أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرضا المادح - الحكيم وصلاة الواوية ...!














المزيد.....

الحكيم وصلاة الواوية ...!


عبدالرضا المادح

الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان والدي الصادق الايمان رحمه الله، يكثر من تحذيرنا من " الشيوخ المؤمنين " وبشكل غير مباشر، عبر تكراره قصة الثعلب " الواوي " الذي قرر في يوم ما اعلان التوبة والتخلي عن اعماله المشينه في سرقة الدجاج والعيش على دماء الاخرين. ولاثبات ذلك امام الحيوانات الاليفة، قرر الذهاب الى اداء فريضة الحجّ، فأعتمرعمامه وتأنق في هندامه وسار قاصداً مكّة، وفي الطريق توقف لاداء الصلاة وبيده مسبحة طويلة. اقتربت منه دجاجة في طريقها الى مكة ايضاً، فاصابها الذعر وحاولت الفرار، بعدما انكشف لها ماتحت العمامة. فصاح بها مستغفراً ربه ومردداً آيات التوبة والغفران..! ومؤكداً على انه جاد في توبته ولذلك متوجهٌ هو الى مكة حتى " يصير حجّي " ويخضب لحيته بماء زمزم ، وطلب منها اداء صلاة الجماعة ومواصلة المسير سويةً. صدقت المسكينه وقبلت الدعوة لاداء الصلاة، فأقتربت ووقفت خلفه في خشوع تام...! وعندما فاحت منها رائحة اللحم الدسم، تأججت غريزة الافتراس عند شيخنا، فهجم عليها ليبتلعها في دقائق وهو يردد " هذا من فضل ربي " " ولاتكوني غبية مرة اخرى ".
وهكذا وقف شيخنا عمار الحكيم لاداء صلاة العيد بالمساكين من اتباعه، الذين قد يصدق البعض منهم كلامه بأن الاسراع في " العمل على تشكيل الاقاليم، والمضي بتطبيق النظام الفيدرالي... بدءا من اقليم جنوب بغداد الى الاقاليم الاخرى ... يصب في مصلحة الشعب العراقي "، ضارباً عرض الحائط الرفض الشعبي الكبير لفكرة تقسيم العراق على اساس طائفي " فيدرالي ". فكل الاحزاب والتيارات بما فيها قوى خرجت من الاتلاف الطائفي، رفضت بقوة مشروع الكونغرس الامريكي الخطير، والذي يمهد حتماً الى تقسيم العراق بعد ان تتوفر الارضية لذلك، من خلق كيانات طائفية وقومية متناحرة ومفصلة على اساس " الدستور" الكسيح، الذي هو بدوره موضع شك ونقاش من قبل اوساط شعبية وحزبية واسعة.
ان الشارع العراقي اليوم وبعد تجربة اربعة سنوات، يطرح تساؤلات كبيرة على الائتلاف، الذي يحكم العراق عموماً والجنوب خصوصاً. هل وفر الائتلاف اجواء سليمة لبناء اقاليم على اساس المصلحة الوطنية الحقة..؟؟ هل استطاعوا ان يبنون مؤسسات سلطة مركزية وسلطات في المحافظات تحترم القانون وتحضى بأحترام الشعب...؟؟ وهل وفرت " شرطتهم...وجيشهم... ومليشياتهم...وعشائرهم... وفتاويهم..." الامان لشعبنا المنكوب...؟ اين هو الاعمار المنشود، فلاشواهد في مدن الجنوب سوى الخراب...؟! وكيف يتم الاعمار على يد وزراء ومحافظين واعضاء مجالس محافظة ومدراء عامين يحملون شهادات مزورة...؟ وفي بلد تحارب حكومته لجنة النزاهة، ويرفض رئيس وزرائها ان يقدم السراق الى القضاء...؟
هل قادة الائتلاف بمختلف مستوياتهم مستعدّون للاجابة على سؤال " من اين لك هذا ؟ " ويقدمون اوراق اصولية غير مزورة في " سوق مريدي " او " كوجه مروي " عن الثروات والاملاك الهائلة التي يشير الناس لها بالبنان، في النجف وكربلاء ومحافظات الجنوب بل امتدت لدول الجوار وحتى العواصم الاوربية...؟
فياترى هل هم مستعدّون حقاً ان يكاشفوا الشعب بشفافية وصدق...؟ وان لم يفعلوا فهل سيصدق المؤمنون ويسلموا اقاليم الجنوب الى هكذا حكّام ...؟
ان الحياة لاتسمح بأن يلدغ المرء من جحرٍ مرتين. وبالتأكيد ان عيون المؤمنين اصبحت " مفتحه باللبن " ولن ينخدعوا كما فعلت الدجاجة...!!!
14 10 2007



#عبدالرضا_المادح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحزاب الشيعية تقتل الشيعة وتمشي في جنازتهم...!؟
- قرصنة البالتالك وغرفة ينابيع العراق
- زقاق في الحيدرخانة
- عباس الفَوري
- الحجّار
- الخبّز وعبدُالله *
- مَشهدْ
- جرافّة الموتى
- هل فقد الجواز العراقي مصداقيته وشرعيته...!؟
- حقائق إضافية حول - قصة الشيعة في العراق-
- هل سيُسقط صدام حكومة المالكي...؟
- الوهم
- درب التبانه
- مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي والتطبيق
- مشروع النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي ملك الشعب
- بجرّة قلم ألغى العلم
- !... ألقطط ألسمان وألشحمة ألنفطية


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرضا المادح - الحكيم وصلاة الواوية ...!