أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - نظرة في صراع القوى و أزمة النهوض














المزيد.....

نظرة في صراع القوى و أزمة النهوض


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المشروع الأمريكي في مأزق حقيقي , هذه حقيقة لا جدال فيها اليوم..إن إدارة بوش لم تتمكن من تحويل العراق إلى نقطة انطلاق لمشروعها الإقليمي بل هي تبدو اليوم عاجزة عن الاستمرار في احتلاله و تبدو في موقف إقليمي غير حاسم..إن تحدي القوة الإيرانية الصاعدة و هزيمة إسرائيل في الصيف الماضي لم تهز صورتها فحسب بل أكدت عمق مأزقها الإقليمي خلافا لكل استنتاجات النخب الحليفة أو الموالية..إن الشرق الأوسط ليس ساحة صراع إقليمي فقط , إنه ساحة إنتاج السيطرة الكونية الإمبراطورية الأمريكية , هذا يدركه الجميع..و منطق الصراع مختلف أيضا..فإدارة بوش تريد أن تظهر بمظهر مختلف هذه المرة , عما كانت تظهر به في الماضي أو في أماكن أخرى , عندما كانت أمريكا تعتمد عادة على عنف القوة الحاسمة بعدوانية سافرة..إدارة بوش حاولت أن تظهر بمظهر المحرر محاولة إعادة إنتاج نموذج أوروبا الشرقية حيث تم لها و بسهولة كبيرة إقامة أنظمة تابعة ذات استقرار نسبي اعتمادا على صورة ايجابية ذات شعبية مقبولة , كانت عملية تدجين ناجحة للجماهير و فكرها و احتواء لعوامل المعارضة المؤثرة و التغيير خارج مصالح الإمبراطورية الأمريكية..لكن هناك عجز حقيقي عن تكريس صورة كهذه على الرغم من موقف أقسام هامة من النخبة المنخرطة في هذه العملية و رغم دعاية مباشرة و غير مباشرة غير مسبوقة ربما , هناك إحساس بالمرارة و العجز في مواجهة هذا الفشل لدى منظري الإمبراطورية المحافظين و الليبراليين الجدد و من الطبيعي أن يرافق هذه المرارة عودة للمواقف العنصرية الاستشراقية التقليدية عن استحالة دمقرطة الشرق و ضرورة العودة إلى وسائل و حلفاء الأمس التي استخدمت "بنجاح" في إطار الحرب الباردة سواء ضد صعود القوة الإيرانية الإقليمية أو الخطر الأصولي..إن الأسباب المقترحة لهذا العجز تتفاوت من المواقف العنصرية الآنفة الذكر إلى محاولة الدخول في تفاصيل عملية العصرنة و أبعادها الاجتماعية و العقيدية و التاريخية و سواها..لكن من المؤكد أن ربط عملية العصرنة و النهضة بتبعية المنطقة للغرب الاستعماري فاشلة تماما..في الحقيقة لا يوجد الكثير من الجدة في الهجوم الليبرالي المحافظ فالمطلوب في النهاية هو الاستسلام للأمر الواقع الجديد..أن تكون "حداثيا" أو ليبراليا يعني في رأي منظري الهجمة الأمريكية الأخيرة أن تذعن لإرادة الغرب الليبرالي "المتفوق" تماما كما كانت القومية أو المقاومة تعني الإذعان لاستبداد الأنظمة "القوميوية" لا أكثر و لا أقل..لا يتجاوز الوعد الليبرالي الطلب من الناس الخضوع للسيد الجديد "الديمقراطي و المتفوق" هذه المرة بدلا من السيد القديم "غير المتحضر و الديكتاتوري"..لكن من المؤكد أيضا أن فشل أمريكا و "حلفائها" في تدجين الجماهير سياسيا و فكريا لا يرافقه نهوض شعبي مضاد..لا يمكن الحديث عن أوقات كانت فيها الجماهير على هذه الدرجة من التهميش و الاستلاب كأيامنا هذه , حتى الجهاديين أنفسهم لا يفكرون بكسب الجماهير لخطابهم بل على العكس فهم يبحثون عن خلايا جهادية معزولة متخفية عن أعين المخابرات و الجماهير في نفس الوقت..يبقى هذا الحياد السلبي و هذا التهميش خارج الجدل السياسي و الفكري الدائر فهو مصدر القوة الأساسي لكل أصحاب المشاريع التسلطية التي تتنافس حول أفضل السادة المحتملين أصحاب القرار الأخير في مصائرنا...




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة , الأنظمة , و البشر......
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا تحليل لمجموعة 5 أ ...
- خارجون على السائد...
- بين حماة و نهر البارد.. العنف و العنف المضاد و الديمقراطية.. ...
- عن الجدل بين النظامين السوري و السعودي
- عن الحركات الإسلامية المعاصرة...
- من أجل يسار ديمقراطي...
- في مواجهة التدجين و ثقافة الخوف
- أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...
- عن أزمة البرجوازية اللبنانية و العربية
- الدين و السياسة أيضا
- حول الهوية الطبقية لليسار السوري
- القمع كمصدر لإعادة إنتاج الاستبداد
- مقتطفات من خطاب القسم -الثاني- ...
- كلام سياسي جدا
- صورة الآخر في الصراعات الراهنة و دلالة الديمقراطية السائدة
- معنى الديمقراطية في الصراع اليوم و مكانة الجماهير في أطروحات ...
- كوميديا المقاومة و الديمقراطية
- أزمة البديل


المزيد.....




- تامر المسحال : -إسرائيل مجرمة بحق الصحافة والصحافيين-
- مدير الأخبار بالجزيرة الإنجليزية يعلق لـCNN على مقتل أنس الش ...
- محمد صلاح يتساءل عن ظروف مقتل -بيليه الفلسطيني- والجيش الإسر ...
- البلوغر المصري جمال صبري ومحتواه التقني المتنوع
- ناغازاكي تحيي ذكرى الضحايا الكوريين بعد 80 عامًا من القصف ال ...
- وزير الدفاع الإيطالي: عقوبات محتملة على إسرائيل لـ-إنقاذ شعب ...
- العراق: الفصام لدى الأطفال.. تحذير مبكر للأسر من أعراض تُنذِ ...
- أهم الاختلافات في الجيل القادم من ساعة -آبل ووتش-
- مصور الجزيرة بغزة يسرد تغطيته مجريات الحرب مع أنس الشريف
- رسائل مؤثرة.. مراسلو الجزيرة نت في غزة يرثون زملاءهم الشهداء ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - نظرة في صراع القوى و أزمة النهوض