أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الاصل والبديل!!














المزيد.....

الاصل والبديل!!


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدكتور عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، دبلوماسي من النوع الرفيع، له خبرة بالسياسة العربية، وهو عمل لسنوات طويلة في مراكز صنع القرار الدولية والإقليمية منذ أن كان سفيراً في واشنطن، ثم وزيراً للخارجية المصرية، ثم أميناً عاماً للجامعة العربية، التي جاء إليها وهو يوطد العزم على تغيير قواعد اللعبة في العمل العربي المشترك، من خلال تغيير آليات صنع القرار العربي! وكان يمني النفس بان العرب، الذين يكونون فيما بينهم النظام الإقليمي العربي، وأداته الرئيسية الجامعة العربية، قد ضيعوا الكثير من الوقت والإمكانيات، دون أن يتعلموا كيف يفرضون حضورهم، ، وحضور مصالحهم وتطلعاتهم المشروعة في قلب ضرورات النظام الإقليمي والدولي، وأنهم تركوا قضاياهم المركزية تتخاطفها القوى الإقليمية والدولية الأخرى وهم يتفرجون، لأنهم لم يهتدوا إلى الطريقة التي يديرون بها خلافاتهم دون تجييرها لمصلحة المتنافسين الآخرين، ولأنهم لم يهتدوا إلى الطريقة التي يصيغون بها قراراتهم الإستراتيجية بحيث تأخذ مصالحهم القومية الأولوية على خلافاتهم الصغيرة أو المفتعلة.

لا أريد أن استطرد حول النجاحات التي حققها هذا الدبلوماسي المتميز عمرو موسى منذ تسلم هذه المهمة الصعبة، مهمة الأمين العام للجامعة العربية، فيكفي أنه ناضل بشراسة لإقرار دورية انعقاد القمة العربية، وحيوية الاستجابة العربية للأحداث، ومشاركة الجامعة العربية في الحراك السياسي العالمي...الخ
ولكن هذه النجاحات قابلتها إحباطات كثيرة جداً، من أبرزها أن مفردات هذا النظام الإقليمي العربي كانت مستقطبة بالكامل في تجاذبات النظام الدولي السابق، وأنها بعد انهيار هذا النظام السابق تناحرت فيما بينها على رهانات هي أقرب إلى الأوهام، وأنها سلمت معظم أوراقها للولايات المتحدة الأمريكية، وأنها- رغم كثرة الحديث عن تطوير الجامعة العربية- لم تستطع أن تبني قواعدها الحقيقية على أرض الواقع، فظلت التجارة البينية متدنية، ونزاعاتها الحدودية يفصل بينها الآخرون، ولم تتمكن من بناء أداة أمنيه موحدة، وفي هذا الجو المحيط جاءت التطورات الداخلية في لبنان التي توشك أن تصل إلى تخوم الحرب الأهلية، لأن القوى المحلية اللبنانية ربطت نفسها بمحاور متصارعة في المنطقة، المحور السني والمحور الشيعي، السعودية ومصر والأردن في مواجهة إيران وسوريا، ودول في المنطقة تريد أن يكون لها دور ولو على حساب النظام الإقليمي العربي كله، وهكذا وجد عمرو موسى نفسه يواجه الفشل مرتين في لبنان على مدى شهرين لا أكثر ظلت بينهما الأزمة اللبنانية تراوح مكانها، وأطراف هذه الأزمة ينحدرون أكثر إلى الهاوية، والانفجارات والاغتيالات تتوالى، والاحتكاك بين الفرقاء ينذر باشتعال النيران.

لا أعتقد أن الأمور كانت مفاجئة للسيد عمرو موسى، فهو كان يتحاور ومن يعبد إلى السراي الحكومية مع البديل وليس مع الطرف الحقيقي، مع بدائل لا تصنع القرار وإنما تبلغ به لتنفذه، حيث القرار هناك في العواصم القريبة من بيروت والبعيدة عن بيروت ولكنه قطعاً ليس في بيروت، وعمرو موسى لم يكن متفاجئاً، والدليل على ذلك أنه حذّر الفرقاء اللبنانيين في المرة الأولى مما واجهوه على أرض الواقع بعد أسابيع، وحذرهم هذه المرة مما سيواجهونه بعد أيام، ولكن ماذا يفيد أن تحذر البديل الذي لا يملك من أمره شيئاً.

إن عمرو موسى وجد أن موقعه كأمين عام للجامعة العربية يفرض عليه بذل المحاولة، ولقد حاول بالفعل، وبروح قوية، وعقلية منفتحة، إنه رجل شجاع، له رؤية عرضها على الجميع، ولكنه لا يستطيع فرضها على الجميع!


أردت أن أقول ذلك:

ليس فقط من باب الإنصاف لهذا الدبلوماسي المتميز، والرجل الشجاع من رجالات العرب وهو السيد عمرو موسى، فتاريخ الرجل ينصفه خير إنصاف! ولكني فقط أريد أن ألفت الأنظار إلى هذا التشابه الكبير بين لبنان وفلسطين وأسأل السؤال الكبير:
هل ما حدث في غزة سيحدث في بيروت قريباً؟؟ وهل ما حدث في جنوب لبنان يحدث في غزة قريباً؟؟
هذه مجرد أسئلة تدور كلها حول هذه اللعبة السقيمة، لعبة الأصل والبديل.

د. فاطمة قاسم




#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأزق ؟؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - الاصل والبديل!!