أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - من الأب إلى الابن إلى أين ؟...














المزيد.....

من الأب إلى الابن إلى أين ؟...


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد البعض أن بزة الرئيس الراحل العسكرية هي السبب وراء درجة القمع التي مارسها النظام لكن أداء الطبيب القادم من بريطانيا إلى عرش سوريا كان تصحيحا صادما لهذا الاعتقاد..في الحقيقة لقد خيب بشار آمال الكثيرين بل إن الكثيرين قد فجع بما فعله و يفعله..كان بمقدور بشار أن يلعب دورا تاريخيا , فهو عمليا لم يكن مسؤولا عن سياسات النظام و لا عن مواجهاته و لا عن أخطائه..و يجب الاعتراف أيضا أن خطاباته و خاصة أحاديثه عن الإصلاح و الحرية كانت إلى حد كبير وراء بداية حراك سياسي فكري جدي في ربيع دمشق..لكن بشار كان الابن البار للنظام و العائلة , سرعان ما تبين أن همه الأول هو المحافظة على إمبراطورية العائلة داخل و خارج سوريا..استمر أفراد العائلة بتنمية ثرواتهم و مركزهم و قوتهم الاقتصادية و المالية تحت رعاية بشار و واصلوا ابتزاز القطاع العام و نهبه..لقد انهار الوضع الاقتصادي اليوم بدرجات لا تقارن مع ما كان عليه الوضع أيام الأب لكن يجب الاعتراف أيضا أن لهذا بعض العوامل الموضوعية مثل انقطاع المساعدات العربية النفطية و تراجع إنتاج النفط , كما أننا لا نملك معطيات كافية لتساعدنا في تقويم تأثير النهب الذي تمارسه العائلة و من حولها الحاشية و من حولها البيروقراطية و تغير مستويات هذا النهب بين عهد الأب و الابن سواء على صعيد الاقتصاد أو مستوى معيشة الناس و إن كان من المؤكد أن أزمات البنية التحتية التي تعود إلى سنوات حكم الأب قد تفاقمت بسبب إهمال النظام و مؤسساته..النظام مشغول عن أزمات الناس بتوزيع العوائد بين الصفوة , إنه يدفع اليوم الأمور بعيدا بثقة عالية بالنفس ( ثقة قد تكون خادعة أحيانا ) و هو موقن أن الشارع "تحت السيطرة" مهما بلغت معاناة الناس , قد يعتبر النظام أن سياساته الداخلية ناجحة في تدجين أو استمرار تدجين الشارع و إلغاء ظهور بديل داخلي جدي..الممتع في الموضوع أن بشار الأسد لم يتردد و لو للحظة لا في اعتقال و تغييب أشخاص كعارف دليلة و ميشيل كيلو أو في مراجعة سياسة إفقار الشعب..و نعرف أيضا أن مراكز القوى في النظام و العائلة قد اختلفت فيما بينها مثلا حول قضايا مثل العلاقة مع أمريكا و إيران و لبنان لكنها أبدا لم تعرف مثل هذا الخلاف حول سياسات النظام الداخلية لا ضد المعارضة و لا ضد لقمة الشعب , كان هذا مصدر إجماع داخل النظام..في الحقيقة اتضح – كما هو منطقي – أن بشار ابن العائلة بل و المسؤول الجديد عن ازدهار إمبراطوريتها , كانت طفولة بشار و نشأته خاصة و مختلفة عن معظم أبناء جيله..من معهد الحرية و حتى الجامعة فمستشفى تشرين و من ثم الدراسة في بريطانيا ثم العودة و الانخراط في الجيش و تسلم مقادير الأمور تدريجيا من الأب , تعلم الشاب درسه الأهم , إنها السلطة..و السلطة بشكلها الحالي أي مطلقة اليدين في فعل ما تريد و التي يستبيح رأسها كل شيء في جسد الوطن و الشعب..من ملاحظة أداء بشار السياسي يمكن ملاحظة بصمات سياسة الأب بسهولة , فهو يستخدم ذات وسائل و أساليب الأب و هنا أيضا يمكن النقاش فيم إذا كان تغير الظروف المحيطة هو المسؤول عن تراجع قوة النظام أو ضعف أداء بشار و ضعف استخدامه لأساليب الأب..