أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم البهرزي - الاحتماء بالجنون....المجنون السياسي محكوما-3















المزيد.....

الاحتماء بالجنون....المجنون السياسي محكوما-3


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2033 - 2007 / 9 / 9 - 10:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


...وطل صباح اخر,وكنت مشفقا على (صابر)هذا فانتحيت به جانبا وقلت له:يا ابن اخي والله لقد مزقت قلبي امضيت الليل كله ساعة تهتف وتدبك وساعة تلطم وتندب وساعة تنام ,ارحم نفسك وحدثني شيئا عن احوالك,فتنهد وقال :
OK يا اخا العرب!
فقلت لنفسي ها قد بدات الطرطرة من اول الحديث..
قال (صابر):كنت في اول امري احس بصوت في داخلي يكاد يشق صدري,فشكيت الامر لعارفين,فقالوا انها دودة الشعر اللعينة ,فقلت :ما العمل؟,قالوا تذهب الى (صرير بن بعير) يعلمك الصنعة علك تتنقنها وتكون فخرا لقبيلتنا تمدحها وتعلي من شانها ,فعفطت في سري وقلت اظلت قبيلة بعد تستحق المديح؟ والله ان تعلمت الصنعة لاهجون كل قبيلة على وجه المعمورة ..
هكذا كنت يا عم ناقما منذ نعومة اظفاري متمردا على الواقع الفاسد والسلاطين والدول,غير ان (صرير بن بعير )هذا دلني اول ما دلني على شرب (القرقف) وهو سائل مفعوله دون الحشيشة وفوق السيجارة,بعد ان اخبرني ان في كل قنينة (قرقف)شيطان للشعر حتى شربت من قناني (القرقف) ما اساح عقلي ياعم ولم اجد للشعر سبيلا,ثم التحقت بمضارب بني (حمرة )وهم قوم ينتبذون مكانا قصيا لا يعجبهم العجب فوافق ذلك هوى في نفسي ,وصرت اجالسهم وهم يثرثرون فكانت القبائل تنهب الحكم وكنا نجلس لنثرثر لاهم لنا الا تدبيج الاساطير عن الماضي الكسير ,حتى بلغ السلطان يوما ,او هكذا قيل ,ان لبني (حمرة)عيون في رهط الجند ,فشد عليهم النطاق ففر اكابرهم الى ديار الروم ,وظللت اتنقل والصغار الحائرين من حي لحي في البلدة حتى امسكني جند السلطان ومضوا بي لدهاليز سود ,فعلوا بي ما فعلوا يا عم ,حتى صار الواحد من بني (حمرة )موقع تدريب للملاكمين ,فكان كل عابر سبيل يمر يسال :ممن القوم ؟فان قيل من بني (حمرة)يوسعوه صفعا ,فقلت لاخي الشرطي الذي يدور بي بين المصافع :يا اخا الوطن لم يصفعني هؤلاء القوم وانا لا اعرف احدا منهم ,فقال الاخ الشرطي بغضب :هذا لانكم قد جعلتم من انفسكم بني (مصفعة )لكثرة مفاخرتكم باحتمال الصفع والصبر عليه..
فصار يا عم كلما توجس السلطان شرا من بني (حمرة) الذين لا شرلهم او من اي كائن يكون كنت ادعى للصفع ,حتى صرت بحكم العادة اذهب من تلقاء نفسي لاصفع متى ما توجست غضبا من السلطان على احد حتى وان كان غاضبا على واحدة من جواريه,لكن الحق يا عمي انني قد مللت الصفع حين بلغت من العمر شيئا مرذولا ,حتى جاء اليوم الذي استدعيت فيه لدار الصفع فعلقت على صدري وعلى قفاي صورتين كبيرتين للسلطان كنت قد اطرتهما وزججتهما لهذا الغرض لاتمترس فيهما من الصافعين وهكذا كان ديدني حيث ذهبت فقيل عني مهلوس العقل فقلت ذلك اهون من ان اكون مصفوع القفا ,حتى اني ذات يوم كنت جالسا لوحدي في الحانة كالعادة فابصرت غلاما ينظر لي شزرا فهتفت باعلى صوتي بحياة السلطان فهرب الغلام وصار هذا شاني مع كل من ينظر لي شزرا فامنت الناس والصفع عهدا طويلا كان يقال فيه عني :معاذ الله تكفوا شر المجنون السياسي ,ومذاك العهد صار لهذه الكلمة موقعا في قاموس الشعوب,وكنت لا اهتف في النوم فقلت لنفسي هب ان واحدا من عيون السلطان يترصدك في المنام وهب انك حلمت بما يغضب السلطان؟ فروضت نفسي على النوم ساعة والاستيقاظ ساعة للدبك والهتاف وصار هذا حالي الذي ترى..
غير ان العرق دساس ياعم ,فحين تكالبت الروم على سلطاننا قلت ان امره زائل لا محال فلاهتبل هذه المرة فرصة اضاعها قبلي فرسان بني (حمرة)وحين كان صليل السيوف يصدح في اطراف الولاية كنت اختلي بنفسي وانا اعد مراسيم تشكيل الحكومة فكنت اختار من حفدة بني (حمرة)من اثق به لتولي شؤون الامر وحين اكملت تشكيلة الحكومة رحت اوزع اسماء حكومتي على عامة الشعب ,وحيث ان الاجواء كانت ساخنة وكانت عيون السلطان كثيرة التحديق فقد ذهب قوم الى امراتي ,قوم ممن منحتهم الثقة لمنصب الوزارة ,ذهبوا اليها وهم يتعايطون :لقد كسر الرجل رقابنا !
واقنعوها ان تاخذ لكبير الشرط سيرة جنونية لي وتخبره بامري لاجل ان لا يؤخذ عن جد اسماء الوزراء فيقطعوا اربا ,وحسنا فعل كبير الشرط ان ضحك من الامر فقط ,وهذا كان نادر الحدوث..
وكنت ابدل كثيرا في المناصب حيثما اجد خلافا مع احد المرشحين ,فكنت قد رشحت شعرورا يدعى (ابراهيم البهرزي )لمنصب وزير الثقافة ثم ما ان فاجئني بانه لن يغني للفرنجة ان دخلوا فاتحين حتى شطبت على اسمه وقلت انتم معشر المثقفين الخوافين لا يصلح الواحد منكم لغير (القرقف)وكثير عليكم حانة لا حكومة .ونكاية بهم استوزرت لحقيبة الثقافة بائع (طرشي)من معارفنا لاحقرنهم الى يوم الدين ,ولكن ما يؤسفني ان حكومتي لم تر النور ولم يصبح بائع الطرشي وزيرا للثقافة ,بل اصبح ديدان الخل وزراء لها.
قلت عرفنا سرهتافك فما سر اللطم هذاالذي ياخذك حين غرة؟
ضحك كثيرا وبكى وقال :ياعم انا حين راينا الدنيا كاسفة عن بني (حمرة)قلنا لنلحق بالاعلون واولي الامر مادام الامر في اوله فملنا الى بني (سودة)فتعينت لقدرة عندي على النعي وال(تعداد) تعلمتها من الجدة الحزينة رحمها الله نا طقا رسميا للحكومة فكان علي ان انسى ايام الدبك والهتاف لاعتاد على اللطم والندب غير ان الاشتباك بين الحالين كان متينا وكان الفصل بينهما صعبا كما ترى فطردت من الجميع .
فعرفت بان الولد لا رجاء من عقله بعد .فقلت يا بني ارحم نفسك
قال :لاخران على حيثية نفسي ,ايخرج الواحد منا من حلبة دباك رقاص ليدخل في دارة لطام عواص وتقول لي ارحم نفسك وصار يلطم على نفسه وهو يردد:
لاخران على نفسي لاخران على نفسي لاخران على نفسي خراءا عجيبا
فادركت ان لا عيشة للولد بعد مع قومه فقد يدخله جنونه هذا معهم في ما لا تحمد عقباه ,وحيث انه لا يدرك من حاله شيئا فقد ناديت على ابيه وقلت له:
خذ بيديه الى بلد يرحمه ذي سلطان لا يرجمه..
قال الوالد المكلوم :لقد اقفلت يا ابن العم بوجوهنا كل البلدان
فقلت الى اين اذن تسير به؟
قال :عودا الى بلد المحبوب
فانتابتني تلك السوداء وانا انظر لبطر هذا الوالد فامسكت بخناقه واشرت الى تل عال وقلت له :او تبصر تلك الربوة ؟
قال:اجل
قلت :اعالية هي ؟
قال :بل عالية جدا!
قلت :فخذ الولد الى اعلاها والكزه من الخلف ليهوي من اعلى الرابية شهيدا ولا ترجعه الى البلد المخروب
قال :اتعني بلد المحبوب؟
فانتبه الولد لجدالنا وقال كما ابتدا حديثه معي بطرطرة ,كلمة هي من الطرطرة المستحدثة ,حيث رمق اباه شزرا وقال:
خوش تنكه!



