أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - من طرائف أمة العرب














المزيد.....

من طرائف أمة العرب


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 11:00
المحور: كتابات ساخرة
    


هل صحيح أن بعض الأمم تستمريء عيش الذل أكثر مما تستمريء عيش الحرية أي أن الوراثة والجينات أهم بكثير من كل المؤثرات الخارجية ؟ وهل صحيح ما قاله تشمبرلن ورينان العنصريان عن أنماط العقول فأثبتا بأن العقل العربي يختلف عن عقول الغربيين ، هو عقل تفكيكي لاقدرة له على التركيب ولا يمكن أن ينتج حضارة قوية ؟
لقد تصديت لتلك الأقوال طوال عقود من الزمن ، كنت أحاول أن أُثبت بأن أمة العرب لا تختلف عن غيرها من الأمم ، غير أن أمة العرب ظلت تستمتع ببرودة (فريزر) التاريخ ، وكانت تخرج منه لتستمتع بأغانيها وأشعارها التقليدية على وقع :
إذا بلغ الفطام لنا صبيٌّ تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا
ونشرب إن وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا
ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
يالطيف الألطاف !!
وكانت آراء بعض المستشرقين بشأن تميُّز الحضارة العربية وتفوقها تخدرهم ، وتزيد ساعات نومهم وتطيل فترة أحلامهم السعيدة .
كنتُ أنا شخصيا أتابع هؤلاء المستشرقين ممن درسوا حضارتنا وتأثروا بها ، فأعجبت بالشاعر الألماني العظيم غوتة الذي قال من لم يولِ وجهه إلى الشرق فإنه لا يستحق الحياة ، وكنتُ أشتري كتاب شمس العرب تسطع على الشرق للكاتبة الألمانية زغريد هونكه لأمنحه لأصدقائي .
وكنتُ أحفظ (المقطوعات) الفخرية العربية المشهورة ومنها :
نحن أول من اكتشف الأرقام الإفرنجية ثم منحناها (مجانا) للغرب ، و قررنا بعدذلك بمحض اختيارنا وإرادتنا أن نستعير الأرقام الهندية ونستعملها ، وذلك للأسباب الآتية : حتى لا نُشعر أهل الغرب بالمنة والأحسان ، وحتى لا تعلم شمالنا ما أنفقته يميننا ، وهذه ميزة تضاف إلى ميزات أمة العرب وهي الزهد والتقشف !
كما أن استعمالنا للأرقام الهندية إحسانٌ آخر للهنود ومكافأة لهم ، حتى وإن ترك الهنود أرقامهم هذه لنا واستعملوا أرقامنا الأولى ، فنكون قد أحسنا لأمة الهند إحسانين ، ونلنا صدقتين جاريتين !
ونذكر ميزة أخرى من مميزات استخدامنا للأرقام الهندية ، ففي الأرقام الهندية أرقامٌ تظلُّ في حالة التباس دائم ، مما يتيح لنا قدرا من السؤال والخلاف ، لأن الخلاف مرغوبٌ ومطلوبٌ عند أمة العرب فهو (لا يُفسد للودِّ قضية ) !
فالصفر نقطة قد لا تُظهرها الأقلام ، فتتحول المئات إلى عشرات والآلاف إلى مئات ، أما العدد اثنان وثلاثة المطبوعان فهما يحتاجان إلى دقة في الإبصار ليتمكن الدارس من معرفتهما ، وإذا التبس على قارئهما الأمر فهو بصراحة بحاجة ماسة إلى نظارات طبية أو عدسات لاصقة أو عملية تصحيح نظر ، وهذا ينشط مجالات عمل كثيرة ومتنوعة ويدر دخلا على خزينة الدول العربية !
وكنت أحفظ منذ عقود : أننا رواد الهندسة والمرايا والزوايا ، فقد كنا المبادرين لإنشاء سد على النيل ، وقد برع في ذلك العالم العربي القدير الحسن بن الهيثم في القرن الحادي عشر الميلادي ، وأن نظرياته الكبيرة كانت باعثا على الإبداع عند الغرب !
غير أنني عندما نضجت قرأت قصة ابن الهيثم النابغة المسكين ، الذي لم يتمكن من إكمال نظرياته لرعبه من الخليفة الذي أمهله فترة ليبني على النيل سدا ، وكان الخليفة هو الحاكم بأمر الله ، الذي لم تحل الكتبُ التي بين أيدينا لغزه حتى الآن ، فقد اعتبرته مؤلفاتٌ كثيرة بأنه مجنون ، وأشارت إليه كتبٌ كثيرة أخرى بأنه أهم نوابغ العرب ، فقد كان راصدا للنجوم أنشأ المكتبات وقرب العلماء وبنى المراصد .
