أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال محمد تقي - مدارات متشابكة















المزيد.....


مدارات متشابكة


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 06:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



1 ـ دورة التيارات الفكرية المتغيرة والمرحلة!

مع كل عملية شهيق او زفير تحصل عملية تبادل وتحول واستهلاك وانتاج وتوزيع وانتشار وانحسار وتفاعل وتماثل تحصل برهنة على اعادة انتاج الحياة تحصل الاكسدة والتنقية والترقية والهدم والبناء ، يحصل التوازن الذي بدونه لا تستقيم الحياة !
مع كل عملية شهيق وزفير تموت فكرة فاسدة وتولد فكرة متعافية ، مع كل نفس من انفاس الناس تتلاقح في بالونات صدر الانسان وصدر الفضاء وصدور المجتمعات عناصر المادة والروح واينما تروح فهي لا تذهب هباء !
الافكار تطير من والى كل الاصقاع كالطيور والعصافير لا تمنعها من الطيران حدود ولا تحتاج لعبورها تأشيرة مرور ، وكما يقول ابن رشد لايمكن حبس الافكار فهي تتسرب الى الناس مع الهواء ، وهل يملك احدا ومهما بلغ به السلطان من منع الهواء ؟
هذا الانتشار وهذا التأثر وهذا الاخذ والعطاء وهذا التبادل وهذا التمثل اوالتقليد احيانا اوالتبني لا ينفذ الا عبر ثنائية متحولة باستمرار بين الطبيعة والانسان او بين انسان واخر ، وواضح ان الانسان دائما هو سيد هذه الثنائية والسيادة هنا تعود لقدرته الفذة على تسخير نتائجها لخدمته كوجود اجتماعي !
التفاعل بين الطبيعة وظواهرها او بين تجربة انسان واخر ، هو نتاج لرقي في عملية التطور الانساني وخاصية من خصائص ملكة التفكير الاجتماعي التي ساهمت بشكل حاسم في الفصل النهائي لمعشر البشرعن معشر الدواب !
العمل بحد ذاته كان وسيلة لتلبية حاجات الانسان المادية الاساسية ـ غذاء دواء كساء سكن ـ هذه الحاجات التي ارتبطت بغرائز البقاء الاولى كالجنس والطعام والهواء والعيش الجماعي ومن ثم الحلم الى محرك خاصته العاقلة ومفتاح حاجاته المستحدثة والذي اصبح فيما بعد حاجة هي ام الحاجات والتي نمت اثناء مراحل تطور الانسان وتسيدت على كل حاجاته الاخرى بل لا نغالي اذا قلنا انها فلسفة كل حاجاته الاخرى انها حاجة التفكير .
لقد ساهم العمل تاريخيا في تطوير وتراكم خبرات ومعارف الانسان وحصلت اثناء مسيرته هذه وعبر التاريخ ثورات وانتقالات كانت تتوالد عنها منجزات جديدة على الدوام ، من العصور الحجرية الى العصور المعدنية الى العصور الفخارية الى ثورة الزراعة والعجلة لتتوالى الثورات وبقفزات هائلة كانت تتجلى تمايزاتها في العشرين الف سنة الاخيرة من تاريخ البشرية حيث تكثف التجاوز الذي مازالت ابعاده عصية على القياس .
