أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - رسالة إلى لينين من بيتر كروبوتكين














المزيد.....

رسالة إلى لينين من بيتر كروبوتكين


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من أعمل كروبوتكين المختارة عن الأناركية و الثورة

ديمتروف , 4 آذار مارس 1920
فلاديمير إيليتش المحترم ,
جاءني عدد من عمال دائرة البريد و التلغراف حاملين طلبا بأن ألفت انتباهك إلى المعلومات عن وضعهم الباعث على اليأس حقيقة . و حيث أن هذه المشكلة لا تقتصر على قوميسارية ( مفوضية الشعب ) للبريد و التلغراف فقط , بل يشمل الوضع العام للحياة اليومية في روسيا فإنني أسرع بتلبية طلبهم .
أنت تعرف بالطبع أن الحياة في منطقة ديمتروف اعتمادا على الراتب الذي يتقاضاه هؤلاء العمال مستحيل قطعا . من المستحيل حتى شراء مكيال من البطاطا بهذا الراتب , إنني أعرف هذا من واقع خبرتي الشخصية . في المقابل إنهم يطالبون بالصابون و الملح في حين لا يوجد أيا منها . بما أن سعر الطحين ارتفع – هذا إذا تدبرت الحصول على أي منه – فمن المستحيل شراء 8 أرطال من الحبوب و خمسة من القمح . باختصار بدون حصول العمال على إعاناتهم فإن قدرهم هو مجاعة حقيقية فعلا .
في هذا الوقت و مع أسعار كهذه فإن حصص الإعانة الزهيدة التي يتلقاها عمال البريد و التلغراف من مركز إمداد البريد و التلغراف في موسكو ( وفقا لمرسوم 15 آب أغسطس 1918 : 8 أرطال من القمح لكل عامل أو مجموعة عمال و 5 أرطال من القمح لكل خمسة أفراد عاجزين من أسرة واحدة ) لم يجر تسليمها في الشهرين الأخيرين بالفعل . إن مراكز الإمداد المحلية لا يمكنها توزيع حصصها , و التماس هؤلاء العمال إلى موسكو بقي دون جواب . قبل شهر راسلك أحد عمالنا مباشرة لكنه لم يتسلم أي جواب حتى الآن .
إنني أعتبر من واجبي أن أشهد أن وضع هؤلاء العمال يائس بالفعل . إن الأغلبية منهم تجوع بكل معنى الكلمة . إن هذا يتضح من مجرد رؤية وجوههم . يستعد الكثيرون منهم لمغادرة منازلهم دون حتى أن يعرفوا إلى أين يمكنهم الذهاب . و في هذه الأثناء , سأقول أنهم ينجزون أعمالهم بضمير حي , لقد دربوا أنفسهم على عملهم و إن خسارة عمال كهؤلاء لن تكون في مصلحة المجتمع المحلي بأي حال .
إنني سوف أضيف فقط أن كل فئات العمال السوفييت الآخرين تعيش نفس الظروف البائسة .
في الخاتمة لا يمكنني أن أتجنب ذكر شيئا ما لكم عن الوضع العام . إن كونك تعيش في مركز كبير – في موسكو – فمن المستحيل أن تعرف حقيقة الوضع عن الريف . كي تعلم الحقيقة عن الخبرات الراهنة , على المرء أن يعيش في المناطق البعيدة , في اتصال مباشر مع الحياة اليومية , مع حاجاتها و تعاستها , مع الأطفال و الكبار الجوعى و هم يركضون جيئة و ذهابا إلى المكاتب كي يحصلوا على موافقة على شراء مصباح زيتي رخيص و ما شابه .
هذه هي الطريقة الوحيدة اليوم لنا للخروج من مصائبنا . من الضروري التعجيل بالانتقال إلى ظروف أكثر طبيعية للحياة . إننا لن نستمر هكذا لفترة طويلة , و إلا فإننا قادمون على كارثة كبيرة . إن عربات الحلفاء المحملة بالقمح الروسي المصدر و القنب و الكتان و جلود الحيوانات و بقية الأشياء التي هي ضرورية جدا بالنسبة لنا لن يساعد الشعب .
هناك شيء واحد لا يمكن الاختلاف عليه . حتى لو كانت ديكتاتورية الحزب وسيلة مناسبة للإطاحة بالنظام الرأسمالي ( الشيء الذي أشك فيه بقوة ) إلا إنها ضارة لقضية بناء نظام اجتماعي جديد . الضروري و الذي نحتاج إليه هو مؤسسات محلية , قوى محلية , لكن لا يوجد أي منها اليوم في أي مكان . عوضا عنها و حيثما يدير المرء عينيه هناك أشخاص لم يعرفوا أبدا أي شيء عن الحياة الواقعية , الذين يرتكبون أفدح الأخطاء و التي يدفع ثمنها آلاف الأرواح و خراب مناطق بأكملها .
خذ إمداد الحطب , أو بذار الربيع في الموسم الأخير ...
بدون مشاركة القوى المحلية , بدون التنظيم من الأسفل للعمال و الفلاحين أنفسهم , من المستحيل بناء حياة جديدة .
يبدو أنه على السوفييتات أن تخدم هذا الغرض بالتحديد , غرض خلق منظمة من الأسفل . لكن روسيا أصبحت جمهورية سوفييتية بالاسم فقط . إن الاندفاع و التغلب على الشعب من قبل الحزب , و بشكل أساسي القادمون الجدد ( الشيوعيون الإيديولوجيون أكثر عددا في المناطق المدينية ) , قد دمر تأثير و الطاقة الإيجابية لهذه المؤسسة الواعدة – السوفييتات . في الحاضر إنها لجان الحزب , وليست السوفييتات , التي تحكم روسيا . و إن تنظيمها يشكو من نواقص المنظمة البيروقراطية .
للابتعاد من الفوضى الحالية يجب على روسيا أن تعود إلى عبقرية القوى المحلية التي أراها , قادرة على أن تكون عاملا في خلق حياة جديدة . و كلما تم فهم هذه الضرورة بسرعة أكبر كان هذا أفضل . سيكون الشعب حينها أكثر استعدادا لتقبل الأشكال الاجتماعية الجديدة للحياة . إذا استمر الوضع القائم فإن كلمة "الاشتراكية" نفسها ستتحول إلى لعنة . هذا ما جرى لفكرة "المساواة" في فرنسا لأربعين عاما بعد حكم اليعاقبة .

