أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم البهرزي - الاحتماء بالجنون...المجنون السياسي حاكما-2














المزيد.....

الاحتماء بالجنون...المجنون السياسي حاكما-2


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 06:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حدثني جهلول بن عارف عن بليد بن حماقة ان قومامن بلدة غرب فارس تدعى (طينة سودة)قد نزلوا عنده وكان معهم رجل ينام قليلا ثم يصحو وهو يقفز كالسعدان هاتفا :يعيش يعيش يعيش,فانتظرت الصباح واختليت باكبرهم سنا متسائلا عن علة الرجل,فاجابني بعد ان تنهد بان هذا الفتى واسمه (صابر)هو ابن له,كان في صباه شديد الذكاء رزين العقل حتى قيض الله له فتية سوءمن بلدتنا فصاروا يختلفون الى غار باقصى المدينة يسمى (مقر الحزب),فقلت له هذه اشياء لا عهد لنا بها ,فقال والله اذن انتم القوم الفالحون!,واستدرك قائلا ان مقر الحزب هذا مجلس يعقدونه لتداول ما يستجد من (جنونات )سلا طيننا ,قلت عجبا اتولون مجنونا سلطان عليكم؟قال الرجل :هي سنة عندنا فما ان يستخلف علينا سلطان حتى يجن ويرينا من افاعيل الجنون ما يذهب عقول شيبنا قبل شباننا,ولو علمت فان ولدي هذا هو اعقل اخوته,قلت اعانك الله على ما ابتليت به,قال وازيدك من الشعر بيتا ,فانا كنت في صباي من المجانين,وقد قضيت ردحا من الوقت اطوف مقاهي البلدة واقول شعرا لا تفهمه الا التيوس,فقلت امجنون وشاعر؟,اعان الله اهلك عليك!,ثم استدركت وقد استنكر دهشتي : ايها الرجل يبدو ان الامر عندكم شرعة ومنهاجا فلو حدثتني اولا عن جنون سلاطينكم ,واعقبته بجنون القوم عندكم ليسهل علي الفهم ,فقال وهو يتلفت يمنة ويسرة:
انظر يارعاك الله ,ان السلطان فينا ياتي في مبتدا امره بحديث طيب يدعى (البيان رقم 1)وفيه يسرد مفاسد من سبقه من سلاطين ,ومقلصده هو وبطانته الواقفين خلفه كالشياطين في اصلاح امر البلدة حتى ليظن العبد منا ان هذا السلطان اخذ بيديه حتما الى جنة رضوان,وريثما يذبح اسلافه وياتي ببلداء القوم واجلافهم الى الدست لتبدا القتول والمساخر ,واعلم يارعاك الله ان لنا تحت ارضنا ماءا اسود يتدافع الفرنجة عليه بالمناكب ويكيلون لاجله المال على سلاطيننا ,فلا يزدادوا الا شراسة علينا وحماقة على احوالهم,ولانهم ممن لا عهد لهم بالنعمة فانهم يفسقون بالمال فسوقا عظيما فتنتابهم مخافة فقدان هذا النعيم مخافة فيكدسون السلاح ويجيشون اراذل القوم ,صنف للمديح وصنف لتقصي اخبار العامة وصنف لحفلات الجنون الجماعي التي نخرج فيها سلاطين وعبيدا وبايدينا المزاهر والدفوف او سلاسل اللطم في الكفوف ونحن لا نعلم لهذا العيد او الغم نفعا ولا ضرا الا انها ايام الجنون الشعبية العظمى ,وسلاطيننا يارعاك الله يفرخون على شاكلاتهم بالالاف فلا هم يفنون ولا هم يستحدثون من العدم,وهم يتفننون في كتم الانفاس ويقتادون الناس على الشبهات لمدافن اهل الخير المفتوحة مذ قيل بلى,ومن اعظم قسمات الجنون لديهم قسمات التقوى ,فهم بين قتل وقتل يتلون من كتاب الله ما يشاؤون ينصبون مجرورا ويجرون فاعلا,والمشايخ من حواليهم يخشعون,فيجننوننا رغم متانة عقولنا فنرد لهم الجنون بجنون فكان عهدنا معهم مذ تسلطنوا واستعبدنا جنون ممسك بتلابيب جنون,فكنت ترى الشيخ الجليل يهز الاوراك لاجناح عليه ,وترى الفيلسوف قردا يكشف عن اليتيه دون وجل والشاعر حمارا ينهق وسط الجلبة والتصفيق وترى حاشية السلطان من الصم العمي الذين يقهقهون ..
ومن جنوناتهم علينا انهم يجعلون للايام اسماء غير اسماء الله فيوم للفتح المبين ويوم للطم المتين ويوم للايام وعشرة ايام للايتام فلا تعرف ايام السعد من ايام الاحزان الا ان تيصر وجه السلطان اباك هو ام حزنان ,ولهم في ايام الحرب وفي ايام السلم تفانين,فاذا كان الصبح سلام وسكينة فان الظهر يجيء بحرب وضغينة ,والليل به يمتزجان ,فلا تدري نفس في ميدان هي ام في حان .
وكانت حاشية السلطان تبدل كالنعل بابواب المسجد,فالمتلوف يهان والنعل شديد اللمعان يصان ويحمل تحت الاباط لمقاعد البرلمان ,ولا عجب ياابن العم انك في الليل تسمع اهات قحاب ورجيع قيان اما في الفجر وحتى العشية فلاشيء سوى دروشة واذان ,كل يوم هم في شان ,فان ةاحتاجوا الله بكوا وان احتاجوا العبد ضحكوا ولا تعرف ساعة نحس من ساعة شؤم عندهم فالاوقات تقلب كالخصيان ,ونحن نحدق فيهم ياابن العم كما الاغنام تحدق في مرح الرعيان ,وتمر علينا الايام كوقع الحذيان..وبكى الرجل فقلت كفى ياابن العم كفى ,سلاطينكم التحف العظمى بل درر الدهر الاثول,ولاشك بان الله سلطهم عليكم لذنوب فيكم
صاح: اجل ياابن العم فما نحن سوى ملة سوء يختلط الانسان بها والشيطان
قلت :عرفنا عن جن السلطان فماذا عن جن عبيد السلطان ؟
وكان الليل اتى ثانية ..قال غدا هذا (صابر )سيحكي لك قصة عبد من (طينة سودة )جننه السلطان وزمان السلطان وحاشية السلطان..
وكان (صابر)قد استيقظ توا ليهتف ..ومن ثم ينام !



