أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - هل غزة تحتمل الانتظار ؟














المزيد.....

هل غزة تحتمل الانتظار ؟


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما بين فوضى العدوان الإسرائيلي المتكرر ضد قطاع غزه, والفوضى الداخلية التي تطل برأسها بقوة بين وقت وأخر, هناك خيط رفيع بعض العقلاء يرونه بوضوح, وبعض المغالين في الوهم يتجاهلونه تماما.

هذا الخيط الرفيع:
يتمثل في أن قطاع غزه لا يمتلك العناصر التي تؤهله ليكون لوحده نموذجا ايجابيا , وان كل المحاولات التي جرت منذ العام 1949 لجعل قطاع غزه يلعب دورا بقواه ألذاتيه باءت جميعها بالفشل المأساوي , ابتداءا من تجربه إنشاء حكومة عموم فلسطين !
وانتهاءا بفكرة غزه أولا !
وان سهولة اقتطاع غزة وعزلها عن الكل الفلسطيني كثيرا ما أغرت العديدين بالمحاولة , ولكنها ارتدت بالفشل السريع، وذلك لأسباب سياسية وجغرافية واقتصادية وأمنية، وحتى لو ترك قطاع غزة حرّاً في حدوده ومعابره ونقاط اتصاله مع العالم، فإن هذا الشريط الضيق من الأرض المزدحم بكثافة سكانية متضخمة، لن يستطيع التخلص من مشاكله التي ينتجها موضوعياً إلا بمساعدة الآخرين، وبكونه جزءاً عضوياً من كيان سياسي أكبر! بل إن إسرائيل نفسها التي احتلت القدس والضفة الغربية وقطاع غزة منذ العام 1967، أدركت في وقتٍ مبكر، أن احتلالها لقطاع غزة يكلفها من الأعباء الإستراتيجية أكثر مما يحقق لها من فوائد على صعيد منظومتها الأمنية، ولذلك كان قطاع غزة مطروحاً دائماً على بساط البحث لتركه والتخلي عنه وتحميل مسئوليته لجهة أخرى! لأن إغراء السيطرة عليه سرعان ما يتحول إلى كابوس من المتاعب المستمرة

أطرح هذه الفكرة:

محاولة أن أجدد الحوار والنقاش والتفكير بين أبناء قطاع غزة أولاً حول مصيرهم في قطاعهم الحزين، حتى لا تسرقهم الأوهام، وحتى لا تستعبدهم الكلمات الرنانة!.

ومنذ سنتين تقريباً:

عندما نفذت إسرائيل انسحابها الأحادي الجانب من قطاع غزة، وجدنا أنفسنا داخل القطاع بين حدّي مطرقة الوهم، الحد الأول الذي صور لنا أن قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي على مستوى الجيش والمستوطنين سيتحول إلى الجنة الموعودة! مما يذكرنا بحكاية بائع اللبن الذي أسرف في أحلام اليقظة حتى انكسر وعاء اللبن الذي يحمله فوق رأسه ليصحو من أحلام اليقظة على بشاعة الواقع! أما الحد الثاني فهو ذلك الوهم الذي صور لنا أن قطاع غزّة سيتحول إلى أرض المقاومة، إلى هانوي فلسطين، إلى ساحة هزيمة أمريكا وإسرائيل! ولأننا وقعنا بين حدّي الوهم، فإن النتائج هي ما نراه الآن، وما نعيشه الآن، قطاع مفصول عن محيطه الحيوي، محاصر ومعزول عن العالم، يكافح لكي يعيش لحظة بلحظة، تحت سقف من الهواجس والكوابيس، لا يملك قراراً في تفاصيل حياته اليومية، ولا يملك تصوراً لمستقبله! ولكن الأخطر من كل ذلك أن الجميع يتصرفون على أساس أنهم قاموا بواجبهم تجاهه خير قيام لمجرد أنهم يرسلون له لقمة الخبز! وهذا هو معنى القرار الدولي باستمرار المساعدات الإنسانية! والأكثر خطورة من كل ذلك أيضاً، أن أهل الشرعية ليسوا مستعجلين إطلاقاً، فمن وجهة نظرهم فإن قطاع غزة هو النموذج الأوضح للدلالة على أن حماس على خطأ! وأن أهل الانقلاب ليسوا مستعجلين إطلاقاً حيث قطاع غزة بالنسبة لهم هو الحصة الممكنة التي تجعلهم – كما يتخيلون – يقايضون العالم على شيء يملكونه في أيديهم!