لقد نقل لنا اختراع الكتابة رموز حقيقية لسجل التحول ونضج التمايز الاجتماعي والتقاسم الوظيفي للعمل ان كان قسريا اوطوعيا اضافة الى صور من العالم الافتراضي الذي اخترعه الانسان الاول بادبه واساطيره واديانه ورسوماته والذي لم تتحقق بعد كل ابعاده ، لتنضح في عقدها الاخير اي في العشرة الاف سنة الاخيرة نضج اجتماعي بانقسامات طبقية واضحة .
ارتبط تطور الانسان المادي والروحي وكذلك نزوعه نحو التعلم والتجريب ومنذ الازل بصراعه مع الطبيعة والانسان الاخر ونفسه ايضا لاجل البقاء ، والصراع هنا هو جوهر ميكانزم التطور لديه ، فالحاجة ام الاختراع والاختراع ان تصنع شيء هو نتاج لتفسير حقيقة طبيعية ، وبالمعنى ذاته فان الحاجة هي ايضا ام الاكتشاف حتى وان جاءت عن طريق الصدفة لان الصدفة ذاتها هي حالة عابرة بين ضرورتين ثم حاجتين ، واذا حاولنا سبر اغوار تجليات تعبير هذه الصورة لدى الانسان من خلال تصوراته هو وما سطره من ملاحم واساطير واديان وتصورات فاننا نجد حتى فضول ادم وحواء لمعرفة سر تفاحة الجنة التي منعهم الله من الاقتراب منها او اكلها ، كان هو نوع من غريزة فضول المعرفة وبالتالي التجريب ثم التحدي لقد جعلهم هذا النزوع يدفعون ثمنا ابديا له ، كان عنوانا لمثيولوجيا مسيرة ابناء ادم وحواء حتى الان وهو منطلق ملحمي لسفرهم المعرفي الذي لم ينتهي بعد ، واذا كان الامر هكذا مع الله فتخيل الامربين البشر وهم يتحملون لوحدهم اوزار ما تجريه عليهم الطبيعة وما يجريه بعضهم على بعض !
يقول الكتاب المقدس : في البدء كانت الكلمة ، ويقول القرأن : " اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الانسان مالم يعلم " ، ويقول بودا : احبس فيك طاقة الكلام وحولها الى مادة روحية ، ويقول زرادشت الروح الخيرة اطهر من النار وهي لا تحترق فيه مهما لامسته ، اما الروح الشريرة فهي تحترق من اول ملامسة للهيبها ، ولكل روح مزاج عنوانه لغوها .
اللغة وعاء التفكير ، اللغة رموز للفكرة ، اللغة جسد حي يولد وينمو ويشيخ ويموت ، لكنه يتناسل وله اولاد واحفاد ، اللغة جدل داخلي وخارجي ، اللغة لغة لنفسها ولغة لغيرها !
تعددت اللغات والفكرة بصمتها ، والصورة والموسيقى والكثافة والابعاد والافتراض والامعقول عوالمها.
كلما ترجمت اللغة نفسها انتشرت ، وكلما انتشرت تطورت وتغيرت ، وكلما تصنمت تقوقعت واصبحت مصبا للغات اخرى متدفقة .
عندما اقام المأمون بيت الحكمة وسلط علمها على الترجمة تضاعف دورالعرب وازداد تاثيرهم باكثر مما فعلته الفتوح ، لقد فتح العرب للعالم كله عوالما جديدة من تلاقح الترجمات واللغات الحاضنة الطبيعية للافكار والاسرار فكانت ثورة فكرية جديدة اسست لما يعيشه العالم اليوم !
انظروا اليوم كم يترجم العرب كل العرب كم يطبع العرب كل العرب كم يقرء العرب كل العرب عندما تصلوا للنتائج ستعرفون ان تركيا مثلا ناهيك عن اسرائيل تترجم وتطبع وتقرأ اكثر من كل العرب ، وهذه واحدة من عللنا المسؤولة عن تخلفنا المرتبط بانحباس انفاس الحرية او جزء منها ! !


