أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم البهرزي - القراء الاصحاء هم عماد الثقافة ..لا المرضى من كتبتها















المزيد.....

القراء الاصحاء هم عماد الثقافة ..لا المرضى من كتبتها


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 11:48
المحور: الصحافة والاعلام
    


القاريء المثقف هو مركز العملية الثقافية وسر عافيتها وديمومتها ولا يقل دوره ابدا عن دور الكاتب ,بل ان لبعض القراء المثقفين دور ارقى كثيرا من ادوار الكثير من الكتاب الذين تقولبهم الحرفة فيصبحوا علامة مرور مؤتمتة لا تجيد غير الاشارات الثلاث المعروفة ..
مشكلة العملية الثقافية انها تغيب هذا العنصر الفاعل عن الصورة ,فالكاتب وحده ,كسدت بضاعته ام راجت ,هو الوحيد الذي يغطي كامل المشهد ,وليس في الامر حيلة لتصحيح المعادلة فالثقافة بالنتيجة هي عرض اولا ولا يتاح هذا الامتياز الا لمن يكتب ,والقاريء مهما بلغت نباهته يعتبر نفسه متلق لا اكثر يتامل البضاعة وينتقي منهاما يلائمه دون التفكير في طرح بضاعة اجود هو يمتلكها فعلا لكنه لا يفكر جديا في دخول السوق كما يحدث للكثير منا حين يدخل مطعما ,وحين يتناول الطعام يقول في سره :ان طعام ام فلان (يقصد زوجته او عشيقته )افضل ! غير انه لا ياتي بام فلان ويفتح معها مطعما منافسا جوار هذا المطعم سيء الطبخ ..
لا تجد القاريء المثقف الا في الحياة العامة ,وهي ليست الحياة الثقافية التي يتجمع فيها شغيلة الكتابة مثل مستعمرات الذباب ,بل الحياة المنفتحة على كل افاق العيش ,هنالك حيث الاهتمات متنوعة وليست بمركزية اهتمامات المثقفين ,وحين يكون مفهوم العمل الحقيقي متواجدا بجماله العاري مانحا الحياة عافيتها المتدفقة ,وليس مفهوم الكسل بقبحه المتستر بغطاء راس او ربطة عنق نشاز او معطف صيفي او غير ذلك من ازياء التنكر التي يتمترس خلفها او يداهن بها شغيلة الثقافة البؤساء ..
لا يعرف المثقفون الاختصاصيون (اذا سمحت لنا تقاليد المهنة الطبية ان نستعير منها هذه التسمية مؤقتا)مكان القاريء المثقف لانهم ببساطة لا يمكن لهم ان يتواجدوا في ذلك المكان ,كما ان كرامة القاريء المثقف( وهي ابيةليست مسترخصة ككرامات الكتبة ) لا يمكن لها ان تتطفل على الغيتو او المحفل السراني الذي يتداول فيه الكتبة منفردين اسرار الحكمة المهنية ولكل ذلك يظل الطرفين كل في واد..
السؤال الذي يحوم كطائر الهامة على كل هذا الكلام هو:
طالما انك تتحدث عن قاريء مثقف ذي دربة بشؤون الحياة وشجونها ودراية بالثقافة ودرابينها ,فلم لا يتحول هذا القاريء الى كاتب ويكون في مركز الرؤية من صنعة الثقافة ؟
سؤال وجيه وقد طرحته على قراء يمتلكون من غزارة المعلومة وجلاء الرؤيا الفكري وجمال الاسلوب في عرض الفكرة وامتيازات ثقافية اخرى كثيرة مما يفتقر اليها الكثير ممن يمارسون الكتابة ممن عرفت ,فكانت الاجابة تنحصر تقريبا في ثلاث:
1- الحياة تشغلنا ولا وقت لدينا
2-انها ليست مهنتنا
3-لا نمتلك العلاقات اللازمة للاتصال والتوصيل
الاجابة الثالثة لم تعد مبررة مع انكشاف وسائل الاتصال الحديثة للجميع واتاحة امكانية الاسهام دونما حاجة لذلك السبيل المقبور ,سبيل التعارف والمجاملات ودفع اكلاف الاطعمة والاشربة والرياء للسلطان الثقافي الذي يصنع من الاطرم شاعرا ومن الاثول ناقدا ومن الاحمق مفكرا ستراتيجيا!
اذن تنحصر الاجابة في عاملين مانعين هما الوقت والاعتبار المهني ,فلو قلبنا الصورة لوجدنا ان الكتابة هي ما يشغل وقت الكاتب وبذلك فهي مهنته,ولو تصارحنا مع عقولنا لفكرنا بان الكتابة هي مهنة من لا يجيدون مهنة ,ولذلك فهم يشغلون اوقاتهم بها بغية الوصول لما تمنحه اية مهنة اخرى من مردود مالي ومعنوي ..
ما يطرحه القاريء الذكي يصح على الكثير من مزاولي مهنة الكتابة ,نعم انها مهنة من لا يجيدون سواها ,ولكن الجزءالادهى من الاجابة التي يعرفها القاريء الذكي ولا يفصح عنها لخجله الذي لا نمتلك نحن منه شيئا ونقول ما نفكر به, هو ان بعض هؤلاء الكتبة يمتهنون الكتابة لانهم لا يجيدون امتهان اي شيء بما في ذلك الكتابة!
