أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - اسمك الفرد...لا قبله ولا بعده















المزيد.....

اسمك الفرد...لا قبله ولا بعده


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 11:57
المحور: كتابات ساخرة
    


اسم شيء ما هو اصطلاح رمزي غايته التمييز ,فان ناداني احد يا ابراهيم عرفت انه يعنيني وليس يعني اخي اسماعيل ,فارد انا طبعا على النداء,وليس اسم الفرد من اختياره الشخصي ,بل يولد الواحد منا فيجد من يناديه باسم معين فيعرف ان هذا قدره,ونادرا ما نجد من يسعى لتغيير قدره المسمى, الا بعد ان يكون اباءه قد جنوا عليه ليس بالولادة فحسب ,بل بالتسمية ايضا ,وقد تكون الجناية مركبة ,اي ان اجداده ايضا قد جنوا على ابيه باسم منفر فيسقط الامر في يده حينئذ ويرضخ لحكمة هوية الاحوال المدنية ,بل قد يسمي ابنه ,انتقاما,باسم والده الكريم ,وقد سمعت ان رجلا اسمه حسن عنجر قد بدل اسمه الى علي فصار يدعى علي عنجر ,اي ان عنجرا قد بقي عنجرا!ومما عشته بنفسي ان صديقا لي واسمه عبد الزهرة دويج قد غير اسمه الى زهير وحين قلت له يا اخي عبد الزهرة وهل ستغير دويج الى دريد مثلا ؟!انفعل كثيرا وعلمت ان سبب انفعاله الاساس كما اخبرني هو انه
قد صرف الشيء الفلاني لتبديل اسمه واتي انا صديقه الحميم لارجعه القهقرى الى المربع الاول كما يقول السادة المسؤولون؟!
وكان علي يوما بحكم وظيفتي ان اوقع على بيانات الولادة للمواليد الجدد فكنت ارى العجب من بعض الاسماء وكنت امتنع احيانا عن التوقيع على بعضهاواستدعي ولي امر الوليد وكنت ادخل في مشادات معهم حول مدى الاذى الذي سيلحق بهؤلاء جراء اسماءهم ,حتى اشتكى نفر منهم علي عند مراجع اعلى ,فقلت لنفسي :وما عليك ؟!ابناءهم وهم احرار باسماءهم فليسمي كل منهم ابنه (حجرا)عسى تتساقط هذه البلاد حجرا على حجر !
وقد تتشلبه اسماء الناس المفردة بل والثنائية وحتى الثلاثية والرباعية بسبب عادات غريبة توجب على فلان ان يكون ابا فلان وتستمر السلسلة الاسمية فلا يغدو اسم الفرد هوية شخصية بل اشاعة عامة ,مثل اسمي الذي لو ناديت به ثلاثيا في ملعب لكرة القدم لاستدار لك نصف من في الملعب مجيبا بسذاجة الطريقة المعهودة:هااااااااااا!!!
ولتفادي ذلك صار من المعقول ان يضيف البعض لقبا لاسمه لتفادي الالتباس ثم صار هذا اللقب يضاف لاسباب غير رفع الالتباس منها ماهو اعتزازا بعشيرة او مدينة اومهنة ثم تطور الامر ليكون المضاف من الاعاجيب فصار طبيعيا ان تقرا اسماء مثل :جواد المدهش او جاسم القفاص او ابراهيم النكري(وهو ليس ابراهيم البهرزي بل شاعر اخر معروف ذو مركز مهم في الدولة)
ويميز الواحد منا من الاسم بين الذكر والانثى فيسترطب (مثلي مثلا )حين يجد في قائمة ايفاد اسمه مجاورا لاسم صبية اسمها كفاح ليفاجا عند صعود الحافلة بكتلة من الهندسة البشرية العكسية تجلس جوار مقعده ,,ذكرا اسمه كفاح..
او كما دخل شخص لغرفتنا في الدائرة التي تضم ثلاثة زملاء وزميلة واحدة يسال :رجاءا من منكم الانسة زهرة؟
وحين اجيبه :تفضل اخي ,انا الانسة زهرة !فيزعل الرجل متهما اياي بالسخرية منه لان اسم زهرة هو اسم فتاة !فماذا اجيبه وماذا افعل؟؟
انتهينا من الاسم وما يليه لندخل في معمعة ما قبل الاسم ..
من المنطقي ان تنادى باسم :المحامي فلان ,اذا كنت محاميا فعلا,او الصيدلاني فلان ان كنت كذلك فعلا,وهو مما يوجبه استحقاق المهنة لك ,ولكن بسوى ذلك ,ماهي الصفة التي تفضلها سابقة لاسمك ؟
قبل بضعة ايام اردت استخراج هوية فسالني موظف الهويات السؤال التقليدي :المهنة؟
فقلت:فيلسوف_فنظر لي مبتسما :تمزح اليس كذلك ؟!
قلت لا والله يا اخي اننا في زمن يحق لك ان تختار الصفة التي تعجبك وقد اخترت صفة الفيلسوف لان لا احد يطالبك لاثباتها بشهادة او تاييد خبرة ,احسن مما اختار صفة دكتور التي يوصف بها كل من تسنم منصبا في هذه الحكومة ولا احد يساله من اين ومتى تدكتر وبعض السادة المسؤولين بالامس فقط تم فطامه ..
فاغلق الرجل الباب وقال لي :بل فيلسوف وابن 16.....فيلسوف,فقط لو تكرمنا بسكوتك!
حين افكر بالكثير من الكلمات التي اعتدنا على تقديمها على الاسماء التي ولدنا بها تنتابني الحيرة والدهشة والحزن معا..
فحين تسبق صفة (سيد)التي دابنا على تدبيجها واطلاقها بمجانية ,اسم شخص يمتلك من صفات العبودية والخنوع والتذلل ما يخزي العين فاننا ولا شك ننافق الشخص ونغتصب اللغة من دبرها دونما حياء !
وحينما نسبق صفة (رفيق )على اسم شخص لا يعرف للعشرة حوبة ولا للطريق حرمة فاننا ندوس على المعاني اللغوية هائلة الثراء التي تسبغها مدلولات الرفقةباوسخ الاحذية دون اي اعتبار..
وعندما تطلق صفة (الاخ)على شخص يثرد بدماء اخوته من الابرياء فانك تهين مفهوم الاخاء البشري ايما اهانة!
وهكذا تامل كل الصفات الباطلة التي تطلق جزافا على من لا يستحقونها ,انها صفات الاعتباط التي زورت كل مدلول حقيقي في حياتنا والتي لا تمنح الصفة قيمتها الحقيقية والتي غدت مطية يركبها وال زائف ويقودها مخصي اكثر زيفا..
ناهيك عن التواصيف العملاقة ..الكبير...العظيم...العبقري ..الخطير!
من صنع هذه المنظومة الزائفة من الالقاب؟
حسب ظني وارجو ان اكون مصيبا فان هذا البلاء اللغوي قد وفدنا عقب الاحتلالين الفارسي والعثماني ,ومن ولاتهم الذين خدم البعض منهم في امبراطوريات اوربا الاقطاعية والملكية والذين ادهشتهم كثرة الالقاب في تلك البلاطات ولشعور بالنقص متاصل فيهم ارادوا ان يستجلبوا هذه الالقاب لمجتمعات بليدة كانت تحتاج اكثر ما تحتاجه الهيلمان والفخفخة لا الافكار والتحرر,فسادت هذه المنظومة وتم توارثها وغدت عرفا ومن ثم واجبا اخلاقياوعلينا ان نتواصل معها حتى يتم طمس الصفة الحقيقية للموصوف تحت براقع الصفة..
كان المتنبي الذي ليس كمثله في الشعر لا من قبل ولا من بعد وحتى قيام الساعة يسمى ابو الطيب احمد بن الحسين واحيانا يضاف لها المتنبي ..فلا يسمى الكبير ولا الاكبر ولا العظيم ولا العظمى ولا هم يحزنون..
وكذلك الجاحظ وابن رشد وابن خلدون وسواهم الكثير ..
ينزعج البعض حين تخاطبه باسمه الحاف وكان اسمائنا المجردة شتائم لنا ,وقد كتب احدهم ويسبق اسمه بصفة( السيد) شاتما اياي في احد المواقع وهو يصفني قبل اسمي بصفة (المدعو)تلك الصفة السقيمة من بقايا الخطاب الشمولي المتجدد والمتوارث والمستديم في ثقافتنا,يصفني بال(مدعو)وكانني ساغضب من ذلك ,اليس كلنا يدعى باسمه؟
قلت لنفسي حسنا :الف (مدعو)ولا (سيد)واحد!
نعم ان اجمل النداء واكثره حميمية هو ما تنادى به باسمك الفرد,هكذا اشعر حين يخاطبني احد باسمي المجرد ,اشعر بالمحبة صادقة خلف النداء ,ما اجمل من يناديني :يا ابراهيم ان كان ذكرا..
ان كانت انثى فلا ادري لماذا اشعر بالنشوة حين انادى :
يا برهوم!