تيارات عابرة وتيارات دائرة :

تدور الدوائر او تنخرط باتجاه ثقب اسود متعاظم الجذب ، تيار فلسفي بجذور اسطورية مثالية ذاتية وموضوعية ، ومادية بدائية ومبتذلة وميتافيزيقية الى مادية جدلية ، تيار ديني بجذور اسطورية ونزعات ماورائية ومثالية ، الى تصوف وتمرد ، كالزهد والهيبية والدادائية ، والاعتزال ، الى الوجودية والبنيوية ، والتفكيكية ، والجدلية الجديدة ، الى العدمية ونهاية التاريخ !
امزجة ببصمة الصحراء او الجبل او الوادي او السهل ، مزاج نهري او بحري ، مزاج شمسي ام قمري، مطري او ثلجي ، رطب او جاف ، كلها تلون الافكار المارة عليها بلونها وتبصمه بمزاجها ويذهب طائرا وكانه تيار جديد ، نعم لقد اخذ واعطى ، نعم سيعود ويلف ويدور ولكن بحلة مختلفة حتما.




2 ـ هوامش في جدل الاحتلال والمقاومة والسلطة !

نتعلم من دراسة التجارب التاريخية المكررة حول موضوعة الاحتلال والتحريروالسلطة ، والدولة والثورة ، والثورات التي نجحت او التي تراجعت ، او التي بني على قيامها قاعدة للتحولات الجديدة اوالارتدادات الجديدة ، نتعلم من دروس المقاومات الظافرة والمتآكلة ، وانتكاساتها او فشلها في انجاز مهماتها للنهاية ، او نجاحها في صيانة نفسها من الوقوع بالمحذور ، والمحذور هنا هو السعي للسلطة وباي ثمن باعتبارها غنيمة الثورة ، والامثلة كثيرة سلبا وايجابا هذه التجربة الديغولية في فرنسا ، وتجربة غاندي وحزب المؤتمر الوطني الهندي ، وتجربة نلسن مانديلا والمؤتمر الوطني الافريقي ، اما امثلة الفشل فهي كثيرة لدرجة يصعب حصرها ، نتعلم منها رغم تعددية خصوصياتها ورغم اختلاف ظروفها ورغم نوعية التمايزات ، نتعلم منها مؤشرات عامة واسس جوهرية لا تختلف قوانينها الفاعلة هنا او هناك في فرنسا او الهند او جنوب افريقيا او الجزائر او فيتنام او افغانستان او الصومال او العراق ، تكرار التجارب يؤكد توفر ذات الشروط الموضوعية للحروب العالمية التي تتبلور بالمنافسة الاحتكارية لتقاسم العالم ولكل حسب ثقله الامبريالي الراس مالي والعسكري ، تكرار التجارب يعلمنا ان الاحتلالات الامبريالية هي هي لا تتغير من حيث مضامينها وحتى اشكالها ، والمتغير الوحيد فيها هو شكل تكرارها ، نتعلم ان اي عملية احتلال تفرز مقاومة لها تحاول ان تنفيها ويترتب على نتائج شكل العلاقة بينهما شكل الحالة القادمة ، وان التحرير بمعناه السياسي والعسكري هو الهدف الجامع لاطراف تلك المقاومة لكن العقدة ايضا في مرحلة مابعد التحرير فالقوى المتجذرة والشعبية حتى النخبوية التي لا يسيطر عليها العساكر والمغامرين ينحون منحى التعددية وترك الاختيار للمواطن ضمن اليات تداولية سلمية يضمنها الدستور والدولة التي تقام كمؤسسات راسخة ومستقرة لا تحركها اهواء السلطة .


