أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - صورة الآخر في الصراعات الراهنة و دلالة الديمقراطية السائدة















المزيد.....

صورة الآخر في الصراعات الراهنة و دلالة الديمقراطية السائدة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الصراعات لا بد من تمايز ضروري بين الصديق و العدو تمايز جذري قاطع غير قابل للحل إلا بالمواجهة المباشرة..هناك مستويان لهذا التمايز أولهما موضوعي تحدده القوى الفعلية على الأرض و مصالحها و آخر عليه أن يبرر المستوى الأول هو خطاب موجه نحو الذات أساسا بما في ذلك الجماهير التي هي مادة هذا الصراع الضرورية..هنا مثلا كانت الأنظمة الديكتاتورية تدعي أن "الوحدة" القائمة على فردانيتها المطلقة عامل قوة و محفز لتحديث بنية المجتمع و وعيه و استعملت في تبرير ذلك صورة العدو التقليدي إسرائيل التي شكلها خطاب هذه الأنظمة ككتلة مصمتة متماسكة معادية بشكل نهائي و شيطاني و ما يزال وجود هذا العدو الهمجي قادر على استفزاز حالة عميقة من رفض الآخر و الإصرار على إلغائه..في حالة أخرى فالمواجهة اليوم بين القيادات الطائفية اللبنانية و بين قوى أصولية من فتح الإسلام إلى قوى تابعة للقاعدة مباشرة هي مصدر مأزق حقيقي لهذه القيادات التقليدية بسبب منافسة القوى الأصولية لها على تمثيل ذات المرجعية و على ذات القاعدة الجماهيرية في مواجهة الآخر الطائفي الذي كان عليه هنا أن يقوم بوظيفة الآخر الشيطاني أو الهرطقي , هذا التنافس هو ما فرض على القيادات الطائفية التقليدية في محاولة للتغلب على غياب التمايز بين خطابيهما بل و الاتكاء على ذات المرجعية المرتبطة بفردانية المقدس أن تشدد على ارتباط هذه القوى الأصولية بطرف خارج المرجعية بل و معادي لها كالنظام السوري..الصورة التي تنسب للآخر هنا ضرورية لتبرير عملية إلغائه و تصوير الجدل السياسي و الفكري ضده على أنه ذا اتجاه واحد يشترط إلغاء هذا الآخر دون أي مخرج آخر و بالتأكيد دون أي إمكانية للتعايش معه..هذا يتركك محشورا بين خطابات مفصلة سلفا على مقاس قوى و قيادات خاصة و يضطرك إلى الاختيار بينها دون أي هامش متاح للنقد أو للرفض..أن تغامر اليوم بانتقاد 14 آذار يعني أن تستدعي اتهامات بالعمالة للنظام السوري و الإيراني أما أن تنتقد حماس أو المقاومة العراقية أو حزب الله يعني أن تستعد لاتهامات بالعمالة لأمريكا و إسرائيل , هكذا تمارس لعبة التخوين و التكفير بسهولة و يسر قادرة على إخراس أية محاولة لفهم ما يجري خارج إطار الموقف السياسي السائد..في ظل هذه الشكل من الجدال السياسي يمكن ببساطة ملاحظة أن السلطة في كل مكان تقريبا اليوم تقوم على فردانية القوة الموجودة في السلطة و وجود هامشي غير مؤثر للمعارضة بما يعني غياب أو تغييب بديل جدي عن السلطة القائمة..إن وصول بديل "معارض" إلى السلطة يحتاج هنا إلى عملية تغيير جراحية حادة لغرض إقامة فردانية جديدة..هذا ما شاهدناه مثلا في روسيا يلتسين و أوكرانيا و جورجيا و لبنان و العراق و حتى في حالة سلطوية مشوهة كالسلطة الفلسطينية أو تيمور الشرقية حيث لم يكن من المسموح ظهور معارضة قادرة على أن تشكل بديلا واقعيا عن السلطة القائمة و حيث يفرض منطق التخوين و التكفير على حالة هذه المعارضة..