تصل لبريدي الالكتروني تعليقات وتصويبات واستفهامات مدهشة بنباهتها ودقتها وسعة اطلاعها وافقها من اسماء لم تمارس فعل الكتابة (المعلنة على الاقل )فاتساءل في سري ترى لم لا يكتب هولاء المتابعون الاذكياء افكارهم هذه التي تفوق جودة وجدة الكثير مما اقراء مكتوبا من قبل سواي ومن قبلي ايضا؟!
هل انهم يحترمون انفسهم اكثر من بعضنا فلا يفرضوا على الاخرين بضاعة لا يعتقدوا انها تفيد المتسوقين شيئا ؟
ام ان البعض منا ,وبالطبع منهم كاتب هذه السطور ,يطرح بضاعته هكذا خردة فروش SUMP LUMومن شاء منكم فليشتري ومن شاء فليدوس!
ينطوي الكثير من الكتاب (وفي هذه النقطة لا احشر معهم كاتب السطور انصافا)على علاقات مقفلة شديدة الاحكام لا تخرج مطلقا عن اطار اهل المهنة فهم اشبه بلاعبي القمار الذين ينحشرون في زوايا المقاهي متكتمين على احوالهم ,وهم يحسبون ان الجميع يتطلع لمعرفة اسرار شؤونهم ,ولكن في الحقيقة فان الجميع يتطلع فعلا لمعرفة ساعة الخصومة والتشاتم لغرض السخرية والتمتع بالجديد من نابي الالفاظ ,اجل انها علاقات فاسدة الغرض منها ترويج بعضهم لوهم بعض بالفوز وهم يكذب بعضهم على البعض مفاخرا بكذبه ومن يطلع على امرهم يجد ان اسوا الخلق واحقرالسلوك واقل الادب هو ما تجده في سلوك اهل الادب ..
انهم في الحق من الذين لو اطلعت على امرهم لوليت منهم فرارا..
على العكس من ذاك ما تجده من تعامل صادق وصراحة شفيفة لدى القاريء المثقف الذي لا يمتهن الكتابة ولا يمارسها ,فليس لدى هؤلاء من مصالح متبادلة لينافقك من اجلها وليسوا هم من اهل الكار الذين يتحاسدون ويبلغ منهم التحاسد مبلغ الوشايات القاتلة (وعندي من العلم بهذا الشيء الموثق ما لا اريد ان افضح به احدا الان)وهم فوق كل ذاك اوسع ثقافة من كتاب لا يعرفون من الثقافة الا الاطلاع العابر على اسماء الاعلام وتدوين العبارات الشهيرة لهؤلاء لملا فراغات المكتوب والتملق لبعض بفضفاض الوصف والتقريظ..
ساروي طرفة بطلها واحد ممن حاولوا الشعر كثيرا وتحايلوا عليه حتى اسعفهم اللجوء الانساني الى بلد تتاح فيه من راحة البال والعطالة فسحا للمزيد من الادعاءات مما يلفت الانظار حتى وان كان لسخافته ,المهم ان انظارا قد التفتت..
قال يوما لي ما اجمل ما كتبت في المجلة الفلانية !
قلت وانا متاكد انه لم يقرا ذاك بل عرف عن الامر بالسماع فحسب:ولكنني ياخي ندمت لنشرها اذ اكتشفت بعد النشر مدى تفاهتها!
قال :كيف تقول ذلك انه نص خطير ..
اردت ان اعرف ما الجرم الذي ارتكتبته قصيدتي لتوصم بالخطورة فقلت :اما ترى المقطع الاول سخيفا؟
وحين بدا يفر براسه ليبحث عن اجابة منقذة عن نص لم يقراه طابت لي اللعبة فقلت:ذلك المقطع الذي يتحدث عن الضفادع وهي تاكل الباذنجان!
وحين راني جاد الملامح قال :انها صورة سريالية رائعة وقداعجبتني كثيرا..
قلت مباغتا :ولكن لا علاقة لها بالمقطع الثاني الذي يتحدث عن الفيل الاعور وهو يقود الدراجة الهوائية في السوق الشعبي
بدا المسكين ذاهلا وهو يتفرس في جدية ملامحي وصار يتحدث بالعموميات :الرمزية رائعة في الشعر خصوصا ونحن نعيش في ظل دكتاتورية قاسية يااخي انك لن تستطيع هجائهم بغير هذه الطريقة .
وحين غادرته غير مودع كان لا يزال يتحدث عن الطغاة ويسب حكومة ما ذكرتها في قصيدتي ولا ذكرت ضفدعا ولا فرخ فيل حتى ..
في الحين الذي يتعب القاريء الذكي عقله من اجل ان يكون حكمه عادلا في ما يقرا لك فيسفهه ان كان سفيها ويقدره ان كان يستاهل التقدير ولا يطلق حكما عن كراهية شخصية او غضب اوحسد لان لا مصلحة له غير ان يكون صادقا في الحكم على ما يقرا دونما عقد او حساسيات المبتلين بالكتابة ودين ابو الكتابة...
يبقى القاريء الذكي هو المعول عليه الوحيد لقيمة ما نكتب اما راي الكاتب مثلك ..فيبقى رايا لاجل الكتابة لاغير!



