|
نفس العضّة
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 09:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وبنفس المكان هكذا قالها حجي راضي لصبيه عبوسي في المسلسل التلفزيوني الشعبي العراقي ذائع الصيت " تحت موس الحلاق " بعد ان عاد عبوسي من فترة نقاهة قضاها في اوروبا ـ منها دراسة وعلاج ـ فاذا بعبوسي يعض الحجي من ذات اليد التي كان قد عضها قبل سفره ! نحباني للو : تحويرة شهيرة للحجي حاول فيها تهجي او فك خط كلمة تحياتي لكم ، اسقاطات هذا الاستدعاء ينطبق بحدود معينة على تهجي اي فك خط كلمة ـ ضبط النفس ـ التي كان قد رددها كل المراجع العظام وغير العظام ايام العضة الاولى ، عفوا التفجير الاول لمرقد الامامين في سامراء ، ليحصل بعدها ما حصل من عض وعضضة شبه مستدامة ، وكأن كلمة ضبط النفس كلمة سر عندما تقال يراد منها رد فعل عكسي ! موضوع التفجير الثاني الذي كسر قاعدة "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" غطى على كل المواضيع، المهمة منها والمحدقة والطارئة وبطبيعة الحال اليومية ، من موضوع اضرابات عمال نفط الجنوب الى افتضاح امر خيانة ابو ريشة وجماعته في الرمادي ، الى الاعمال الارهابية لفصائل الاسايش التابعة لميليشيات البيشمركة حيث فضائع الترحيل القسري لعرب كركوك وتفجير معظم الجسور التي تربطها بصلاح الدين وبعقوبة وبغداد والموصل استعدادا لاعلانها منطقة خاضعة لاقطاعيات طالباني وبارزاني بنسبة ففتي ففتي كأمرواقع سيعلن عنه قريبا مادام اهل العراق قد ضبطوا انفسهم على توقيت تفجير سامراء الثاني ! غطى خبر التفجير على التحركات الخفية الايرانية لتصعيد الضغوط على امريكا كي ترخي من شدها لحبل العقوبات بسبب ملفها النووي ، وتكون مبررا لاعلان النوايا الامريكية الجديدة والتي لا يستبعد ان يكون جزءا منها بتفاهمات مع ايران ، والتي تريد اوضاعا تمرر من خلالها موضوعة تكثيف التواجد الامريكي الى تواجد نوعي بقواعد ثابتة لا تظهر في شوارع مدن العراق حيث لا تستبقي امريكا في العراق الا ثلث القوة الحالية ، اضافة الى تمرير قانون النفط والغاز ، واستبقاء حالة عراقية تعيش على الحاجة الدائمة للحماية الامريكية اي ابقاء حالة التشظي والفوضى النوعية بصيغ فدرالية او كونفدرالية المهم هناك عراق اسمي وهناك دويلات فعلية ! غطى على الطلب الجديد لحكومة المالكي من مجلس الامن لتمديد بقاء القوات المحتلة لفترة جديدة دون ان يناقش الطلب برلمانيا او حكوميا! هناك اطمئنان لدى المستفيدين من تداعيات التفجير الاول والثاني وبالتالي المحرضين عليه مبعثه ان التداعيات سوف تخلط الحابل بالنابل وسوف لن يكون هناك وقت للتفكير ، فالمتهم جاهز كما كان في حالة التفجير الاول انهم القاعدة والصداميون ! لقد قالها المالكي مباشرة ودون اي تحقيق حتى ولو شكلي ، فالكل يعلم ان التحقيق الذي اعلن عنه بيان جبر وقت التفجير الاول لم يتبين منه من هو الحامي ون هو الحرامي اي من هو الفاعل الحقيقي كغيرها من القضايا التي تسجل ومباشرة ضد "القاعدة والصداميين" ! ان اي عاقل يصغي لتصريحات قائد قوات مغاوير الداخلية والى بعض افراد شرطة الحماية التي كانت موجودة قبل مجيء قوات المغاوير بيومين لحماية الاضرحة وكيف ان المغاوير تصادمت مع شرطة الحماية قبل لتفجير ثم تولت هي حماية الاضرحة قبل تفجيرها ، اضافة لى تضارب الاعلان الامريكي الذي اكد ان التفجير تم بعبوات وضعت داخل المباني وبين تصريحات الشرطة العراقية التي قالت ان التفجير تم بقذائف صاروخية شديدة الدقة والتدمير ، اي اقل يشهر اصابع الاتهام للقوات الامريكية ومغاوير الداخلية ، وان اتهام القاعدة والصداميين لم يعد ينطلي على احد لان معظم الجرائم ذات الطابع المزدوج اي السياسية والامنية الكبرى التي حدثت خلال فترة الاحتلال لم يكن يستفيد من تداعياتها غير المحتلون انفسهم ومعاونيهم في العملية السياسية وهذا ما يكشفه الردح اليومي الحاصل فيما يسمونه برلمانهم فهم انفسهم يتهمون بعضهم بعضا لانهم جميعا يملكون ميليشيات !! التفجير قد حصل ان كان بصواريخ امريكية كما لمح بعض رجال الشرطة العراقية او بعبوات خاصة وضعتها مجاميع من الحماية كما لمح الامريكان ، المهم الان هناك من يجيش الغوغاء كي تطلق العنان لغرائزها ليجعلوا اشهر الصيف جحيما على الاهالي الابرياء حتى يلتقط الفاعلون انفاسهم وينفذوا اجندتهم التي يصعب تنفيذها والناس متروية وهادئة !