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتماء بالجنون...المجنون السياسي حاكما-2
- الاحتماء بالجنون..التداول السلمي للجنون بين الحاكم والمحكوم- ...
- TRY ME!
- اسرق واقتل واهرب الى امريكا!
- حين تقف الوثيقة ..بين الحرية والحقيقة
- لقد بقيت وحيدا ايها الذئب العجوز1
- اية اغنية ستحط على راسك لحظة الموت؟
- الاحتلال وتهديم النظام الاداري للدولة العراقية..تجربة شخصية
- توضيحات لاسئلة مضمرة واخرى معلنة ..عن السياسة واليسار والشعر
- الكفر بالانتماء...اذا كان السودانيون الاكثر وفاء ا قد فعلوها ...
- ايها الشعب القتيل ,ماذا ستخسر بعد؟فاما عصيان مدني شامل ,او ث ...
- بلاد الحميرالوديعة..................الحمار والاضطهاد الانسان ...
- للعبرة والذكرى والتامل.............جورج حاوي وابراهيم نقد... ...
- INTERNET NAGARI!! يابو الحسن ياباب كل محتاج........جانه الفر ...
- علي السوداني مجرم خطير اول من استخدم الفلافل في انتاج المتفج ...
- (مجرشة الكرخي)...ملحمة شعبية عن مظلومية المراة العراقية لا ت ...
- من مهازل العراق الجديد........2-الحكومة التي علمت الشياطين ك ...
- في مهب النسيان
- ليس ردا على احد...الحزب الشيوعي العراقي لم يعد ممثلا لقوى ال ...
- الفاطميات الاخيرة....ثلاث قصائد


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم البهرزي - الاحتماء بالجنون....المجنون السياسي محكوما-3