أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - غزة تحك ظهرها !















المزيد.....

غزة تحك ظهرها !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاقربون اولى بالمعروف ، قاعدة تعاملية اسلامية ، ومنطقية وعملية ايضا ، وتطبيقها يعود بالخير على طرفي المعادلة الفاعل والمتلقي ، غزة هي الاقرب لمصر من كل اوصال الجسد الفلسطيني المقطع وهي بالتالي المتلقي الاول للمعروف المصري او المنكر المصري ، غزة بوابة مصر شرقا نحو مشارق العرب ونحومركز قضيتهم المركزية فلسطين ، غزة كانت ومازالت على يقين بان ظهرها مؤمن ، وبانه الجهة الوحيدة التي لا تأتيها منه الطعنات ، هذا اليقين لم يأت من سراب ، انه معتق بعبق التاريخ البعيد والقريب وبوشائج تداخل الادوار والاقوام فغزة متصاهرة تاريخيا مع سيناء ، ولها اخوات على الساحل الشمالي منها ، حتى انك لا تميز بين رفح الفلسطينية والمصرية .
مرت غزة باشكال متقلبة ومختلفة من اتصالات الجيرة منذ ان احتلتها اسرائيل في عدوان عام 1967 حيث انتزعتها كما انتزعت كل سيناء من حكم الادارة المصرية للقطاع ومارست عليها وعلى عمقها سيناء ابشع انواع التغييب والعزل حتى ان آثار هذا التأثير مازال مستمرا على الرغم من استعادة مصر لسيناءها بعد اتفاقية كامب ديفيد بسنوات ، ورغم دخول منظمة التحرير الفلسطنية غزة تطبيقا لاتفاقيات اوسلو وتحديدا اتفاقية غزة اريحا اولا ، حيث دخل ياسر عرفات غزة من البوابة المصرية ، من رفح المصرية وبجهد وغطاء حكومي مصري واضح ، بقيت غزة هي المعبر والبوابة والميناء والسماء .
لم يتغير الحال كثيرا بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ، غزة عبأ فلسطيني مكثف على اسرائيل كانت ومازالت ، غزة بعد حلول الادارة الجديدة لها ادارة السلطة الوطنية ، كانت قد خضعت لرهان اسرائيلي امريكي عربي رسمي مبكر الا وهو كسر ارادة قوى الانتفاضة الشعبية الفلسطينية فيها وفي الضفة بعد ان عجزت اسرائيل في القضاء عليها بالاساليب القديمة ، وذلك بواسطة وضع القوى الفلسطينية في زاوية تناقضاتها الداخلية ، وتبريزها باستدعاء منظمة التحرير وتحديدا فتح لتستلم ادارة الاجزاء المزعجة جدا من الجسد الفلسطيني بعد تقطيعه وتحويله الى كانتونات وسجون كبيرة لايملك مفاتيحها الا اسرائيل ومر اكثر من عقد والحال هو الحال ، الفارق الوحيد ان دخول منظمة التحرير وتحديدا فتح قد كرس سيطرة التيار الاسلامي على الشارع الفلسطيني حيث فشلت فتح ومن معها في كسب ثقته لا على صعيد النهج السياسي ولا على صعيد النزاهة بمختلف معانيها ، وبقيت الحالة الفلسطينية تعاني من ازدواجية واحباطات متتالية كان اخرها حبس عرفات رمز النضال الفلسطيني المعترف به والمنتخب والشرعي ثم اغتياله وببرود قل نظيره ، كان وقتها ظهير غزة لا يجروء على فعل شيء حتى اذا اراد ، ولم يخرج الرئيس من حبسته الا بعد ان ايقنوا انه سيموت حتما ولم يخرج كعادته لديار الشقيق الاكبر بل كان الغريب اكثر استعدادا لترحيب به ومات الرجل في باريس ليرجع جثمانا يعبر معابر رفح الى حيث مثواه الاخير في باحة محبسه التي كانوا يسمونها مقر سلطته ـ المقاطعة ـ !
وعندما حاولت القوى الاكثر شعبية في فلسطين المحتلة تجريب حظها بالادارة مركزة على معالجة فساد الادارة الاولى نسيت او تناست ان لعبة الادارة لا تعني مجرد من يفوز بالاغلبية وانما من يتفق مع اصحاب الاتفاق الاول ومن يحسم خياراته على برمجة رضى الخصم فالخصم هنا خصم وحكم !
ربما ارادت حماس سحب البساط من تحت من يخططون لسحب بساطها ؟ ربما ارادت ان تزاوج بين اوراق الضغط المقاوم وبين ممارسة الادارة ؟ ربما ارادت ان تعطي درسا في النزاهة ؟ ربما ارادت حماس ان تكون اكثر واقعية بممارسة نوع من السلطة على حساب نوع من الرومانسية الجهادية ؟
او انها اخذت بكل هذه الدوافع خاصة وانها فقدت اغلب اعضاء الصف الاول من قياديها في الداخل وان ثقلها القيادي المؤثر انحسر بالخارج وتاثيراته ؟
المهم انها جربت وبدون شروط معلنة دخول الانتخابات التشريعية وفازت بها وكانت الانتخابات باعتراف الاصدقاء والاعداء نزيهة تماما ، خسرت فتح ولاول مرة المركز الاول وقامت الدنيا ولم تقعد حتى الان !
وهنا بدأت ضغوط الصراع الداخلي والخارجي من اجل ترويض اندفاعة حماس بل وتحويلها الى كمين يجعلها تفقد فيه رصيدها بل وجودها ، فكانت كل المحاولات تجري لافشال ومحاصرة وحبس اي ترجمة حقيقية لوجود سلطة فلسطينية ومجلس تشريعي تقوده حماس ، وعليه كان موقع الرئيس فقط هو الفاعل لان كل المحيطين لا يريدون حماس وعلى راس هؤلاء اسرائيل وامريكا وبعض العرب المحكومين امريكيا !

