أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين خليفة - نازك الملائكة . . . .الرائدة المنسية حتى الموت














المزيد.....

نازك الملائكة . . . .الرائدة المنسية حتى الموت


حسين خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1974 - 2007 / 7 / 12 - 06:23
المحور: الادب والفن
    


فيم نخشى الكلمات؟
إن تكن أشواكها بالأمس يوماً جرحتنا
فلقد لفّت ذراعيها على أعناقنا
وأراقت عطرها الحلو على أشواقنا
إن تكن أحرفها قد وخزتنا
ولوت اعناقها عنا ولم تعطف علينا
فلكم أبقت وعوداً في يدينا
وغداً تغمرنا عطراً ووردا وحياة
آه فاملأ كأستينا كلمات.
ربما يبدو هذا المقطع لمن يقرؤه الآن ـ على جماله ـ ضمن سياق شكل شعري رسخ اقدامه في ساحة الكتابة الشعرية منذ اكثر من نصف قرن هو قصيدة التفعيلة او الشعر العمودي، خاصة ان الاشكال الشعرية التالية لم تقف عنده بل تجاوزته دون ان تلغيه طبعا واصبحت لدينا قصيدة النثر التي تحررت من كل "قيود" الموسيقا الخارجية وخلقت هويتها الشعرية ورموزها.
لكن هذا الشكل الشعري زمن كتابته كان مكلفا على صاحبته شاقا كحراثة ارض بكر بما تعنيه من تسوية وتعزيل من الاعشاب والاشواك والصخور.. . . .
رحلت الشاعرة العراقية نازك الملائكة في منفاها الاختياري بالقاهرة منذ العام 1990، بل في عزلتها التي كانت بمثابة موت إبداعي لها قبل ان يتذكرها العالم بموتها الفيزيولوجي.
الشاعرة التي قيل فيها الكثير غبّ صعود الشكل الشعري الجديد والغريب على الذائقة الشعرية العربية المدمنة للقصيدة الكلاسيكية التي خبت، واصيبت بداء المفاصل والتشنج وتصلب الشرايين بعد توهجها على أيدي فطاحل الشعراء من شعراء المعلقات إلى مالىء الدنيا وشاغل الناس وشيخ المعرة وشعراء جددوا في الأغراض الشعرية للقصيدة لكن الشكل بقي مقدسا لا ياتيه الباطل من بين يديه او من خلفه، حتى جاءت نازك الملائكة، الفتاة البغدادية الخجولة الشفافة وزميلها في دار المعلمين ببغداد بدر شاكر السياب ليكتشفا مناطق خضراء لم تمسسها القصائد من قبل، وكانت ثورة حقيقية على الشكل الشعري قام بها الرائدان .
البداية كانت بمجموعة قصائد رومانسية طبعت كل تجربتها الشعرية بطابعها وان بدرجات متفاوتة فكان العنوان «عاشقة الليل» 1947يعطي صورة عن هذه الشاعرة التي عشقت هدوء الليل كما روحها الهادئة.
نازك الملائكة احدى رائدات القصيدة العربية الحديثة ومن اوائل من تمرد على اوزان الخليل بن احمد الفراهيدي فبنت شكلا شعريا استطاع أن يطور الذائقة الشعرية العربية باتجاهات أكثر انطلاقا وأوسع افقا كما جددت باغراض القصيدة ومضامينها.
ومنذ أن قدمت قصيدتها "الكوليرا" عام 1947 رمت حجراً في مياه الشعر الراكدة، وجعلت الكثيرين من سدنة الشكل يقلبون شفاههم تبرما. .. هي ذي امرأة تخرج عن طور التقاليد الشعرية الراسخة وتبني قصيدة بمعمار جديد تخلخل عمود الشعر وتخرج الشعر من سجن الشكل الواحد، ورغم مزاحمة السياب لها على ريادة قصيدة التفعيلة تبقى إحدى منارات التجديد في الشعر العربي فلم تحرر القصيدة من شكلها بل انتقلت من وحدة البيت الى وحدة القصيدة في الموضوع.
تتالت دواوين نازك الملائكة بعدها والدراسات النقدية لها وعنها.
يعتقد الكثيرون أن نازك الملائكة هي أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماه الكوليرا من أوائل قصائد الشعر الحر في الأدب العربي، ولكن في الطبعة الخامسة من كتابها قضايا الشعر المعاصر تراجعت نازك الملائكة عن كون العراق هو مصدر الشعر الحر، وأقرت بأن قصيدتها الكوليرا (1947) لم تكن الشعر الحر الأول بل هنالك من سبقها بذلك منذ عام 1932. وقد بدأت الملائكة كتابة الشعر الحر في فترة زمينة مقاربة جدا للشاعر بدر شاكر السياب.
ولدت نازك الملائكة في بغداد لأسرة مثقفة في 23آب 1922 حيث كانت والدتها سلمى عبدالرزاق تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو "أم نزار الملائكة" أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة (دائرة معارف الناس) في عشرين مجلدا. تخرجت من دار المعلمين العالية عام 1944. دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949، دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949، وفي عام 1959 حصلت على شهادة ماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكنسن في أمريكا وعينت أستاذة في جامعة بغداد وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت. عاشت في القاهرة منذ 1990 في عزلة إختيارية و توفيت بها في 20حزيران 2007 عن عمر يناهز 85 عاما بسبب إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية و دفنت في مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة.
حصلت نازك على جائزة البابطين عام 1996.كما أقامت دار الأوبرا المصرية يوم 26 مايو/أيار 1999 احتفالا لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي و الذي لم تحضره بسبب المرض و حضر عوضاً عنها زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة.لها ابن واحد هو البراق عبدالهادي محبوبة.
من مجموعاتها الشعرية: عاشقة الليل، شظايا ورماد، قرارة الموجة 1957، شجرة القمر 1965، مأساة الحياة وأغنية للإنسان 1977، للصلاة والثورة 1978، اضافة الى عدد من الكتب والدراسات.



#حسين_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باعة الوهم. . . اقتصاد العولمة الذي يغدق فقراً
- «شهداء» السوبر ستار والشهيد الحي
- «المعلم الأول» لجنكيز إيتماتوف. . . . . حكاية عاشقة وشجرتي ح ...
- في عيد العمال العالمي عمالنا في لبنان. . . . . أنا سوري آه ي ...
- عن بيلوسي الحقيقية والدلع العربي
- مختارات من حملة مرشح سوري. . . .انتخبوني مالكون غيري
- الفيل يا ملك الزمان . .. . . . المذمة يا ملك الزمان
- المنطقة على شفا حرب امبريالية جديدة . . . . .أمريكا الامبريا ...
- أخبار و . . . أخ . . بار
- «شمس» وبوش و . . . . مثقفو الزمن البائس
- الجديد فلسطينيا في جولة رايس العربية . . . . دولة مؤقتة و. . ...
- العوجة . . . من قرية لقادة الدم الى مقبرة لهم . . . . أين خر ...
- ممدوح عدوان في «حيونة الانسان» . .. سيرة الوجع الانساني
- الشعب المرن
- اقتصاد الجوع الاجتماعي
- أربعة وأربعون عاماً على مأساة أجانب الجزيرة
- أبتمرقوش
- الرئيس الزاهد
- كارل ماركس وابن لادن ونظرية المؤامرة
- المفاضلة العامة للجامعات السورية . . . . التكرار الذي يعلم ا ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين خليفة - نازك الملائكة . . . .الرائدة المنسية حتى الموت