يجب هنا أن نلفت الانتباه لحالة تأليه السلطة في الخطابات السائدة حيث يمكن ملاحظة كم الاستخدام الهائل لألفاظ مرتبطة بالمقدس حتى من قادة العالم "الحر" أو قادة فتح العلمانية على التوازي مع استخدام ألفاظ و معاني مرتبطة بالمقدس في تشكيل صورة رأس النظام أو القيادات السياسية أمام الجماهير بغض النظر عن الخطاب المعلن للنظام أو هذه القيادات كمثال أتاتورك و بورقيبة و ستالين و حافظ الأسد و صدام حسين عداك عن قادة كبشار الأسد مثلا..حتى الأنظمة الليبرالية في أوروبا و أمريكا تقوم على غياب البديل حاليا و حتى عندما وجد بديل فعلي تمثل يومها في الشيوعية واجهته بذات الممارسات التهميشية و الإقصائية و "التخوينية" التي واجهت أية سلطة فيها خصومها و على الطرف الآخر كان أداء الستالينية رهيبا في مطاردتها ل "أعداء الشعب و عملاء الامبريالية"..كانت أدوات الصراع بين الطرفين همجية استخدمت الانقلابات العسكرية و المجازر و التأثير في الرأي العام و الكذب و تزييف إرادة الشعوب سواء في هنغاريا 1958 أو إيران 1953 أو تشيكوسلوفاكيا 1968 أو تشيلي 1973 و قهرها بالحديد و النار أو بالخداع و التزوير, لقد قتل يلتسين الديمقراطي مثلا من الشيشان أكثر مما فعله الديكتاتور ستالين وسط مؤامرة صمت الغرب "الحر"..لم تعن إرادة الشعوب أي من الطرفين كان النصر وحده هو الغاية و بررت في سبيله كل الوسائل , كان الآخر شيطانا لا بد من تدميره الساحق..استخدم النظام الإيراني هذه العبارة مباشرة في توصيفه لأمريكا في خلط مقصود بين الأبعاد الثقافية و السياسية و الحضارية للغرب , يمكن مقابلة هذه الصورة الشيطانية عن الآخر بصورة الفلسطيني في الخطاب الإسرائيلي أو صورة الملون في الرؤية الأوروبية البيضاء للعالم..و لا يقتصر هذا على الآخر-الخارج بل يطول بشكل ضروري أيضا "المشاغبين الفوضويين" في الداخل , ما يتغير هنا فقط هو العنوان العريض دون أن تتغير الصورة الشيطانية أو نسق الاتهامات المصوب لهذا الآخر-الداخل من المكارثية إلى الستالينية إلى الأنظمة القوموية إلى القوى الأصولية..لم يمكن في أي مكان إدارة جدال سياسي "ديمقراطي" مع أية معارضة جدية خارج محرمات التكفير و التخوين و استخدمت الجماهير فقط كمستودع لضحايا و شهداء هذه المواجهات..هناك عالميا إصرار أمريكي على فردانية سيطرتها السياسية و العسكرية و الاقتصادية حتى في مواجهة حلفاء الأمس و أصحاب الخطاب السياسي الاجتماعي ذاته رغم أن الإدارة الأمريكية تدرس ضم قوى مختلفة و منها "أصولية معتدلة" إلى مشاريعها الإقليمية و لكن في إطار هذه السيطرة الأمريكية الكونية الصارمة و هذا ما اكتشفته بعض هذه القوى ممنية النفس بتغير في موازين القوى مع الأنظمة الديكتاتورية..السؤال هنا يكتسب أهمية بالغة مع صراعنا مع أنظمة ديكتاتورية أول همها هو تأبيد تسلطها و نشر اليأس من إمكان التغيير باتجاه مجتمع مشاركة ديمقراطي و واقعية هذا البديل الديمقراطي..السؤال هنا هو عن صيغة السلطة و علاقتها بالمجتمع و ماهية هذا المجتمع أصلا و تحديد المطلوب من موضوعة البديل , الجواب يرتبط هنا بموقع من يحاول الإجابة..