أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مثنى كاظم صادق - المسألة الزنبورية














المزيد.....

المسألة الزنبورية


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 06:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الناس على دين ملوكهم والتاريخ يكتبه الطغاة فعلى سبيل المثال لا الحصر صحفت كلمة ( سامراء ) من (ساء من راى ) الى (سر من راى) اكراما لعيون الخليفة العباسي الذي ضعفت خلافته بسبب المد التركي مما اضطره الى نقل خلافته من بغداد الى سامراء اذ بنى قصوره وسجونه ومخادع جواريه الحسان ولايهمه من امر الدنيا الا ديمومة هذا الملك فصارت تسمى مملكته الجديدة ( ساء من راى ) تعبيرا عن الشعور المأساوي الحزين الذي آالت اليه خلافة الاسلام بسبب المد التركي وتغلغلهم في صفوف الجيش والدولة وانشغال الخليفة بحفلات الرقص والغناء حتى قال الشاعر ( ضاعت خلافتكم ياناس فالتمسوا / خليفة الله بين الناي والعود ) وقال شاعر آخر ( خليفة في قفص / بين وصيف وبغا ) ( يقول ماقالا له / كما يقول الببغا ) ولأن التاريخ يكتبه الطغاة كما اسلفنا وردت الينا الحقائق مشوهة ومشبوهة وغير منطقية البتة بل حتى فيها تناقض واضح حتى نا كثيرا من الباحثين قد دعوا الى قراءة التاريخ لا الى كتابته من جديد . من الجدير بالذكر ان نشير الى المحاولة الجادة والناضجة لهذه القراءة في التاريخ وهي ماقام به العلامة الفهامة علي الوردي الذي قرأ التاريخ من وجهة نظر علم الاجتماع وعلم النفس الا ان هذه الدراسات قد ظلت لزمن طويل مخبوءة ومنعت لأنها قد تبلبل العقول النائمة وتنفض من عليها التراب وتجعلها تفكر . لقد تعمد الحكام الذين اختلفت تسمياتهم وتشابهت اساليبهم في الظلم والطغيان الى زرع الغل والحقد والكراهية على القوميات الاخرى التي دخلت في دين الله افواجا والغائها من الوجود وشطبها من السلم الاجتماعي والقيم الانسانية واعتبارهم مواطنين من الدجرة الثانية لأنهم ليسوا عربا !! مع ان الاسلام دين اممي وليس دينا قوميا كاليهودية وما ثورة الزنج التي قامت في البصرة ابان العصر العباسي الا ثورة وصيحة من اجل الحرية التي طمطمت بدهاء سياسي كبير من الدولة القائمة انذاك خوفا من الفضيحة وما هجاء الكثير من الشعراء للعرب الا نتيجة طبيعية لسوء معاملة القوميات المسلمة الاخرى التي اطلقت على نفسها (اهل التسوية) مطالبة بالعدالة والمساواة واطلقت عليهم الحكومات المتتابعة ( اهل الشعوبية ) وجندت ضدهم كتاب التاريخ والادب كي يردوا عليهم ويشوهوا صورهم عبر التاريخ لذا فقد اتجهت هذه القوميات الى طلب العلم والمعرفة من فقه وادب ولغة حتى برعوا فيها فارتفع كعبهم وسطع نجمهم وبدا التقتيل فيهم بحجة او باخرى ولقد برز في النحو العربي ( القواعد) مرجع اللغة العربية وامامها ومعنى كلمة سيبويه بالفارسية ( رائحة التفاح ) فقد جاء به اهله وهو طفل صغير الى الكتاتيب كما هي العادة كي يتعلم الحديث وفي يوم ما ارتكب خطأ املائيا بسيطا كما هو حال الطلبة مما جعل معلمه او شيخه خلافا عن بقية الطلبة فقال له ( يافارسي اما تحسن الكتابة ) فحزت هذه الكلمة في نفسه لأنه شعر بالتفرقة لعجمته فكسر القلم وقال لمعلمه ( والله لأطلبن علما تحسدونني عليه انتم العرب) وفعلا اصبح سيبويه اماما في النحو واللغة ومرجعا كبيرا فيها وهو اول من الف كتابا في قواعد اللغة العربية واطلق عليه كتاب سيبويه فقد قال في حقه المبرد ( من اراد ان يؤلف كتابا بعد سيبويه في النحو فليستح ) وكانوا يلقبون كتابه بالبحر نظرا لما يحتويه من غزارة العلم ولك يكفوا عن احتقاره حسدا وبغضا من ناحية ولعجمته من ناحية اخرى حتى جيء به الى مجلس وزير الخليفة كي ينتقصوا منه فقالوا له ( قالت العرب قد كنت اظن ان لسعة العقرب اشد من لسعة الزنبور فإذا هو هي أم فاذا هو اياها ) فانكر سيبويه وقال الصحيح ( فاذا هو هي ) والدليل قوله تعالى ( فاذا هي حية تسعى ) وقوله تعالى ( فاذا هي بيضاء للناظرين) ولايجوز النصب فقالوا نحن نقول غير ذلك واحتدم النقاش الى ان اتوا ببعض الاعراب الفصحاء الذين كانوا قد اخذوا الرشوة مسبقا لكي يشهدوا ضد سيبويه زورا وبهتانا فشهدوا ضده فقالوا ( القول ماقال خصوم سيبويه ) فطلب سيبويه من الشهود ان ينطقوا الجملة الخطئة لأنه يعلم ان العربي القح الفصيح لايستسيغ لسانه النطق الخاطيء الا انهم لم يفعلوا ذلك فالزمته الحمى ثلاثة ايام ومات وهو لم يبلغ الخامسة والثلاثين من العمر واطلقت على هذه المسالة بــ ( المسالة الزنبورية ) ومن خلال المسألة الزنبورية نود ان نشير وننصح الا يتخذ الانسان الهه هواه وان ينبذ العصبية والحقد على الاخر لأنه من قومية اخرى او من معتقد اخر لأن هذه الامور هي جعل رباني فالانسان غير مختار فيها لأنه يولد من تلك القومية وتلك او من تلك الطائفة وهكذا دواليك فجميعنا لآدم وادم من تراب .



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العراقية اليوم تعطي شهادة ولاتعطي علما
- السرد في قصة صاحب الاسمال
- خارج نطاق التغطية
- الأستشهاد الثقافي القضية والراي
- جدلية الأسم والمسمى
- الاستشهاد الثقافي القضية والراي
- السرد في صاحب الاسمال
- نيرون لم يحرق روما مسرحية من مشهد واحد
- اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح
- السيجارة في الادب العربي
- نظرة حول ظاهرة البكاء في الشعر العربي
- استجابة المتلقي للنثعيرة
- نحو مقالة عراقية ساخرة
- هل غادر الشعراء؟
- الغائب عن ذهن الشاعر
- تحذير
- يوتوبيا المعري
- السجن في الرواية العربية المعاصرة
- إشكالية القيادة بين المثقف والجاهل في المنطقة العربية العرا ...
- الأحاجي في الادب العربي


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مثنى كاظم صادق - المسألة الزنبورية