أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - السجن في الرواية العربية المعاصرة














المزيد.....

السجن في الرواية العربية المعاصرة


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1969 - 2007 / 7 / 7 - 11:05
المحور: الادب والفن
    



" لم يخلق الأنسان للهزيمة الأنسان قد يدمر لكنه لايهزم " ارنست همنجواي ـــ الشيخ والبحر ـــ من الاهمية بمكان ان نعرف بان السجن كان ومايزال وسيبقى ذلك المكان المقيت للأنسان بموقعه الخالص والمؤلم في الشعر العربي والعالمي قديما وحديثا ولقد وردت الينا الكثير من القصائد التي قيلت في السجن الا ان سوقها هنا ليس في محله . شرق المتوسط احدى اروع الروايات التي ذاع صيتها في العالم العربي وهي للكاتب الروائي عبد الرحمن منيف ولقد كان للسجن حصة كبيرة في هذه الرواية فقد قصت لنا احداثا مرعبة في السجن يمر بها شخص اسمه ( رجب ) . يمكننا القول ان وصف المكان هو عبارة عن تصوير فوتغرافي له لكن هذا لايعني ان فائدة المكان تكمن في جعله بروازا للتجميل ( لأن العالم الخارجي للشخصية يؤثر ويغير عالم الشخصية الداخلي )(1) ولهذا فلو اخذنا السجن باعتباره المكان الذي حل فيه (رجب) لسنوات عديدة لوجدناه ــ أي السجن ــ قد ظهر لنا من خلال الرواية انه يحتوي على باحة ومكتب وقبو ( سجن انفرادي ) والسجن ( الغرفة ) التي ينام فيه بطل الرواية وزملاؤه مع اضاءة عابرة لمحتويات هذا السجن فوصف السجن هنا عند الكاتب ليس مفصلا بل اكتفى بتسمية المحتويات دون الخوض في التفاصيل بل كان وصفهعاما عابرا فلم يذكر منه سوى ساعة الحائط وضوء اخضر متدل من فوق وطاولة واوراق ومقعد من دون الدخول في شكلها وتفاصيلها اما الغرفة في السجن التي ينام فيها بطل الرواية وزملاؤه فيكتفي الكاتب بذكر صفيحة البول والضوء الخافت المنسكب من الاعلى ومن بساطة هذه الاشياء تتولد الايحاءات والدلالات المتعددة ولاسيما لـــ ( عكس حقيقة الشخصية ومن جانب اخر نفسر طبيعة المكان الذي ترتبط به)(2)لأن هذه الأشياء لها علاقة بالحالة ( الجوانية ) لبطل الرواية فهي تقترن شرطيا بما سيشاهده في بيت اخته ( انيسة ) عند خروجه من السجن فيتذكر ساعة السجن والوقت الذي يقومون فيه بممارسة حفلات التعذيب اما المكان الوحيد في السجن الذي اطنب في وصفه الكاتب فهو القبو الانفرادي لما له من هيمنة على بطل الرواية فقد احدث هذا القبو عندما وضعوه فيه سيولة ذهنية انثالت عليه وولدت فيه شعورا رهيبا بالوحدة جعلته يداعب الحشرة التي مرت من امامه ويهتم بالتفاصيل الصغيرة لشغل الفراغ ( كان القبو صغيرا لدرجة ان ثلاثة اشخاص لايمكن ان يناموا فيه اما الجدران والسقف فقد كانت متقاربة لزجة والنافذة الصغيرة التي تشبه شقا كانت تستقبل ضوءا باهتا ينزلق اليها من ارض الحوش )(3) فضلا عن وصف دقيق جدا لدرجات القبو العشرة وبعبارة اخرى فقد استرسل الكاتب في وصف اماكن السجن التي لها فائدة في بناء الشخصية ودفع الحدث الى الامام ولقد ارجع اندريه مايكل عدم الاطناب في الوصف الروائي والاكتفاء بالاساسيات الى ان الكاتب يظهر من خلال هذا احتجاجا منهجيا على الاشياء ويثور عليها (4) في هذه الرواية يجعلك الكاتب عبد الرحمن منيف تعيش مع بطله ( رجب) اللحظات المريرة التي عاشها في السجن وان تشعر بذلك المذاق الحزين واللذيذ الذي تخلفه الرواية عند قرائتها .
(1) في الايقاع الروائي , احمد الزغبي , ص 9
(2) بناء الرواية , سيزا القاسم ص 84
(3) شرق المتوسط , عبد الرحمن منيف ص 85
(4) بناء الرواية , سيزا القاسم ص 101



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية القيادة بين المثقف والجاهل في المنطقة العربية العرا ...
- الأحاجي في الادب العربي
- شكسبير ام شيخ زبير
- المقاهي والأدباء


المزيد.....




- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - السجن في الرواية العربية المعاصرة