أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - ظاهرة الشيب في الشعر العربي














المزيد.....

ظاهرة الشيب في الشعر العربي


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 03:45
المحور: الادب والفن
    


حظي الشيب بأفق مهم عند الناس ولاسيما الشعراء ومن الضروري ان نشير بشيء من التفصي عن تاريخ الشيب وعند من ظهر من الثابت في الروايات ان النبي ابراهيم (ع) اول من ظهر الشيب فيه فقال ما هذا يارب فقال له انه وقار فقال اللهم زدني وقارا وتسمي العرب كل كل رجل دب الشيب بلجيته بالشيخ ويقال هذا رجل كهل اذا وخط الشيب رأسه وهو في الثلاثين ويقولون هذا رجل مخلد اذا تاخر شيبه في الظهور وحث الرسول (ص) المسلمين على خضاب شيبهم في المعارك كي يراهم الأعداء شبابا اقوياء وقد قيل للرسول (ص) يوما قد اسرع الشيب اليك فقال (شيبتني هود واخواتها الحاقة والواقعة) وورد عن المسيح (ع) انه قال (فخر الشبان قوتهم وبهاء الشيوخ شيبهم )وعلى الأنسان الذي يحمل هذا الوقار والهيبة ان يتصرف بما يقتضيه حاله وان يحاسب حركاته وسكناته وفي ذلك صرح الشافعي بقوله ( احفظ لشيبك من عيب يدنسه / ان البياض كثير الحمل للبقع ) ويعيب الناس الرجل الأشيب المتصابي وقد عانى من ذلك الشاعر عرقلة الكلبي عندما صد عن فتاة جميلة بقوله( مارمت ذاك الظبي الا صدني / عن ساحتيه الشيب والأسلام / في وجنتيه جنة وجهنم / وبمقلتيه صحة وسقام ) وكتب غير واحد من الأدباء في الشيب فقد الف الشريف المرتضى كتابا اسماه ( الشهاب في الشيب والشباب ) وحذا حذوه في ذلك احمد بن علوية في رسالة اسماها ( الشيب والخضاب ) وكان الخليفة المأمون ينهى المغنين عن ذكر الشيب لتوجعه منه وقد يظهر الشيب عند الفتيان مبكرا ممن لايتناسب وظهور الشيب فيهم وهم في تلك الاعمار الصغيرة مما عدوه من الأمور القبيحة واشار بن خفاجة في ذلك بقوله ( فقلت الشيب في الفتيان عيب / كفى الأحداث عيبا ان تشيبا ) لاشك ان الحزن والقهر والحروب والهموم النفسية والأزمات من العوامل التي تساعد على ظهور الشيب وفي ذلك علل الشعراء وحتى الناس شيبهم الذي عسكر في رؤوسهم وورد عن عنترة قوله ( وقد لاقيت في عمري هموما / تشيب من له في المهد عام ) اما عروة بن الورد امير الشعراء الصعاليك وهو من شذاذ العرب فيعلل ظهور الشيب في رأسه من كثرة الوقائع ( الحروب) ( فما شاب رأسي من سنين تتابعت / طوالا ولكن شيبته الوقائع ) ثمة شعراء قد لاقوا الشيب بالترحيب والتحايات والأستئناس ولم يأبهو البتة ببقية الناس الذين يسبب لهم الشيب ازعاجا واضحا ونجد هذه الظاهرة عند الشعراء الذين عرفوا بتمسكهم الأخلاقي والتزامهم ومنهم الشريف الرضي الذي يقول ( قل لزور الشيب اهلا انه / اخذ الغي واعطاني الرشد ) اما البهاء زهير فقد حيا وسلم على الشباب الذاهب الى غير رجعة وعلى المشيب الآتي من غير ارتحال فهو ــ أي الشيب ــ هو الوارث الطبيعي للشباب فيقول ( سلام على عهد الشبيبة والصبا / واهلا وسهلا بالمشيب ومرحبا ) ولقد كره الشيب وبغضه الشعراء الذين اشتهروا بمعاقرتهم للخمرة والنساء وقد انكروه ولم يرحبوا به لأن الشيب وراؤه الموت فضلا عن كره النساء له في الرجال واعراضهن عنهم لأنهم قد اصبحوا شيوخا وفي ذلك يشير عمر بن ابي ربيعة بقوله ( ذهب الشباب وامسى