دور مصر يتعزز باعانة كل الفلسطينيين لتجاوزمحنتهم :

دعم امريكي اسرائيلي اوروبي الى عباس وما اتخذه من قرارات بحل حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة سلام فياض الذي كان بمثابة مدير البنك الفلسطيني بيده كل خيوط ومواثيق وخرائط دهاليز اموال السلطة والمنح والهبات والاصول المالية الدائرة هنا وهناك وله صلات مع البنوك العدوة والصديقة ، يجعل اي مراقب يعتقد ان كل هؤلاء كانوا ينتظرون الحدث او كانوا يدفعون باتجاهه !
ان عزل حماس عن السلطة وتحميلها منفردة مسؤولية المصادمات الدامية والتصفوية التي حصلت في غزة وادت الى سيطرة قوات حماس على القطاع وارتكابهم اخطاء فادحة بحق انفسهم وشعبهم ، ثم ما تلاها من اعمال انتقامية في الضفة الغربية تؤكد ان الطرف الاخر الرابض بها لم يكن ملاكا ايضا !
عزل حماس هو الانقلاب بعينه ، فالمجلس التشريعي معطل بقرار اسرائيلي لانها تعتقل وتعطل حركة الكثير من اعضائه ، ومع رفض الرباعية بالتعامل مع اي شرعية فلسطينية فيها حماس ، واصرارها على حصر التعامل او الاعتراف بشخص عباس وجهازه الامني ( الامن الوقائي + حرس الرئاسة ) ومنذ اكثر من سنة ونصف وهي فترة مشاركة حماس في السلطة ثم ضغط عباس وجناحه العسكري والتنظيمي غير القاعدي في فتح المتضرر من التحول الجديد ( المجلس الثوري + اللجنة المركزية ) على حكومة هنية لجعلها جهاز تابع للرئاسة لتبني ومحاولة احراجها واستنزافها حيث رفضت قيادة فتح حكومة الوحدة منذ البداية وراحت تراهن على عدم ترحيب الرباعية بها لاسقاطها !
وعندما لم تستسلم حماس للامر الواقع المفروض والمدبر اخذت الامور منحى التصادم الذي كان محوره هو الاجهزة الامنية واستقلاليتها عن الحكومة وارتباطها بعباس وتكتل دحلان ورشيد ابو شباك.