واضح أن الأب هو مصدر الإلهام الأول للرئيس الشاب و أن تراثه السياسي هو المثال الذي يضعه نصب عينيه , بما في ذلك القمع ضد المعارضة مثلا..بغض النظر عن كل هذا فإن النظام اليوم على ضعفه أصبح بعيدا عن مركز الصراع مع انتقال هذا المركز إلى إيران و احتمالات تغييره بضغط أو هجوم من الخارج أقل اليوم مما كانت عليه في الماضي..إن النظام مأزوم لكنه قادر على الاستمرار و لو أن كلفة هذا الاستمرار تصبح باهظة على الشعب السوري..يتضح من النموذج العراقي أن التغيير بواسطة الخارج أكثر من تغيير قاصر , إنه وهم , أنتج و سينتج وضعا مهزوما و مأزوما هو الآخر خاضعا للاحتلال و حلفائه الداخليين , الذين يمثلون قوى اجتماعية و طائفية و دينية و طبعا نخبوية تخلق وضعا ليس بأفضل حالا من الأنظمة التي تحل مكانها..إن خيار المعارضة الديمقراطية واضح لا لبس فيه..إنه خيار التغيير بيد الشعب و لصالح الشعب..تحدث الكثيرون عن حالة من المراوحة في مواجهة واقع فاسد تنحط خلاله البشرية عاجزة عن تغيير هذا الواقع..كان اليساري الفرنسي جاك كاماتييه ممن قال بهذا الاحتمال في مواجهة أزمة الرأسمالية مما يترك حفنة من المليارديرات و كبار المدراء و الجنرالات و الموظفين الحكوميين في مراكز العالم الرأسمالي تتحكم بمصير العالم العاجز عن استعادة مصيره من أيدي هذه الطغمة..إن هذا الانحطاط هو العائق الأول و الأهم في طريق التغيير الديمقراطي في سوريا اليوم..في ضوء أزماتنا الخاصة كجماهير , العامة و الخاصة , و التي يستثمرها النظام يمكن التأكيد أن انحطاط الإنسان هو وحده ضمانة استمرار سلطة فاسدة ديكتاتورية كالنظام السوري اليوم..هذا يتركنا كشعب كجماهير أمام خيارين لا ثالث لهما..فبغض النظر عن خيار استمرار النظام أو تغييره بيد الخارج الأمريكي الإسرائيلي اللذين يشكلان وجهين لعملة واحدة : النظام يجعل عملية تغييره مؤلمة و حتى مستحيلة ما أمكن أما إذا سقط النظام بيد أمريكا فإنه سيبقى علينا استعادة زمام المبادرة من الاحتلال استعادة حياتنا و حريتنا و وطننا بأكملها من سطوته..هذا يبقينا أمام خيارين فقط : إما الانحطاط و إما الحرية




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سبيل خطاب سياسي مختلف !!
- الأناركية* و التنظيم رسالة إلى اليسار
- الحرية التي نريد...
- الإنسان و الإله...
- 11 أيلول : هيروشيما أمريكي
- على طريق الحرية
- نظرة في صراع القوى و أزمة النهوض
- المقاومة , الأنظمة , و البشر......
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا تحليل لمجموعة 5 أ ...
- خارجون على السائد...
- بين حماة و نهر البارد.. العنف و العنف المضاد و الديمقراطية.. ...
- عن الجدل بين النظامين السوري و السعودي
- عن الحركات الإسلامية المعاصرة...
- من أجل يسار ديمقراطي...
- في مواجهة التدجين و ثقافة الخوف
- أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...
- عن أزمة البرجوازية اللبنانية و العربية
- الدين و السياسة أيضا
- حول الهوية الطبقية لليسار السوري


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - من الأب إلى الابن إلى أين ؟...