الموت يخلفه / لامرحبا بمحل الشيب إذ نزلا ) اما عن اعراض النساء عنه فقد اعترف هو بذلك وقليلا مايعترف فقال معترفا ( رأين الغواني الشيب لاح بعارضي / فأعرضن عني بالخدود النواضر ) ومن الطريف ان يصرح الأعشى بأن حبيبته بأن حبيبته قد انكرته ولم تعد تعرفه فصدت عنه لشيب وصلع الما براسه فقال ( وانكرتني وماكان الذي نكرت / من الحوادث الا الشيب والصلعا ) ومن الشعراء من بادر الى ترك النساء والخمر وتاب بعد ان شاب رأسه فلم يجد من المناسب وهو في هذه الحالة ان يسلك سلوك الصبيان ومنهم عرقلة الكلبي الذي يقول ( وقد انساني الشيب الغواني فلا / سعدى اريد ولاسعادا ) وفطن ابو نواس لذلك ونصح الشبان بأن يستغلوا ايامهم ويعيشوا وقتهم باللعب واللهو قبل ان يداهمهم المشيب فقال ( بادر شبابك قبل الشيب والعار / وهزهز الكأس من بكر لأبكار/ يقولون في الشيب الوقار لأهله / وشيبي بحمد الله غير وقار ) ومن الناس من يعمد الى اخفاء شيبه كي يبدو اصغر من عمره فقد عاب الشعراء ذلك فهذا المعري الذي جهر بجهالة من يصبغ شيبه لأن الله هو الذي اعطاه هذه فيشير الى ذلك بقوله ( اذا قلت ان الشيب لله صبغة / فقد ضل بادي الغي للشيب صانع ) بل عد المعري الرجل الذي يصبغ شيبه اشبه بالمزوركما في بيته( اذا طلع الشيب الملم فحيه / ولاترض للعين الشباب المزورا ) ولأبي العتاهية رأي آخر فهو ينصح الذي يستر شيبه بالحناء خوفا من ظهور الشيخوخة وتجليها فيه عليه بالمقابل ان يعمل لستر رأسه من نار جهنم بالاعمال الصالحة والدعاء الى الله وفي هذا المعنى اشار ( ياخاضب الشيب بالحناء تستره / سل المليك له سترا من النار) وتروي كتب الأدب ان جماعة من اصحاب الشاعر صفي الدين الحلي نصحوه بصيغ شيبه فاجابهم (قالوا اخضب الشيب فقلت اسكتوا / فان قصد الصديق من شيمي ) وخلاصة القول وصفوته هو ماذهب اليه ماليء الدنيا وشاغر الناي ابو الطيب المتنبي فقد اشار بأن الشباب شباب الروح كما في البيت الذي يقول فيه ( وشيخ في الشباب وليس شيخا / يسمى كل من بلغ المشيبا ) ويقول في موضع اخر ( وفي الجسم نفس لاتشيب بشيبه / ولو ان مافي الوجه منه حراب ) وبعد فأن موضوع الشيب قد يعد ظاهرة تستحق الدرس والتمحيص والتحليل لاسيما اذا درست وقورنت مع الآداب الأخرى لبقية الشعوب ورؤيتهم للشيب فقد اوردنا الأبيات على سبيل المثال لاالحصر على سبيل سوق الامثلة فقط اذ لايوجد شاعر تقريبا لم يذكر الشيب ولم يتغنى به .



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب وين طنبورة وين
- وفي الليلة الظلماء يفتقد عضو مجلس النواب
- على حافة الابداع
- المسألة الزنبورية
- الجامعة العراقية اليوم تعطي شهادة ولاتعطي علما
- السرد في قصة صاحب الاسمال
- خارج نطاق التغطية
- الأستشهاد الثقافي القضية والراي
- جدلية الأسم والمسمى
- الاستشهاد الثقافي القضية والراي
- السرد في صاحب الاسمال
- نيرون لم يحرق روما مسرحية من مشهد واحد
- اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح
- السيجارة في الادب العربي
- نظرة حول ظاهرة البكاء في الشعر العربي
- استجابة المتلقي للنثعيرة
- نحو مقالة عراقية ساخرة
- هل غادر الشعراء؟
- الغائب عن ذهن الشاعر
- تحذير


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - ظاهرة الشيب في الشعر العربي