أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - جماهيرية غزة العظمى !














المزيد.....

جماهيرية غزة العظمى !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 03:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


قرأت الخبر التالي في جريدة فلسطينية يوم 12 /9/ 2007م في صفحتها الأولى وبعنوان بارز يقول :
غارة إسرائيلية على شمال قطاع غزة !!
تفاصيل الخبر :
" أفاد شهود عيان بأن طائرة إسرائيلية أطلقتْ الليلة الماضية صاروخا على [ منصة] !! لإطلاق الصواريخ شرق بيت حانون .. هذا وأصاب الصاروخ المنصة إصابة مباشرة "
من يُدقق ويقرأ الخبر السابق من غير الفلسطينيين سوف يتخيل بأن [ المنصة] المعدة لإطلاق الصواريخ لا تكون إلا على صورتين ، إما أنها صواريخ محمولة على راجمات آلية متحركة مصفحات أو ناقلات صاروخية ، وإما أنها منصات إسمنتية ثابتة تقع ضمن موقع عسكري تحتوي على الأقل مرصدا وأجهزة متابعة وتنصت !!
والحقيقة المُرَّة تقول : " إن منصة إطلاق الصواريخ المذكورة وما أدراك ما منصة إطلاق الصواريخ ! تتكون من ماسورة صدئة قديمة جلبتها إحدى الكارات من قمامة المستوطنات ، ثم قام أحدهم بلحم هذه الماسورة في بيته بواسطة لحام كهربي من مخلفات ورشة بائدة ، ثم نقلت هذه الماسورة الصدئة الملحومة بلحام هزيل لعدم وجود أسلاك لحام في غزة بواسطة سيارة بيجو صنعت عام 1955 لا يدور محركها إلا بأن يدفعها كل أهل الحارة فضلا عن ذلك فهي لا تحوي أية أضواء أو مكابح أو حتى هيكل سيارة ، وربما كانت تلك رحلتها الأخيرة ، وإن لم توجد السيارة فتُحمل ( المنصة ) !على كارة يقودها حمار (مُهبَّر) من كثرة الضرب ملفوفة ببطانية مهترئة لتستقر تحت مجموعة من الأشجار ، أو تحت ظل جدار بيت مملوء بالأطفال ، ثم يأتي الخبير بعد فترة ليضع الصاروخ ، ويفجره بواسطة هاتف نقال من سلالة الهواتف الأولى من نوع بيجو أيضا .
وحيث أن الحديد في غزة نادر ، فإنهم يربطون [ المنصة ] الغالية بحبل طويل حتى يجروها ويعيدوا استعمالها من جديد إن تمكنوا من إنقاذها من الصاروخ الملعون ... وهذه هي قصة المنصة .
ويبدو والله أعلم بأن المنزلة السامية للمنصة تلك عند الفلسطيني الغلبان جعلته يشعر باللذة وهو يقرأ الخبر ، إذ أن طائرات الاستطلاع والإف 16 تتابع منصته الغالية وتترصدها أينما حلت .. ومن تتابعه طائرة أباتشي أو إف 16 أو حتى المدعوة (الزنانة) التي تطير بلا طيار ، يصبح بلا شك شخصا مرموقا ويحسب له ألف حساب! ويبدو أن هذه اللذة أو (البارانويا) انتقلت من صاحب المنصة الغلبان إلى رئيس دسك الأخبار في الجريدة الذي كان منتشيا عندما صاغ الخبر واختار له الألفاظ الفخمة التي يستحقها " أغارت الطائرات ... استهدفت ... منصة لإطلاق الصواريخ .... " ثم قرر بعد ذلك وأرجو أن يكون القرار بحسن نية ؛ بأن هذا الخبر يستحق الصفحة الأولى !!
أما عن [ الآثار الجانبية الخطيرة ] للخبر فيبدو أنها لم تصل إلى صاحب المنصة وناشر خبرها ، ومن أبرز الأخطار الجانبية للخبر حين يترجم هذا الخبر ترجمة دقيقة إلى اللغات الأجنبية فأنه يظهر وكأننا على عتبة الألفية النووية الفلسطينية ، وأننا دولة كبرى مستقلة ذات سيادة لنا [ منصات] صواريخ وقاذفات ... وهكذا ألغينا إلغاء تاما [ نقطة قوتنا] الأزلية ، وهي ضعفنا في مواجهة الترسانة العسكرية الإسرائيلية ، ومقاومتنا بالأيدي والحجارة والإضرابات والاعتصامات وجمع رسائل التأييد من كل أنحاء العالم وكانت تلك إحدى الميزات التي كان يمكن أن تجلب لنا من الحقوق أضعاف ما تجلبه ترسانة الصواريخ التي نملكها !
وأضيف إلى ما سبق من رصيد عظمتنا !! وقدرتنا على نفخ عضلاتنا العسكرية ؛ فقد قمنا في الأيام السابقة لكي نكمل صورة الدولة العظمى بعمل [ مناورات] عسكرية ميدانية بالذخيرة الحية وأعلنا للجمهور في غزة العظمى !! بألا يكترثوا بأصوات التفجيرات التي سيسمعونها بين فترة وأخرى في كل أرجاء قطاع غزة ، لدرجة أن مناوراتنا أفسدت على طلابنا يوما دراسيا كاملا ، والحجة استعمال المدارس في التمرينات و [ المناورات] بالذخيرة الحية والمتفجرات !
ولم نقصر في وضع [ السواتر] الترابية في طرقنا لتعوق حركتنا نحن ، ولتجبر العدو الإسرائيلي على اختيار طرق أخرى بديلة !! مع العلم بأن الطرق الأخرى البديلة عند المحتل الإسرائيلي لا تكون إلا بهدم أحياء سكنية كاملة فوق رؤوس أهلنا كما حدث في جنين وغزة ورفح مرات عديدة وليس مرة واحدة ، بأن تفتح الجرافات الإسرائيلية الثغرات في لحمنا الحي ! بحجة أن الطرق الرئيسة [ مسترة وملغمة] وقد أعلنا للملأ هذا الخبر !