كان خطاب عباس التصعيدي الاخير امام المجلس المركزي لمنظمة لتحرير في رام الله يؤكد ان الجناح المتهافت في فتح وسلطتها والذي كشف عن رغبته بعودة الامور الى ماقبل الانتخابات نجح وافلح في استثمار الحالة الغزاوية لاجل الانفراد مجددا بالسلطة المرهونة بتنفيذ شروط الرباعية ومن يتحكم بها "امريكا دوليا واقليميا واسرائيل ميدانيا " !
وبالعكس من ذلك فان قيادة حماس المتعقلة تلح على كونها جزء من السلطة وهي لم تنقلب على الرئاسة بل تعترف بها وتريدها ان تدرك ان اجهزتها الامنية غير نزيهة لا وطنيا ولا مهنيا والادلة كثيرة واغلبها بايدي حكومة هنية فالوثائق الماخوذة من اجهزة محمد دحلان ورشيد ابوشباك تكشف عن خفايا تورط هذه الاجهزة مع المخابرات الاسرائيلية والامريكية ، ولذلك تصر حماس على ضرورة تفعيل عمل لجنة تقصي الحقائق العربية ، اما الرئاسة فلا تتمناها لكنها تخجل من رفضها العلني لها !
نعم الجميع مطالب بفتح ملفاته امام الشعب الفلسطيني فليس مهما من سيدفع الثمن من الفصائل وانما الاهم هو السلم الاجتماعي الفلسطيني .
ليس لاي طرف قدسية ما او فوق مستوى الشبهات وعليه فالمطلوب معالجات مسؤولة تتجاوز المصالح الحزبية الضيقة لفتح او حماس .
وعلى هذا الطريق كل الانظار تتوجه نحو مصر وما فعلته وما يجب ان تفعله ، مصر مطالبة من اجلها هي ومن اجل امنها الوطني ان تجمع شمل الفلسطينيين ثانية وعلى كلمة سواء ، لاكما نسمع اليوم بانها ستنقل ممثليتها من غزة الى الضفة ، ولا بمنع قيادات حماس من دخول الاراضي المصرية ، ولا بالاسهام باحكام الحصار على غزة ، فالحصار ان اطبق جناحيه من الاعداء والاقرباء من الامام ومن الخلف ، سيكون مشروعا لانفجار لا يحمد عقباه !
عمر سليمان عليه ان يكون حكما نزيها لا خصما لطرف من الاطراف ثم ياتي ليقول: اين دوري ؟
هذه السعودية مثلا طالبت كل الاطراف الالتزام مجددا باتفاقات مكة ، لا يهم ان بقي سلام فياض رئيسا لوزراء حكومة غير طارئة او ان يكون محله اي فلسطيني مخلص مستقل وكفوء ، وان يصبح هنية نائبا للرئيس ابو مازن اويتقاعد كل هذا لايهم المهم ان لا تتقاسم فتح وحماس السلطة الفعلية واحدة في غزة واخرى في القطاع على حساب هذا الشعب الذي لم يستبقي شيئا لم يعطيه ، ويعلنان في العلن ان هناك سلطة واحدة !
مصر من واجبها ان لا تجعل غزة تحك ظهرها من خدش الاقرباء ، اكثر من مليون ونصف فلسطيني في غزة لا يستحقون من العرب غير المساعدة وفتح الابواب المغلقة بوجوههم .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفس العضّة
- مدارات متشابكة
- يا عمال العراق اتحدوا بوجه محتليكم !
- اهتمام اعلامي رسمي ملفت بذكرى هزيمة حزيران !
- ملاحظة حول عنوان الكتاب الشهري 4 للحوار المتمدن !
- قصائد ارهابية
- المرأة وطن
- الاول من ايارعيد للطبقة المقاومة
- مؤتمرات عراقية للتوطئة الواطئة !
- عدوان -فلسطيني- على غزة !
- الاحتلال يؤسس لنظام الاقطاع النفطي في العراق!
- لا تشيني ديك ولا العراق دجاجة تبيض ذهبا اسود !
- ليس على شرم الشيخ حرج
- حاخامات المنطقة الخضراء يسعون لجعل احياء بغدادغيتوات جديدة
- 9 نيسان يوم كسوف شمس العراق
- تفجير كل جسور العراق لن يصرف ازمة الاحتلال !
- ليلة احتلال بغداد
- الحرب في العراق لم تنتهي بعد !
- قمة المطالب الامريكية !
- حصاد الاحتلال المر


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - غزة تحك ظهرها !