أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - نيرون لم يحرق روما مسرحية من مشهد واحد














المزيد.....

نيرون لم يحرق روما مسرحية من مشهد واحد


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 06:27
المحور: الادب والفن
    


المكان : مطلق الزمان : كذلك الحاضرون : نيرون (المتهم)/ الشعب (المشتكي)/ القاضي /المحامي/ المدعي العام / رجل دين / مؤرخ / متفرجون
ترفع الستارة ... صمت عميق .. الكل موزع حسب مكانه المخصص .. المسرح قليل الضوء يمكن من خلاله رؤية اشخاص المسرحية .. الكل خائف يترقب ينتظر ولااحد يستطيع التكهن بالنهاية .
القاضي ( معدلا نظارته التي نزلت على ارنبة انفه نتيجة انهماكه بقراءة أوراق كثيرة امامه ): ليدخل الشعب وليقل ماعنده فنيرون في القفص الآن وسنحكم ضمن مالدينا من أدلة .
الشعب (يدخل ..يخط أرجله التي اتعبتها الاعوام غير مصدق مايرى بصعوبة نطق وقال ): نيرون احرق روما نيرون قتل ابناءنا نيرون جوعنا نيرون شردنا نيرون اخذ انسانيتنا نيرون نيرون نيرون ..
نيرون (ينهض بملامحه الحادة القاسية ) يا......
الشعب (يرتجف يخاف عند سماعه الكلمات النابية ): صمت مطبق
القاضي :( مؤشرا لنيرون بالجلوس).
نيرون :(يجلس غاضبا)
المحامي : الشعب مخطيء ولطالما يخطيء الجياع نيرون لم يحرق روما هؤلاء مجانين مهرطقين سفسطائيين لايوجد منهم من راى نيرون يحرق روما بنفسه.
القاضي:( مخاطبا الشعب) هل من احد منكم راي نيرون يحرق روما بنفسه ؟
الشعب : كلا طبعا لأن له من ينفذ اوامره بلذة فهم يشبهونه بالطباع ومااكثرهم فقد استطاعوا ان يدمروا المدينة بالكامل ليس فقط المدينة بل انسان المدينة ايضا .
المدعي العام : (مخاطبا المحكمة) : نيرون احرق روما فقد استخدم جلاوزته في تنفيذ مآربه ونزواته .
المحامي( معترضا): سيادة القاضي وكما تعرف ان حاكم قوي يرغب بدوام ملكه يجب ان يقتل الكثير الكثير فالغاية تبرر الوسيلة كما يقول المبدأ الميكافيلي .
القاضي(ملتفتا الى نيرون ليستمع له ) : انا نيرون بالدم وصلت الى الحكم وبالدم سابقى فيه وبالدم ساخرج منه ....
الشعب( معترضا ومتسائلا) : هذا لا يجوز ليس هنالك من قانون يبيح الصعود الى الحكم بالدم والقتل وهل ترضى المحكمة الموقرة هذه الفلسفة للبشرية بالدم يحكم الحاكم وبالدم يبقى وبالدم يذهب ؟
نيرون (يجيب وبصوت عال): انا لست مجرما انا لست مجرما لم ارتكب الجرائم بيدي هل هناك شهود اجلبوا كل القتلى كي يشهدوا إن كنتم صادقين .
الشعب (ملتفتا الى القاضي) : وهل يشهد الموتى بعد موتهم ؟
المدعي العام :(ينهض موجها كلامه للمحكمة) سيادة المحكمة الموقرة نحن لانستطيع الاتيان بالشهود الموتى ولكن هنالك الكثير من الدلائل على ظلم نيرون واحراقه روما ...
القاضي (يطلب من رجل الدين التكلم كشاهد)
رجل الدين ( يلوذ بالصمت مطرقا الى الاسفل )
القاضي (يطلب من المؤرخ ان يتكلم كشاهد)
المؤرخ (يهيء كتب التاريخ امامه) : حضرة القاضي من وجهة نظري ان التاريخ يكتبه الطغاة الاقوياء فلولاهم لما استطعنا ان ندون شيئا من المعارك والقتل والسلب والنهب فنحن نمجد اعمالهم لكي نعيش .
القاضي (مشيرا الى المحامي لكي يتكلم)
المحامي : نيرون ليس مجرما ان الذي يقتل عشرة يسمى مجرما سفاحا اما الذي يقتل الملايين فيسمى قائدا عظيما هذا ماتعلمناه وسنعلمه للأجيال
تضج المحكمة بالصياح والهمهمات يسود المحكمة ظلام دامس لااحد يرى الاخر
القاضي ( مستخدما المطرقة عدة مرات طالبا من الحاضرين السكوت لأصدار الحكم )
القاضي (هامسا ملتفتا ذات اليمين وذات الشمال ) يتنحنح (احم احم ) استنادا الى الصلاحيات المخولة لنا قررنا بما هو آت : نيرون لم يحرق روما لعدم كفاية الادلة لذا يطلق سراحه ويرجع الى عهده قائدا عظيما يقتل الملايين لكن عليه ان يغير اسمه وشكله رفعت الجلسة .
نيرون ( يخرج من القفص يتبعه كل من المحامي والمؤرخ ورجل الدين يسوقون الشعب بالسوط يخرج نيرون من قاعة المحكمة يلتفت الى القاضي يصرخ بأعلى صوته ( يحيى العدل يح..يا..الع..دل) يغلق الباب بشدة
ملاحظة : الستارة لاتريد ان تنزل !!!



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح
- السيجارة في الادب العربي
- نظرة حول ظاهرة البكاء في الشعر العربي
- استجابة المتلقي للنثعيرة
- نحو مقالة عراقية ساخرة
- هل غادر الشعراء؟
- الغائب عن ذهن الشاعر
- تحذير
- يوتوبيا المعري
- السجن في الرواية العربية المعاصرة
- إشكالية القيادة بين المثقف والجاهل في المنطقة العربية العرا ...
- الأحاجي في الادب العربي
- شكسبير ام شيخ زبير
- المقاهي والأدباء


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - نيرون لم يحرق روما مسرحية من مشهد واحد