدين وتحولت إلى قضية رأي عام استدعت تدخل الزعيم والأعضاوات. . . .
أو «أزمة» رؤية زوجة الأخ سافرة (بدون غطاء الرأس»، في مسلسل «جرن الشاويش» للمخرج هشام شربتجي، رغم نحنحته وسعاله التي تحولت إلى فتنة بين المعلم عاشور (باسل خياط) وأخيه كادت لا تبقي ولا تذر!!
وينظر رجال القرن الحادي والعشرين بحسرة إلى المرأة التي تغسل قدمي زوجها بخضوع تام وهم يتذكرون حالهم مع زوجاتهم!! كما مشاهد ضرب الزوجات والزواج عليهن . . .


بالمقابل تغيب قيم التمدن التي عرفتها البيئة الدمشقية منذ بدايات القرن، وكانت إرهاصات الخروج من اسر العقلية العثمانية بتخلفها وركودها، وحتى أشكال مقاومة المستعمر قدمت بنماذج عفوية ـ وهي موجودة ـ لكن النزوع الوطني والدور المعرفي لرجال العلم والثقافة لا يظهر في هذه الأعمال، وكأن الحارة دولة مستقلة ذات سيادة لا تهب عليها رياح الخارج ولا تتأثر بأي تحولات.
باب الحارة في جزئه الثاني يتكىء على نجاح سلسلة الأعمال الشامية التي يتقن بسام الملا تقديمها فنيا وفلكلورياً، فيصبح عنوان تاريخ دمشق الشبرية والشروال والعراضة والزكرتية و. . . .«أمرك ابن عمي»، لكنه يكرس وعياً سطحياً بدور الحارة الشامية كوعاء لنشوء الوعي الجمعي الذي يتجاوز العائلة والدين أيضا، فكثيرة هي الحارات التي ضمت أدياناً ومذاهب مختلفة، وهذا النوع من المسلسلات يصلح لكل الرقابات لذلك يسهل تسويقها، وكان منع مسلسل «الحصرم الشامي» من تأليف فؤاد حميرة وإخراج سيف الدين سبيعي مثالاً لضيق حدود الرقابة أمام هكذا أعمال حين تخرج عن الصيغة المعتادة لها وترفض أن تعيد إنتاج نفسها بأسماء مختلفة كل عام.







#حسين_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «ظل امرأة» . . .الدراما كمرآة لانكسار الأحلام
- هل هي حرب على الدراما السورية؟! كساد الانتاج وهجرة والفنانين
- أمير الشعراء و.. . شاعر الأمراء
- حيث لم يبق مكان للخجل. . . . باهوز مبتدأ الفضيحة ومنتهاها
- عشرون عاماً على اغتيال ناجي العلي. . . وعلى كتفي نعشي
- فلسطين. . . . السلطة تغرق في خيارها التدميري
- 35عاما على استشهاده. . . . غسان كنفاني الذي دق جدران الخزان
- أول الغيث من شرم الشيخ. . .. مشروع توسيع الحرب الاهلية في فل ...
- نازك الملائكة . . . .الرائدة المنسية حتى الموت
- باعة الوهم. . . اقتصاد العولمة الذي يغدق فقراً
- «شهداء» السوبر ستار والشهيد الحي
- «المعلم الأول» لجنكيز إيتماتوف. . . . . حكاية عاشقة وشجرتي ح ...
- في عيد العمال العالمي عمالنا في لبنان. . . . . أنا سوري آه ي ...
- عن بيلوسي الحقيقية والدلع العربي
- مختارات من حملة مرشح سوري. . . .انتخبوني مالكون غيري
- الفيل يا ملك الزمان . .. . . . المذمة يا ملك الزمان
- المنطقة على شفا حرب امبريالية جديدة . . . . .أمريكا الامبريا ...
- أخبار و . . . أخ . . بار
- «شمس» وبوش و . . . . مثقفو الزمن البائس
- الجديد فلسطينيا في جولة رايس العربية . . . . دولة مؤقتة و. . ...


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين خليفة - في إعادة انتاج العراضة الشامية. . . باب الحارة أو «كاسندرا» في طبعته السورية نموذجاً