أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الامل وليس الجراح














المزيد.....

الامل وليس الجراح


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2021 - 2007 / 8 / 28 - 10:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


الوقت الفلسطيني يمر سريعاً، يتسرب من بين الأصابع، يحترق بلا دخان، ينتحر بلا ضجيج، والسبب وراء هذه الخاصية المحزنة لاحتراق الوقت الفلسطيني، أن القوى من حولنا، إقليمية ودولية، لا تعاني ما نعانيه، ولا تواجه ما نواجه من خطر وجودي، حتى أولئك الذين يطلقون تصريحات نارية ضد إسرائيل فتلوح لهم بسلاحها النووي الموجود منذ الخمسينات، يعلمون علم اليقين أن تصريحاتهم النارية لا تؤخذ على محمل الجد، كما أن تلويحات إسرائيل النووية في وجوههم لا يعادلها خطر موضوعي، بل أكثره كلام في كلام، وما أقسى أن يقع شعب مثل شعبنا – فقد أرضه وكيانه – في مصائد كلام الآخرين.

ولقد علمتنا التجارب:

أن العذابات والصعوبات والخسائر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تحت أضواء خافتة، وبلغة هامسة أحياناً، هي أكثر ألف مرّة، وأقسى ألف مرّة مما يتعرض له الآخرين حولنا، الذين تدار الأمور بشأنهم بلغة صاخبة بينما الأفعال على الأرض هينة وسهلة! أنظروا إلى حصارهم الذي تخترقه عشرات الدول ومئات الشركات الكبرى التي في حجم الدول! بينما الحصار المفروض علينا لا تستطيع أن تخترقه حتى ولا نسائم الهواء، ولا قطرات الماء! حصار خانق، حصار للإنسان أينما ولّى وجهه، وحصار للبضائع الخارجة والداخلة، وحصار لقوة العمل، وللطالب حتى لا يدرس، والمريض حتى لا يعالج، والغائب حتى لا يعود!





كان لا بد من هذه اللوحة الحزينة:

لكي أمهّد للفكرة الأساسية، وهي خطورة ما يجري بيننا، وبأيدينا، في ساحاتنا، في زمن الاحتراق السريع، حيث المراقب لما يقال، وما يحدث، قد يصل إلى نتيجة مشوّهة، وشاذّة، ومؤلمة، ومهينة، وهي أن الفلسطينيين ليس لهم عدو أكثر من أنفسهم، ولم يلحق بهم أحد من الأذى قدر ما ألحقوه بأنفسهم! ورغم أن هذا الاستنتاج مخادع تماماً، وزائف تماماً، لأنه حتى ما فعلناه بأنفسنا ليس سوى إعادة إنتاج لما فعله أعداؤنا بنا على مرّ السنوات، ابتداءً من أول مذبحة، وأول عملية طرد، وأول حالة إنكار، وصولاً إلى صورة الجاني على نفسه، صورة الجلاد والضحية في آنٍ واحد!

من المسئول عن ذلك؟؟

إن المسئول عن ذلك هو هذا الحجم من هوس الذات المريضة، لدرجة أننا لو جمعنا ما قلناه عن بعضنا اتهاماً وتبريراً وهروباً وتغطية من الخامس والعشرين من يناير 2006، أو منذ الرابع عشر من حزيران 2007، أو حتى خلال يوم واحد، لو جمعنا كل ما قلناه، كل ما اتهمنا به بعضنا، كل ما حاولنا إثباته وهو خطأ فادح، وكل ما حاولنا تبرئته وهو الخطيئة بعينها، وكل ما تفاخرنا به وهو الخسران المبين، لو جمعنا كل ذلك لوصلنا إلى حقيقة كبرى وهي أننا لا نصلح لشيء، أليس هذا حراماً وألف حرام، أوليس هذا ظلماً لأنفسنا ويا له من ظلم؟؟






ماذا إذاً؟؟

هل نبكي على حالنا فقط، وهل نغسل غشاوة دموعنا بالدموع؟

تعالوا نحاول، ونحاول، دون أن نرتد على أعقابنا خاسرين! تعالوا نراهن على الأمل ولا نعبد جراحنا التي صنعناها بأيدينا! تعالوا نفقد ذاكرة كل خسارة سببناها لأنفسنا! تعالوا نتعلم كيف نقيم الحد على أعدائنا الذين صادروا حقنا في المستقبل، بدل أن ننصب المشانق لنوايانا ضد بعضنا!

آه.. ما أصعب اللحظة الفلسطينية الراهنة، وما أقسى هذا الانتصار الشاذ والقبيح القائم على نظرية تدمير الذات بالذات، واستفحال الثأر الشخصي، واعتناق دين لا ينتمي لأرض أو لسماء اسمه دين الحقد والكراهية، لأن ثمة ما يغرينا بكراهية أنفسنا وهو ضعفنا، وهواننا على أنفسنا، فكيف لا نهون على الناس.

حتى لو كان الأمل صعباً، فلماذا لا نحاول أن نزرع في صحراء الجفاف الأحمق، والخوف المرعوب، وامتهان الذات الجماعية، شجرة نرويها بماء حياتنا، شجرة الأمل.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساحاول ان الملم اشلائي
- الجريمه المستوطنة ارتفاع في المعدلات وتطرف في الارتكاب
- في وصف الحبيبه
- هل غزة تحتمل الانتظار ؟
- المراة الفلسطينيه انكسار في قلب المحنه
- اعلنت عليكم الرده
- السلام والخريف
- ما اعمق الجراح ؟
- الياس والامل
- ضخامه الاوهام والحقائق المره
- الفلسطينيون مشتاقون للفرح
- سان كلو على الطريق الفلسطينيه
- لا تكسروا رايه الحلم
- عوده الروح
- لا وقت للبكاء؟؟
- ضحايا في دور الجلادين
- الاعلام وتشويه الذات الوطنيه
- الاعلام وتشويه الذات الوطنيه 2
- البكاء على مجد ضائع
- الاصل والبديل!!


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - الامل وليس الجراح