أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - بين حماة و نهر البارد.. العنف و العنف المضاد و الديمقراطية...














المزيد.....

بين حماة و نهر البارد.. العنف و العنف المضاد و الديمقراطية...


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 10:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هناك تشابه كبير بين حماة 1982 و بين نهر البارد 2007 لكن هناك أيضا فروق كبيرة هامة..في كلتا الحالتين هناك قوة أصولية مسلحة ذات مشروع سلطوي تواجه السلطة القائمة و في كلتا الحالتين أبدى المقاومون شجاعة نادرة رغم مصيرهم المحتوم عدا عن أنهم قد مارسوا من جانبهم عنفا محدودا بحكم إمكانياتهم و إن كان همجيا هو الآخر ضد كل من اعتبروه خصما لقضيتهم المقدسة , بالطبع كان النظام السوري أكثر استعدادا للقتل الجماعي و بأكثر الطرق وحشية و دون تمييز مقابل أداء الجيش اللبناني الأقل همجية لكن يجب أن نذكر هنا أيضا أن الخطر الذي مثله الأصوليون على النظام في سوريا يختلف كثيرا عن درجة تهديد فتح الإسلام للنظام القائم في لبنان المتهم بتشجيع ظهور فتح الإسلام كظاهرة مسلحة سنية أساسا و نعرف أيضا أن الجيش اللبناني في مواجهات سابقة ضد قوى أكثر تهديدا كالفلسطينيين مثلا أو حتى القوات اللبنانية المسيحية و عندما كان الصراع أكثر جدية و حسما استخدم القوة بدون حساب ضد مناطق مدينية اعتبرها معادية أو خارجة على قانونه أي باختصار شديد أن السلطة و نقضيها الجهادي استخدما و يستخدمان العنف المنفلت مع احتكارهم لحق استخدام العنف بغض النظر عن درجة الهمجية التي تحددها الظروف الطارئة , كما نعرف أن العلاقة بين الأنظمة و الأصوليين طالما كانت علاقة معقدة و أنه في فترات مختلفة استخدمت أنظمة مختلفة بعضها علماني القوى السياسية الأصولية بما فيها المسلحة أو "الجهادية" إما ضمن منظومتها للهيمنة على المجتمع خاصة في مواجهة قوى يسارية أو قومية أو ضد أنظمة معادية كما في "الجهاد" في أفغانستان أو حتى ضد أنظمة مجاورة في إطار لعبة التجاذب و التناحر بين الأنظمة العربية..مع كل ذلك يبقى الفرق الأهم هو أن القوة السياسية و المسلحة التي خاضت مواجهة حماة قبل 25 عاما ضد النظام السوري , الإخوان المسلمين في سوريا , تدعم اليوم و بدون حدود قرار الحكومة اللبنانية باستخدام الجيش الذي يمارس في نهر البارد ذات دور النظام السوري ضدها في حماة..هذا التبادل في الأدوار جذري لكنه غير مفاجئ..يفرض هذا التباين ذات منطق المواجهة الأولى بين الإخوان في سوريا و النظام..كلمة السر هنا هي السلطة..تنازع الإخوان المسلمون منذ نشأتهم اتجاهين أساسيين أحدهما يقول بالفعل المباشر المضاد للأنظمة و الذي لا يأبه أيضا لحرية المجتمعات استنادا إلى أطروحة الحاكمية التي اعتبرت الإسلام كمعطى إلهي مطلق المصدر الوحيد للحاكمية و تطورت هذه الأطروحة لدى سيد قطب إلى وصف المجتمعات كما الأنظمة بالجاهلية محددا اتجاه التغيير نحو إعادة فرض الإسلام على الحالة السياسية السلطوية السائدة و الشعبية في نفس الوقت فيما تحدث الاتجاه المقابل عن مشروع تدريجي ذا طابع تربوي يتمحور حول تربية و إعداد الفرد المسلم كوسيلة لإنجاز نفس الهدف..هذا لا يعني أن الإخوان كحركة لا تقر بالحاكمية كأساس شرعي للسلطة فالحاكمية في النهاية هي المصدر الوحيد للسلطة السياسية كما أي شيء في المجتمع كما سمى أبو الأعلى المودوي نظام الحكم في الإسلام القائم على حاكمية المقدس بالثيو -ديمقراطي..هذه الحاكمية تعني أن شرعية السلطة تصدر عن التزام الحاكم بالنص المقدس و أنه غير مسؤول بالتالي أمام المجتمع اللهم إلا أمام جماعة أهل الحل و العقد التي تراقب التزام الحاكم بالشرع الإلهي فقط لا غير..هناك قراءة أخرى لقضية التغيير الديمقراطي ترى أن العنف هو أساس الموقف من الديمقراطية فالذين يؤمنون باستخدام العنف هم أعداء الديمقراطية و تصور الديمقراطية بالتالي على أنها إلغاء العنف من الجدل السياسي و ذلك بغض النظر عن طبيعة هذا الجدل أو توازن القوى أو نتائجه و لما كانت الجماهير لا تمتلك وسائل خوض صراعات عنيفة كهذه و أنها بقيت منفعلة إزاء العنف الذي يمارس عليها و أن الأطراف التي انخرطت في هذه الصراعات في الماضي تقتصر على المؤسسة العسكرية التابعة للأنظمة و مقابلها "الجهادي" و طبعا قوى الخارج العسكرية فالجماهير هي فعليا خارج إطار هذه الهدنة بين هذه القوى التي شرعت و مارست في السابق العنف ضد الآخر و ضد الناس كما جرى في مصر و الجزائر , و لذلك لم تؤد هذه الهدنة سوى إلى تثبيت توازن القوى لصالح الطغمة الحاكمة و الإبقاء على تهميش الشارع و استباحة حقوقه..نعرف أن إسلاميين قد قاموا في ظروف مختلفة بدور ريادي في طرح قضية الديمقراطية و أنسنة الثقافة و السياسة في مجتمعاتنا كما في دور المعتزلة و الكواكبي مثلا , المؤسف أن التيارات الإسلامية المعاصرة توقفت عن لعب هذا الدور منذ تراجعت عن أطروحات الأفغاني و محمد عبده و تحولت إلى قوة غارقة في أحلامها عن حكم يقوم على حاكمية المقدس الذي يضعها بدون أدنى شك في مواجهة مباشرة ليس فقط مع الأنظمة الحاكمة اليوم بل مع البحث عن حاكمية إنسانية تشكل وحدها أساس بناء مختلف يقوم على حرية الإنسان





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الجدل بين النظامين السوري و السعودي
- عن الحركات الإسلامية المعاصرة...
- من أجل يسار ديمقراطي...
- في مواجهة التدجين و ثقافة الخوف
- أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...
- عن أزمة البرجوازية اللبنانية و العربية
- الدين و السياسة أيضا
- حول الهوية الطبقية لليسار السوري
- القمع كمصدر لإعادة إنتاج الاستبداد
- مقتطفات من خطاب القسم -الثاني- ...
- كلام سياسي جدا
- صورة الآخر في الصراعات الراهنة و دلالة الديمقراطية السائدة
- معنى الديمقراطية في الصراع اليوم و مكانة الجماهير في أطروحات ...
- كوميديا المقاومة و الديمقراطية
- أزمة البديل
- بين مدرسة النقل و العقل
- الإنسان و القوة
- ما بعد المحكمة...
- الموت في الإسلام
- لا لبشار الأسد !!


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - بين حماة و نهر البارد.. العنف و العنف المضاد و الديمقراطية...