ونستمر في الوقت نفسه في اللطم والصراخ من المجاعة !! والإغلاق!! والحصار !! والقتل !! والأسر !!
كيف سيصدقنا الآخرون ونحن في الوقت نفسه نملك [ ترسانة ] أسلحة متطورة فيها الراجمات والمنصات ومضادات الطائرات والمدافع بأنواعها وأشكالها ؟!!
وهنا اكتملت صورة فلسطين كدولة عسكرية ذات سيادة تملك مقومات الدولة بدون مفاوضات وبدون قوانين دولية ، وقررنا أن نأخذ بأيدنا حقنا وألغينا كل مطالبنا السابقة بتطبيق قرارات 242 – و338 – و194 .... الخ.
بقي أن تطالبنا الدول الكبرى بفتح أبواب مصانعنا ومخازن أسلحتنا لتفتيشها وإثبات خلوها من احتمال وجود مفاعلات تخصيب اليورانيوم والبلوتونيم ، ومعامل إنتاج الماء الثقيل اللازم لتشغيل مصانع إنتاج القنابل الذرية في (محافظات) !! غزة مع العلم بأن في غزة خمس محافظات بالتمام والكمال تقارب عدد ولايات أستراليا ونيوزلندا ، وفي كل محافظة منطقة [ صناعية] خاصة بها .
وأهم المناطق المرشحة للتفتيش :
منطقة المغراقة وجحر الديك وقيزان النجار وعبسان الكبرى والمواصي والشوكة والبصة وأبو هولي والمقبرة الشمالية والنزلة والقرارة وحكر الجامع والبِركة ... مع احتمال وجود أماكن لتخزين [ الغازات] والأسلحة الجرثومية على طول (ساحل) وادي غزة وعلى (ضفاف) القرية البدوية .... فأهلا وسهلا بالأستاذ الكبير محمد البرادعي !



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجالس [ نتف الريش] !
- البحث عن غريب في رواية ( أزمنة بيضاء) لغريب عسقلاني
- مخاطر احتكار الإعلام
- إقصاء الشاعر معين بسيسو عن غزة !
- اللغز!!
- اللغز !
- من طرائف أمة العرب
- التنوير عند أحمد أمين !
- تفخيخ العقول بمتفجرات الجهالات !
- هل يمكن تنفيذ برنامج الكاميرا الخفية في فلسطين ؟
- الحرب (المائية) الثالثة !
- الحرب (المائية) الثالثة !!
- كتيبة المليارديرات في إسرائيل
- اغترب تصبح ثريا أو عبقريا
- اغترب تصبح ثريَّا أو عبقريا
- عصر الانتداب التجاري
- هل معظم الأحزاب العربية أحزاب ( نكاية) ؟
- من إنسان ( متفجر) إلى إنسان متحرر.
- من الإنسان المتفجر إلى الإنسان المتحرر
- إسرائيل أكبر مهدد للديموقراطية في الشرق الأوسط !


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - جماهيرية غزة العظمى !