أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - زيارة الامبراطور الاخيرة !















المزيد.....

زيارة الامبراطور الاخيرة !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2031 - 2007 / 9 / 7 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وانا اتمعن في المشاهد المبثوثة بعناية لتغطية الزيارة الاخيرة للرئيس الامريكي جورج بوش للانبار في العراق ، بصحبة اركان بيته الابيض ، الخارجية والدفاع ، وبمعية رهط من جهابذة الاخراج والمونتاج الاعلامي ، لا ادري لماذا خطر ببالي خاطرين متلاحقين ودون عناء ؟ الاول كان صورة للامبراطور الصيني الذي ارتضى لنفسه السير العاري وسط الحشود ليستعرض بدلته العجيبة التي حاكتها ايادي ماهرة ارادت ان تخلع بنفسها ، بتجريد الامبراطور من اي ستار يحجبه عن الصلف الذي يعتقدوه فيه وعن الرعونة التي لا تضاهي طول بالها ، اطول تيلة في نسيج خيال الامبراطورية ، والتي لا تغطيها من المهالك اي كسوة مألوفة غير كسوة الكفن !
اما الخاطر الثاني فهو هتاف حجي بوش احتفاءا بصنيعته ، هذا الهتاف الذي كان قد اطلقه بعض هتافة الاحتلال من جلاوزة الميليشيات الشمالية " البارزانية والطالبانية " وميليشيا المؤتمر الوطني العراقي وحركة الوفاق الوطني " الجلبي وعلاوي " !
لقد اختفت الهتافات ، فالوحل قد غطى الشفاه ، واخذ التبرم المعجون بالخوف من خوف الامبراطور وضعفه يلمع في عيون الخدم والحشم والحجاب ، فساعة الهروب او كشف الحساب تقترب !

تحمل زيارة بوش تكثيفا لحالة ادارته وحزبه التي تعصف بها رياح العراق ، فالاحتلال قد انكشف ظهره وصارت الارتدادات المعاكسة لافعاله وتداعياتها تزداد كما وكيفا وراحت تتفاعل معا لتشعل حريقا قد يهدد صلب المصالح الامريكية في المنطقة كلها ، فكلما اصر المحتلون على انجاز مهمتهم في اخضاع الشعب العراقي لارادتهم الغاشمة بقبول وصايتهم وقواعدهم وتحكمهم بثرواته الحيوية "النفط والغاز" وبالدخول في حلف اتباع اسرائيل وشروطه التي تفترض الا قوة والهشاشة ، كلما اتسعت واستثارت همم المقاومين واخذت تشكل ضغطا حتى على السائرين بركابهم من فعاليات متذبذبة ، مما يعني تغير في خطة الاحتواء التي تعاني جذبا ملحوظا رغم كل "التنازلات" وحسن النوايا الذي تعرضها امريكا وتحديدا للصلدين في صفوف المقاومة !
لقد جربوا كل الذي بجعبتهم ، هدموا البيوت على رؤوس سكانها ، زرعوا القتل في كل مكان ، صارت الجثث لا تعد ولا تحصى ، دفعوا باتجاه الفتنة العنصرية والطائفية ، جعلوا الملايين تهيم بالمنافي ، وملايين مهاجرة ومهجرة ، اشاعوا الفساد الشامل والخراب الشامل ، هدموا كل اركان الدولة العراقية ، شرعوا للفتنة اسس دستورية وبرلمانية ، اعدموا صدام حسين ، وراحوا تحت شعار اجتثاث البعث تصفية خيرة كفاءات العراق العلمية والثقافية والعسكرية والسياسية ، حققوا فعليا مقولة المقابر الجماعية ، اعادوا العراق الى مرحلة ماقبل الدولة ، نشروا الفوضى الهدامة ، جعلوا العراق ساحة مفتوحة لاستدراج من يناصبوهم العداء ، شيدوا القواعد الثابتة ليكون العراق منطلقا لاخطبوطهم الشرير ، مازالوا يراهنون على احتواء ايران بالعراق والعراق بايران ، والمواجهات القادمة تنذر بالشر كله لو بقي الحال على حاله !
هذا كله لم يمنع عنهم الهزيمة ، فهي قد اصبحت اقرب من اي علام قريب ، حتى اصحاب قصر النظر من قادتهم راح يلوح ببوادرها ، تقرير بيكر هاملتون ، الكونغرس ومشاريعه المضادة ، تقارير مكتب المحاسبة ، الانتقادات التي تصل حد المطالبة بمحاكمة الثلاثي بوش وديك تشيني ورامسفيلد ، فاصبح الكلام عن الانسحاب المشرف لغة دارجة للعتاة من قادتهم ، وكذلك نقل الملف العراقي للامم المتحدة ، والخروج باقل الخسائر الممكنة ، باعتماد سياسة السيطرة عن بعد ، او الحرب بالوكالة ، استجداء الدعم الاقليمي ، هبوط شعبية بوش وحزبه الى الحضيض ، وتزايد المطالب الشعبية بالانسحاب ، بسبب من فشل الادارة الكامل بتحقيق الاهداف المرسومة لها من اصل 18 هدف لم يتحقق منها سوى ثلاثة ـ اسقاط نظام الرئيس صدام حسين وتصفية القوة العسكرية العراقية واقامة نظام فضفاض لا يشكل خطرا على اسرائيل ـ ولم يكن هذا الحساب والتراجع عن تاييد بوش وسياسته امريكيا ممكنا لولا تعاظم التكلفة البشرية والمادية للحرب في العراق ، ان اكثر من 25 الف اصابة مباشرة في صفوف قوات الاحتلال واكثر من 4 الاف قتيل بحسب احصاءات البنتاغون والترليونات المستنزفة عنوة من الخزينة الامريكية اضافة الى فداحة خسائر المعدات ، والخسائر النفسية والمعنوية ، كلها تشكل قوة الدفع الحقيقية لهذا التراجع وتواتره ، مما يضع على عاتق الشعب العراقي وقواه المقاومة مسؤولية الوصول بما حققوه الى النهاية المنشودة وذلك بتشديد زخم نضالهم وتصعيده وتحويله الى حالة شعبية لا تستثني مجالا من مجالات المقاومة الا واستخدمته ، حتى يتحقق الظفر الناجز بالتحرير والاستقلال والسيادة ، للانطلاق نحو اعادة البناء والنهوض بعراقنا الاشم الى مكانته الطبيعية قمة بين القمم !