فبالنسبة للناس حتى الآن الفرق غير جوهري بل و هناك حالة قرف عدمية من الحالة السياسية السائدة خارج المحفزات الطائفية أما القوى التي تتوهم أنها تشكل البديل القادر على توفير استقرار يقوم على فردانيتها فهي لا تملك مشكلة مع هذه الصيغة للبديل أما القوى التي يتوقع أن تكون في موقع المعارضة المهمشة فهي من يحاول تعديل هذه الصيغة بحيث تستدعي تدخلا مؤثرا للخارج يوازن فردانية القوى الموجودة أو الطامحة إلى السلطة أو البحث عن صيغة تسمح لها بفعل مؤثر في خيارات السلطة القائمة أو البديلة..هذا هو مضمون الصراعات القائمة داخل النخب السياسية المؤثرة في كل مكان سقطت فيه الصيغة الديكتاتورية للسلطة التي تمكنت من إبقاء هذه الصراعات كامنة بقوة القمع الذي سلط على الجميع..هنا يحق لنا أن نتساءل عن ماهية الديمقراطية في نهاية الأمر عن علاقتها بمهمة بناء عالم أفضل لشعوبنا لكل المهمشين..نحن الذين توقعنا أن تكون مهمة التغيير الديمقراطي الأولى هي أنسنة السياسة و السلطة و إعادة الاعتبار للإنسان في مواجهة عسف السلطة أي سلطة..نحن الذين أردنا الخروج من دائرة تكفير أي طرف لآخر كأساس للجدل السياسي أن يتحول الصراع إلى حالة تكسر إدعاء الجميع لقداسة فوق الإنسان أولا و أخيرا و تستوعب كل ما ينتجه الواقع دون أن يكون لأحد حق الاعتراض عليه أو حق الإصرار على تغييره..إن أنسنة السياسة تعني أنسنة صورة القائد و في نفس الوقت أنسنة الآخر سواء أكان معارضا أو حتى عدوا..لا يعني هذا فقط تغليب القيم الإنسانية بل أيضا أن العالم و التاريخ هو نتاج فعل بشري خاصة و أن الإنسان اليوم يتحرر و يتحول بالفعل من كائن منفعل إلى كائن فاعل قادر على التغيير و يعزز أكثر جدارته بما يسمى القيم الإنسانية..إن البحث في دلالة الديمقراطية بالنسبة للمهمشين لشعوبنا للبشر العاديين قد يتطلب العودة بعملية الحفر بعيدا إلى الفكر الذي أنتج الديمقراطية ربما إلى رومانسية جبران خليل جبران و ربما شيلي و بايرون التي أعادت اكتشاف الإنسان و أنسنت الإله في صورة بروميثيوس ( فنحن حتى الآن مشغولون بالسلطة و الفكر بعيدا عن مرجعية الإنسان , ربما علينا أن نبدأ من تأسيس و تكريس حضور الإنسان في المشهد السياسي و الفكري ) و ربما إلى بناء فكر يساري جديد يتجاوز تسلطية الستالينية و يعود باليسار إلى التعبير عن البشر المهمشين أو اجتهادات دينية جديدة تقودنا إلى أنسنة السياسة و تجعل الإنسان في مركز الكون بالفعل كما حاول المعتزلة ذات يوم و تسخر له أولا السلطة و مؤسساتها "القمعية و القانونية"....






#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى الديمقراطية في الصراع اليوم و مكانة الجماهير في أطروحات ...
- كوميديا المقاومة و الديمقراطية
- أزمة البديل
- بين مدرسة النقل و العقل
- الإنسان و القوة
- ما بعد المحكمة...
- الموت في الإسلام
- لا لبشار الأسد !!
- مصير النظام و خياراته
- الخلاف على صفات الله بين الخطابات الدينية المختلفة
- تعليق على إعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- قراءة في قضية الحرية
- أمام التراجعات و حروب أمريكا و إسرائيل نعم للإنسان
- اليسار و الإسلاميون
- في البحث عن طريق التغيير
- الإنسان و التعذيب بين السلطة و الدين
- الحرية و الطائفية و كبار الزعماء
- الآخر
- النظام و البديل و الديمقراطية
- السياسة و الفكر مرة أخرى


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - صورة الآخر في الصراعات الراهنة و دلالة الديمقراطية السائدة