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم القارعة....امريكا ماذا فعلت بنفسك؟
- دعوة لتجمع وطني عراقي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومقاومة الت ...
- دموعها في خريف النظر
- الاحتماء بالجنون....المجنون السياسي محكوما-3
- الاحتماء بالجنون...المجنون السياسي حاكما-2
- الاحتماء بالجنون..التداول السلمي للجنون بين الحاكم والمحكوم- ...
- TRY ME!
- اسرق واقتل واهرب الى امريكا!
- حين تقف الوثيقة ..بين الحرية والحقيقة
- لقد بقيت وحيدا ايها الذئب العجوز1
- اية اغنية ستحط على راسك لحظة الموت؟
- الاحتلال وتهديم النظام الاداري للدولة العراقية..تجربة شخصية
- توضيحات لاسئلة مضمرة واخرى معلنة ..عن السياسة واليسار والشعر
- الكفر بالانتماء...اذا كان السودانيون الاكثر وفاء ا قد فعلوها ...
- ايها الشعب القتيل ,ماذا ستخسر بعد؟فاما عصيان مدني شامل ,او ث ...
- بلاد الحميرالوديعة..................الحمار والاضطهاد الانسان ...
- للعبرة والذكرى والتامل.............جورج حاوي وابراهيم نقد... ...
- INTERNET NAGARI!! يابو الحسن ياباب كل محتاج........جانه الفر ...
- علي السوداني مجرم خطير اول من استخدم الفلافل في انتاج المتفج ...
- (مجرشة الكرخي)...ملحمة شعبية عن مظلومية المراة العراقية لا ت ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم البهرزي - القراء الاصحاء هم عماد الثقافة ..لا المرضى من كتبتها