مع التحيات الرفاقية ,

ب . كروبوتكين

ترجمة : مازن كم الماز

نقلا عن //dwardmac.pitzer.edu/Anachist_Archives/kropotkin/kropotkinCW.html



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد الدردري !...
- بين الإنسان المحكوم و الحاكم...
- ماركس و الدولة – الجزء الأول
- ماركس و الدولة – الجزء الثاني
- كتابات باكونين : الفصل التاسع - الإله أو العمال : المعسكران
- لماذا لم تحدث الثورة في سوريا بعد ؟...
- في مديح القادة التاريخيين...
- من الأب إلى الابن إلى أين ؟...
- في سبيل خطاب سياسي مختلف !!
- الأناركية* و التنظيم رسالة إلى اليسار
- الحرية التي نريد...
- الإنسان و الإله...
- 11 أيلول : هيروشيما أمريكي
- على طريق الحرية
- نظرة في صراع القوى و أزمة النهوض
- المقاومة , الأنظمة , و البشر......
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا تحليل لمجموعة 5 أ ...
- خارجون على السائد...
- بين حماة و نهر البارد.. العنف و العنف المضاد و الديمقراطية.. ...


المزيد.....




- تصريح صحفي بالندوة الصحفية لتقديم نتائج المؤتمر الوطني 14 لل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي :كل الإدان ...
- الحكم الإيراني في ورطة من صنعه منذ ساعة واحدة
- ش??ي ئيسرائيل ب?س?ر ئ?ران و ناوچ?ي ??ژه??اتي ناو??است، د?ب? ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- الحقوق لا توهب ولكن تنتزع… لا لقانون طرد المستأجرين
- مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي باسم فريق التقدم ...
- مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق الت ...
- -القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا ...
- نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - رسالة إلى لينين من بيتر كروبوتكين