أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ثائر العذاري - المرأة الاديبة والرجل (المثقف )














المزيد.....

المرأة الاديبة والرجل (المثقف )


ثائر العذاري

الحوار المتمدن-العدد: 2031 - 2007 / 9 / 7 - 10:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بسبب من اهتمامي بالأدب النسوي منذ عدة أشهر، نشأت صداقات عمل أعتز بها كثيرا بيني وبين عدد من الشاعرات والقاصات العراقيات والعربيات، غير أن هذه الصداقات أدخلتني عالما غريبا يكشف عن حقائق لم أكن أتصور وجودها اطلاقا، وانهارت كتماثيل من الجبن الهش أمام عيني اسماء لامعة كنت انظر اليها كقمم في عالم الثقافة تمكنت من التخلص من العقد التي لا يكاد رجل شرقي أن يسلم منها ، والأنكى من ذلك أن يكون من هؤلاء رجال ممن يعدون أنفسهم عرابي (ثقافة الخارج) كما يطلقون على انفسهم، ولطالما بشرونا بثقافة جديدة تهدف الى بناء انسان حر متحرر من العقد.
ثمة ظواهر سأكتب عنها بصراحة ، على الرغم من أني لم أكن أحب الكتابة في مجال غير مجال النقد الأدبي ، لكني وجدت أن لابد أن يتطوع أحدنا لطرق هذا الباب الخلفي لبيت الثقافة العربي.
لا أشك في وجود طبقة كبيرة من المثقفين العرب الداعين الى تمكين المرأة ، ولا أشك في صدق نوايا نسبة كبيرة منهم ، لكنني اكتشفت أن نسبة لا يستهان بها من دعاة تمكين المرأة مازالوا ينظرون الى المرأة في حياتهم الشخصية تلك النظرة البدائية الدونية التي لا تتعدى حدود الشهوة الغريزية.
حين دخلت عالم الأديبات ، صدمت بهول المتاعب التي تواجححن في حياتهن اليومية على أيدي مثقفين طالما كتبوا وأبدعوا في الدعوة الى تخليص المرأة من قيودها واتاحة الفرص الكافية لها للتعبير عن نفسها وقدراتها الإبداعية.
أما الظاهرة الأولى من الظواهر التي تسبب المتاعب اليومية ، وربما المشاكل العائلية للأديبة العربية، تواجهها الشاعرات اللواتي تقتصر أكثر قصائدهن على الغزل ، وانا اقصد الغزل النسوي الذي يمتاز بالرقة والعذوبة الأنثوية، فمثل هذه الشاعرة تجد نفسها بشكل يومي محاصرة بالعشاق من رجال الثقافة ، ممن يتصلون بها تلفونيا أو بالبريد الآلكتروني أو أية طريقة اتصال أخرى ، ليعربوا عن غرامهم وذوبانهم في عشقها ، فهم لا ينامون الليالي ، ولا يستمتعون بالنهارات وربما يهدد بعضهم بأنه سينتحر حبا ، أو يموت عشقا.
وامرأة شاعرة لا تستطيع طبعا في مثل هذا الموقف أن تكون فضة غليظة ، خاصة مع اسماء كانت تنظر لها باجلال على انها اسماء نجوم ، فاذا النجوم تتحول الى مصابيح خافتة ، ثم لا يلبث نورها أن ينطفئ.
فاذا حاولت هذه الشاعرة الدفاع عن نفسها بافهام هذا المثقف الرقيق القلب انها متزوجة وسعيدة بزواجها ، وأفقدته الأمل في أن ينال منها الوصال الذي يتمناه انقلب موقفه بسرعة وبشكل مفاجئ الى الضد من موقفه الأول وهذه هي الظاهرة الثانية، فيذهب صاحبنا الى اتهامها بالقسوة وعدم الشعور بالآخرين والغرور , ثم في مرحلة تالية يبدأ بتسقط أخطائها الفنية وتضخيمها وربما الكتابة عنها.
وأما الظاهرة الثالثة فهي ظاهرة رفع الكلفة من الأيميل الأول ومحاولة الرجل المثقف عرض رجولته أمام (الأنثى) الأديبة ، من خلال صياغة تعابير توحي باشتعال الشهوة واضطرام نار الغريزة ، وقد اطلعت من خلال بعض اخواتنا الأديبات على ايميلات تقشعر الأبدان لما فيها من كلام مبتذل ورخيص من زملاء لم أكن أتصور أبدا أنهم قادرون على كتابة مثل تلك الرسائل (الذكورية).
هذه الظاهرة الأخيرة ، يكثر أن تتعرض لها مجموعة من كاتبات القصة اللواتي اتخذن لأنفسهن خط التعبير عن مشاكل المرأة بطريقة جريئة.
أما الظاهرة الرابعة وألأخيرة التي أريد الحديث عنها، فتظهر عندما يكون (الرجل) المثقف مسؤولا اداريا في صحيفة أو مجلة أو فضائية أو أية وسيلة ثقافية أخرى، وتكون (المرأة ) الأديبة مرؤوسته، فحينها ستبدأ القصة بتقريب هذه الأديبة من الإدارة بسرعة ثم مصارحتها بالحب ، فاذا عبرت رفضها بسبب كونها امرأة وفية لزوجها وعائلتها (وهذا التعبير يكون دائما تعبيرا مهذبا ولا يحمل أي نوع من انواع الإساءة رغم احساسها بالمرارة والصدمة) ، انقلب موقف (الرجل) المثقف من حب الى حقد ليبدأ الجزء الثاني من القصة بشن حرب شعواء على تلك الأديبة قد يصل الى طردها من العمل.
لقد تساءلت كثيرا ، وحزنت أكثر لأني أتساءل هذا التساؤل، اذا كان المثقف العربي الذي نراه أمل الأمة في الخلاص من عقدها المتراكمة مصابا بهذه العقد، فأين سنجد أملنا بعد الآن؟!





#ثائر_العذاري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (أنا) الجواهري
- القصيدة المؤنثة. . لميعة عباس عمارة
- قراءة جديدة في (غريب على الخليج)
- فانتازيا الحقيقة في شعر فاطمة ناعوت
- إيقاع النثر
- تأملات في الصورة الشعرية
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية(11) الشفاهية و ...
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية(9) الشفاهية وا ...
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (10) الشفاهية ...
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية الحلقة (8) تجم ...
- صورة الرجل في نصوص رحاب الهندي
- الاعتراف بالأدب النسوي
- زاوية النظر والبداية في القصة القصيرة
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (7) الشفاهية و ...
- أسلوب الكولاج في شعر سعدي يوسف
- وظائف البداية في القصة القصيرة
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (6) الشفاهية و ...
- الأفعى والتفاحة . . موضوعة الجنس في الأدب النسوي المعاصر
- فن البداية في القصة القصيرة
- الشفاهية .. الداء المستعصي في الثقافة العربية (4) الشفاهية و ...


المزيد.....




- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ثائر العذاري - المرأة الاديبة والرجل (المثقف )