قالت بعض الكتب بأن ابن الهيثم عندما ذهب ليستطلع النيل ويحدد مكان السد أحس بالعجز والإحباط ، فلم يعد ، وقالت كتبٌ أخرى بأن ابن الهيثم أحس بأن هناك فرقا بين النظرية والتطبيق ، فقرر أن يصطنع الجنون ، فلما سأل عنه الحاكم قالوا له : قد جُنَّ !
أما عن إسهامنا في مجال الطب ، فقد كنت مولعا بذكر سيرة الطبيب الرازي وابن سينا ، وأن الطبيب العربي ابن النفيس هوأول من اكتشف الدورة الدموية قبل وليم هارفي بسنوات طويلة وكنت أخطيء حين أذكر أن كتاب (الشفاء) لابن سينا هو المرجع الرئيس في كليات الطب في الغرب ، وكان الصحيح هو كتاب القانون وليس الشفاء ، وسبب هذا الخطأ هو أن اسم كتاب الشفاء هو الاسم الأقرب للطب أما القانون فهو أقرب إلى الفلسفة منه إلى الطب ،فضلا على أن الكتابين لم ينشرا نشرا جماهيريا في العالم العربي ، وتلك كارثة أخرى !
وكنتُ أفتخر بالطب العربي آنذاك وأنا أعرف بأن معظم المرضى العرب لا يشفيهم إلا الإطباء والطبيبات غير العرب !
وظللت أحفظ تحذيرا طبيا مشهورا ينسب لابن سينا وهو حظر شرب اللبن والسمك في وقت واحد لأنهما قد يسببان الموت إلى أن تحديتُ ذلك وواظبتُ على شرب اللبن وأكل السمك في وجبة واحدة منذ سنوات طويلة !
وظللت أيضا كأحفاد حاتم الطائي أفخر بالكرم العربي الأصيل ، وبأن الكرم العربي لا مثيل له في أية أمة ، وقد وصل الكرم لدرجة أن العربي كان يقول لخادمه :
أوقد فإن الليل قَرُّ والريحُ ياواقدُ ريحٌ صَرُّ
علّ يرى نارك من يمر إن جلبتَ ضيفا فأنتَ حُرُّ
ولم أكن أعرف صيغا جديدة للكرم غير صيغة حاتم الطائي الذي ذبح فرسه الأخير في المجاعة لإطعام ضيوفه بدون أن يحثهم على وضع خطة للخروج من المجاعة .
وأدركتُ لاحقا بأن هناك صيغا جديدة في عالم اليوم للكرم وعلينا أن نضعها في اعتبارنا ونعلمها لأبنائنا ونشملها ضمن المقررات المدرسية ....، فإنقاذ غريق ، ومنع سطو والوقوف مع مظلوم في وجه ظالمه ، وتعليم الناس النظافة كرمٌ جديد . والإدلاء بمعلومات تشير إلى كشف جريمة كرمٌ أصيل . وافتتاح مؤسسة لرعاية الأيتام والجرحى كرمٌ أصيل . وإصلاح ذات البين كرمٌ نفيس. ونشر الثقافة والتنوير بين الناس كرم لا يقدر بثمن. وزراعة الأشجار والمحافظة عليها كرمٌ أصيل ، والحد من التلوث ومنعه كرم أصيل أيضا .ولا يجب أن ننسى بأن تعليم البشر الديموقراطية أعظمُ أنواع الكرم !





#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير عند أحمد أمين !
- تفخيخ العقول بمتفجرات الجهالات !
- هل يمكن تنفيذ برنامج الكاميرا الخفية في فلسطين ؟
- الحرب (المائية) الثالثة !
- الحرب (المائية) الثالثة !!
- كتيبة المليارديرات في إسرائيل
- اغترب تصبح ثريا أو عبقريا
- اغترب تصبح ثريَّا أو عبقريا
- عصر الانتداب التجاري
- هل معظم الأحزاب العربية أحزاب ( نكاية) ؟
- من إنسان ( متفجر) إلى إنسان متحرر.
- من الإنسان المتفجر إلى الإنسان المتحرر
- إسرائيل أكبر مهدد للديموقراطية في الشرق الأوسط !
- إسرائيل أكبر مهددة للديموقراطية في الشرق الأوسط
- أوهام السلام الإسرائيلي
- انتهاك الديموقراطية في فلسطين
- اغتيال النشء الفلسطيني
- العملاء واغتيال الروح الفلسطينية
- رسالة من غزة إلى حفيدي
- رسالة إلى حفيدي


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - من طرائف أمة العرب