3 ـ ذاكرة حية للوطنية العراقية


تختزن الذاكرة العراقية وقفات تاريخية كانت لها اروع الصور في مسيرة النضال الوطني العراقي والنضال القومي العربي التحرري المتشابك الاذرع مع حركة التحرر العالمية المناضلة ضد كل اشكال الاستغلال والاستعباد والهيمنة والتمييز .
ارتبطت هذه المناسبات بايام واشهر على مدار تقويم فصول السنة ، ومهما كان حولها مثمرا او جذبا ، صار اهل العراق يستبشرون بقدومها لانها جسدت ملاحم يتناقل التغني بها العراقيون جيل بعد جيل ، في حزيران حز لاذرع الانكليز في العراق ، في حزيران هبة عجاجة الرارنجية وفارسها شعلان ابو الجون لتتلاقى مع زوابع زوبع ومهندسها الشيخ ضاري ، لتشاد بوقفاتهم وعلى مر العقود صروح ثورة مازالت دروسها تؤجج النخوة والحمية الوطنية وهي عون معنوي لا ينضب كلما كانت الرياح عاصفة بسفينة الوطنيين الخلصاء من اهل العراق ، كانت آية شعبية ولوحة ثورية يتلاحم بها المعمم الصالح مع الملثم الجامح لتحرير الاوطان من ظلم المحتلين واعوانهم .
6 كانون الثاني :
ذكرى تأسيس جيش العراق ، بفصيل موسى الكاظم واركانه التي انحنت لها اركان الجيوش اعترافا له بالعسكرية الفذة والقدرة على الخلق في علوم كانوا اكثر من اهلها ، جعفر العسكري ، وبكر صدقي ، وجمال جميل العراقي ، وصلاح الدين الصباغ وماهرعبدالرشيد وفيالقهم التي لا حدود لتواليها .
اذار واخيه نيسان :
ربيعي الوطن ومجاله الحيوي عمالا وشبابا ونساءا وطلبة وكسبة ، في 31 اذار تشكلت اول نواة لحزب ثوري من طراز جديد حزب للكادحين والمعدمين حزب عروته الوثقى وطنيته الحقة المتلاقية لقاء القلوب الصافية مع حركة التحرر القومي والاممي ، في 7 نيسان تأسس حزب البعث العربي الاشتراكي في دمشق ليعانق شباب العراق ، من عراقنا الثاني سوريا تسرب مع مياه الفرات ، لوثبات وحماسات الباعثون للدور الذي كان مطلوبا للتنوير والتدبير .
تموز وما ادراك ما تموز :
تمور ترطبها حرارة تمور ،
تموز ينضج المقصور والمطمور ،
تموز عريس عشتار ،
في تموز اسقطت بغداد حلفا البسوها اياه دون مناسبة ، بغداد اسقطت حلفهم ونزعت عنها جلباب الفاتحين وذكرت مود بانها لن تنسى ان ترد له الصاع صاعين ، بغداد عصفت بسراق واحتكارات نفطها وكأن التأميم العظيم بعد 17 تموز هو استئناف لقانون رقم 80 حيث سحب امتياز التنقيب في العراق وحصره بالعراق وحكومته الوطنية .
تموز لن يبارح تاريخ العراق تموز عصي على الاحتراق !
قبله وبعده مسافات من التاريخ الدائر الذي تقع عناوينه على مسميات تبلغ الحول كله ، ايار وايلول وتشرين الاول وتشرين الثاني وكانون الاول ، كل ايام السنة في العراق لها شواهد ، وكانها تعاهد الانفاس الصاعدة والنازلة على المنازلات التي لاتنقطع !
تموز نجيب الربيعي وكامل الجادرجي وعبد الكريم قاسم والاخوين عارف وعبد الرحمن البزاز واحمد حسن البكر وعماش وهدى صالح مهدي عماش .
تموز يقرع الناقوس للتموزيون الجدد لابطال المقاومة حملة روح الوطنية العراقية وعقيدتها العسكرية الفذة !
هاجموا العراق في اذار واحتلوه في نيسان وقبل ذلك كله حاصروه بفريق كامل من عجاف السنين اثنى عشرة سنة بالتمام والكمال !
اذار ونيسان لم يتركا العراق بلا تقويم كانا مع المقاومين كتفا بكتف ولم يلزما الصمت ولم يؤمنا يوما بالتسليم سيكونان عيدا التحرير الحقيقي والاستقلال الناجز والتاميم المدور !
اذار يذكر نيسان بحالة بغداد ايام غزو الجراد المغولي والتتري والانكليزي ، ويقول له كان الغزو الغابر ارحم رغم تلون ماء دجلة بحبر العلوم ودماء الاهالي ، انه لم يكن يملك كل هذه العدة من ادوات الابادة وهذا الباع من قتل الاهالي بالاهالي !
نيسان يقول لاذار لاتبالي فبغداد لا تبالي ، اذا دخلها الوباء تشرنقه بدبس طلاسمها تداوي ، قد تمرض لكنها لن تموت وهذا عهدها ووعد التاريخ لها مذ الايام الخوالي ، لا تبالي !

