أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - ابراهيم البهرزي - العقائديون والغرام....وهكذا كما ترين يا حبيبتي, كل تراكم كمي يؤدي الى تحول نوعي!














المزيد.....

العقائديون والغرام....وهكذا كما ترين يا حبيبتي, كل تراكم كمي يؤدي الى تحول نوعي!


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 10:08
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


هل يؤدي الانغمار بالعمل السياسي مبكرا الى عمى عاطفي ؟
او بتعبير ادق : هل ان المحروم عاطفيا يندفع الى تعويض ذلك بالاهتمام السياسي والتنظيمي حد التطرف فيه؟
ام على العكس ,هل ينقذ الاشباع العاطفي المبكر بعض الافراد من لعنة الجمود العقائدي؟
هذه الاسئلة تحوم حول راسي كلما رايت سياسيا منفلت العقال ,واتساءل : يا ترى اكان هذا الرجل عاشقا ذات يوم؟ وكيف كانت رعايته العاطفية لحبيبته المسكينه, هذا ان لم تكن (رفيقته) او على شاكلته؟ لان الامر في الحالة الثانية سيكون مختلفا ,اذ من المحال ان يكون حبا ,بل كل خلوة بينهما ستكون اجتماعا حزبيا ,خصوصا ان كانت رفيقته المناضلة مثله قد وضعت قضية الجماهير فوق كل مشاعر وكانهما ما عادا من الجماهير..
قال لي صديق حميم :انه كان طليعيا جدا ,حيث انغمر في اتون السياسة وهو لم يزل في الخامسة عشر من عمره,فكانت كل قراءاته تنحصر في التنظيم والتربية الحزبية والنظرية السياسية ,وكل سماعه كان للاناشيد الثورية والاغاني الوطنية ,فلم يجد وقتا شاغرا للانشغال بالتفاهات,حيث انه كان يحسب كل ما هو خارج اطار ذلك العمل الجاد من التفاهات,حتى همس نداء الطبيعة الغامض يوما باذنيه ,وكانت كالعادة ,ابنة جيران ,صبية صغيرة تتطلع توا لفارس الاحلام ,وحيث انها كانت اول الامر منبهرة بكلامه المختلف عن كلام اقرانه وكلام الممثلين في التلفزيون,فقد كانت تصغي اليه وتصغي ,وتظل تصغي ...ورفيقنا المناضل يتحدث ويتحدث ويظل يتحدث عن التاريخ والبطولة والمجد وعن النضال ,وشيئا فشيئا حتى ضمها للعمل الحزبي مناضلة مثله ,وكان سعيدا بهذا الانجاز ,اما هي فكانت تامل ما تامله كل الفتيات البريئات في اول التجربة ,انسجام بيني ,فغرام عاصف ,ومن ثم النهاية الطبيعية في مؤسسة الزواج الحتمية ,غير ان رفيقنا العزيز كان كلما تطورت العلاقة ,يتطور هو ايضا ,ولكن باتجاه التعمق الفلسفي وشرح قوانين النظرية السياسية لرفيقته ,وكانت للصبية صديقات ممن يروين لها ما تتحدث به البنات عادة في خلواتهن عن عشاقهن ,فلا تكاد صبية تخلو من عاشق,ولا تكاد قصة غرام تخلو من بعض المتع العابرات ,الا قصة غرامها هي ....
وكان صبرها عليه يكاد ينفذ كلما كثرت احاديث صويحباتها عن تلك المتع ,وكلما تعمق صاحبنا بالدرس الفلسفي..
حتى ذات يوم ,تحت شجرة يوكالبتوس في حديقة عامة ,وكان صاحبنا قد توقف من حيث انتهى في لقائهما السابق ,عند شرح القانون الثالث من المادية الديالكتيكية ,وكانت رفيقتنا ساهمة تنظر في عينيه وهو منهمك بالحديث:
وهكذا كما ترين يا حبيبتي , فان التراكم الكمي يؤدي الى تحول نوعي..
ففاجئته صارخة بغضب :
ولكن هذا خطا يا رفيقي العزيز !
فانفجر عائطا كان عقربا قد لدغته :
كيف يكون الخطا ؟! هذا قانون,,اتريدين تحريف النظرية ؟اتصغين لاحد من التحريفيين؟
وظل يزمجر مرتعدا بهزة الغضب وهو يحاول اعادة تفسير قوانينه مرارا ,حتى امسكت طارف حنكه واقتربت من وجهه كثيراوهي يكز باسنانها:
الا تراكمك الكمي !..نعم الا تراكمك الكمي ..مضت خمس سنين وانت تراكم اللقاء تلو اللقاء تلو اللقاء ولم يحدث هذا التحول النوعي الذي تتحدث عنه اتريد ان اعلمك ما هو التغير النوعي ؟ خذ هذا الدرس..
وشعر لاول مرة في حياته بان شفتيه تذوبان تحت وهج رطب من اللحم الرقيق وان انفاسه تتسارع حرى وانه يغمى عليه...
لم ير الرفيق العزيز رفيقته بعد ذلك ,حتى يوم زفافها لاحد اصدقائه المشغولين بتلك التفاهات ,وكان الامر بالنسبة له صدمة قاتلة ,فهجر الكتاب والجدل الفلسفي والعمل السياسي,وكانت ذاكرته الشعورية كلها لم تزل وستبقى عالقة في تلك الثواني البهيجة التي ختمت بها مسيرته العاطفية ,والتي حاول كثيرا ان يستعيدها مع اخريات ولكن بلا جدوى ! لانه كان ما ان يلتقي صبية ومن الدقائق الاول لاغير ,يندفع بشفتيه اتجاه شفتيها كانه يحاول استعادة فردوس مضاع.....
ولكن هيهات ,فما من عاشقة تمنح شفتيها في اللقاء الاول ,بل تمنح صفعة ساخنة ردا على مثل هذا الاندفاع العاجل ..
صفغ صاحبنا كثيرا وصفع وصفع حتى ساءت سمعته بين النساء كما ساءت من قبل سمعته بين رفاقه الذين حسبوا -وحسب اجتهادهم -انه ما كان ليجد ويجتهد في العمل النظري والتنظيمي الا من اجل غايته الدونية تلك .....صيد النساء!
فصار حاله حال الغراب الذي اراد ان يصبح طاووسا فصار يمشي كالطواويس,قضحكت منه الغربان والطواويس معا ,فلا غرابا ظل ولا طاووسا صار
فاشفقت لحال صديقي الحميم وهوالذي لم ينل احدى الحسنيين:
عاشقا فحلا
او سياسيا مخصيا...






