أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - ما اعمق الجراح ؟














المزيد.....

ما اعمق الجراح ؟


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجب أن نسجل بارتياح كبير , أن اللغة التي استخدمها تقرير لجنه التحقيق في أحداث غزه , هي لغة هادئة وموضوعيه ,وشجاعة في آن واحد , لغة فيها مسئوليه وليس فيها شماتة ,ولغة تهدف للإصلاح ولا تهدف للثار , لغة فيها قدر كبير من الحرص الوطني , وليست لغة لتأجيج الحالة وصب الزيت على النار ورش الملح في الجراح النازفة .

وهنا أريد أن أسجل احترامي للاحوه القائمين على لجنه التحقيق , الذين توصلوا إلى هذه الاستخلاصات والتوصيات , وهذه الصياغات الحريصة المتوازنة البعيدة عن الرغبة في الانتقام ,وبعيدا عن تأجيج النيران , ونكأ الجراح العميقة

ورغم كل ذلك :
وغم التوازن في الاستخلاصات والتوصيات واللغة , فان هذا التقرير سيحكم والى الأبد مصير ومستقبل كل الذين وردت أسمائهم فيه , في الموقع السلبي وموقع التقصير والتقاعص عن أداء الواجب , وفقدان ألقدره على التصرف , ولو بالحد الأدنى أولئك الذين سيطر عليهم الجبن والخوف , وانتفى عندهم الشعور بالمسئولية , أو الذين خادعوا في المسئولية
الوردية الكاذبة وحقائق أفعالهم المعاكسة , وخطورة التقصير إلى حد الخطيئة الوطنية الذي يتحمله بعض هؤلاء الواردة أسمائهم في تقرير لجنه التحقيق ,
نعم فانتم تحملون على كاهلكم كل المسئولية وقد استخدمتم كل الطرق والوسائل بما في ذلك الخداع بأبشع صوره , وقد كانت صوره المسئولية لديكم صوره للمغانم والأخذ بلا حدود
وليس العطاء , وهؤلاء اعتمدوا في سياساتهم على ازاحه الآخرين من زملائهم بدلا من مشاركتهم , وإنكار ومعاداة من خالفهم الرأي بدل الحوار النافع معهم , والانحياز إلى الذات الفردية الصغيرة أكثر من الانحياز إلى المشروع الوطني !
لدرجه أن بعضهم أنكر تاريخ الأخر كله , وأهمل المسيرة كلها ولم ينظر إلا إلى موضع أقدامه هو فقط , وعندما دقت الساعة لكشف الحقائق , وأزفت لحظه الاختيار , سكنهم الخوف , فوضعوا جلابيبهم في أسنانهم وولوا الأدبار , ولم يدركوا أن في الموضوع الوطني لا عاصم لهم من غضب شعبهم الذين ارتضوهم كارهين , وجراح من جرحوا , ومن عذبوا , وألام من نكثوا معهم العهد , وأين يفر إنسان من شعب شاءت له أقداره أن ينتشر في مشارق الأرض ومغاربها

فينما ولى هؤلاء المدانين فثمة عيون لشعبهم تتابعهم, وأيدي تلاحقهم, وتسد عليهم طريق الفرار.

أيها المدانون
لا تستهينوا باللغة الناعمة والهادئة والمتوازنة التي استخدمها التقرير , فان هذه اللغة التي تبدو في مظهرها عاديه وبسيطة ليست إذا نفذت فعلا , سوى صواعق تنهال على رؤوسكم ,
وكوابيس تنفجر في نومكم , واسئله تلاحقكم أينما ذهبتم

لماذا خنتم المسئولية , ولماذا خذلتم فتحكم وأمانتكم , بعد أن
استفردتم بكل شيء جشعا ,
وأخذتم ما ليس لكم طمعا
وا كلتم لقمه غيركم فجعا
حتى إذا جاء أوان العطاء , والثبات , والنزال وليتم الأدبار هلعا , وارتجفتم فزعا , ألا بئس ما أصغيتم إلى شياطينكم سمعا , وبئس ما شربتم من خمر أوهامكم ترعا , وبئس ما تواريتم عن أقداركم جزعا ,
وما كنتم إلا أنفسكم تظلمون
اعذروني فاني حزينة لا شامته , على مجد لي فيه مساهمه وعزه

وقبل كل ذلك وبعد كل ذلك:
فان الواجب الوطني, والوعي الوطني, يتطلب منا جميعا أن
لا نغوص بوحل ماساتنا إلى ما لا نهاية , وان نستمريء اباحه دماء بعضنا إلى ما لا كفاية ,
بل الواجب يدعونا أن نحمل المسئولية لمن يستطيع تحملها
ونضع العبي على ظهر من يقدر عليه, ونحمل الوزر لمن يستحقه _وان نفتح قلوبنا وعقولنا على حد سواء لبلسمه جراحنا الوطنية العميقة,

فاه ما أعمق الجراح
فلنبلور العظة مما حدث , ونحن نصنع قواعد البنيان , بان
نأخذ من الماساه جوهرها , ومن التجربة درسا مفيدا , وان نرفض ثقافة العبيد , ثقافة الذين يضعون أقدارهم في يد غيرهم ويرضون أن يكونوا كأنهم مقاوله , أن فشلت ضاع كل الرصيد ,
فتعالوا نتعاهد أن ننهض من كبوتنا , وان نشير أولا بأول إلى أخطائنا بلا خوف , حتى لا تتراكم وتتعمق فلا نستطيع التخلص منها , تعالوا نتبق مبدأ الاهنا الخالد " مبدأ الثواب والعقاب " وليس مبدأ الوصاية والشلة والأصحاب وأبناء العشيرة ,
تعالوا على مستوى الكل الوطني نستفيد من شجاعة هذا التقرير ومن أراده التغير الملموسة فيه , ومن قرار مواجهه أخطاء الماضي والذات , وان لا نبقى نختبئ وراء إنكار المسئولية , والتنصل منها , وادعاء البراءة , واللا معرفه ,
فان هذه الحالة الهروبية لا يلجا إليها إلا الكاذبون, والمنافقون, والضعفاء, الغير قادرين على تحمل المسئولية الوطنية

فتعلوا نبلسم جراحنا العميقة بالصدق والشجاعة ولثقة والأمل

والإيمان بالمستقبل .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الياس والامل
- ضخامه الاوهام والحقائق المره
- الفلسطينيون مشتاقون للفرح
- سان كلو على الطريق الفلسطينيه
- لا تكسروا رايه الحلم
- عوده الروح
- لا وقت للبكاء؟؟
- ضحايا في دور الجلادين
- الاعلام وتشويه الذات الوطنيه
- الاعلام وتشويه الذات الوطنيه 2
- البكاء على مجد ضائع
- الاصل والبديل!!
- المأزق ؟؟


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - ما اعمق الجراح ؟