أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - مصير النظام و خياراته














المزيد.....

مصير النظام و خياراته


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بالعودة إلى خطاب رأس النظام السوري اليوم يمكن لنا أن نلاحظ إعادة إنتاج نموذج خطاب صدام الأخير خطاب المواجهة المفروضة على النظام خطاب رفض التغيير مع نذر الهزيمة و السقوط القادم..طبعا ما يزال النظام يعتبر أنه يتمتع بهامش معقول للمناورة و ما تزال احتمالات عقد صلح مع الخارج الأمريكي واردة مع المعلومات التي ترشح عن رغبة قوى مؤثرة داخل النظام بالتصالح مع إرادة الخارج الأمريكي الإسرائيلي خاصة مع إعادة ترتيب المنطقة إقليميا المتوقع بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة..لكن هذا بحد ذاته لا يعني نهاية أزمات النظام أو تجاوزه للمرحلة الحرجة..نعرف أن هذه الأنظمة في الماضي ردت على التحدي الموجه لها كما في فترة هزيمة 67 بتشديد قبضتها في الداخل و إعادة تقييم تحالفاتها الخارجية وصولا إلى المراجعة الجذرية لجملة سياساتها الداخلية و الخارجية التي قام بها السادات..نعرف أن هذه المراجعة لم تكن ممكنة بالنسبة لصدام و أن الإدارة الأمريكية كانت تنتظر ردا وحدا من صدام و هو الاستسلام غير المشروط..و نعرف أن الأزمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية لهذه الأنظمة لم تنته بإجراء تلك المراجعة باتجاه محاولة الاندماج في المشروع الأمريكي حتى أن صاحب تلك المراجعة الجذرية أي السادات قد سقط بعد أن وصلت أزمات نظامه إلى طريق مسدود..هناك اليوم اختلاف هائل في المشهد بلا شك فدرجة ترهل هذه الأنظمة و ضعفها و مدى عمق أزماتها و التغيرات الجذرية على المشهد السياسي و توازن القوى الدولي و الإقليمي لا بد أنه يفاقم وقع تلك الأزمات و يتيح لها في حالة ضغط أمريكي جدي أن يهز أركان النظام أما في حالة هجوم أمريكي أو إسرائيلي فسقوط هذا الأنظمة المخجل حتمي على ما يبدو..إنني أزعم أن النظام قد بلغ غاية الأرب اليوم فهو يشعر بعجزه أمام أي احتمال لهجوم خارجي أمريكي أو إسرائيلي و هو يحاول بحرص تجنب أية مواجهة كهذه و الصيغة أو الشكل من المقاومة التي اعتاد ممارسته فقد تأثيره أو فاعليته و سحره أمام المقاومة الأصولية الصاعدة و عجزه الواضح و لو حتى على فبركة إصلاح ما مع تحول مراكز الفساد إلى المراكز ذات الثقل الأكبر داخل السلطة هذا الأفق المسدود لخيارات النظام الحالية يضع النظام و لو آجلا أمام ضرورة إعادة قراءة الواقع و إعادة تحديد خياراته..كانت سياسات النظام الاقتصادية هنا ملفتة للنظر حيث كان على الدوام إلى جانب إصراره على الإبقاء على قطاع عام كبير يفسح مجالا هاما لقطاع خاص يكبر هذا المجال أو يصغر حسب الظروف و المعطيات و كان يواظب على التعاون مع احتكارات كبرى من دول المركز في كل أيام النظام رغم أن هذه التوجهات نحو لبرلة الاقتصاد و استدعاء رأس المال الأجنبي قد أصبحت أساس السياسة الاقتصادية للنظام مؤخرا..