أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - خارجون على السائد...














المزيد.....

خارجون على السائد...


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 07:54
المحور: الادب والفن
    


شكل عدد من الهيغليين اليساريين في برلين 1841 مجموعة سميت بالهيغليين الشباب كانت قد شرعت في تثوير أفكار هيغل من داخلها..ضمت هذه المجموعة يومها فيورباخ و برونو باور اللذان كانا أبرز أفراد هذه المجموعة يومها و ضمت المجموعة أيضا ماركس و أنجلز..إلى جانب هذه الأسماء ضمت المجموعة أيضا صديقا مقربا من أنجلز كان اسمه ماكس شتيرنر..يصفه أنجلز و هو يتذكر تلك المرحلة بعدو كل القيود و يذكر أنجلز كيف كان يتكلم بإباء ضد الدوغما و ضد القوانين..حتى أن الصورة الوحيدة المتبقية لشتيرنر كان أنجلز قد رسمها بنفسه بناء على طلب جون ماكاي مؤلف سيرة حياة شتيرنر..لكن نقد شتيرنر للمجتمع البروسي و الأوروبي المعاصر يومها لم يتوقف عند الدين و الكنيسة كما فعل فيورباخ و باور بل شمل الدولة التي اعتبرها مؤسسة غير شرعية و مؤسسات المجتمع الأخرى كالجامعة و مؤسسات التعليم و على الضد من ماركس شن حربا شعواء على كل الدوغمائيات التي أراد أن يتحكم البشر بها لا أن يكونوا خاضعين لها..كان نقد شتيرنر لكل شيء يقوم على الأنا على الفرد , كانت القوانين و المؤسسات و السلطة في نهاية المطاف غير شرعية و جوفاء و مزيفة لأنها مناهضة لفردانية الفرد لحريته و كينونته..كان من الطبيعي أن ينتهي هذا النقد إلى إنكار الحقيقة المطلقة بأي شكل تجلت , هذا الإنكار كان متجذرا في "لا شيئية" النفس عند شتيرنر و انتهى إلى دعوته للانخراط بالحياة كما هي دون تلويثها بالإيمان مسيحيا كان أم إنسانيا..كان رد فعل أنجلز الأول على كتاب شتيرنر الصادر عام 1844 حماسيا إلى حد ما..كتب يومها لماركس يخبره بصدور الكتاب و يضيف أن ما يراه محقا في كتاب شتيرنر أنه علينا قبل أن نشرع بأية قضية أن نقوم بذلك كقضية فردانية egoistic حتى أنه ذهب إلى أننا شيوعيين في ضوء فردانيتنا هذه , لكن سرعان ما يكتب الصديقان ماركس و أنجلز مخطوط الايدولوجيا الألمانية التي وجها فيها انتقادا حادا لأفكار شتيرنر..كان نيتشه الاستمرار الطبيعي لشتيرنر , نحن لا نعرف ما إذا كان نيتشه فعلا قد اطلع على شتيرنر لكن من المؤكد أن نيتشه دفع عدمية شتيرنر حتى نهايتها المأساوية الشخصية و الإنسانية..كان نيتشه يرى أنه يخاطب بشرا آخرين بشرا لم يولدوا بعد , سادة حقيقيين أبعد ما يكونوا عن وضعية و أخلاق العبيد الرائجة , أرستقراطيين حقيقيين لكنهم كما تقول ايما غولدمان الفوضوية الروسية الأصل ليسوا أرستقراطيين بالدم و لا بالمال بل بالروح..لم تكن ولادة هذا الإنسان الجديد مرهونة بالإعلان عن موت الإله بل أيضا بسقوط الأخلاق المسيحية أخلاق العبيد لصالح أخلاق السادة.."لم يكن نيتشه مفكرا اجتماعيا , بل شاعرا , متمردا و مجددا" ( غولدمان عن نيتشه )..كان الكثير بانتظار نيتشه و شتيرنر بعد موتهما..كانت بعض أوساط اليسار الألماني أول من احتفى بنيتشه أواخر القرن التاسع عشر حتى أن المحافظين يومها طالبوا بمنع كتاباته لكن في وقت لاحق سيستخدم النازيون أفكار نيتشه و إن بشكل انتقائي ضمن خطابهم الفكري..موسوليني نفسه ادعى أن شتيرنر قد ألهمه فيما اقتبس عنه ألبير كامو صديق سارتر في كتابه عن تجربة الإنسان الوجودية "المتمرد"..في المرة الأخيرة التي غادر فيها جبران خليل جبران بوسطن إلى نيو يورك عام 1910 التي لن يغادرها إلا جثة هامدة إلى بشري في رحلته الأخيرة كان يحمل معه إلى جانب الكثير من الإحباط و الغضب و الأمل مخطوطة عمله "الأجنحة المتكسرة" و كتاب نيتشه الأكثر إثارة للرعب "هكذا تحدث زرادشت" الكتاب الذي يمكن أن نتتبع أفكاره و ثورته في "نبي" جبران..

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين حماة و نهر البارد.. العنف و العنف المضاد و الديمقراطية.. ...
- عن الجدل بين النظامين السوري و السعودي
- عن الحركات الإسلامية المعاصرة...
- من أجل يسار ديمقراطي...
- في مواجهة التدجين و ثقافة الخوف
- أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...
- عن أزمة البرجوازية اللبنانية و العربية
- الدين و السياسة أيضا
- حول الهوية الطبقية لليسار السوري
- القمع كمصدر لإعادة إنتاج الاستبداد
- مقتطفات من خطاب القسم -الثاني- ...
- كلام سياسي جدا
- صورة الآخر في الصراعات الراهنة و دلالة الديمقراطية السائدة
- معنى الديمقراطية في الصراع اليوم و مكانة الجماهير في أطروحات ...
- كوميديا المقاومة و الديمقراطية
- أزمة البديل
- بين مدرسة النقل و العقل
- الإنسان و القوة
- ما بعد المحكمة...
- الموت في الإسلام


المزيد.....




- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟
- جريدة “أكتوبر” الصادرة باللغة الكردية والتابعة للحزب الشيوعي ...
- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...
- اليونسكو تُصدر موافقة مبدئية على إدراج المطبخ الإيطالي في ال ...
- بين غوريلا راقصة وطائر منحوس..صور طريفة من جوائز التصوير الك ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - خارجون على السائد...