أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - معنى الديمقراطية في الصراع اليوم و مكانة الجماهير في أطروحات الديمقراطية السائدة














المزيد.....

معنى الديمقراطية في الصراع اليوم و مكانة الجماهير في أطروحات الديمقراطية السائدة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجميع يقر بحقيقة تخلف مجتمعاتنا خاصة أمام المجتمعات الغربية أي أمام الغرب الرأسمالي..هذه حقيقة قاطعة بالتأكيد..و هذه الحقيقة هي التي مثلت مصدر كل هذا الجدل و الجهد لفهم حالة التخلف هذه و أسبابها التي جرى التعبير عنها في خطاب و فكر النهضة العربية الأولى و كانت المبرر وراء صعود المشروع القومي منذ أواسط القرن الماضي..هذه الحقيقة هي أيضا التي تشكل المسوغ الأساسي لخطاب المركزية الأوروبية الذي يرى المخرج لمعضلة هذا التخلف الحضاري يكمن في نقطتين رئيسيتين هما أولا دور الغرب المباشر في تطوير و تثوير حالتنا المتخلفة و يتماهى هذا الدور "التاريخي" المطلوب مع حالة تبني بالجملة لقيم و نتاج الغرب الثقافي و السياسي و الاقتصادي أشبه بعملية استئصال و زرع عضو جديد..هذا المخرج يبدو ضروريا بالنسبة لأصحابه إن لم يكن المخرج الوحيد الممكن لتخلفنا عدا عن كونه حالة امتداد و انتشار منطقية للحضارة المتفوقة..قضية الديمقراطية هنا قضية هامشية بالنسبة لمقاربة المركزية الأوروبية أمام الحضور الأساسي لقضية الفعل الحضاري..هناك موقف مشابه تماما و لو في الاتجاه المعاكس يتبناه الخطاب الأصولي فهذا الخطاب أيضا يستند إلى مركزية قضية الفعل الحضاري في مقاربته لواقعنا "المتخلف" من جديد حيث يرى هذا الخطاب أن الحل الوحيد لأزمة التقدم الحضاري و تجاوز حالة التخلف يكون بالالتزام باشتراطات المقدس و العودة إلى حالته الخام التي شهدت صعودا في الفعل الحضاري لشعوبنا و في نفس الوقت التزاما صارما باشتراطات المقدس هذا المقدس الذي يعد في جملة ما يعد بتقدم حضاري فاعل يقوم على وعد إلهي يتجاوز حدود العقل البشري أو اشتراطاته أو فهمه للواقع..هنا أيضا سيكون للديمقراطية حضور هامشي و لو أن أصحاب هذا الخطاب لا يرون تناقضا بين الديمقراطية و أطروحاتهم..هكذا يريد الخطابان الرئيسيان اليوم أن يستندا إلى أزمة التقدم الحضاري كمرتكز لكامل المشروع و تبدو هنا الديمقراطية كهدف إما تحصيل حاصل للتغيير العميق الجذري في الواقع الاجتماعي السياسي الثقافي التالي لتبني قيم و نموذج الحضارة المتفوقة أو للالتزام بحالة شعبية دينية لا تتناقض مع سيطرة دين الأكثرية..إن الديمقراطية كما نحاول إثباتها يفترض أن تكون هدف و مطلب الجماهير المهمشة يفترض أن تعبر عن مصالح هذه الجماهير في دخول ساحة الفعل المجتمعي المؤثر لإخراجها من حالة التهميش السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي..المشكلة هنا هو أنه من خلال المقاربتين السابقتين ما تزال الديمقراطية مطلب أو خطاب نخب طائفية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية ترى نفسها مهمشة في مقابل واقع دورها أو احتمالاته الأبعد و الأكبر..هذا بالتحديد ما يغرق "الديمقراطية" اليوم في حالة من حوار طرشان جدلي أحيانا و دموي أحيانا أخرى محصورا بين هذه النخب التي ترى في المقاربتين الأساسيتين السابقتين أساسا لشرعية مشروعها و بالتالي سلطتها على المجتمع بعيدا عن الجماهير التي تخضع للمزيد من التهميش..