كان النظام قد عمل مؤخرا على دمج الاقتصاد في منظومة النهب العالمية و كانت لبرلة الاقتصاد تجري بتسارع ملحوظ خاصة مع إقرار المؤتمر القطري الأخير للبعث بتبني اقتصاد السوق "الاجتماعي" لكن و بسبب من الجذب السياسي بين النظام و دول المركز الرأسمالي كانت هناك طبقة تتقاسم عوائد النهب الواقع على الاقتصاد مع رأس السلطة و تقوم في نفس الوقت بدور وكيل السلطة أو الوسيط بينها و بين كبرى الشركات و الاحتكارات في دول المركز الرأسمالي..يمثل النظام مصالح أعلى هرم بيروقراطية مؤسسات الدولة و الجيش هذه المصالح التي كانت وراء نماذج السلوك التي اتبعتها أنظمة مشابهة من انقلاب السادات و تغيرات القذافي غير المتوقعة المرتجلة ما عدا الموقف الأخير الذي قرر التسليم لأمريكا و إصرار صدام حتى لحظة السقوط على منطق الاحتفاظ بالسلطة دون الإعداد الجدي للمواجهة..إذا فالأرضية لما يشبه الردة الساداتية موجودة أصلا كما أن احتمال أن يستمر النظام بسياساته الراهنة وارد سواء تمكن من أن يواصل لعبة القط و الفأر مع أمريكا أو أن ينتهي على نمط سقوط نظام صدام في حال قررت أمريكا ضرورة غياب النظام لمشروعها الإقليمي و العالمي فيما يبدو من الواضح أن خيار إصلاح النظام هو عمليا أمام طريق مسدود و رغم أن النظام قد يعتبر أن التطورات الأخيرة و القادمة قد تخدمه في المحصلة لكن هشاشة موقفه و إحساسه بالعجز خاصة أمام الخارج الأمريكي الإسرائيلي و في نفس الوقت استشعار الشارع و المعارضة بهذا الضعف يساهم في تآكل ما تبقى له من قوة و يشجع هذا الضعف تيارات في المعارضة للدخول على خط العلاقة بين النظام و الخارج..كان النظام يحتكر حق التعامل بل و حتى العمالة للخارج مع تأميمه للسياسة الداخلية و الخارجية ما يريده البعض اليوم بعد أن اكتشفوا عمق أزمة النظام و الدور الحاسم للخارج في رسم السياسات الإقليمية و الداخلية ما يريده هذا البعض اليوم هو خصخصة حق التعامل أو العمالة للخارج..إنني أزعم أن أزمة النظام الأكبر هي في تآكل شرعيته و شعبيته و فشله ترشيد نهبه للمجتمع و دفعه التناقض بينه و بين المجتمع إلى مرحلة لا يمكن حلها دون تغيير السلطة القائمة..هناك طبعا جدل خاص لهذا التغيير يعتمد أساسا على التطورات داخل النظام و جدل علاقته مع أمريكا و إعادة إطلاق المشروع الأمريكي الإقليمي ما بعد إدارة بوش أما الشارع السوري نفسه فبعيد منفعل إزاء هذه التطورات و لا يملك من أمره شيئا..





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاف على صفات الله بين الخطابات الدينية المختلفة
- تعليق على إعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- قراءة في قضية الحرية
- أمام التراجعات و حروب أمريكا و إسرائيل نعم للإنسان
- اليسار و الإسلاميون
- في البحث عن طريق التغيير
- الإنسان و التعذيب بين السلطة و الدين
- الحرية و الطائفية و كبار الزعماء
- الآخر
- النظام و البديل و الديمقراطية
- السياسة و الفكر مرة أخرى
- قمة عربية أخرى
- في شرعية الحاكم المطلق - الملك العضعوض
- خطاب مدرسة النقل و السلف
- من دروس الحروب الأهلية
- رد على مقال الأستاذ زهير سالم : المجتمع المفكر و نظرية المعر ...
- إلى عبد الكريم سليمان
- عن تحولات الجسد
- في حقوقنا كبشر
- الإنسان و الحرية


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - مصير النظام و خياراته