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتماء بالجنون..التداول السلمي للجنون بين الحاكم والمحكوم- ...
- TRY ME!
- اسرق واقتل واهرب الى امريكا!
- حين تقف الوثيقة ..بين الحرية والحقيقة
- لقد بقيت وحيدا ايها الذئب العجوز1
- اية اغنية ستحط على راسك لحظة الموت؟
- الاحتلال وتهديم النظام الاداري للدولة العراقية..تجربة شخصية
- توضيحات لاسئلة مضمرة واخرى معلنة ..عن السياسة واليسار والشعر
- الكفر بالانتماء...اذا كان السودانيون الاكثر وفاء ا قد فعلوها ...
- ايها الشعب القتيل ,ماذا ستخسر بعد؟فاما عصيان مدني شامل ,او ث ...
- بلاد الحميرالوديعة..................الحمار والاضطهاد الانسان ...
- للعبرة والذكرى والتامل.............جورج حاوي وابراهيم نقد... ...
- INTERNET NAGARI!! يابو الحسن ياباب كل محتاج........جانه الفر ...
- علي السوداني مجرم خطير اول من استخدم الفلافل في انتاج المتفج ...
- (مجرشة الكرخي)...ملحمة شعبية عن مظلومية المراة العراقية لا ت ...
- من مهازل العراق الجديد........2-الحكومة التي علمت الشياطين ك ...
- في مهب النسيان
- ليس ردا على احد...الحزب الشيوعي العراقي لم يعد ممثلا لقوى ال ...
- الفاطميات الاخيرة....ثلاث قصائد
- قطعة الجبن المليئة بالثقوب......مذكرات قيادات الحزب الشيوعي ...


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم البهرزي - الاحتماء بالجنون...المجنون السياسي حاكما-2