#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس لا يلعب النرد....الطبقة العاملة العراقية راس الرمح لمو ...
- قصائد
- ابشري يا بلاد الفرنجة ..لقد ارسلنا لك فاتحين لا مهاجرين
- العراقيون والرحيل المبكر....حكاية غرام
- اسمك الفرد...لا قبله ولا بعده
- عن الكتابة ايضا ...مشاعية الكتابة غاية الحضارة والتمدن
- القراء الاصحاء هم عماد الثقافة ..لا المرضى من كتبتها
- يوم القارعة....امريكا ماذا فعلت بنفسك؟
- دعوة لتجمع وطني عراقي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومقاومة الت ...
- دموعها في خريف النظر
- الاحتماء بالجنون....المجنون السياسي محكوما-3
- الاحتماء بالجنون...المجنون السياسي حاكما-2
- الاحتماء بالجنون..التداول السلمي للجنون بين الحاكم والمحكوم- ...
- TRY ME!
- اسرق واقتل واهرب الى امريكا!
- حين تقف الوثيقة ..بين الحرية والحقيقة
- لقد بقيت وحيدا ايها الذئب العجوز1
- اية اغنية ستحط على راسك لحظة الموت؟
- الاحتلال وتهديم النظام الاداري للدولة العراقية..تجربة شخصية
- توضيحات لاسئلة مضمرة واخرى معلنة ..عن السياسة واليسار والشعر


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - ابراهيم البهرزي - العقائديون والغرام....وهكذا كما ترين يا حبيبتي, كل تراكم كمي يؤدي الى تحول نوعي!