بينما يفترض أن يكون المغزى الحقيقي لهذه الديمقراطية هو تفعيل وجود و مشاركة كل الفئات المهمشة بلا استثناء..تقوم الليبرالية خاصة بصيغتها الجديدة في بلاد المنشأ أمريكا خاصة على صيغة يتمتع فيها المجتمع بالكثير من الحرية و بصيغة محدودة مقننة من المشاركة السياسية و يقوم هذا النظام على طبقة وسطى ذات مستوى معيشي استهلاكي عالي يبرر سلوكها و قبولها بهذا التقسيم غير العادل في الثروة المادية و في رسم الخيارات السياسية بينها و بين الأوليغاركية المالية الاقتصادية الحاكمة..يمكن أيضا إضافة حالة أخرى نشاهدها في الوضع اللبناني و هو أن تكون الأوليغاركية الحاكمة قادرة عبر ثقافة طائفية شعبوية و تحالفها مع المؤسسات الدينية على الأرض أن تعيد إنتاج سيطرتها و لو بمستوى أعلى من التوتر و استقرار أكثر هشاشة..في كلتا الحالتين سيبقى هامش الحرية الواسع الذي يتمتع به المجتمع شرطا لإعادة إنتاج سلطة النخبة الحاكمة عبر استيعاب التوترات و تنفيس الاحتقانات الاجتماعية بطريقة "سلمية" للسلطة ما دام شرط استمرارها موجودا..هذا مثلا يفسر حاجة النظام الإيراني إلى إدامة حالة من الاحتقان مع الخارج العلماني- السني تحديدا للتعويض عن التراجع الذي شهده دعم الشعب و المجتمع له مع تحوله النهائي إلى حالة بيروقراطية فاسدة لا تقل عن أنظمتنا العربية المشهود لها..إن الجدل السياسي الراهن الذي يستخدم تعابير مثل الديمقراطية و الدستور و الشرعية لا علاقة له بتثوير وضع الجماهير المهمشة بل هو عبارة عن صراع بين النخب صراع يحاول إقامة توازنات أكثر "عدالة" داخلها و يبقى هذا الاحتقان الطائفي أو التوترات المختلفة شرطا مطلوبا بل و أساسيا لإنتاج سيطرة هذه النخب على الجماهير ما دامت هذه النخب عاجزة عن إطلاق مشروع ينتج طبقات ترى أنه من مصلحتها استمرار الوضع القائم هذا العجز الذاتي و الموضوعي لهذه النخب سيعني استمرار الصراع تارة باسم المقدس بصيغته الطائفية و تارة باسم استعادة الجماهير إلى التاريخ و إخراجها من وضعيتها المهمشة و هذا يتطلب بالتأكيد معارضة النظام أو مجمل الوضع القائم بمشروع سياسي اقتصادي ثقافي يتمحور حول مصالح هذه الجماهير





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوميديا المقاومة و الديمقراطية
- أزمة البديل
- بين مدرسة النقل و العقل
- الإنسان و القوة
- ما بعد المحكمة...
- الموت في الإسلام
- لا لبشار الأسد !!
- مصير النظام و خياراته
- الخلاف على صفات الله بين الخطابات الدينية المختلفة
- تعليق على إعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- قراءة في قضية الحرية
- أمام التراجعات و حروب أمريكا و إسرائيل نعم للإنسان
- اليسار و الإسلاميون
- في البحث عن طريق التغيير
- الإنسان و التعذيب بين السلطة و الدين
- الحرية و الطائفية و كبار الزعماء
- الآخر
- النظام و البديل و الديمقراطية
- السياسة و الفكر مرة أخرى
- قمة عربية أخرى


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - معنى الديمقراطية في الصراع اليوم و مكانة الجماهير في أطروحات الديمقراطية السائدة