دور مضاعف يقع على عاتق عقلاء العراق ووطنييه : لا يكفي ان تردد المراجع الدينية والسياسية والاجتماعية والفكرية عبارة ضبط النفس ، فهذه الجملة تعني فيما تعنيه ان الجاني مشخص وان من يضع نفسه موضع المجني عليه يجب ضبط نفسه كي لا يتمادى بردة فعله ! وهذا كلام مردود عليه جملة وتفصيلا ، فالمتهم الاول في هذه الجريمة وغيرها الكثير هم الامريكان ومخابراتهم ثم الايرانيون ومن يسير بركابهم ، لقد كان مقتدى الصدر مصيبا عندما وجه اصابع الاتهام للمحتلين وعملاؤهم وهو بحكم كونه مرجعا عراقيا شعبيا وليس طائفيا ان صح التعبير مطالب اكثر من اي شخصية عراقية وطنية اخرى بان يتدخل شخصيا وعلى مدار الساعة لكبح جماح التصيد بالمياه العكرة من قبل عملاء المخابرات الاجنية ومرتزقة الامن الخاص والحمايات ، الان يتوجب تنفيذ ما اورده الصدر في خطاب الظهور العلني في الكوفة من اجل رص الصف الوطني واقامة جبهة وطنية عراقية عريضة لكل القوى الوطنية المعادية للاحتلال ، الان يتوجب اعلان النفيرالوطني لحماية عمال النفط وحماية اهالي كركوك وحماية الاهالي من مرتزقة امريكا واسرائيل وايران ، مطالبون جميعا بالتكتل الشعبي قبل السياسي والحزبي وما يسمى بالبرلماني ، ان التيار الصدري المتطهر من كل الخارقين والمدسوسين والمنتفعين سيكون هو محور لهذا التكتل الوطني المطلوب الان وبشكل استثنائي الى جانب الحلفاء الطبيعيين له وهم الخالصيين وهيئة علماء المسلمين وكل مكونات المؤتمر التاسيسي الى جانب فصائل المقاومة الوطنية العراقية التي تتفق مع جوهر ما يعلنه الصدر لكنها لا تجد الا افعالا يرتكبها طائفيون يقدمون انفسهم كجزء من التيار مما يعقد موضوعة التقارب وهذا امر مدبر وله من يخططه ويموله ! ان خطبة الجمعة القادمة مناسبة هامة لكل وطنيي العراق ومخلصيه لاعلان الاصرار على كشف الحقائق كاملة امام الشعب ودون مواربة وتغطية ، ومن اجل تحقيق ذلك يجب اجراء تحقيق فوري نزيه ومهني ومحايد يشترك فيه ممثلون عن الكتل الوطنية المعارضة ، مثل هذا الاصرار يؤكد ان المتهم متنفذ وهذا بحد ذاته سيكون عامل مهم لتهدئة الخواطر وتوجيهها الوجهة التي يجب ان تكون ! ان المبادرة الوطنية لتشكيل لجان مشتركة بين المناطق للتنسيق الاعلامي والسياسي على اساس مبادرة خلع الاحتلال وتداعياته بكل اشكال المقاومة بما فيها المقاومة السلمية كجمع التواقيع المليونية والاعتصامات والاضرابات والمظاهرات ومطالبة السفراء وممثلي المنظمات الدولية والراي العام العالمي ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية بنقل راي الملايين العراقية المطالبة برحيل المحتلين ودون شرط اوقيد ، وتشكيل لجنة تنسيق من كل المخلصين لهذه الاهداف سياسيين وعشائر ورجال دين ومثقفين واحزاب ، كل هذا يساعد على قلب السحر على الساحر .
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدارات متشابكة
-
يا عمال العراق اتحدوا بوجه محتليكم !
-
اهتمام اعلامي رسمي ملفت بذكرى هزيمة حزيران !
-
ملاحظة حول عنوان الكتاب الشهري 4 للحوار المتمدن !
-
قصائد ارهابية
-
المرأة وطن
-
الاول من ايارعيد للطبقة المقاومة
-
مؤتمرات عراقية للتوطئة الواطئة !
-
عدوان -فلسطيني- على غزة !
-
الاحتلال يؤسس لنظام الاقطاع النفطي في العراق!
-
لا تشيني ديك ولا العراق دجاجة تبيض ذهبا اسود !
-
ليس على شرم الشيخ حرج
-
حاخامات المنطقة الخضراء يسعون لجعل احياء بغدادغيتوات جديدة
-
9 نيسان يوم كسوف شمس العراق
-
تفجير كل جسور العراق لن يصرف ازمة الاحتلال !
-
ليلة احتلال بغداد
-
الحرب في العراق لم تنتهي بعد !
-
قمة المطالب الامريكية !
-
حصاد الاحتلال المر
-
مراجع أم آلهة محنطة !
المزيد.....
-
معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن
...
-
عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و
...
-
هيركي عائلتي الكبيرة
-
نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم
...
-
غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
-
دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
-
بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
-
تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
-
في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة
...
-
لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|