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الكتابة ايضا ...مشاعية الكتابة غاية الحضارة والتمدن
- القراء الاصحاء هم عماد الثقافة ..لا المرضى من كتبتها
- يوم القارعة....امريكا ماذا فعلت بنفسك؟
- دعوة لتجمع وطني عراقي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومقاومة الت ...
- دموعها في خريف النظر
- الاحتماء بالجنون....المجنون السياسي محكوما-3
- الاحتماء بالجنون...المجنون السياسي حاكما-2
- الاحتماء بالجنون..التداول السلمي للجنون بين الحاكم والمحكوم- ...
- TRY ME!
- اسرق واقتل واهرب الى امريكا!
- حين تقف الوثيقة ..بين الحرية والحقيقة
- لقد بقيت وحيدا ايها الذئب العجوز1
- اية اغنية ستحط على راسك لحظة الموت؟
- الاحتلال وتهديم النظام الاداري للدولة العراقية..تجربة شخصية
- توضيحات لاسئلة مضمرة واخرى معلنة ..عن السياسة واليسار والشعر
- الكفر بالانتماء...اذا كان السودانيون الاكثر وفاء ا قد فعلوها ...
- ايها الشعب القتيل ,ماذا ستخسر بعد؟فاما عصيان مدني شامل ,او ث ...
- بلاد الحميرالوديعة..................الحمار والاضطهاد الانسان ...
- للعبرة والذكرى والتامل.............جورج حاوي وابراهيم نقد... ...
- INTERNET NAGARI!! يابو الحسن ياباب كل محتاج........جانه الفر ...


المزيد.....




- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - اسمك الفرد...لا قبله ولا بعده