الله الله يا ابطال العراق :

وانتم تقاومون :
تستحضرون عذاباتكم تستحضرون احلامكم تستحضرون دفء مواقدكم تستحضرون الغد الذي سيكون افضل من اليوم تستحضرون النخوة والحمية تستحضرون حب العراق وحب اهله اهلنا ، تستحضرون بغداد ام الجميع وعمود البيت العراقي الذي لا ينكسر ومهما اشتدت رياح الغدر ، تستحضرون البصرة الطيبة ام الجنوب تستحضرون الموصل ام الشمال وربيعيه ، تستحضرون نكباتنا التي لم تستثني احدا تستحضرون كل الاسماء التي تزيدنا عزما .
في 9 نيسان طمست جحافل الغدر في رمالنا وسوف لن تنجو سالمة !
مادام لنا مع كل حبة رمل اسم وذاكرة سوف لن ينجو المحتل بجريمته ، سوف لن ينجو العملاء من عقابهم وان غدا لناظره قريب .
لن يتمكنوا من الاسماء فالاسماء عندنا جذور وبذور تنتشر مع كل هفهفة سعفة لنخلة في حديقة الدار،
الاسماء عندنا اسرار ، خلف ، وعبود ، وجاسم ، وفطومة ، ومحيبس ، وحجل ، وماهود ، وخريبط ، ومحيسن ، وزاير ، وحمة ، وخرخاشة ، وردام ، وعباس ، وحسنة ، ومهاوش ، وزرية ، ومجيدة ،
كلها اسماء هي طلاسم للشكو ماكو التي حيرت احفاد العم سام فاخذوها ككلمة سر يجب فك رموزها لمعرفة سر اسرار الحالة العراقية دون جدوى ! ؟ . . .
هذه وجوه منها ، ووجوه الاسماء عندنا غزيرة وجديرة بالتأمل لو انطفأ اسم منها تنفلق بذرته لاسم اخر يحل مكانه ، وجوه ووجوه لاسماء لا تنتهي ولا تنسى !

اقرأ
وابدأ بالذي رأي

كلكامش ونبوخذ نصر وحامورابي وسرجون الاكادي واشور بانيبال والنعمان والمثنى وعلي والحسين ومالك والمختار وابو حنيفة والمنصور والرشيد والمعتصم .

وواصل

وأقرأ

شعلان ابو الجون وحارث الضاري ومحمد تقي الشيرازي ومحسن السعدون وعلي الوردي والخالصي وفدعة والحبوبي والزهاوي والرصافي ومحمد صديق شنشل وعزيز شريف وفهد وسلام عادل وفؤاد الركابي وزكي خيري والجواهري وخير الدين حسيب وحنا بطاطو وباقر ابراهيم وارا اخاجادور ومظفر النواب والسياب ونازك الملائكة وسعدي يوسف ولميعة عباس عمارة وعزيز علي وهادي العلوي ، وعبد العزيز الدوري واحمد الخليل ، كلها اسماء تتراقص مع اسماء ، اسماء تستأنف اسماء .
اكتب
واقرأ

الاسماء القادمة . .

ابعد كل هذا ينجو من ابتلى في ايذاءها ويعود ليدنس رملاتنا الحبيبات ؟ ؟

4 ـ الفا ليلة وليلة من ليالي الانحطاط

ياسادة ياكرام لا اسرد عليكم حكايات من سالف العصر والاوان انها حكايات هذه الايام ، حكايات يشيب لها راس الوليد ، ويرميها بحجر اسود لهول فضاعاتها كل ذي عقل رشيد ، ويتقزز من مشاهدها الحليم قريب كان ام بعيد ، ويقاوم شرورها كل انسان نبيل ناصر للحق وخاذل للباطل القديم منه والجديد ، ليالي لايريد انقشاعها من يعيش تحت ظلامها الدامس المبتلين بها من اهالي بغداد فقط بل كل اهل الارض من الشرفاء والرحماء من رافضي ليالي الموت وربط الشعوب بقيود الاسر وحبسهم باسوار من نار وحديد !
كانت في الجد والهزل بغداد ام العواصم ، في سمرات لياليها الملاح ايام كانت دار للسلام ، يعزف زرياب الحانا ترقص على انغامها الطيور ، وكان الحرفيون والتجار والعتالون والحلاجون ينظمون طبقاتهم بالنقابات ذات الحقوق والواجبات ، اما طبقات الشعراء والعلماء فحدث ولا حرج ، حتى الصحافون والمترجمون والكتبة قد علا شأنهم وصارت نتاجاتهم لا تقدر بمال ، فالحال ياسادة ياكرام كان اروع حال ، بغداد لم تكن مركزا عاديا للخلافة انها مركزا للعلم والترجمة والتجارة بل كانت اكبر مجمع عالمي للتجميع والتفكيك والتركيب والتحليل والابداع والانتاج والاستيراد والتصدير ، كان بريد اخبارها ينتشر مع الريح مع كل طيور المعمورة التي تغادرها وتحط على محطاتها وتقفل راجعة اليها لتستريح ، كان لا يستريح الدهر الا في ظلال بساتينها المتبغددة ، كانت ريحها دواء يشفي العليل ، وكم عليل في هواها استطابا و طابا ؟
حتى اذا حل فيها طاعون الاحتلال فقلب حالها من حال الى حال ، قالوا ستنقضي لياليها الحزينة بعد ان تمر على البلاد ستة اعوام عجاف يذبح بها الغول شهرزاد وشهريار وكل ابطال الحكايات ، وبعدها تعود لبغداد لياليها الاصيلة وستحكي حكاياتها كل المحطات والسهرات وسيغنيها في المدارس البنات والاولاد.