بوش شكل لجنة مشتركة من مستخدميه العراقيين ليكونوا عونا لسفيره وقائد قواته في رسم صورة غير متشائمة عن الحالة الامنية والسياسية في العراق ، وطالب وجهاء عمليته السياسية الفاعلة في المنطقة الخضراء للسعي الجاد في تخفيض حجم خلافاتهم التقاسمية على الاقل حتى نهاية هذا العام ، فنرى نتائج عمل سفيره تثمر بتحقيق تقارب بين الجماعات المتقاسمة ، فالضغط يجب ان يتحمله الجميع مازال الجميع يريد ويتشبث ببقاء القسم الاعظم من القوات الامريكية في العراق ولاجل غير مسمى ، تحوير قانون اجتثاث البعث ، اطلاق سراح اعداد مناسبة من المعتقلين ، ايجاد حلول وسط بالنسبة للتعديلات الدستورية الملزمة ، وجعل كركوك خاضعة لادارة مستقلة ولاجل مسمى !

بوش لم ياتي للعراق بطلب من احد فهو ومن معه يحطوا متى ارادوا واينما ارادوا فالارض مستعمرة لهم ، صحيح انها مشاغبة وشقية ، لكنه يستحق كل هذا الاهتمام فالامر يهدد جوهر السياسة الامريكية تجاه العالم الخارجي ، والعراق الذي لا تثنيه عن عزمه الف زيارة سرية اوعلنية لالف من مثل بوش عز عليه ان لا يستقبله بما يستحق ، فصوبت نحو طائرته مدافع التصويب وارسلت اليه مفرقعات محمولة تذكره بما تفعله جحافله الغاصبة !

بوش لايمانع من مواصلة لعبة التناقر بالسفراء مع ايران ، مازال الامر يظهر ادارته وكانها حريصة على تنفيذ ماتيسر لها من توصيات بيكر ، واذا قصفت ايران شمال العراق فان هناك من يقصف ايران بالوكالة ـ مجاهدي خلق ، حزب الحرية الكردي ، مجاميع احوازية ، ومجاميع بلوشية ـ .
لكنه لن يتهاون مع تواصل التمادي الايراني المرحب به من قبل رتلها الاول في الحكم فهذا التمادي يجعل امريكا تلوح برفع شوكة طائفيي المناطق الاخرى لتحقيق شيء من التوازن بين الحالتين حتى تحين ساعة الحسم التي قد ترحل ولاسباب قاهرة الى مابعد بوش !

الامبراطور العابر للقارات ، امبراطورا كونيا ، له مسالك ودروب ، لا تجيء بالضرورة على مرام الشاهنشاه اريامهر او المرشد الاعلى وتابعه احمدي نجاد ، لكنه حتما يحسب مليون حساب لشعب اجبره على حفظ اسماء مدن وقصبات عراقية وترديدها بنبرة الند ، انها قصبات ومدن قد تكون نائية وقد لا يعرفها حتى بعض من هم في العراق لكنها خير من مثل العراق في سجلات الاعجاز الذي يثير الغيرة والذهول !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مجتمع مدني حقيقي في ظل الاحتلال وحكوماته المتعاقبة في الع ...
- لينين يحث الشعب العراقي على مقاومة المحتلين !
- نوري المالكي خادم الاحتلالين !
- القرن امريكي !
- الحلم الامبراطوري الكوني الامريكي حقيقة ام وهم ؟
- فلسطين فينا شعورا ولا شعور!
- من يكتب التاريخ ؟
- اعضاء منتخبنا واللجوء !
- الوطنية العراقية أم المنجزات !
- الافتتان الطائفي ينخر عظام الوطنية العراقية !
- بعد خراب البصرة اكتشفوا : لا سلاح للدمارالشامل في العراق!
- من يصارع امريكا في العراق ؟
- العراق ملجأ كبير للأيتام !
- حزب ش ي ع ي بدون هوية وطنية ولا طبقية !
- غزة تحك ظهرها !
- نفس العضّة
- مدارات متشابكة
- يا عمال العراق اتحدوا بوجه محتليكم !
- اهتمام اعلامي رسمي ملفت بذكرى هزيمة حزيران !
- ملاحظة حول عنوان الكتاب الشهري 4 للحوار المتمدن !


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - زيارة الامبراطور الاخيرة !