والسؤال هو:

هل قطاع غزة يحتمل هذا النوع العجيب من الرهانات؟
وهل هو يحتمل هذا النوع الشاذ من الانتظار؟

إن أي نظرة موضوعية منصفة إلى قطاع غزة بعد شهرين من انفصاله الموضوعي، تشير إلى أن قطاع غزة يتحول إلى نموذج غير قادر على تلبية تصورات واحتياجات أي من الطرفين، لا احتياجات الشرعية ولا احتياجات الانقلاب! بل هو في وضعه الراهن ينفصل بالتدريج عن تلك التصورات والاحتياجات المتناقضة، ويتهيأ لإعادة إنتاج نفسه بطرق خارج توقعات الطرفين! بمعنى أن قطاع غزة الضيق المختنق وفاقد الأفق والأمل قد يتحول إلى كيان يتغذى على دمه، في الحصار الخانق، في الفقر المتصاعد، في العزلة المستمرة، في الأمن المصطنع، في السلام الاجتماعي الزائف، في الاتهام المسبق، في محاولات تأكيد الذات المهزومة، فإن كتلة بشرية محشورة حتى الاختناق سوف تعبّر عن نفسها خارج المعايير المعتمدة، وخارج السقوف المحتملة، في وضع كهذا فإن الموت يصبح مفردة عادية بغض النظر عن أشكاله، موت في مواجهة العدو أو موت في مواجهة الذات المأزومة! الموت يصبح مألوفاً، معترفاً بشرعيته، فرداً من أفراد العائلة الغزاويه، وواحدة من مفردات اليوم العادي! كل هذا يجري في مدة شهرين ليس أكثر، فتصوروا كيف ستكون الحال إذا توطدت صيغة الانتظار طويل المدى الذي يمكن أن تتعايش معه الشرعية الفلسطينية بالنسبة لقطاع غزة أو الذي يمكن أن تبني عليه حركة حماس تصوراتها وآلياتها وممارستها بالنسبة لمستقبلها في قطاع غزة!

قد يستاء البعض من رسم هذه الصورة القاسية! وأنا لا ألومهم، فعلى المستوى السيكولوجي – وهذا مجال تخصصي – فإن الناس عادة لا يحبون الاعتراف بما يزعجهم أو يعكر صفو طمأنينتهم الكاذبة، ولكن في نهاية المطاف يتوجب علينا أن نواجه الحقائق كما هي بدون كل تلك الألوان والظلال والرتوش! وانظروا على سبيل المثال، كيف أنه في شهرين فقط تضاءلت المطالب الفلسطينية إلى مجرد أعراس بلا مداهمات أو مسيرات بلا مواجهات، أو إلى مجرد انتظار اعتماد نتائج التوجيهي، أو قرعة الحج، أو استلام حقيبة ملابس بعد "سفر برلك" الخرافي من استاد العريش إلى معبر العوجا إلى معبر إيدز إلى مدينة الشيخ زايد ثم إلى البيت في قطاع غزة! تتضاءل المطالب خلال شهرين فقط فما بالكم إذا طال الانتظار إلى آخر النهار، إلى ما بعد المؤتمر الدولي، وإلى ما بعد الانتخابات المبكرة، والى ما بعد حكومة أولمرت ومجيء حكومة الليكود، وإلى ما بعد بوش ومجيء الإدارة الجديدة؟
هل يحتمل قطاع غزة هذا الانتظار ؟
هل يصلح قطاع غزة أصلاً لهذا الانتظار؟

ما رأيكم باعتماد هذا السؤال في أول سلم الأولويات، لنحاول معاً البحث عن إجابات شجاعة وليس إجابات مرضية.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراة الفلسطينيه انكسار في قلب المحنه
- اعلنت عليكم الرده
- السلام والخريف
- ما اعمق الجراح ؟
- الياس والامل
- ضخامه الاوهام والحقائق المره
- الفلسطينيون مشتاقون للفرح
- سان كلو على الطريق الفلسطينيه
- لا تكسروا رايه الحلم
- عوده الروح
- لا وقت للبكاء؟؟
- ضحايا في دور الجلادين
- الاعلام وتشويه الذات الوطنيه
- الاعلام وتشويه الذات الوطنيه 2
- البكاء على مجد ضائع
- الاصل والبديل!!
- المأزق ؟؟


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - هل غزة تحتمل الانتظار ؟