5 ـ مراجع أم آلهة محنطة !

لايتحول الدين بذاته من حالة الى اخرى ، وهذا امر مسلم به ، لانه رسالة الاهية تم تبليغها ، وهي واضحة لعيان كل مهتم بالتعرف عليها وعلى معانيها ودون مشقة ، بسبب من انتشار المعرفة بكل انواعها وسهولة الحصول على اي معلومة كانت نتيجة التطور الهائل لوسائل الاتصال ، انما التحول يحصل في الساعين باسمه مستخدمين اياه كوسيلة رائجة لتحقيق اهداف شتى واخطرها على الاطلاق الاهداف السياسية ،انهم لا يسعون لتحقيق رحمة بها انما جسر لعبور تنفذهم على الدنيا والاخرة بنقمة تتلبس الدين الذي لا يتحول وانما هم المتحولون !
عندها يتحول الدين من رحمة الى نقمة ، فهو رحمة لانه جاء كاستجابة لحاجات روحية وتاريخية واجتماعية عديدة اغلبها يرمي للمساهمة في ارشاد الناس ودفعهم للخلاص من اضطرابهم ومحنهم واصلاح حالهم بفعل قوة الاعتقاد المأخوذة بالوجوب الالهي الذي لامناص من طاعته !

كل بدعة ضلالة وكل ضلالة الى النار:

لامرجعية اسلامية حقيقية لكل الذي يشيعه السدنة الجدد باسم الدين ، والدين منها براء ، انهم يتلبسون مظاهر التدين ، ثم ينحرفون بالدين ذاته نحو اغراض مختلقة هي غير اغراضه ومقاصده التي تنص في جوهرها على اعتبار العمل المنتج عبادة لان مقصده الفائدة الشخصية والعامة ، والدفاع عن الاوطان بوجه الغزاة والمحتلين فرض عين لا تأويل فيه ، وان وحدة الامة واجتماعها في السراء والضراء وعلى كلمة سواء من الاولويات ، واعتبار كل البشر ابناءا لادم وحواء وبالتالي من الالزام التكافل معهم وعلى اختلاف مللهم ونحلهم ، والنساء شقيقات للرجال لهن ما لهم وعليهن ما عليهم ، فاين هذا مما يدعيه ويفتي به المعممون وباسم الدين وتحت اسماء وصفات لا حصر لها ولاشتقاقاتها ـ أئمة وآيات وشيوخ ومراجع عظام وحجج الاسلام وكاشفي غطاؤه ، اوالسادة الاشراف ـ وكاننا نعيش عصور ماقبل الجاهلية !
يهدفون بذلك سوق الناس الى حلقات تدور حول نفسها بايقاع يغيب الحاضر لصالح العيش الماضوي الذي لا يوجد الا بالتلافيف التالفة لاصحابها ، لتتفشى عدواهم بالحث والضغط والتنفيس على البلاد والعباد فتستشري اعراض الاغتراب والتغرب والاكتئاب والاستلاب والتسلب ، واليعم الامة النكوص والقنوط والتقوقع والتآكل !
ان مواجهة هذا الوباء المستشري باسم الدين هو مهمة وطنية وقومية واسلامية واممية ايضا لانها تقبح وجه الاسلام عالميا ، فالدين قرين للمسامحة والسلام والنوايا الطيبة وهو بمعنى من المعانى رابطة خاصة بتفاصيلها بين الفرد وربه وبالمعنى العام هو خيط روحي يغذي الحالة المعنوية للمجتمع بعوامل التماسك وعمل الخير بكل معانيه .
لقد علمنا التاريخ ان انحراف مستخدمي الدين عن غاياته الحقيقية يؤدي الى كوارث وحروب اهلية ونكبات ستجعل الناس بالنتيجة يكفرون بالدين كله ، كما حصل ذلك في اوروبا ايام حكم الكنيسة وايام الحروب الاهلية بين البروتستانت والكاثوليك ، ومن لم يتعلم من التاريخ فعليه ان يغادره واذا لم يفعل فعلى الناس ونخبهم الحية التصدي لهؤلاء المدعين الجهلة وتحجيمهم !
ان الدور التخريبي الشامل لهذه المرجعيات والمشايخ وتمكن قوى الهيمنة العالمية واتباعها من حكام ومرتزقة من توظيف دورها واستخدامه كستار لجرائمها وتمرير مشاريعها المضرة اشد الضرر بالاوطان والسكان يستدعي التصدي لها وكشف حقيقتها وتعريتها من كل لبوس تتبجح بالتقديس المزيف والوصاية على الدين واهله ، فالدين علاقة بين الناس وربهم ولا ضرورة لوجود سماسرة يتوسطون تلك العلاقة وان النشاط العام لدور العبادة يمكن ان تنظم دون سطوة خدمها او المشتغلين بها واحكام الدين هي مدغمة بقوانين المجتمع ولا داعي لوجود من ينصب نفسه لحماية الدين منها ، فاللدين دوما رب يحميه ، لهذا كله علينا ان لا نعطي لامثال هؤلاء قدرا لا يستحقونه ، علينا تجاهل ما يدعونه وهنا سيكون انقراضهم امر حتمي ، اي نحن من يجعل منهم شيء او لا شيء ايضا ، لذلك تقع على عاتقنا مهمة كشف الحقيقة ، وفي المجتمع مؤسسات تنور العقول وتمنح العباد ادوات معرفية تساعدهم على استيفاء احتياجاتهم واتخاذ المواقف المناسبة والتمييز بين المعقول والمخبول ، والناس ناس لانهم يميزون بين الصالح والطالح ، فلا ولي لامري غير نفسي ، ضميري واخلاقي ، وتنتهي حريتي عند حدود حرية الاخرين ، وانا لست بببغاء لأقلد اي انسان كان ، فكيف بطوطم محنط لا يضيف وجوده غير الالتباس والغموض ؟ !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عمال العراق اتحدوا بوجه محتليكم !
- اهتمام اعلامي رسمي ملفت بذكرى هزيمة حزيران !
- ملاحظة حول عنوان الكتاب الشهري 4 للحوار المتمدن !
- قصائد ارهابية
- المرأة وطن
- الاول من ايارعيد للطبقة المقاومة
- مؤتمرات عراقية للتوطئة الواطئة !
- عدوان -فلسطيني- على غزة !
- الاحتلال يؤسس لنظام الاقطاع النفطي في العراق!
- لا تشيني ديك ولا العراق دجاجة تبيض ذهبا اسود !
- ليس على شرم الشيخ حرج
- حاخامات المنطقة الخضراء يسعون لجعل احياء بغدادغيتوات جديدة
- 9 نيسان يوم كسوف شمس العراق
- تفجير كل جسور العراق لن يصرف ازمة الاحتلال !
- ليلة احتلال بغداد
- الحرب في العراق لم تنتهي بعد !
- قمة المطالب الامريكية !
- حصاد الاحتلال المر
- مراجع أم آلهة محنطة !
- بوش يسعى لحلف بغداد جديد


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمال محمد تقي - مدارات متشابكة